‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة البطالة في اليمن منظمات المجتمع المدني .. تحتضن طموحات الشباب من واقع مرير

منظمات المجتمع المدني .. تحتضن طموحات الشباب من واقع مرير

صوت الأمل – حنين الوحش وسماح عملاق

     للمنظمات ــ المحلية والدوليةــ دور كبير وفعال في تعزيز قدرات الشباب في مختلف القطاعات والمجالات في اليمن، كما أنها شاركت في صقل إبداعاتهم وقدراتهم ومواهبهم في العديد من المشاريع والأنشطة والبرامج التنموية والاقتصادية، مع وجود عوائق وتحديات تواجههم في الحصول على فرص عمل مناسبة.

نشاط الصندوق الاجتماعي

    أوضح التقرير الصادر عن الصندوق الاجتماعي للتنمية 2019م أنه نفَّذ العديد من البرامج التي استهدفت الشباب وتحدُّ من البطالة، عن طريق تنفيذ برنامج النقد مقابل العمل الذي استهدف 201.788 أسرة , 85 % منهم من فئة الشباب، في إطار خطة الاستجابة الثانية ضمن نشاط النقد مقابل العمل الذي قدمه (البنك الدولي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والاتحاد الأوروبي والحكومة الألمانية وبنك التنمية الألماني ووزارة التنمية البريطانية وبرنامج الحماية الاجتماعية والبنك الإسلامي.

     كما استعرض الصندوق برنامج “شبكة الأمان الاجتماعي” الذي شمل قطاعات برنامج النقد مقابل العمل والنقد مقابل الخدمات الاجتماعية والتحويلات النقدية الغذائية، وفي إطار الشبكة يستفيد المجتمع من فرص وظيفية قصيرة الأجل، كما تتوفر فرص للشباب لتحسين مهاراتهم والحصول على فرصة عمل.

منظمة العمل الدولية

    وأقامت منظمة العمل الدولية عددًا من الفعاليات التي تهدف إلى بناء روح المبادرة لدى الشباب اليمني، حيث نفَّذت مشروعًا باسم “تقديم دعم متكامل للشبَّان والشابَّات في اليمن للحصول على عمل لائق” بهدف بناء قدرات الشباب في عدد من المهارات المهنية والفنية ومعرفة خدمات تنمية الأعمال التجارية؛ ولتحسين قابلية الشباب في العملية التوظيفية، وذلك استنادًا لتقرير نشرته المنظمة في 2016م.

     كما أشار التقرير إلى تنفيذ برنامج “مبادرة” الخاص ببدء الأعمال التجارية الذي وضعته منظمة العمل الدولية كدليل إرشاد الأعمال التجارية للشباب وتقديمها إلى الخريجين والخريجات من كليات وجامعات مختارة، ويسعى البرنامج أيضًا إلى عقد شراكات بين القطاعين العام والخاص بما يعكس الطلب في سوق العمل وحاجات مزودي التدريب ويضمن الجودة، ويسهِّل حصولهم على دعم مالي لإنشاء مشاريعهم.

منظمة انترسوس

   استهدفت منظمة “انترسوس” في محافظة إب الشباب في مديريات “جبلة والعدين وحبيش” بمشاريعها التي تحاول الحدَّ من مشكلة البطالة.

    وقد أوضحت ياسمين اليماني (أخصائية اجتماعية في منظمة انترسوس في إب) طبيعة هذه المشاريع المتمثلة في مشروع “سبل العيش” الذي يستهدف الشباب من أبناء الأسر الفقيرة لإكسابهم مجموعة من الحِرف والمهن التي تتضمن تعليم الخياطة للشابات، كما عُلِّم الشباب صيانة الطاقة الشمسية وتركيبها مع توفير حقيبة متكاملة لكل متدرب؛ إضافةً إلى صناعة البخور والعطور والإكسسوارات؛ الأمر الذي فتح أمام المستهدفين بمشاريعنا آفاقًا كبيرة وفرص عمل تكفي أسرهم التي يكفلونها.

منظمات محلية وبرامج شبابية

    منظمة “شباب بلا حدود” إحدى المنظمات التي استهدفت الشباب ولعبت دورًا مهمًا في تنمية ودعم قدراتهم، رائد عبد الرقيب محمد (مسؤول في وحدة المشاريع لدى المنظمة) يقول: ” نفَّذت المنظمة برامج ومشاريع استهدفت الشباب بالشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان كمشروع “تحسين آليات بناء السلام” الذي يهدف إلى تدريب وتأهيل الشباب وإدارة المشاريع والمبالغ الصغيرة، وكيفية جدولة المشاريع وتنفيذها وفقًا لخطة زمنية محددة, ضمن إطار برنامج تدريبي ينفَّذ في العام أربع مرات ويقدِّم منحًا صغيرة تصل إلى 2000 دولار لعمل مشاريع تنموية شبابية تخدم المجتمع”.

    كما أشار إلى أن المنظمة نفَّذت مشروع “شبكة مساهمتي تنمية” الذي يُدَار بالتعاون مع مؤسسة رنين اليمن ومنظمة أجيال مأرب ومؤسسة متطوعين في عدن وفي حضرموت بتمويل من المفوضية الأوروبية، الذي استهدف 40 شابًا وشابة في كل محافظة لرفع قدراتهم وكفاءاتهم في عملية التنمية وترسيخ مفهوم المسؤولية الاجتماعية.

