‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة الإعلام في اليمن الصحافة الورقية قبل الصراع وبعده

الصحافة الورقية قبل الصراع وبعده

صوت الأمل – حنين الوحش

لعدة أسباب تنوعت بين الأوضاع السياسية والتقدم التكنولوجي للعصر أصبحت الصحافة الورقية هي خيار الأقلية من الناس الذين ما يزالون يرونها هي الأصل والمرجع في الأخبار الصحفية البعيدة عن تزيف وتزوير الحقائق.

فقد ازدهرت وسائل الإعلام المطبوعة في السابق ازدهاراً لا مثيل له في اليمن، ويتجلى هذا الازدهار بوضوح من خلال الزيادة العددية في الصحف الصادرة عن الجهات الحكومية والأحزاب السياسية والمنظمات ومنظمات المجتمع المدني، حيث تجاوز عدد المطبوعات الصحفية 400 صحيفة ومجلة يومية وأسبوعية حسب إحصائية منشورة عن وزارة إعلام يمنية عام 2011م.

الصحف اليمنية الأكثر متابعة وواقعها في اليمن

وفقاً لتقرير مركز الصحافة الأوروبية (تحليلات الخبراء لحالة وسائل الإعلام) فإنَّ أكثر الصحف اليمنية المطبوعة متابعة هي «الثورة” يقع مقرها في صنعاء تأسست في سبتمبر 1962م، واحتفلت باليوبيل الذهبي لها في عام 2012م، وللصحيفة موقف مؤيد للحكومة. وصحيفة الجمهورية اليومية التي تعد صحيفة رائدة ومقرها في تعز تأسست عام 1962م وتوزعها مؤسسة الجمهورية للصحافة والنشر، أيضاً مؤيدة للحكومة وفي الوقت الحالي تسيطر عليها الحكومة الرسمية في عدن بشكل مطبوع فقط، يبلغ عدد نسخها 15000 نسخة.

وفي نفس السياق أوضح التقرير أنَّ من الصحف الأكثر متابعة هي صحيفة 26 سبتمبر التي تعد صحيفة سياسية أسبوعية تصدرها وزارة الدفاع تقع في صنعاء، تركز الصحيفة الأسبوعية في الغالب على القضايا السياسية المحلية والدولية، وصحيفة المؤمن التي تعد صحيفة يومية مملوكة للحكومة حزبية تنتمي إلى المؤتمر الشعبي العام وتنشر الأخبار عن الصراع والتحديثات عليها.

كذلك جريدة 14 أكتوبر التي تأسست عام 1968م وسميت في البداية بـ(جنوب اليمن) بعد الثورة ضد الحكم الاستعماري البريطاني مقرها الرئيس في عدن كانت تُدار من قبل حكومة جنوب اليمن قبل إعادة التوحيد في عام 1990م، وهي الآن تديرها دولة اليمن وناشرها هو مؤسسة 14 أكتوبر للصحافة والطباعة والنشر بحلول نهاية عام 2010م تم توزيع 20000 نسخة من الصحيفة، وصحيفة الأيام اليومية الذي تأسست في عام 1958م وأغلقت الصحيفة بعد أن أصبح اليمن الجنوبي مستقلاً في ظل نظام ماركسي عام 1967م واستأنف ابن المؤسس النشر في عام 1990م بعد الوحدة اليمنية، ومقرها في عدن، كانت الصحيفة الأكثر قراءة على نطاق واسع في جنوب اليمن، وقد كانت واحدة من سبع صحف أُغلقت في مايو عام 2009م، ثم عادت للظهور في مايو 2014م بعد توقف دام خمس سنوات.

وأشار التقرير أيضاً إلى الصحف الأخرى مثل صحيفة يمن أوبزرفر التي تصدر ثلاث مرات في الأسبوع باللغة الإنجليزية والتي تأسست عام 1996م من قبل فارس السنباني ومن بين محرريها رئيس التحرير عبد العزيز عوضة، وصحيفة يمن تايمز التي تأسست في عام 1991م على يد عبد العزيز السقاف، والذي كان أيضاً محررها وناشرها حتى وفاته في حادث مروري عام 1999م، تتخذ الجريدة من صنعاء مقراً لها منذ عام 2007م، أصبحت نادية السقاف رئيسة تحرير الصحيفة اليومية وللجريدة مكاتب ومراسلون في جميع أنحاء البلاد.  

