‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة الطاقة النظيفة في اليمن الطاقة النظيفة في اليمن؛ توجّهٌ جديدٌ للحصول على الكهرباء

الطاقة النظيفة في اليمن؛ توجّهٌ جديدٌ للحصول على الكهرباء

صوت الأمل – ياسمين عبدالحفيظ

تكمن أهمية الطاقة النظيفة في أنّها غير قابلة للنفاد، إضافة إلى أنّها لا تشكّل أيَّ خطر على البيئة والمياه، فجميع مصادرها طبيعية، وتعمل دون حدوث انبعاثات سامة وخطيرة تؤدي إلى انتشار العديد من الأمراض، مثل السرطان والأمراض العصبية والنفسية وأمراض القلب، وغيرها من الأمراض المزمنة. بعكس الوقود الأحفوري الذي يتم استخدامه في توليد التيار الكهربائي، والذي يوجد في مناطق معينة من العالم، وتتحكم به دول معينة دون غيرها.

تشمل الطاقة النظيفة: طاقة الرياح، والطاقة الشمسية، وطاقة الأمواج، والطاقة الحرارية، والطاقة الإحيائية وغيرها، ولأنّها متاحة دائمًا، فقد شجعت العديد من دول العالم على استغلالها للتخفيف من استهلاكها للوقود من الغاز والبترول والفحم، التي تستخدم كمصدر للحصول على التيار الكهربائي المتردد.

ما الطاقة النظيفة؟

يقول صلاح السروري (رئيس قسم الصيانة والخدمات في الشركة اليمنية للاستثمارات النفطية والمعدنية): “الطاقة النظيفة هي الطاقة التي يتم توليدها من مصادر طبيعية لا تنضب، والتي تطلق كميات ضئيلة أو معدومة من الغازات الدفيئة أو الملوثات الأخرى، ويمكن تعريفها أيضًا بأنّها الطاقة التي يتم توليدها من مصادر طبيعية يمكن تجديدها بمعدل أسرع من معدل استخدامها”.

يواصل حديثه لصحيفة صوت الأمل: “وتشمل مصادر الطاقة النظيفة المتجددة ما يأتي: الطاقة الشمسية وهي الطاقة التي يتم توليدها من أشعة الشمس، وطاقة الرياح وهي التي يتم توليدها من حركة الرياح، والطاقة الكهرومائية وهي التي يتم توليدها من حركة المياه، والطاقة الحيوية وهي التي يتم توليدها من المواد العضوية، مثل النفايات”.

ويتابع السروري قائلًا: “إضافة إلى الطاقة الحرارية الأرضية، وهي الطاقة التي يتم توليدها من الحرارة الموجودة داخل الأرض”. موضحًا: “وهذه مستخدمة في عدة دول، ويمكن استخدامها واستثمارها في منطقة تهامة، وهي تعتمد على الحرارة المخزنة في باطن الأرض على عمق أربعة آلاف متر تحت الأرض، تشبه عمق حفر آبار النفط؛ إذ الحرارة عند هذا العمق تتجاوز أحيانًا 180 درجة مئوية، ويتم توليد الكهرباء منها، وهذه ممكنة في محافظة الحديدة”.

الفوائد

يؤكد السروري في حديثه أنّ الطاقة النظيفة المتجددة تتميز بالعديد من المزايا، منها أنّها مصدر متجدد غير قابل للنفاد، إلى جانب أنّها لا تطلق كمية من الملوثات التي تتسبب في حدوث خطر كبير على صحة الإنسان والمخلوقات الأخرى على الأرض؛ أي ليس لها آثار سلبية على البيئة.

مضيفًا: “أنّها تتمتع بإمكانية التوسع، ممّا يعني أنّه يمكن زيادة إنتاجها بسهولة لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة، ولذلك، فإنّ الطاقة النظيفة المتجددة هي مصدر الطاقة المستقبلي، إذ تسهم في حماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة”.

وأفاد تقرير أممي بعنوان: (الطاقة المتجددة – مستقبل أكثر أمانًا) أنّ الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة بدلًا عن الوقود الأحفوري المتمثلة في النفط والغاز والفحم، سوف يسهم في انخفاض انبعاث الغازات، منها غاز ثاني أكسيد الكربون، وغازات أخرى تؤدي إلى حدوث آثارٍ تغيّر المناخ.

وأشار التقرير أنّ الاعتماد على الطاقة المتجددة سوف يسهم في توفير ما يقارب 65٪ من إمدادات الكهرباء في العالم، وذلك بحلول العام 2030م، إضافة إلى أنّه سيزيل انبعاثات غاز الكربون من الطاقة بحلول عام 2050م بنسبة 90٪ من قطاع الطاقة.

التقرير نفسه أشار إلى أنّ استخدام الطاقة المتجددة عنصر مهمٌّ في تجنب تلوث الهواء، جراء استخدام الوقود في إنتاج الكهرباء؛ كونه مسهمًا في التسبب في خطر بيئي يهدد صحة الإنسان. وذكر أنّ أكثر من 13 مليون حالة وفاة في العالم كل سنة سببها تلوث الهواء ومخاطر بيئية أخرى.

وجاء في التقرير نفسه أنّ استخدام الوقود الأحفوري في إنتاج الطاقة تسبب في العام 2018م في تلوث الهواء؛ ممّا أدى إلى تكاليف صحية واقتصادية تقدر بقيمة 2.9 تريليون دولار؛ أي ما يعادل 8 مليارات دولار في اليوم، وهذه الخسائر يمكن تجنبها باستهلاك الطاقة النظيفة.

