‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة المخدرات في اليمن مدمن: أتمنى أن يوجد باليمن مراكز لمعالجة الإدمان من أجل إنقاذ الشباب

مدمن: أتمنى أن يوجد باليمن مراكز لمعالجة الإدمان من أجل إنقاذ الشباب

صوت الأمل – حنين الوحش

ليس أول شاب وليس الأخير، ولكنه يملك من القوة ما جعله يقرر العودة إلى الطريق، ومتابعة حياته الطبيعية بعيدًا عن غيبوبة الإدمان.

 (ع.م) شاب يبلغ من العمر 24 عامًا، يدرس هندسة حاسوب في مدينة عدن، أحد المنخرطين في دوامة الإدمان؛ نتيجة الصحبة السيّئة، وعدم الوعي الكافي بمخاطر الإدمان وأنواعه.

يقول (ع. م): “كان لونها يميل إلى الاصفرار، إلى جانب أقراص زرقاء اللون، وكنتُ بحاجة إلى النوم، الذي يقاومه الصداع؛ لهذا تناولت قرص الدواء، دون النظر في ماهيته”.

ويتابع: “كان مفعولها سريعًا؛ إذ تمكنت من النوم، وفي الصباح شعرت بتحسن، وكان ذهني صافيًا، وبعد انتهائي من المذاكرة في اليوم التالي داهمني الصداع؛ لأجد قرصًا آخر في يدي، سارع صديقي لتقديمه لي”

بعد جرعات متكررة، بدأ تأثير الدواء يتخذ مسارًا مغايرًا لرغبة (ع.م)، شعور متواصل بالإعياء، وعدم القدرة على المطالعة والقراءة، وتشوش في الذاكرة، وصعوبة في استذهان الدروس.

في طريق الإدمان

في بداية اكتشاف (ع.م) للخطر الذي أتى إليه يقول: “حاولت التوقف عن تعاطي الأقراص التي أخذتها من زميلي، لكنني لم أستطع فعل ذلك، كانت طريقي الوحيد للذهاب إلى النوم، ومع ذلك بدأت أتساءل عن ماهية الدواء، وهكذا وجدتُني في إحدى الصيدليات، عرضت إحدى الأقراص التي احتفظ بها على صيدلاني، فأخبرني أنها حبوب من نوع (ديازيبام)، وحذرني من تناولها”.

ويكمل: “عدت إلى المنزل، وسارعت إلى ربط هاتفي بالنت، وإدخال اسم الدواء في مربع البحث على جوجل، هلعت مما قرأته عن الآثار الجانبية للدواء، أخطرها الإدمان.”

ويضيف: “إلى جانب الإدمان كانت جميع المواقع الطبية على شبكة الإنترنت تسرد أعراضًا جانبية أخرى للدواء، جميعها تتفق مع ما ينتابني من عدم وضوح الرؤية، التغيرات العقلية والمزاجية، مشاكل الذاكرة والإثارة والهلوسة والارتباك والاكتئاب، أرق ونسيان، صعوبة في المشي والتحدث، ضعف العضلات، صعوبة في التبول والتنفس، واضطرابات في الهضم”.

راحة مؤقتة

ومع ذلك كانت هناك مشاعر جميلة تراوح (ع.م)؛ كالشعور بالانتشاء والارتياح والسعادة بعد تعاطيه القرص المخدر، أضف إلى ذلك أنَّها كانت تمنحه شعورًا بالقوة، جعلته يفقد احترامه لمحيطه من معلمين وطلاب.

“لم يكن سهلًا أن أتوقف عن تعاطي الديازيبام، كان الهلع وارتجاف الجسد هو البديل المخيف للتوقف عن تناول هذه الأقراص، في مقابل الشعور بالنشوة، لم أفكر باحتمالية أن أعدم طرق الحصول على الدواء، طالما أحصل عليه مجانًا من زميلي، إلا أن فاجأني ذات يوم بأن أخرجَ من حقيبته إبرةً تحوي سائلًا أحمر اللون، حقنها على الفور تحت جلد ذراعه”.

مضيفًا “أخبرني زميلي أنّ أقراص الديازيبام تكاد تكون مختفية من الأسواق حينها، وأنّه حصل على نوع مخدّر أقوى، وأكثر جدوى من الأقراص، مشيرًا نحو إبرة أخرى في حقيبته، كنتُ قلقًا، لكنه أخبرني أنّها محلول من الديازيبام لا أكثر”.

إدراك متأخر

بعد مرات من استخدامه للإبر المخدرة، استعان (ع.م) بمحرك البحث الذي طالما أدركه بوقت متأخر في معرفة نوع المحلول، الذي يحقنه أسفل جلده، ليدرك متأخّرًا أنّه انقاد لصديقه مرة أخرى، وبدأ بتعاطي (هيروين).

ويحكي (ع.م): “شعرت بالفزع والخوف بشكل حقيقي لأول مرة، تعاطي الهروين يعني أنني وصلت لمراتب متقدمة من الإدمان، ومع هذا لم أكن أقوى على مواجهة نفسي ومقاومة رغباتي”.

ويتابع: “لم أكن أملك ثمنه، أخبرني صديقي بأنّ الوسيلة الوحيدة لضمان توفره هو العمل في بيعه، وهكذا بدأت بالعمل متعاونًا مع شخص دلّني عليه زميلي”.

نهاية الطريق

في إحدى مساءات إبريل الفائت تعرض (ع.م) للسجن؛ إذ ألقت عليه السلطات القبض بوشاية من أحد العملاء- كما يقول- عدا أنّه غادر السجن في اليوم التالي، ومن حينها توقف عن بيع المواد المخدرة.

 وبصوت مليء بالحزن والندم يقول (ع.م): “بعد خروجي من السجن أوشكت على قتل أمي في لحظة غضب داخل المنزل، إثر خلاف مع أخي الأكبر، لهذا قررت الإقلاع عن المخدرات، لم أستطع في البدء، لكنني وثقت بصيدلاني أخبرته بمشكلتي، وبدأ يعطيني موادَّ مخدرةً خفيفة، تمهيدًا للإقلاع عنها بشكل نهائي”.

وحول آماله لمساعدة المدمنين ومكافحة المخدرات، يأمل (ع.م) أن تتوفر في اليمن عيادات، تقدم جلسات علاجية ونفسية لمدمني المخدرات، التي تصاعد انتشارها كإحدى تداعيات الصراع الذي يعصف بالبلاد.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

71.3% يرون أن ظاهرة تعاطي المخدرات سببٌ رئيس في ارتفاع معدل الجريمة، لا سيما في البلدان التي تعاني من الصراعات

صوت الأمل – يُمنى احمد تعد المخدرات ظاهرة اجتماعية خطيرة وغير صحية، وصارت تنتشر في المجتمع…