تأسست الصحوة عام 1986م، وهي إحدى وسائل الإعلام الرسمية لحزب الإصلاح ولها موقع على شبكة الإنترنت وتنشر الصحيفة أسبوعياً في يوم الخميس ويتم تحديث موقعها على شبكة الإنترنت يومياً.  

وأشار تقرير مركز الصحافة الأوروبية (تحليلات الخبراء لحالة وسائل الإعلام) إلى أنَّه منذ اندلاع الصراع عام 2015م، لم تتمكن غالبية الصحف من الاستمرار في إصدار النسخة المطبوعة، لكنَّها استمرت في توفير التحديثات عبر الإنترنت على موقعها فيه.


تختلف آراء الصحفيين حول الصحافة الورقية في اليمن بين الماضي والحاضر وبين الصحف الأكثر تداولاً ومتابعة بين الناس وكان هناك آراء متفاوتة  يقول الصحفي مشير محمد -تعز-: “بسبب الأوضاع المساوية وسنوات الحرب التي تمر بها اليمن تدهور الوضع السياسي والاقتصادي والثقافي أيضاً جراء هذا الصراع الذي أدى إلى تفاقم  هذه الحالة الخطيرة ومع غياب توفير الاحتياجات الخدمية والأساسية فقد عمد الكثيرون من رؤساء تحرير الصحف  الورقية اليمنية اليومية والمستقلة وحتى المؤسسات الصحفية الحكومية والحزبية إلى اضطرار توقيف مواصلة  الإصدار للصحافة الورقية  بسبب الأعباء الإضافية والتي باتت تثقل كاهن المؤسسات الصحفية وأصحاب هذه الصحف الورقية، فانعكست هذه الأوضاع انعكاساً سلبياً على واقع الصحافة الورقية اليمنية وعلى مستقبلها وحريتها”.


مضيفاً  أنَّ في فترة ما بعد الصراع كان هناك تضييق وتدخل في المحتوى المنشور (فيما ينشر ويكتب فيها) والذي اضطر الكثير من الصحف الورقية إلى التوقف عن مواصلة إصدار صحفهم وهذا مؤشر خطير يعد أحد الأسباب التي أدت إلى انقراض الصحف الورقية في اليمن ولاسيما بعد عجز إداراتها عن الاستمرار في  مواصلة إصدار تلك الصحافة ونتيجة  تعرضهم  لأزمات مالية وعدم مقدرة الكثير من الصحف على دفع الميزانية التشغيلية لها سواء كانت تلك الصحف اليمنية حكومية أو صحفاً أهلية أو خاصة والتي كانت ممولة من قبل الدولة أو من الأحزاب السياسية أو بدعم من رجال الأعمال في اليمن وفي كل الحالات تسببت هذه الأوضاع الصعبة في توقف عشرات الصحف وتشتت الصحفيين ما بين المعتقلات أو الهجرة أو الاصطفاف الحربي، وهذا كان له تأثير كبير على انتشارها ونسبة توزيعها.
ومؤكداً  أن بعض المؤسسات الصحفية لا زالت  تصدر الصحافة الورقية، وهذا يعد تحدياً كبيراً لواقع صعب تعاني منه صحافة الورق في ظل حزمة من الصعوبات المادية والتقنية التي تقف في طريق استمرارها، إضافة إلى منافسة الصحافة الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي وتعدد القنوات الفضائية المحلية وعند المقارنة بين واقع الصحافة الورقية في عدن وواقع الصحافة الورقية في صنعاء، فإنه لم يبق منهما سوى عدد محدود من الصحف اليومية والأسبوعية التي تأخذ طريقها إلى مراكز التوزيع، وبعضها اتجه نحو الإصدار الإلكتروني، فيما احتجبت الكثير من الصحف عن الصدور  الرسمي أو اليومي.