التقرير أكد أنّ الطاقة المتجددة توظف العديد من الأيادي العاملة، وأنّ في العام 2030م سيتم توظيف ما يقارب 14 مليون وظيفة في مجال الطاقة النظيفة، بالإضافة إلى أنّ الصناعات المرتبطة بهذا الجانب ستوظف حوالي 16 مليون عامل.

وعن الاقتراحات التي من شأنها أن تساعد على توسع اعتماد الطاقة المتجددة، يقول عبد الحكيم جبل (عامل في إصلاح أدوات الطاقة الشمسية): “ينبغي تخفيض الجمارك التي تفرض على أجهزة الطاقة الشمسية بمختلف أدواتها؛ حتى يتمكن الجميع من شرائها، وتوفير كافة الأجهزة التي تعمل بنظام الطاقة الشمسية”.

ويتابع: “يجب توفير أدوات المنظومة بشكل متكامل حتى يتسنى لكل أسرة الاعتماد على الطاقة الشمسية في كلّ احتياجاتها، وتشغيل المشاريع كافة، وخاصة مشاريع المياه، وكل ما له ارتباط بمجالات الحياة”. مؤكدًا: “أنّ الطاقة الشمسية هي أفضل طاقة بديلة من حيث التكلفة، وأكثرها أمنًا وسلامة”.

حول الطاقة النظيفة

 منير المقطري، مدير العلاقات العامة بوزارة الكهرباء في تعز، يقول: “لعبت الطاقة النظيفة دورًا كبيرًا في اليمن، فقد عملت مشاريع الطاقة الشمسية على توفير المياه، وأسهمت بالتخفيف من معاناتهم في هذا الجانب، لا سيّما في مدّة انقطاع التيار الكهربائي في البلاد، وما لحق هذا القطاع من أضرار كبيرة نتيجة الصراع، وقد اعتمد عليها المواطنون بشكل كبير، سواء في المدن أو الأرياف، وكذلك مشاريع تشغيل الكهرباء للمدن السكنية، ومشاريع التنمية بالبلاد”.

ويتابع: “كذلك أُنشئت محطات لتشغيل الكهرباء بالمدن عبر الطاقة الشمسية، منها مشروع توليد 129 ميجا، يتمُّ في مدينة عدن، وما زال العمل جاريًا فيه، ومحطة 20 ميجا في مدينة المخا، وهي شبه جاهزة، والخطّة توسعت إلى 150 ميجا؛ إذ إنّ مساحة الأرض قد خصصت لذلك المشروع مع التوسعة”.

مواصلا حديثه: “وهناك طاقة الرياح؛ إذ يتمُّ التجهيز للبدء بمشروع في مدينة المخا، وهناك محطة للطاقة الشمسية في مدينة الحديدة، وقد دخلت الخدمة بقدرة 20 ميجا، إلى جانب عدة محطات سيتم البدء بتنفيذ مشاريعها بمختلف أنحاء الجمهورية، وقد تمَّ عمل الدراسات لها”.

مؤكدًا أنّ هذه المحطات ستقدم خدمة كبيرة للمجتمع، وسوف تسهم بالتخفيف من معاناة الناس، كما ستساعد في عملية التنمية في البلاد.

ويرى أنّ الطاقة النظيفة أصبحت هي البديل للطاقة عبر الديزل؛ كون نفقة الديزل التشغيلية كبيرة؛ إذ يباع سعر الكهرباء بكلفة أكبر، ويمكن توفير الكهرباء من خلال الطاقة النظيفة وبكلفة منخفضة، ممّا سيسهم في تحسين مالية هذا القطاع، والحد من الحاجة إلى دعم الطاقة.

ويضيف في حديثه: “تعدُّ إقامة هذه المشاريع في اليمن ضروريّة؛ كونها سوف تعمل على حل مشكلة الطاقة بشكل نهائي، ويمكن تطويرها من خلال عدة مقترحات؛ منها إدخال القطاع الخاص في هذا المجال المهم؛ كونه يمتلك الإمكانيات التي تؤهله لعمل مشاريع عملاقة تسهم في التخفيف من معاناة الناس”.

مؤكدًا على أنّ القطاع الخاص أسهم بشكل كبير في توليد الطاقة النظيفة، وقام بالتخفيف عن كاهل الدولة، التي تعاني في هذه المرحلة من شحّة الموارد والإمكانيات التي تؤهلها لتطوير هذا الجانب؛ وذلك بسبب الصراع القائم بالبلاد. يتفق مختصون في مجال الطاقة أنّ اليمن يمتلك مستويات عالية من الإشعاع الشمسي، ومتوسطًا عاليًا من ساعات السطوع الشمسي اليومي على مدار السنة، ولأنّ الطاقة الشمسية تعدُّ بديلًا مناسبًا ومجديًا من حيث الكلفة، ما يدعو إلى أهمية استغلالها في توليد الكهرباء؛ لحلّ مشاكل البلاد من الطاقة، إلى جانب وجود مناطق تمتلك موقعًا إستراتيجيًّا لاستثمار طاقة الرياح.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

91.9% من المشاركين في الاستطلاع يرون أن من المهم بدء الاعتماد على الطاقة النظيفة لتحقيق تنمية مستدامة في اليمن

صوت الأمل – يُمنى أحمد الطاقة النظيفة شكل من أشكال الطاقة المستدامة التي تُولّد من مصادر ط…