‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة الطاقة النظيفة في اليمن الطاقة النظيفة في اليمن ودعم منظمات المجتمع المدني

الطاقة النظيفة في اليمن ودعم منظمات المجتمع المدني

صوت الأمل – حنان حسين

يعد المجتمع المدني رافدًا من روافد دعم قطاع الطاقة المتجددة في اليمن؛ فهناك الكثير من المنظمات والمؤسسات التي بدأت بنشر الوعي وتعزيزه بين موظفيها، فضلًا عن بقية أفراد المجتمع، عن الدور الكبير الذي تؤديه الطاقة النظيفة، وكيف أنها احتلت -في فترة زمنية قصيرة- مساحةً كبيرةً أمام الكهرباء، بل وأصبحت هي ذاتها مولدة للكهرباء.

دور المجتمع المدني

للمجتمع المدني، بمختلف تفرعاته ومؤسساته، دور مهم في تعزيز أهمية الطاقة النظيفة في المجتمع، والتوعية بفعالية هذا الدور في مختلف الوسائل، فهو يعد دورًا فعالًا ومحفزًا للقطاعات الأخرى.

يوضح المهندس رامي العريقي –مستشار في الطاقة الشمسية- دور منظمات المجتمع المدني الداعمة للطاقة النظيفة، بقوله: “المنظمات هي الجهات الفعالة في البناء والتسويق والإنشاء لأي ثقافة جديدة في المجتمع؛ لذلك يعد دورها الأساسي بناء الثقافة ونشر التجارب الصحيحة، أو ما يسمى بـ”نقل التجارب”، وهي أفضل الممارسات للمجتمع”.

ويؤكد العريقي قائلاً: “نشر الوعي وبناء أول لبنة في أي مشروع جديد هو من أعمال المنظمات؛ لذلك نستطيع القول إن دورها محوري ومفصلي في نشر ثقافة الطاقة المتجددة في أي مكان؛ لأنها ستبني الأساس المتين الذي يحفز القطاع الخاص والعام نحو الاستثمار في مثل هكذا مجال”.

وعلى ذات السياق، تحدث د. عبد القادر عنين -مسؤول التدريب في مؤسسة مساندة للتنمية- قائلًا: “انعكس التوجه العالمي إلى الطاقة المتجددة، وعمل على دعمها في اليمن؛ إذ تعمل الكثير من منظمات المجتمع المدني على تنفيذ العديد من المشاريع الممولة من البنك الدولي الذي خصص ما يقارب مائة مليون دولار لدعم قطاع الطاقة المتجددة والنظيفة في الدول النامية، ومنها اليمن”.

 وأضاف: “أسهمت المشاريع التي تمولها منظمات دولية، إضافة إلى البنك الدولي، في تسريع عمل منظمات المجتمع اليمني العاملة في المجال وتسهيله؛ إذ كان للدعم المخصص لقطاع الطاقة المتجددة دورٌ كبيرٌ في تنفيذ مشاريع حيوية في مناطق نائية في أرياف اليمن”.

المشاريع

وعن الدعم الذي قدمته منظمات المجتمع المدني يتحدث المهندس رامي العريقي بقوله: “أهم ما حصل عليه هذا القطاع من دعم هو التدخلات المباشرة من المنظمات الدولية بالشراكة مع منظمات المجتمع المدني، ومنها UNDP في مشروع تعزيز الصمود في الريف اليمني ERRY، بمراحله الثلاث؛ إذ استهداف المناطق الريفية وشبه الحضرية عن طريق التوعية والدعم المادي والعيني، من أجل نشر ثقافة الطاقة المتجددة”.

وأضاف: “بالإضافة إلى مشروع دعم الطاقة الكهربائية في اليمن الطارئ المقدم من UNOPS الذي عمل على بناء محطات طاقة شمسية لكثير من المؤسسات الخدمية في البلاد، ونشر الوعي في الأرياف عن طريق دعم الكثير من التدخلات في هذا القطاع”.

وأوضح المهندس زياد لطف -موظف في المؤسسة العامة للصناعات الكهربائية والطاقة المتجددة- أن هناك العديد من مشاريع الطاقة النظيفة في اليمن التي قامت بها منظمات المجتمع المدني باختلاف مؤسساتها، ويقول: “المشاريع التي تقدمها المنظمات في اليمن، جميعها، تعد ناجحة؛ فأنا عملت على مشروع تركيب منظومات كبيرة نفذتها منظمات محلية بإشراف منظمات خارجية، ويستفيد منها نحو ثلاثين ألف نسمة”.

 وأضاف المهندس زياد بقوله: “مشاريع المنظمات المتعلقة بالطاقة النظيفة حلت عددًا من المشاكل، خاصة في القرى والمديريات والأماكن البعيدة التي لا يوجد بها مياهٌ للشرب، فيعملون على رفع مياه الآبار باستخدام الطاقة النظيفة، وخففت من معاناة الشعب اليمني”.