مشيراً إلى وجود مؤسسات حكومية كان لها باع كبير في هذا المجال توقفت عن الإصدار مثل مؤسسة الثورة وكذلك الجمهورية و(14 أكتوبر) أيضاً بسبب افتقاد هذه المؤسسات إلى الدعم الحكومي


 وحول مستقبل الصحافة الورقية في اليمن أكد مشير بأنَّ  الصحافة الورقية في اليمن مهددة بالانقراض في ظل الثورة الإلكترونية للصحافة فقد تأثرت كثيراً حيث قل الإقبال على الصحف الورقية؛ لسهولة الحصول على المعلومات من الصحافة الإلكترونية وسرعة الاطلاع عليها وكذلك تنوع المصادر وسرعة الحصول على الأخبار والأحداث من مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك وتويتر والـيوتيوب والتيلجرام وغيرها، وهذه المواقع تعد أحد الأسباب التي أدت إلى  خفوت اللون الصحفي الورقي؛ لأنَّ العالم اليوم أصبح رقمياً ومتاحاً للجميع وبكل سهولة ومن دون عناء أو انتظار وبشكل مختصر أيضاً.


لكن تنقصهُ أحياناً المصداقية خاصة في وسائل التواصل الاجتماعي، لذلك فمستقبل الصحافة الورقية -من وجهة نظره- مهدد بالانقراض؛ نظراً لثقافة المجتمع الذي يبحث عن الشيء السهل ومن دون عناء خاصة وأنَّ مجتمعنا يعد الأكثر تداولاً بين الجمهور, وفي الوقت الحالي لا أعتقد أنَّ الصحف اليمنية لها جمهور متابع أكثر من الأخرى.
ويضيف قائلاً: “ما لفت نظري هو أنَّ صحافة الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، شكلت ضربة للصحافة الورقية في عموم اليمن، بالإضافة إلى الأوضاع المعيشية السيئة، وضعف المادة المقدمة للنشر في الصحف الورقية والتي لم تعد بالمستوى الذي يتطلع إليه القارئ، والسبب يعود إلى عدد من المشكلات والصعوبات التي تواجه الصحافة الورقية، أهمها كلفة الإصدار الورقي، غياب المطابع التجارية وتوقف المطابع الحكومية وغياب الإعلان فيه كونها مورداً مهماً للحفاظ على الاستمرارية، إضافة إلى الكلفة الكبيرة في المواد من ورق وأحبار؛ بسبب عدم استقرار الأوضاع الاقتصادية في البلاد التي شهدت تدهوراً كبيراً في الآونة الأخيرة”. 


ومن وجهة نظر الباحث الإعلامي حمد جسار فهو يرى أنَّ الصحافة الورقية في اليمن تتمتع إلى حد ما بشكل من الحرية في طرح بعض المواضيع الحساسة والتي قد لا تخدم توجهات الدولة في بعض الأمور.
وبالنسبة لأشهر الصحف في الجنوب ونوعها  يقول جسار: “من أشهر الصحف هي صحيفة  الأيام الأهلية، ومن الصحف الخاصة صحيفة عدن الغد والأمناء، وصحيفة 14 أكتوبر  حكومية، ومن الصحف الحزبية صحيفة النقابي الجنوبي”.
أما بالنسبة لخطابها الإعلامي فهو بشكل عام ذا توجه لاستعادة دولة الجنوب باستثناء عدن الغد
فخطابها يعتمد على الإثارة وإغفال بعض الحقائق وفي فترة ما بعد الصراع صار الحديث عن الجنوب هو الهدف الرئيس لبعض الصحف. 

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

استطلاع.. 29% للإعلام قدرة كبيرة على إحلال السلام وترسيخ السلم الاجتماعي

صوت الأمل – رجاء مكرد أوضحت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفورميشن سنتر، منتصف شهر مار…