‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة المخدرات في اليمن 71.3% يرون أن ظاهرة تعاطي المخدرات سببٌ رئيس في ارتفاع معدل الجريمة، لا سيما في البلدان التي تعاني من الصراعات

71.3% يرون أن ظاهرة تعاطي المخدرات سببٌ رئيس في ارتفاع معدل الجريمة، لا سيما في البلدان التي تعاني من الصراعات

صوت الأمل – يُمنى احمد

تعد المخدرات ظاهرة اجتماعية خطيرة وغير صحية، وصارت تنتشر في المجتمعات بشكل واسع. وتتنوع المخدرات في أشكالها وتأثيراتها، لتشمل جميع الفئات العمرية والاجتماعية بحيث تؤثر على الجسم والعقل بشكل سلبي وتسبب تدميرًا شاملاً للحياة الفردية والأسرية والاجتماعية.

تتراوح أسباب تعاطي المخدرات من عوامل اجتماعية ونفسية إلى عوامل بيئية واقتصادية، ويلجأ البعض إلى تعاطي المخدرات هربًا من الواقع المرير أو التخفُّف من الضغوط النفسية والعاطفية. وقد يكون للفضول والتجربة دور في بدء استخدام المخدرات، خاصة في الفئة العمرية الشابة. كما يمكن أن يؤدي التعرض للبيئات الملوثة والتحديات الاجتماعية والاقتصادية إلى زيادة انتشارها في بعض المجتمعات.

بطبيعية الحال، البلدان التي تعاني من الصراعات هي الأكثر عرضة لجميع العوامل التي تؤدي إلى انتشار المخدرات التي يكون تأثيرها كارثيًا. ويعاني الأفراد والمجتمعات من تفكك القيم والأخلاق، وتآكل النسيج الاجتماعي، وارتفاع معدلات الجريمة والعنف. بسبب الإدمان، يتدهور الأداء الاقتصادي وينخفض مستوى التعليم والصحة، فضلًا عن التأثير الاجتماعي للمخدرات في تلك البلدان؛ حيث تنقسم المجتمعات وتتفكك، وتزداد الفجوة بين الأقوياء والضعفاء، وينزلق الشباب إلى دوامة الإدمان ويضيعون فرص الحياة الطبيعية والتعليم، ويزداد التفاوت الاجتماعي وينتشر العنف والجريمة، مما يؤدي إلى دوران دائرة الفقر والاستبداد.

تأثير انتشار المخدرات على الاقتصاد مدمر أيضًا؛ حيث تتضرر قطاعات الزراعة والتجارة والسياحة، مما يؤدي إلى تراجع النمو الاقتصادي وارتفاع معدلات البطالة، وتنخفض الإنتاجية والاستثمارات، مما يعزز حالة الفقر والتدهور الاقتصادي.

تعاني اليمن من الصراعات لأكثر من تسع سنوات حتى الآن مما أدى إلى تفاقم انتشار ظاهرة المخدرات فيها وتدهور الوضع الاجتماعي والاقتصادي بسبب هذا الانتشار. واستنادًا إلى ما سبق، أجرت وحدة المعلومات واستطلاع الرأي في “يمن انفورميشن سنتر” استطلاعًا حول انتشار ظاهرة المخدرات في اليمن؛ لدراسة مدى الضرر الذي يتسبب به انتشار المخدرات في ظل الوضع الذي تعاني منه اليمن.

أُقيم الاستطلاع على عينة بحثية بلغت (205) شخصًا، كان أكثر المشاركين فيه من الذكور  بنسبة 51.3% مقابل 48.7% من الإناث. وكانت الفئات العمرية للمستطلَعين متفاوتة، فـ42.6% منهم من فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 26-35 عامًا، وتراوحت أعمار 27% منهم ما بين 36-45 عامًا، و18.3% كانت أعمارهم ما بين 18-25 عامًا، فيما 10.4% كانت أعمارهم ما بين 46-65 عامًا، و1.7% فقط كانت أعمارهم 65 عاماً فما فوق.

