‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة وسائل التواصل الاجتماعي في اليمن ثقافة رقمية متدنية تواجه عالم برمجة مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن.

ثقافة رقمية متدنية تواجه عالم برمجة مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن.

صوت الأمل – علياء محمد

تعرف المواقع الإلكترونية بأنها مجموعة من الصفحات التي يتم برمجتها عن طريق لغة برمجية معينة أو عدة لغات يتم ربط بعضها مع بعض.

تشهد برمجة المواقع الإلكترونية وتصميمها في اليمن تطورًا كبيرًا وطلبًا متزايدًا على خدمات برمجة المواقع، وتوجد العديد من الشركات التي تقدم هذه الخدمات بمختلف التخصصات والمجالات، تعكس هذه البرامج والخدمات التطور الذي يشهده قطاع التكنولوجيا والإنترنت في اليمن، وتلبي احتياجات المستخدمين في مجالات متنوعة، مثل البنوك الرقمية، والتسوق عبر الإنترنت، وإدارة الأموال والمدفوعات الإلكترونية.

برمجة مواقع التواصل الاجتماعي

وسائل التواصل الاجتماعي هي مواقع إلكترونية تتيح للمستخدمين إنشاء حسابات تمكنهم من التواصل مع غيرهم من الأشخاص إلكترونيًّا، وتقديم عدد من المحتويات والمدونات المكتوبة والمرئية والصوتية، وتحتوي هذه المواقع الإلكترونية على مجموعات افتراضية تجمع الأفراد بقواسم واهتمامات مشتركة.

في العام 2014م أطلق ماجد الجعماني شبكة (أودل) كأول شبكة عربية للتواصل الاجتماعي شبيهة بالفيسبوك، وتجاوز عدد مشتركيها 500 ألف مشترك في بداياتها. لبّت شبكة (أودل) حاجات الشباب بلغات متعددة، وبطابع مختلف، وتفردت (أودل) بتقديم خدمات نوعية لفئات معينة.

هذا وقد وفرت شبكة (أودل) أدوات وتطبيقات تراعي خصوصية مهنة الصحافة ومتطلباتها؛ لتمكين الصحفي من تحرير الأخبار، وإنتاج التقارير، والمواد الصحفية المتكاملة، بالإضافة إلى توفير أدوات لنشر الفيديوهات والصور والخرائط والتحكم بالروابط؛ لضمان سهولة التواصل بطريقة مبسطة ومتاحة للجميع، مع خيارات كثيرة توفرها.

وفي العام 2023م استطاع الشاب اليمني المتخصص في عالم البرمجيات، ردفان الكلدي، إنشاء منصة (عرب باك) وهي منصة تُحاكي (فيسبوك وتوتير). وتحترم العادات والتقاليد العربية، تجاوز عدد مستخدميها 10 آلاف مستخدم خلال 48 ساعة من التدشين التجريبي.

لم يكتفِ ردفان بذلك، بل قام بتصميم عدد من الأنظمة والبرامج الإلكترونية، وبيعها للشركات والمؤسسات. والجدير بالذكر أنه عمل على مشروع الحكومة الإلكترونية، كأول مشروع من هذا النوع في اليمن.

واقع محبط وثقافة رقمية متدنية

بدأَ فتحُ الربيعي (أحد مطوري مواقع ويب وAPI لتطبيقات الموبايل ومبرمجيها) تجربةَ البرمجة في العام 2019م، وتخصص بالبرمجة والتطوير لمواقع تعريفية ومتاجر إلكترونية وإخبارية، ومواقع مدونات، ومواقع portfoli، وبرامج توصيل طلبات.

ويقول: “البداية كانت صعبة من حيث التعلم والتطوير واكتساب الخبرة، واحتجت إلى وقت طويل لاستيعاب المجال، ورغبتي في تعلم البرمجة جعلتني أكثر صبرا”. ويصف الربيعي واقع البرمجيات في اليمن بالواقع المحبط؛ فلا اهتمام حقيقي بهذا المجال من الجهات المعنية. وما زالت الثقافة البرمجية في اليمن متدنية، إضافة إلى غياب التشجيع على التوجه للعمل في مثل هذه المجالات والتخصصات، والعمل على إحباط أفكار مشاريع الشباب.

