‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة تعليم الفتيات في اليمن القطاع الخاص.. رافد لتعليم الفتاة في ظل الصراع

القطاع الخاص.. رافد لتعليم الفتاة في ظل الصراع

صوت الأمل – أحمد عُمر

ساهم القطاع الخاص إلى جانب الجهات الحكومية في استمرار العملية التعليمية باليمن، وتخفيف آثار الصراعات الداخلية التي ألقت بظلالها على الكثير من الجوانب الحياتية في البلاد.

لم يكن التعليم المتضرر الوحيد جراء الصراع بين الفصائل الداخلية في اليمن، فمنذ عدة سنوات وتبعات هذه النزاع تنخر في كل مناحي القطاعات كالصحة والبنى التحتية والاقتصاد الوطني، ولكن يظل التعليم المنفذ الوحيد والآمن لتخليص اليمن من ويلات هذه الصراعات المحتدمة وآثارها البالغة، والتي طالت كل جوانب الحياة.

التسهيلات الحكومية للقطاع الخاص

وفقا لتقرير نشره المركز الوطني للمعلومات في 23 يوليو عام 2007م، “أعلنت الحكومة اليمنية تبنيها لمسارات وتوجهات جادة لدعم وتشجيع مؤسسات القطاع الخاص الوطني، لتوسيع نطاق أنشطتها الاستثمارية حتى تشمل مختلف المجالات الاقتصادية والخدمية؛ تمهيدًا لتأهيلها للاضطلاع بمهام تقديم الخدمات الاستهلاكية والتنموية التي تنفرد الدولة بمسؤولية إدارتها والإشراف عليها وتقديمها لجمهور المستهلكين” .

وكشف التقرير الحكومي عن تزايد استثمارات القطاع الخاص في البنية الأساسية والخدمات العامة خلال السنوات الماضية و-خاصة- في مجالات “الخدمات التعليمية”، والتي كانت تقوم بها مؤسسات الدولة بشكل منفرد .

ويكون الهدف من الشراكات الحكومية، تخفيف العبء المالي عن ميزانية الحكومة مع السماح بتطوير تلك المشروعات من خلال ما يملكه القطاع الخاص من كفاءة عالية، حسب ما نقله -المركز الوطني للمعلومات عن الوكالة اليمنية سبأ-.

دور المنظمات الدولية في تعليم الفتاة

في 25 أكتوبر عام 2021م، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسفUNICEF”-عبر تغريدة على حسابها في تويتر- عن ازدياد نسبة تعليم الفتيات في ريف محافظة ذمار.

وأوضحت المنظمة أنَّه بفضل الدعم المقدم من (مشروع معلمات الريف)، زادت نسبة التحاق الفتيات في المناطق الريفية بالمدارس في محافظة ذمار -دون أن تحدد نسبة معينة لالتحاق الفتيات بالتعليم-.

 وتدعو اليونيسف في تقرير نشرته في الخامس من يوليو 2021م، كافة الأطراف المعنية -في إشارة واضحة للجهات الحكومية والقطاع الخاص- إلى مساندة حق الأطفال في التعليم، والعمل سويًا من أجل تحقيق سلام دائم وشامل في اليمن، ويشمل ذلك وقف الاعتداءات على المدارس، حيث تم تسجيل 231 اعتداء على المدارس منذ مارس 2015م، وضمان حصول المعلمين على رواتبهم بشكل منتظم حتى يتمكن الأطفال من مواصلة التعليم والنمو، وأن تدعم الجهات المانحة برامج التعليم في اليمن بالتمويل طويل الأجل.

دور القطاع الخاص في تعليم الفتاة “حضرموت أنموذجًا”

قالت أحلام باسنبل(المدير التنفيذي لمؤسسة حواء النسوية للتنمية): “دور المؤسسة كونها جهة خاصة في تعليم الفتاة يكمن في عملية التوجيه والإرشاد، وكذلك إعطاء دورات مهنية وتدريبية؛ لكي يتم تأهيلها وإكسابها مهنة تستفيد منها في حياتها في ظل الظروف التي تعاني منها اليمن والأوضاع المعيشية المتردية” .