أما عن المؤهل الدراسي، فقد كان أغلب المشاركين من الحاصلين على شهادة البكالوريوس بنسبة 49.6%، ثم الحاصلين على الشهادات العليا بنسبة 28.7%، ثم الحاصلين على شهادة الثانوية العامة بنسبة 10.4%، يليهم الحاصلون على الطلاب الجامعيون بنسبة 7.8%، ونسبة 3.5% للحاصلين على الشهادة الإعدادية.

بالنسبة للنطاق الجغرافي للاستطلاع، جاءت العينة من إحدى عشر محافظة من أصل واحد وعشرين محافظة يمنية، هي: صنعاء بنسبة 30.4%، حضرموت بنسبة 16.5%، إب بنسبة 14.8%، عدن بنسبة 11.3%، تعز بنسبة 9.6%، لحج بنسبة 6.1%، الحديدة بنسبة 4.3%، وبنسبة 2.6% لكل من محافظة ذمار وأبين على حدة وبنسبة 0.9% فقط لكل من البيضاء وحجة.

حول انتشار ظاهرة المخدرات في اليمن يرى 44.3% من المشاركين أن انتشارها متوسط، ويرى 43.5% أن وجودها في أوساط المجتمع اليمني كبير، فيما 10.5% إنهم لا يملكون أي فكرة حول الموضوع، و1.7% فقط قالوا إنه لا يوجد لها أي انتشار.

وعن أسباب انتشار هذه الظاهرة، كانت إجاباتهم على النحو الآتي (سؤال متعدد الخيارات، حُللتْ كل إجابة عن هذا السؤال -بوصفها عينة منفصلة- بنسبة تقدر بــ100%):

  • البطالة، بنسبة 77.4%.
  • الصراع، بنسبة 49.6%.
  • الفقر، بنسبة 45.2%.
  • أسباب أخرى، بنسبة 26.1%.

وعند سؤال المشاركين في الاستطلاع عن الفئات العمرية الأكثر عرضة لإدمان المخدرات كانت إجاباتهم على النحو الآتي (سؤال متعدد الخيارات، حُللتْ كل إجابة عن هذا السؤال -بوصفها عينة منفصلة- بنسبة تقدر بــ100%):

  • المراهقون ما بين (15-18 عامًا)، بنسبة 61.7%
  • الشباب ما بين (20-35 عامًا)، بنسبة 60.9%

بالتأكيد هناك علاقة وثيقة بين انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات وارتفاع معدل الجريمة؛ حيث يرى 71.3% أن ظاهرة تعاطي المخدرات سببٌ رئيس في ارتفاع معدل الجريمة، لا سيما في البلدان التي تعاني من الصراعات، وقال 27.8% إنه ليس من الضروري أن نربط انتشار تعاطي المخدرات بارتفاع معدل الجريمة، فيما قال 0.9% إنه لا توجد علاقة.

وعند الحديث عن الاضطربات النفسية التي قد تتسبب في الانتحار في مراحل متقدمة، يؤكد 91.3% أن من يتعاطون المخدرات أكثر عرضة لهذه الاضطرابات النفسية، في حين قال 8.7% أن هذا الاعتقاد غير صحيح.

وختامًا، يتفق المشاركون في الاستطلاع على أن انتشار تعاطي المخدرات يعد ظاهرة معقدة ومدمرة، تتطلب اهتمامًا جادًا وجهودًا متواصلة لمكافحتها. ويتعين على جميع أفراد المجتمع العمل على الحد منها، وتوعية الناس بأخطارها، وتقديم الدعم والمساعدة للأفراد المتأثرين. واتفقوا أيضا على أن المتضررين من انتشار هذه الظاهرة هم مجرد ضحايا يجب تقديم الدعم والمساعدة لهم ليتجاوزوا ما يمرون به.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

تأثير المخدرات على مفهوم الأمن الشامل ومكافحتها كجريمة ودافع أساسي للسلوك الإجرامي

صوت الأمل – المُقدَّم وليد الأثوري (باحث علوم أمنية)    لماذا بدأنا بكلمة المخدر…