وفي حديثه عن تركيز منظمات المجتمع المدني ودعمها لهذا القطاع تحديدًا، قال: “خففت الطاقة على المواطن من سعر الكهرباء، وأيضًا من تكلفة الإنتاج في المصانع؛ إذ إن أغلب محطات الكهرباء باتت اليوم تعمل بالطاقة الشمسية”.

منظمة مساندة للتنمية (MFD)، المتخصصة في مجال الطاقة المتجددة في اليمن، قامت بالعديد من المشاريع، وهذا ما تحدثت عنه المديرة التنفيذية لها، سمية الحسام، بقولها: “نفذت مساندة عدة مشاريع في مجال الطاقة الشمسية، أهمها تنفيذ حملة وعي (شاحنة وعي)، وتدريب مجموعة من الشباب على تجميع أنظمة الطاقة الشمسية محليًا”.

أما د. أنجيلا أبو إصبع – رئيسة مؤسسة أنجيلا للتنمية الإنسانية- فقالت إن مؤسستها قامت بالعمل على عدة مشاريع في مجال الطاقة الشمسية، التي هدفت إلى دعم مشاريع مياه الآبار في المناطق الريفية والنائية، وتضيف: “عملت من خلال مؤسستي على تركيب العديد من الألواح الشمسية والبطاريات، وعمل منظومات طاقة بشكل متكامل لخدمة السكان في تلك المناطق”.

وأردفت بالقول: “من ضمن الأعمال التي قامت بها المؤسسة إقامة مؤتمر المعرض الثاني للطاقة الشمسية عام 2019م، الذي دُعِي إليه العديد من تجار الطاقة الشمسية، ووصل عددهم إلى 60 تاجرًا. وخلال المؤتمر أُقيمت دورات تدريبية وندوات متخصصة في مجال الطاقة الشمسية، وكان من أفضل الأعمال في قطاع الطاقة”.

الصعوبات والتحديات

أمام كل قطاعات الدولة تُوجد العديد من التحديات التي تستلزم ذكرها وإيضاحها لعمل الحلول والمقترحات لها وتحسين عملها. وهنا تحدث المهندس رامي العريقي، وأوضح أن هناك الكثير من التحديات والصعوبات التي وقفت أمام بعض منظمات المجتمع المدني في دعمها لقطاع الطاقة النظيفة ومنها ما جاء على لسانه، بقوله: “غياب الدعم الرسمي والحكومي عرقل كثيرًا من التدخلات في هذا المجال. وأقصد بغياب الدعم عدم وجود القوانين والتشريعات اللازمة لتسهيل عمل المنظمات، وكذلك غياب الدعم الكافي والمرتبط بارتفاع تكلفة حملات التوعية لهذي الجهات”.

عبد القادر عنين أضاف في حديثه أن هناك الكثير من المعوقات التي واجهت تنفيذ بعض المشاريع، ويقول: “أهم التحديات التي واجهتنا، وأراها الأشد أهمية، نقص الوعي المجتمعي بمجالات الطاقة المتجددة وأهميتها، وعدم الاهتمام بهذا المجال من باب الجهل، فلو عرف البعض بأهمية هذا المجال لمنحوه حقه من الاهتمام”.

المعالجات والحلول

ومثلما يقابل مجال الطاقة البديلة العديد من التحديات والعراقيل، فلا بد أن يكون هناك مجموعة من المعالجات والحلول المقترحة؛ للنهوض بهذا القطاع من قبل منظمات المجتمع المدني، وتعزيز دوره بفعالية.

وعن ذلك، تحدث د. عبد القادر عنين قائلاً: “تلعب منظمات المجتمع الدولي دورًا مهمًا في دعم تحول المجتمع إلى استخدام الطاقة المتجددة عن طريق رفع الوعي المجتمعي في مجال الطاقة المتجددة من خلال إقامة مجموعة من الدورات التدريبية والندوات والحملات التوعوية، والتعريف بأهميتها وفوائدها”.

وأضاف: “لمنح منظمات المجتمع المدني فرصًا أكبر في دعم قطاع الطاقة المتجددة، نقترح أن تقدم الجهات المسؤولة تسهيلات أكبر في منح تصاريح العمل والتدريب وتنفيذ المشاريع”.

وأردف بقوله: “كما أقترح أن تُقام برامج مشتركة بين القطاعين الخاص والحكومي، ومنظمات المجتمع الدولي، في جوانب التوعية ودعم الشرائح الضعيفة في الأرياف والمدن اليمنية؛ حتى يتحقق الهدف من التوعية على نطاق أوسع”.

في الأخير، نجد أن منظمات المجتمع المدني تلعب دورًا فاعلاً في دعم قطاع الطاقة الشمسية وتطويره في اليمن، وتسهم في تحسين كفاءة الطاقة وتوفير عدة أنواع من الطاقة النظيفة، وبشكل مستدام للأجيال المتعاقبة.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

91.9% من المشاركين في الاستطلاع يرون أن من المهم بدء الاعتماد على الطاقة النظيفة لتحقيق تنمية مستدامة في اليمن

صوت الأمل – يُمنى أحمد الطاقة النظيفة شكل من أشكال الطاقة المستدامة التي تُولّد من مصادر ط…