وأضافت باسنبل: “كانت انطلاقة (مؤسسة حواء) -التي تُعد مؤسسة نسوية غير ربحية- في جانب تعليم الفتاة منذ عام 2016م حيث نفذت 600 دورة مختلفة من الدورات التنموية والتأهيلية، وكذلك الدورات المهنية. مشيرة إلى أنَّ عمل المؤسسة مقتصر على محافظة حضرموت –فقط- وتطمح المؤسسة في توسيع نشاطها إلى المحافظات الأخرى.

وحصلت “صوت الأمل” على إحصائية عن عدد الفتيات المستفيدات من نشاط المؤسسة التعليمي والتأهيلي الذي بلغ ثلاثة آلاف فتاة، وأبرز الدورات التي نفذتها مؤسسة حواء، هي دورات في التنمية البشرية مثل: “أخلاقيات المهنة”، و”ثقتي بذاتي غيرت حياتي”، و”دورة ثروة الأفكار”، وكذلك دورات تأهيلية لمعلمات مدارس تحفيظ القرآن والحافظات، ودورات تأهيلية للداعيات، إضافة إلى المخيمات الصيفية السنوية، ودورات مهنية كالخياطة والكوافير وفن الطبخ.

لدى أحلام طموح في أن يتم بين مؤسسة حواء النسوية ومكتب التربية والتعليم بالمحافظة عقد شراكة عمل لتدريب الفتيات على المهارات الحياتية، وشراكة مع مكتب التعليم الفني والتدريب المهني. مشددة على أنَّ الفتاة تحتاج لمن يأخذ بيدها ويبادر إلى تعليمها لكي تعم الاستفادة حياتها العملية، وحتى الأسرية بحيث تجيد تربية أبناءها تربية سليمة، فالتعليم الخاص أتاح للفتاة فرصاً تتناسب مع ظروفها؛ لذلك يجب دعم التعليم الخاص؛ لأنَّه يوفر فرص للفتاة قد لا يوفرها التعليم العام .

وفي ذات السياق قالت رنا الجعيدي(مديرة العلاقات العامة في جمعية تنمية المرأة بمدينة المكلا محافظة حضرموت)، أنَّ الجمعية تقوم بفتح فصول دراسية خاصة يتابعون خلالها الفتيات وتحصيلهن الدراسي، ويتم الاهتمام بهن حتى يصلن إلى الصف السادس، وبعد ذلك يتم دمجهم في المدارس الحكومية .

ونفذت (جمعية تنمية المرأة) -التي بدأ نشاطها عام 2004م، وهي جمعية غير ربحية- 75 دورة منها دورة خياطة، وتدبير منزلي وإسعافات أولية، وصناعة البخور وأشغال يدوية جميعها في مدينة المكلا .

وفي إطار برنامج المساواة بين الفئتان في الحصول على التعليم الممول من منحة الحكومة الألمانية (KFW)، قدم الصندوق الاجتماعي للتنمية فرع المكلا، في الثاني من أكتوبر 2022م، دورات في مجال التعلم النشط بشبوة. 

حيث استهدفت الدورات معلمي ومعلمات التعليم الأساسي في مديرية نصاب بشبوة، للصفوف من (4-12) وبلغ عددهم 578 معلم ومعلمة من المتعاقدين مع الصندوق والمعلمين الموظفين والمتعاقدين لدى مكتب التربية بمختلف مدارس المديرية، وشملت: التخطيط للتدريس واستراتيجيات أساسية، والقياس والتقويم التربوي والإدارة الصفية لمدة 19 يوم للفترة من 01 -22 أكتوبر 2022م. يبذل القطاع الخاص بجانب الجهات الحكومية والمنظمات الدولية جهودًا جبارة لاستمرار العملية التعليمية للفتاة التي تأثرت بشكل مخيف بعد نشوب الصراع بين الأطراف المتصارعة في اليمن؛ مما أجبر العديد من الفتيات على مغادرة مقاعد الدراسة.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

استطلاع.. 90%: يوجد تمييز نوعي في نيل فرص التعليم باليمن

صوت الأمل – يُمنى أحمد توصلت نتائج استبيان إلكتروني نفذته وحدة المعلومات واستطلاع الرأي في…