    في الإطار نفسه تقول مودة قدار (المدير التنفيذي لمؤسسة وجود للأمن الإنساني في عدن): “إن المؤسسة تستهدف في أنشطتها النساء والشباب، فقد نفَّذت العديد من البرامج التي أسهمت في تطوير مدارك الشباب بأهمية التنمية المجتمعية والعمل التطوعي، كمشروع “المساهمة المجتمعية في الأمن المجتمعي” الذي استهدف 20 شابًا وشابة، فهو ينمِّي لديهم مهارات التيسير وإعداد التقارير”.

    وتضيف: “واجهنا صعوبات عديدة في تنفيذ الأنشطة والفعاليات والمشاريع؛ بسبب تأثير الوضع الأمني الحالي غير المستقر، الذي كان له الجزء الأكبر في تأجيل تنفيذ بعض الأنشطة والبرامج المقدمة إلى الشباب”.

    شيماء الشيباني (مسئولة منتدى المرأة التفاعلي لمنظمة طوّر مجتمعك ـ محافظة تعز) توضح أن من الأنشطة التي استهدفتها المنظمة فيما يخص الشباب برامج “تنمية قدرات الشباب وإشراكهم في العمل الميداني والأعمال التنموية” الذي له تأثير إيجابي في الشباب عن طريق تطوير خبراتهم وقدراتهم في مختلف المجالات التي تلبي احتياجات سوق العمل.

    من جانبه يقول مازن عدنان (المسؤول اللوجستي في مؤسسة جنات، في تعز):”إن المنظمات المحلية تسهم في خلق بيئة مجتمعية ووظيفية وفرص عمل للشباب عبر تنفيذ دورات تدريبية وتثقيفية بمجالات عديدة ــ مهنية وفنية وتقنيةــ حيث أقيمت دورات تدريبية في الخياطة والتطريز استهدفت الشابات، ودورات في مجال الطاقة الشمسية وصيانتها والطاقة الكهربائية وصيانة الأجهزة استهدفت الشباب”.

      الدكتور نبيل الحاج (رئيس مؤسسة واثقين للتنمية) يقول: “الشباب ركيزة المجتمع ويمكن أن نطلق على المجتمع اليمني اسم مجتمع الشباب حيث يشكِّل الشباب دون الـ 30 عامًا النسبة الأكبر من سكان اليمن؛ ما يجعلهم قاعدة أساسية في التحول الاقتصادي والمجتمعي في المجالات كافة”..

     وأضاف: “أن المؤسسة تسعى عن طريق برامجها وأنشطتها إلى محاولة القضاء على الفقر بجميع أشكاله في كل مكان عبر دعم المشروعات الصغرى، والتركيز على الفئات الأكثر ضعفًا بين الشباب وذلك بتقديم القروض وتيسير فرص العمل وسدِّ الفجوة بين الحياة الأكاديمية والعملية”.

ولمحاولة إيجاد حلول جذريَّة لمعالجة مشكلة الشباب يرى الحاج: “أن لمنظمات المجتمع المدني دورًا مهمًا في تخفيف الآثار السلبية للنزاع عبر إعادة الإدماج والتأهيل وتمكين الشباب في المجتمع”.

   مؤكِّدًا أنه على الجهات المعنية كافة السعي للعمل على تطوير التعليم وإدخال أساليب تعليمية جديدة وهادفة، تتلاءم مع المتطلبات الرئيسة والمتطورة لسوق العمل وتسهيل الإجراءات التي بواسطتها يحصل الشباب على القروض من الدولة بسهولة ويسر، بالإضافة إلى تقليل الفائدة”

آراء شبابية

   هيام عبد الله (25 عامًا ـ محافظة عدن) تقول: “للمنظمات المحلية والدولية دورٌ فاعلٌ في تأهيل الشباب للإسهام في الحدِّ من مشكلة البطالة، ولها آثار إيجابية بين أوساط الشباب في المجتمع اليمني مع الصعاب التي يعاني منها الشباب في عدم توفير فرص عمل مناسبة”.

   من جهتها تقول (أضواء الصلاحي ـ21عامًا من محافظة إب): “تؤدي المنظمات والمؤسسات المحلية دورًا كبيرًا في خلق فرص عمل تتوزَّع بين مكاتب القطاع الخاص، وهي تردم الفجوة الكبيرة التي تقع بين إجمالي المخرجات وواقع سوق العمل”.

     ويشاركها الرأي منير قاسم الشهاري(30 عامًا من محافظة إب) بقوله:  “لابد للمنظمات أن تشمل فئة أكبر من شريحة الشباب الذين يعوَّل عليهم كثيرًا في بناء الأسرة ويعدُّون نواة المجتمع. وأقترحُ أن تجتهد المؤسسات ذات الصلة لتنمية مهارات الشباب ليتمكنوا من الحصول على عمل يوفِّر لهم لقمة العيش لا التصدُّق عليهم بها، فلا تعطني كل يوم سمكة ولكن علمني كيف أصطادها”.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

في استطلاع رأي: 73% يؤكدون: الأوضاع الراهنة ساهمت في انتشار البطالة باليمن

   أظهرت نتائج استطلاع الرأي العام التي نُفذت من قبل وحدة المعلومات والاستطلاع ا…