‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة تعليم الفتيات في اليمن الوعي بأهمية التعليم يشجع الفتاة على مواصلة الدراسة

الوعي بأهمية التعليم يشجع الفتاة على مواصلة الدراسة

صوت الأمل – علياء محمد

 يٌشكل التعليم جانبًا أساسيًا من جوانب تمكين المرأة والنهوض بها في شتّى المجالات، ويعد التعليم حقًا مشروعًا نصت عليه كافة الاتفاقات الدولية؛ لما له من آثار إيجابية تنعكس على المجتمع وأفراده.

ويعد التعليم الدرع الواقي لحماية الفتاة من الزواج المبكر، وطريقاً للوصول إلى الاستقرار النفسي الذي ظلت الفتاة اليمنية تبحث عنه في فترة من الفترات كان فيها التعليم حكرًا على الذكور فقط، ووصل حينها معدل التحاق الفتيات إلى أدنى مرتبة في دول الشرق الأوسط؛ بسبب عدد من العوامل الاجتماعية والثقافية، فتقليد الزواج المبكر في الأرياف يحرم الفتيات من الالتحاق بالتعليم، والأوضاع المعيشية الصعبة تدفع بعض الأسر إلى إخراج بناتهن من المدرسة.

تحجيم دور المرأة

يرى الباحث الدكتور حسان الخولاني  أنَّ هناك عدداً من العادات والأفكار التي هدفت إلى تحجيم مساحة المرأة، وتهميش دورها الريادي في نهضة المجتمع، قائلًا: “مرت اليمن  بأحداث وفترات من الانغلاق والعزلة عن العالم، وشهدت اليمن أفكاراً واتجاهات كُرِّست لعزل المرأة وحرمانها من التعليم، وظلت على هذا الحال إلى ما بعد قيام ثورة 26 سبتمبر بسنوات، ولكن مع تطور الحياة وازدهار المؤسسات التعليمية من مدارس ومعاهد وجامعات، تغيرت المفاهيم لدى شريحة كبيرة من المجتمع وبرزت أهمية تعليم المرأة؛ احتياجاً لعملها في وظائف مهمة مثل: الطب والتدريس”.

ويضيف الدكتور حسان “زاد إقبال الفتاة على التعليم العام والجامعي؛ نتيجة تطور وانتعاش العملية التعليمية، ولمس المجتمع أهمية وجود الكادر النسائي في الوظيفة العامة والخاصة، وتغير نظرة المجتمع للفتاة المتعلمة، وتشجع أولياء الأمور على الدفع ببناتهم؛ لنيل الدرجات العلمية العليا، ونتيجة لهذا التطور في المفاهيم والرؤى المجتمعية؛ توجد اليوم الطبيبة والمهندسة والمعلمة وأستاذة الجامعة ووكيلة الوزارة والوزيرة وعضوة مجلس النواب، وهذا كله بفضل دعم ومساندة المجتمع للفتاة في التعليم”.

تشجيع الأسرة دافع للتعليم

تختلف توجهات الأسر اليمنية ما بين مؤيد لمبدأ إكمال الفتيات الدراسة، وما بين داعم لفكرة تزويجهن مبكرًا، وقد نجد فئات من المجتمع لا زالت تتحفظ على إلحاق بناتهن بالمؤسسات التعليمية العامة والجامعية، وقد يقتصر تعليم الفتيات عند هذه الفئات على التعليم الأساسي أو الثانوي في أحسن الظروف، ولكن بالمقابل نجد الكثير من الأسر داعمة لبناتهن في مواصلة التعليم  مستشعرين بذلك الدور الكبير التي تقدمه المرأة المتعلمة في مختلف جوانب الحياة.

“تشجيع والدي ووقوفه إلى جانبي كان سببًا في إكمال دراستي الجامعية” هذا ما أكدته أمة الكريم عبد الله لـ”صوت الأمل”،  وتقول: “عندما قررت دخول الجامعة، رفض الكثير من أعمامي أن أكمال دراستي، بحجة أنَّ الجامعة  مختلطة، ومن المعيب أن أدرس مع الذكور في مكان واحد، ولكن إيمان والدي بقدراتي، وتشجيعه جعلني أكمل دراستي الجامعية، وحينها اقتنع الكثير من أبناء قبيلتي أنَّ التعليم سلاح الفتاة، بعد أن أيقنوا أنَّ التعليم زادني ثقافة وقوة”.

