‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة الإعلام في اليمن واقع الإعلام الجديد في اليمن

واقع الإعلام الجديد في اليمن

صوت الأمل – فاطمة رشاد

مع تطور التكنولوجيا تطور الإعلام تطوراً واضحاً وملموساً فلم يعد ذلك الإعلام المنحصر عبر زر وصوت وشاشة تلفزيونية بل أخذ اليوم منحنى آخر بسبب ظهور الإعلام الإلكتروني بعد الطفرة التي حصلت مؤخراً، فعلى مستوى الصحافة الورقية نجد مسميات ظهرت فهناك الصحافة الإنسانية وصحافة البيانات وكذلك ظهر نوع اسمه صحافة السلام وبين هذه المسميات نجد أنفسنا أمام إعلام متجدد بعد ظهور ما يسمى بالمنصات الإعلامية والقنوات المتخصصة في اليوتيوب لصناعة المحتوى، ووفق ذلك نجد للصوت الإذاعي حضوراً عبر ما يسمى بالبودكاست الذي أصبح منتشراً هذه الأيام بشكل ملفت، ومع هذا التطور نال الإعلام اليمني حصته منه.

صلاح الجندي إعلامي يعمل مذيعاً لقناة على اليوتيوب تحمل عنوان قناة المغترب اليمني في أمريكا يقول عن الإعلام الجديد ووسائله الجديدة: “وفرت منصات التواصل الاجتماعي بما فيها اليوتيوب فرصة كبيرة لصانعي المحتوى وجعلت منهم مشاهير وصناع رأي ومؤثرين، بغض النظر عن المحتوى الذي يقدمونه، لكن هذه القنوات استطاعت أن تكسر احتكار القنوات الفضائية والإذاعية، بل وتتعداها أحياناً في نسبة المشاهدة”.

وهذا يعود إلى الثورة التكنولوجية التي سمحت لكل الناس باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وعزوف الكثيرين عن متابعة القنوات التلفزيونية .

ويضيف صلاح قائلاً: “وفرت هذه القنوات  لصانعي المحتوى مصدراً ربحياً كبيراً من خلال عدد المشاهدة، وهذا ما شكل دافعاً كبيراً لتحفيز الكثير من الإعلاميين على امتلاك قنوات على اليوتيوب ونشرها بشكل واسع”.

منصة نسوان فويس

هدى الحربي إحدى العاملات في منصة نسوان فويس قالت: “بسبب الحضور الضعيف والهامشي للصحفيات اليمنيات في المؤسسات ووسائل الإعلام اليمنية بالإضافة إلى تغطية موسمية وتقليدية لقضايا المرأة اليمنية ولَّد لدينا فكرة منصة متخصصة بالمرأة اليمنية”.

وتواصل هدى حديثها قائلة: “تسعى المنصة إلى إبراز  قضايا المرأة وإبراز دورها في جميع مناحي الحياة  كما تناصر حقوقها فهي تحتفي بقصص نجاحهن وقد تأسست المنصة في الثالث من مايو 2019م على يد مجموعة من الصحفيات المتخصصات بمهارات متنوعة تحريرياً سمعياً وبصرياً وتقنياً من مناطق جغرافية يمنية مختلفة شكلن قوام فريق منصة نسوان فويس، تتميز المنصة  بتنوع محتوياتها الرقمية  الموجة للمرأة”.

وسائل الإعلام الجديدة

وعن وسائل الإعلام الجديد يقول الإعلامي المصور عبدالسلام الجرادي: “تتعدد الوسائل التي تندرج تحت نظام الإعلام الجديد، منها المدونات التي تحتوي على كتابات وصور، وفيديوهات، والتي ينشئها الفرد بمجهود شخصي، أو مع مجموعة، كما تتضمن أخبارًا يومية، وخبرات وتجارب تحصل مع الفرد في حياته. البودكاست الذي يتخصص في تسجيل الأصوات، وإنشاء فيديوهات تتيح للفرد سماعها، أو الاطلاع عليها في كل وقت، ويوفر لهم إمكانية التسجيل لكل ما يدور في بالهم من مواضيع مختلفة، ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي التي أدخلت الفرد بعملية صناعة الخبر، من خلال نقل الأحداث التي تحصل في محيطه، ومشاركة المعلومات مع أفراد المجتمع، وتبادل المصالح المشتركة، منها المواقع الإعلامية، والصحافة الإلكترونية، التي تقوم بنشر أخبارها، والمواضيع التي تبثها، من خلال المواقع الإلكترونية، التي تنشئها المؤسسات الإعلامية، والصحفية”.

ويضيف الجرادي قائلاً: “الإعلام الجديد أصبح ضرورة لمواكبة النهضة الإلكترونية في شتى المجالات وقد اُستُغلَّت التقنية من خلال صناعة محتوى في المنصات واليوتيوب والبودكاست، لإيصال الرسالة الإعلامية بشكل جيد وبأسرع  وقت”.

وأما الإعلامي فارس الجلال يرى أنَّ الإعلام قد تطور حيث فتح أمام الصحفيين وصانعي المحتوى القدرة على إيصال المعلومة بسرعة كبيرة جداً وبأشكال متعددة، ومعرفة النتائج بنفس اللحظة، كما أنَّ التطور الهائل والمتسارع في التقنيات والخوارزميات في هذا المجالات يفتح المجال أكبر أمام زيادة التأثير وزيادة فرص صانعي المحتوى من صحفيين وغيرهم، كما يولد فرصاً كثيرة من الوظائف وهذا ما يؤكد زيادة عدد المؤثرين في هذا المنصات من صانعي المحتوى والصحفيين، ودخول مؤثرين جدد غير الصحفيين، وبنفس الوقت فإنَّ هذه المنصات قضت على الإعلام الورقي وقد تقضي أيضاً على التلفزيون في ظل توجه العالم إلى الروبوت والذكاء الاصطناعي في صناعة المحتوى وسباق الفايف جي والإنترنت المجاني وسباق الصراع للحصول على المعلومة.

