‫الرئيسية‬ استطلاع 43% يعتقدون أن تنوع المطبخ اليمني أسهم بشكل مباشر في تعزيز التماسك المجتمعي اليمني

43% يعتقدون أن تنوع المطبخ اليمني أسهم بشكل مباشر في تعزيز التماسك المجتمعي اليمني

صوت الأمل – يُمنى أحمد

تلعب الأطعمة الشعبية دورًا هامًا في تعزيز الهوية الثقافية للشعوب؛ فهي تعكس التاريخ والتقاليد والقيم الاجتماعية، وتمثل رمزًا حيًا للثقافة المحلية. وعند تناول هذه الأطعمة، يتم تذوق التراث الثقافي والتعرف على قصص الأجداد؛ فالمأكولات الشعبية تحمل في طعمها وروائحها القصص التاريخية والتطور. بالإضافة إلى ذلك، تعزز الأطعمة الشعبية التواصل والترابط الاجتماعي؛ فعند تحضير الأطعمة الشعبية، غالبًا ما يشارك الأفراد في عملية الإعداد والطهي، ويتبادلون الأفكار والمعرفة فيما بينهم، مما يعزز الروابط العائلية والاجتماعية. وعندما يتناولون الطعام معًا، يتعزز التواصل والتفاعل بين الأفراد.

اليمن بطبيعته بلدٌ غني بالثقافة والتاريخ والتنوع، ينعكس هذا في المطبخ اليمني وتراثه؛ إذ من الممكن، وبكل وضوح، رؤية التنوع في المطابخ اليمنية؛ فلكل محافظة أطعمتها الخاصة والمتنوعة. كما أن تراث الطهي اليمني أسهم بشكل كبير في تعزيز تماسك النسيج المجتمعي اليمني؛ حيث استطاعت المأكولات الشعبية اليمنية جمع كل فئات المجتمع اليمني على مائدة واحدة بغض النظر عن أي اختلافات أخرى.

استنادًا على ما سبق، أجرت وحدة المعلومات واستطلاع الرأي في “يمن انفورميشن سنتر” استطلاعًا حول تراث الطهي اليمني ودوره في التماسك المجتمعي؛ لدراسة توجه عينة من المجتمع اليمني حول مدى أهمية الدور الذي تلعبه المأكولات الشعبية اليمنية في تعزيز تماسك النسيج الاجتماعي في اليمن.

أُقيم الاستطلاع على عينة بحثية بلغت (219) شخصًا، كان أكثر المشاركين فيه من الإناث بنسبة 55.3% مقابل 44.7% من الذكور. وكانت الفئات العمرية للمستطلَعين متفاوتة، فـ39.7% منهم من فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 26-35 عامًا، وتراوحت أعمار 27.7% منهم ما بين 36-45 عامًا، و19.1% كانت أعمارهم ما بين 46-65 عامًا، فيما 12.8% كانت أعمارهم ما بين 18-25 عامًا، 0.7% فقط كانت أعمارهم 65 عاماً فما فوق.

أما عن المؤهل الدراسي، فقد كان أغلب المشاركين من الحاصلين على شهادة البكالوريوس بنسبة 50%، ثم الحاصلين على الشهادات العليا بنسبة 24.3%، ثم الطلاب الجامعيين بنسبة 12.1%، يليهم الحاصلون على شهادة الثانوية العامة بنسبة 10.7%، ونسبة 2.9% للحاصلين على الشهادة الإعدادية.

بالنسبة للنطاق الجغرافي للاستطلاع، جاءت العينة من ثلاثة عشر محافظة من أصل واحد وعشرين محافظة يمنية، هي: صنعاء بنسبة 33%، عدن بنسبة 19.3%، تعز بنسبة 14.3%، حضرموت بنسبة 9.3%، لحج بنسبة  6.4%، إب بنسبة 5.7%، الحديدة بنسبة 4.3%، وبنسبة 2.1% لكل من محافظة ذمار وعمران على حدة، والضالع بنسبة 1.4%، وبنسبة 0.7% فقط لكل من المحويت وريمة والمهرة، كلٌ على حدة.