مؤكدة أنَّ للآباء والأسرة دوراً كبيراً في إلحاق الفتيات بالتعليم؛ فوعي الأسرة بأهمية التعليم للفتاة؛ يعطيهم القوة لتحدي بعض الثقافات الخاطئة حول تعليم الفتاة.

يوافقها الرأي  ناصر أحمد(وكيل مدرسة في محافظة المحويت)، قائلًا: “في الأرياف كثير من الفتيات يتوقفن عند المرحلة الثانوية؛ بسبب رفض أسرهن فكرة الجامعة، واقتناعهم بأنَّ الزواج هو الطريقة الوحيدة لحماية وصيانة الفتاة”.

موضحًا أنَّ هناك الكثير من الآباء والأسر بدأوا بالاقتناع بأهمية تعليم الفتاة، كما أنّ عددًا كبيرًا من الطالبات تخرجن من الثانوية، والتحقن بالجامعة في المحافظة، وتعددت تخصصاتهن الدراسية.

مضيفًا “حتى أنَّ فكرة المكوث بالسكن الجامعي، أصبحت مقبولة عند الأغلبية”. متمنيًا أن يسود ذلك النهج عند من لا يزالون متمسكين بالمعتقدات الخاطئة حول تعليم الفتاة.

 المهرة أنموذجًا للوعي المجتمعي بأهمية التعليم

وعن الوعي المجتمعي بتعليم الفتاة  في المجتمع اليمني، تقول نور عبد العزيز(الناشطة المجتمعية): “عانت محافظة المهرة وغيرها من المحافظات من ضعف  في التعليم، واقترانه بالذكور فقط، وكانت هناك  فروقات بسيطة تختلف فيها محافظة المهرة عن باقي المحافظات، حيث إنَّ لمحافظة المهرة  معتقدات وثقافات  خاصة ولغة خاصة ظلت فترات طويلة مهمشة من قبل الحكومة؛ مما أثر بشكل كبير على جودة التعليم، وعلى تشجيع الفتاة لإكمال دراستها”.

وتتابع نور: “كما يعلم الجميع أنَّ محافظة المهرة مساحتها كبيرة، ومترامية الأطراف، وكانت  مراكز التعليم قليلة فيها، بالإضافة إلى أنّ ساكنيها كانوا يعانون نقصاً في الكوادر التعليمية للمعلمين،  وكانوا يجلبونهم من محافظة حضرموت،  ولكن -حاليًا- اختلف الوضع كثيرًا عن السابق، وأصبح هناك وعي مجتمعي بأهمية التعليم، وتشجيع لالتحاق الفتيات بالتعليم،  ولم يقتصر على التعليم الأساسي -فحسب-، بل وصل إلى التشجيع لإكمال الدراسات العليا والماجستير،  وأصبح هناك الكثير من  الفتيات المهريات المتعلمات والباحثات،  وهناك نقلة نوعية في مجال التعليم”.

مشيرة إلى أنَّ هناك إقبالاً كبيراً من المجتمع المهري على التعليم، رغم وجود الكثير من الصعوبات أبرزها: عدم وجود جامعة حكومية خاصة بمحافظة المهرة، وتقتصر الدراسة على كليات تتبع جامعة حضرموت.

مؤكدة في حديثها على أنَّ هناك تخصصات أخرى يرغبن بها الفتيات المهريات، وبحاجة إلى إنشاء جامعة داخل المهرة تضم كافة التخصصات، فلا يضطر أحد للابتعاث إلى الخارج أو لمحافظة عدن والمكلا للدراسة كما يحدث الآن.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

استطلاع.. 90%: يوجد تمييز نوعي في نيل فرص التعليم باليمن

صوت الأمل – يُمنى أحمد توصلت نتائج استبيان إلكتروني نفذته وحدة المعلومات واستطلاع الرأي في…