‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة الإعلام في اليمن واقع الإعلام اليمني المحلي.. قضايا مجتمعية غائبة

واقع الإعلام اليمني المحلي.. قضايا مجتمعية غائبة

صوت الأمل – فاطمة رشاد

الإعلام المحلي يعكس واقع البلد الذي يعيش حالة من الصراع والشتات، أما الرسالة الإعلامية فيسيطر على صياغتها الممول لهذه الوسيلة أو تلك

“ما يزال دور الإذاعات في اليمن ضعيفًا، ولا تتجه إلى مناقشة أوضاع المواطن الجوهرية التي يحتاج إلى أن تتناولها وسائل الإعلام”، هذا ما أكدته دراسة صادرة عن (مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي في تاريخ 8/أكتوبر /2017م).

وتشير الدراسة إلى أنَّ (44 إذاعة في اليمن ومنها   15إذاعة حكومية و21 إذاعة خاصة، إلى جانب ثمان إذاعات مجتمعية)، موضحة أنَّ القضايا المجتمعية تغيب عن محتوى الخارطة البرامجية للإذاعات، وأنَّ المادة الترفيهية والغنائية والرياضة والسياسة تسيطر على 80٪من برامج 44 إذاعة في اليمن.

(الإعلامي مصطفى ناجي) عن دور الإعلام المرئي والقنوات الفضائية بشكل خاص يقول، يشغل التلفزيون موقعًا بالغ الأهمية بوصفه مصدراً للمعلومات في حياة اليمنيين؛ إذ يرى ما يزيد عن 80% من الناس أنَّ التلفزيون هو المصدر الأول للمعلومة الإخبارية فقد اتسع الإعلام المرئي اليمني، بعدد غير مسبوق من القنوات التلفزيونية الفضائية في العشر السنوات الأخيرة؛ ليبلغ العدد قرابة 30 قناة تلفزيونية حكومية وخاصة.

ويضيف مصطفى “بعد أن كانت الزيادة في عدد القنوات بطيئة جدًا منذ أول قناة تلفزيونية في عدن في العام 1964، ثم قناة في صنعاء في العام 1975 اللتين تحولتا إلى القناة الأولى والثانية وثم بدأ البث الفضائي التلفزيوني في منتصف التسعينيات حتى بث الإعلام المرئي الحكومي أربع قنوات فضائية، ولم تدخل قنوات خاصة إلى فضاء البث إلا مع النصف الأول من العقد الأول للقرن الحالي من خلال قناتي السعيدة (2007) وقناة سُهيل (2009)، وقناة عدن لايف (2009)».

ويتابع الإعلامي ناجي الحديث لـ «صوت الأمل» “يعد العام 2011م مرحلة تحوّل كبير في المشهد الإعلامي اليمني إجمالاً والمرئي على وجه التحديد، انتهى عصر هيمنة إعلام الحكومة وانفتحت أبواب الإعلام المعارض على مصراعيها، وفتحت قنوات يمنية خاصة مقرَّات لها في اليمن، غير أنَّ الصراع في اليمن دفع القنوات إلى الهروب خارج اليمن، ومن ثم افتتحت قنوات فضائية أخرى حكومية وخاصة في بلدان عربية عديدة منها مصر والأردن والسعودية وتركيا».

يوافقه الرأي (بروفسور بكلية الإعلام جامعة عدن محمد عبد الهادي) قائلاً: “ تم إنشاء قنوات فضائية خارج اليمن وبترددات أخرى، كما أنَّ هناك صحفاً ظهرت بعد الصراع ناطقة بأسماء تخدم أطراف الصراع وهناك صحف توقفت وأخرى توقفت وعاودت الصدور مرة أخرى إلى جانب إنشاء إذاعات جديدة”.

ويتابع هادي: “جميع وسائل الإعلام في _الوقت الحالي_ محتواها لا يرتقي للمستوى المطلوب في الوسيلة الإعلامية، كما أنَّها لا تخدم المواطن في تناولها أبرز المشاكل التي يعاني منها إلى جانب أنَّها أصبحت تواجه تحديًا في محتوياتها، وما يعرض من خلالها _خاصة_ وأنَّ هناك من تنشر خطاب الكراهية الذي يؤجج الصراع بين الأطراف، ولا تهدف إلى لملمة الناس وتراحمهم بل تزيد الفرقة بينهم، وتنشر العنف والقتل والاقتتال”.

منوهًا: “يجب على الإعلامي أن يفهم طبيعة المرحلة التي نعيشها، فنحن -الإعلاميين- نريد خطاباً متوازناً، قادراً على إيجاد مناخات للسلام والمنفعة المتبادلة؛ لهذا لا بد من وضع خارطة برامجية هدفها الأول عرض قضايا الناس بما يخفف من معاناتهم، ولا بد من وجود برامج سواء أكانت في القنوات أو الإذاعات أو الصحف، مواضيعها تهم المواطن وتعرض  همومه وتخدمه بدرجة أساسية”.