النتائج الرئيسة

في البداية سألنا المشاركين في الاستطلاع حول تأثير تنوع المطبخ اليمني على تماسك النسيج المجتمعي في اليمن، فقال 42.9% منهم إن لهذا التنوع أثرًا كبيرًا، وأنه أسهم بشكل واضح في تعزيز تماسك النسيج الاجتماعي، فيما قال 29.2% إنهم يعتقدون عكس ذلك، أما 27.9% فقالوا إنهم غير متأكدين إن كان لتنوع المطبخ اليمني تأثير على التماسك الاجتماعي أم لا.

وعن سؤال “أي من مطابخ المحافظات اليمنية هي الأكثر تفضيلاً” بالنسبة لهم، كانت إجاباتهم كالآتي:

48% أجابوا أن المطبخ الحضرمي هو الأكثر تفضيلًا، و31% فضلوا المطبخ الصنعاني، و18% أجابوا أنهم يفضلون المطبخ العدني، ونسبة3% قالوا إن المطبخ التهامي هو الأكثر تفضيلاً.

وبما أن العديد من الأسر اليمنية اتجهت في الآونة الأخيرة نحو المشاريع المنزلية القائمة على المأكولات الشعبية لتحسين دخلها، بسبب استمرار الصراع وتردي الوضع الاقتصادي، فقد سألنا المستطلعين عن مدى مساهمة هذا المشاريع في رفع مستوى دخل هذه الأسر، وكانت إجاباتهم على النحو الآتي:

 90.7% قالوا إنها أسهمت بشكل كبير، أما 5% فيعتقدون أنها لم تسهم بشكل كبير، فيما قال 4.3% إنهم لا يملكون أي فكرة حول هذا الموضوع.

 ومن المعروف أن تراث الطهي اليمني ساهم بشكل كبير في نشر الثقافة والتراث اليمنيين في الخارج عبر مطاعم المأكولات الشعبية اليمنية، وفي الاستطلاع سألنا المشاركين عن كيفية إسهام هذه المطاعم في إحياء التراث الشعبي اليمني، فكانت إجاباتهم على النحو الآتي (سؤال متعدد الخيارات، حُللتْ كل إجابة عن هذا السؤال -بوصفها عينة منفصلة- بنسبة تقدر بــ100%):

  • نشر الثقافة اليمنية، بنسبة 66.4%
  • التعريف باليمن وتاريخها بنسبة 63.6%
  • المحافظة على التراث اليمني، بنسبة 30.7%

ويرى المستطلعون أنه يمكن المساهمة في نشر تراث الطهي اليمني عبر الآتي (سؤال متعدد الخيارات، حُللتْ كل إجابة عن هذا السؤال -بوصفها عينة منفصلة- بنسبة تقدر بــ100%):

  • دعم صُنَّاع المحتوى المهتمين بتراث الطهي في اليمن، بنسبة72.7%.
  • التركيز على استخدام الإعلام في التعريف بتراث الطهي اليمني، بنسبة 62.6%.

وختامًا، يرى المشاركون في الاستطلاع أن المأكولات الشعبية اليمنية تعزِّز التماسك الاجتماعي من خلال تعزيز: الهوية الثقافية، التواصل والتجمع الاجتماعي، العلاقات الاجتماعية والعائلية، التفاعل الثقافي بين المجتمعات. ويرون أيضًا أن هذه المأكولات تلعب دورًا حيويًا في إحياء التراث الثقافي وتعزيز الانتماء والتعاون بين الأفراد، مما يسهم في تعزيز تماسك النسيج الاجتماعي.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

“أكلاتُنا اليمنية لا يُعلى عليها”

صوت الأمل – حنان حسين رغم أن الصراعات أوقفت الكثير من سبل الرزق، لكن المطاعم اليمنية ما زا…