مؤكدًا “أنّ حاضنة البرمجة في اليمن تختلف من محافظة لأُخرى وفقًا لتوفر الشركات البرمجية الفعّالة. ويرى أيضًا أنّ مدينة عدن تضم عددًا قليلًا من الشركات البرمجية، وإن وجدت فهي لا تقدم مبالغًا كافية للعمل؛ الأمر الذي أجبر المبرمجين على التوجه للعمل في مجالات مختلفة”.

مضيفا: “في الوقت الذي تُعدُّ فيه وظائف البرمجة من الوظائف الأعلى دخلًا في العالم، لا يتقاضى المبرمجون في اليمن المبلغ المناسب، الأمر الذي أدى إلى قلة عدد المبرمجين في اليمن”.

ويُشير الربيعي في حديثه إلى مستوى المبرمجين في اليمن بقوله: “هناك كثير من المبرمجين المبدعين في اليمن، ولكن إبداعهم يستمر بالعمل مع الشركات الأجنبية أو الشركات المحلية التي تعطيهم حقوقهم؛ لأنّ فرص العمل عن بعد صارت متوفرة، ويمكن للشباب العمل عن بعد مع شركات في الوطن العربي أو غيرها، وهناك كثير من الشباب -أنا من ضمنهم- يعملون عن بعد مع شركات محلية أو أجنبية، بالإضافة إلى الأعمال الحرة”.

صعوبات وتحديات

يقول وضاح باصالح (مبرمج إلكتروني): “انطلقت عدة مشاريع في اليمن، ولكن للأسف لم تحقق النجاح المطلوب والتفاعل الكبير؛ نظرًا لتفاعل المستخدمين مع شبكتي فيس بوك ومنصة إكس”.

مضيفًا: “يواجه المبرمجون اليمنيون عددًا من التحديات والصعوبات مع المستخدمين؛ نتيجة عدم الوعي التقني من قبلهم لمجال البرمجة؛ فعلى سبيل المثال في حالة طُلب منّا عمل تطبيقات وبرامج معينة لا يقتنع المستخدم بما نقدمه له، ويتشبث برايه بعمل تصاميم وجدها في مواقع أخرى”.

ويؤكد في حديثه أنّ أهم العقبات التي تعترضهم تتمثل في رداءة سرعة الإنترنت في اليمن، بالإضافة إلى تردّي خدمة الكهرباء، التي تعوق تنفيذ خطط برمجية مطورة.

 ويضيف باصالح إلى التحديات السابقة التحديات المالية، ومحدودية الموارد والتمويل للتطوير والصيانة، بالإضافة إلى صعوبة جذب المستثمرين والمانحين لدعم مشاريع البرمجة.

ويؤكد على أنّ هناك كثيرًا من الشباب ممّن يمتلكون أفكارًا إبداعية، ولكن لا يستطيعون تنفيذها؛ نتيجة غياب التمويل، ويعتمد بعضهم على التمويلات الشخصية.

متطلبات برمجة المواقع

هناك بعض المتطلبات والأمور الأساسية التي يجب أن تتوفر عند البدء في عملية البرمجة، بحسب ما جاء عن الخبراء في هذا الاختصاص، وهي تبدأ في معرفة الفكرة الأساسية التي سيتم بها إنشاء الموقع الإلكتروني، وتجميع المعلومات اللازمة، والتخطيط للفكرة بتحديد آلية العمل والوظيفة للموقع.

يأتي بعد ذلك تصميم شكل الموقع وبناؤه، الذي يتم من خلاله ترك انطباع أوّلي لزائر الموقع ويعكس اهتمامه. بالإضافة إلى وجود خبرة برمجية لا تقل عن معرفة لغتين برمجيتين، يستطيع من خلالها المبرمج تحقيق الفكرة التي سيتم بناء الموقع على أساسها. هذا وينبغي على المبتدئين في مجال البرمجة البحث عن مواقع تتبنى فكرة تطبيق المشاريع، والالتحاق بالمنصات التعليمية، والتطبيق على مشاريع حقيقية تُحاكي مشاريع الشركات والعالم الواقعي. بالإضافة إلى مواكبة جميع التطورات والتقنيات الجديدة، وتطبيقها في مشاريعهم المستقبلية.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

98.1% من المشاركين يرون أن مواقع التواصل الاجتماعي تلعب دورًا كبيرًا في تمكين الشباب اليمني

صوت الأمل – يُمنى الزبيري تشغل مواقع التواصل الاجتماعي اليوم جزءًا كبيرًا من حياتنا اليومي…