سيطرة السياسية على الخارطة البرامجية

(المذيعة التلفزيونية سحر درعان) تؤكد لـ «صوت الأمل” قائلة: “في بداية اندلاع الصراع في اليمن سيطرت البرامج السياسية على الخارطة البرامجية لمدة طويلة، حيث وصلت إلى نسبة 100% باعتقادي، وذلك تماشيًا مع ظروف الصراع ومواكبة لأحداثه، إذ كان من الصعب تناول أي نوع آخر من البرامج؛ لأنَّها لا تتناسب مع الظروف الراهنة، ومع مرور الوقت  بدأت القنوات تعود لخارطتها القديمة نوعًا ما، وذلك بإضافة بعض البرامج الاجتماعية،  والفنية وكذلك عودة الأعمال الدرامية في بعض القنوات، إلا أنَّ السياسة لا زالت تحظى بنصيب الأسد في أي قائمة برامجية”.

وتواصل سحر حديثها: “في ظل الأوضاع التي شهدتها البلاد أخيرًا، كان لا بد من مواكبة الأحداث أولًا بأول، فهناك العديد من وسائل الإعلام المختلفة انتشرت بشكل ملحوظ، وتنوعت تلك الوسائل ما بين قنوات فضائية وإذاعات محلية وصحف، ومواقع إلكترونية إخبارية وغيرها، حيث أصبح بين يدي المواطن العشرات من تلك المصادر التي يستقي منها أخباره، وهنا يجدر بنا القول بأنَّ واقع الإعلام المحلي قفز قفزة نوعية (تطور)، وفتح آفاقاً كثيرة أمام القارئ والمتابع _خصوصًا_ في ظل تعدد المصادر وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي”.

وعن القضايا التي تتناولها وسائل الإعلام تقول سحر: “إنَّ القضايا الأكثر حضورًا في الوقت الحالي هي القضايا السياسية والإنسانية _في ظل استمرار الصراع وعدم الاستقرار المعيشي_ ويعد تسليط الضوء على تلك القضايا من أولويات الإنتاج البرامجي”.

أما (الإعلامي محروس باحسين) يقول: «إنَّ واقع الإعلام المحلي في اليمن ضعيفًا جدًا، لعدم وجود كفاءة تدير المؤسسات الإعلامية الكبرى، والمنشآت الإعلامية والصحفية، وأنَّه بالنسبة للخارطة البرامجية كلها ضعيفة؛ لأنَّ أكثر الأشخاص المعدون للبرامج يهتمون بالشكليات، حتى أنَّ بعض البرامج يكون فيها غياب تام لرؤية البرنامج نفسه، وهذا مؤسف إذ أنَّ البرامج هي التي _من المفترض_ أن تهتم بحياة الناس، وحقوق الإنسان؛ لأنَّ الشعب مهتم بمعرفة حقوقه عبرها».

إعلام مازوم

(الصُحفي الرياضي فرحان المنتصر) يقول: “إنَّ الإعلام المحلي يعكس واقع البلد الذي يعيش حالة من الصراع والشتات، أما الرسالة الإعلامية فيسيطر على صياغتها الممول لهذه الوسيلة أو تلك، وهذا يعني أنَّها رسالة قاصرة وأحيانًا أو غالبًا متحيزة وتحمل فكرة تخدم جماعة أو فئة أو اتجاه”.

مضيفًا “أما الإعلام المرئي _باعتبار الحديث عن البرامج_ فهو إعلام عاجز عن القيام بدوره، فأغلب ما يبث من برامج، هي برامج سياسية ركيكة المحتوى وهي تجسيد حي لحالة الصراع والشتات الفكري والثقافي والاجتماعي الذي خلفه الصراع”.

 يتابع فرحان: “بأنَّ الإعلام اليمني متأزم حتى في برامجه الاجتماعية المؤسفة التي تتحدث عن الأزمة من وجهة نظر تكتفي بتحميل الآخر المسؤولية ولا تبحث عن الأسباب الحقيقية”.

الصحافة الإنسانية مؤشر إيجابي

يعود (الصحفي محمد علي محروس) ليتحدث عن دور الصحافة في تناول القضايا الإنسانية من خلال الصحافة الإنسانية التي بدأت بالانتشار بين أوساط الإعلاميين الذين يهتمون بالقضايا الإنسانية، قائلًا: “لا يوجد توجه منذ البداية لدى الكثير من المؤسسات اليمنية في الإعلام من أجل الإنسانية، تعاطى الإعلامي الوضع بانحيازية وكان هناك تأجير للأحداث حيث يعمد كل طرف يؤجره إلى توجيهه حسب ما يتناسب معه ويخدم ما يريد أن يصل إليه”.

مردفًا “ولكن في سياق الصراع الحاصل لاحظنا وجود دعوات من أجل تدريب وتأهيل الإعلاميين على الصحافة الإنسانية، فوجدنا أنَّ كثيراً من المؤسسات اتجهت إلى هذا النوع من الإعلام وهو (الصحافة الإنسانية)، وأصبح اتجاه الصحفين في تناولهم للمواد الإعلامية يهتم بالجانب الإنساني بشكل ملموس في الآونة الأخيرة، وهذا مؤشر جيد لتناول قضايا الناس والابتعاد عن السياسة والصراع الدائر”.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

استطلاع.. 29% للإعلام قدرة كبيرة على إحلال السلام وترسيخ السلم الاجتماعي

صوت الأمل – رجاء مكرد أوضحت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفورميشن سنتر، منتصف شهر مار…