ويؤكد الجلال على أنَّ هذه المنصات وصناعة المحتوى على الرغم من تأثيرها الكبير فإنَّ لها آثاراً سلبية فربما تستخدم للحروب تديرها مخابرات الدول وتتكون لها جيوش لا تقل عن الجيوش العسكرية، نظراً لما باتت تمثله هذه المنصات، ومعها انتهكت كل المعايير المهنية الإعلامية.

ويشاركه الرأي فيصل الذبحاني قائلاً: “الإعلام الجديد في اليمن بدأ خجولاً جداً وكان الكثير من الإعلاميين يعتقدون بأنه لن يكون منافساً قوياً للإعلام التقليدي لكن ومع بداية ثورة فبراير تعزز موقف الإعلام الجديد خاصة صحافة المواطن والإعلام الإلكتروني وبعد أن أتت الحرب أعطت هذا الإعلام دفعة أكبر نحو الأمام، لكن وهنا يجب أن نقف عند كلمة لكن”..

ويتحدث فيصل عن اللبس الذي حصل عند الكثيرين في مفهوم الإعلام الجديد وتم الخلط بين المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي وبين الإعلاميين حيث قال: “البعض يصف بعض المهرجين و السذج أو أولئك الذين لا يجيدون الحديث إلا بالتعاطي مع الكلمات البذيئة بأنَّهم إعلاميون أو حتى صحفيون لهذا يجب الفصل بين هؤلاء المبتذلين وبين من يقدمون محتوى يستحق أن يتابع أو يشاهد ويكون محل تقدير فأصحاب الكلمة القذرة لا يصنعون إلا جيلاً ساقطاً”.

الإعلام التقليدي والجديد

المذيع حداد مسيعد يقول: “بالنسبة للإعلام الجديد أو مواقع التواصل الاجتماعي هو مصطلح حديث يتضاد مع الإعلام التقليدي، كون الإعلام الجديد لم يعد فيه نخبة متحكمة أو قادة إعلاميون، بل أصبح متاحاً لجميع شرائح المجتمع وأفراده الدخول فيه واستخدامه والاستفادة منه طالما تمكنوا وأجادوا أدواته، وتغلَّب بشكل كبير على وسائل الإعلام التقليدي (الإذاعة والتلفزيون والصحيفة) وأصبح الإعلام في متناول الجميع يستطيع من خلاله الشخص فتح صفحة على فيس بوك أو قناة على اليوتيوب ويتفاعل مع الجمهور في حينها فالتفاعلية هي الأهم في الإعلام الجديد، يستطيع أن يخاطب جمهوره ويردون عليه في نفس الوقت” .

ويتابع حديثه حداد موضحاً أنَّ الإعلام الجديد نجح في تحويل الكثير من القضايا المجهولة التي تبناها أشخاص إلى قضايا رأي عام ولذلك هناك منافسة شديدة بين الإعلام الجديد والإعلام التقليدي، وهناك أرقام تشير إلى  انحسار عدد المتابعين لوسائل الإعلام التقليدي وازدياد مستخدمي الإعلام الجديد في المجال الصحفي، ولهذا تم كسر الاحتكار في المؤسسات الكبرى بل شاهدنا الكثير من القنوات الفضائية تستعين بأشخاص من صناع المحتوى؛ ليقدموا برامج تلفزيونية بعد نجاحهم في منصاتهم الخاصة.

ومن جهته يصف  الصحفي علي الصبيحي الإعلام الجديد بأنَّه منبر من لا منبر له، بصرف النظر عن جودة ما يقدم فيه إلا أنه سوق حرة تقول ما تريد أن تقوله فيها بدون ضوابط أو تقييد إلا وفق حدود دنيا تكاد تكون معدومة بمعنى آخر إنَّ الإعلام للجميع والجودة لمن كانت له خبرة أو دراية ونبوغ.

وتابع حديثه قائلاً: “ثمة من استفاد استفادة كبيرة جداً واستطاع أن يوصل صوته أو رسالته إلى الجهات المعنية وغير المعنية دون مقص الرقيب أو الحاجب وإن كان البعض يخرج أحيانا عن الضوابط ودون أن يأخذ موعداً مع مدير برامج أو مسؤول في وسيلة إعلامية حكومية أو خاصة بوصفه وسيطاً  لإعطائه فرصة لإجراء لقاء تلفزيوني عابر، وبشكل عام فالإعلام الجديد اخترق الفضاء واستطاع أن يحل محل الإعلام التقليدي بما له من تأثير سلبي في بعض الأحيان”.

من جانبه يقول صانع المحتوى على قناته في اليوتيوب علاء الأغبري: “في الواقع العالم الذي نعيش فيه اليوم وفر لنا إمكانيات كبيرة، وبشكل عام فإنَّ صناعة المحتوى أضحت ( علماً وفناً) وهي أيضاً وظيفة وعمل، تحتاج إلى عديد من المهارات والإمكانيات للذي يريد أن يتخصص في هذا المجال، وهي من الوظائف والأعمال الطارئة والحديثة التي ظهرت في العالم خلال السبع السنوات التي مضت، وبالمناسبة فصناعة المحتوى ليست مقتصرة على اليوتيوب فقط، فهي تشمل عدداً من وسائل التواصل الاجتماعي، أي كل ما وظيفتها أن تكون وسيلة لتقديم ذلك المحتوى، وهي أيضاً في تقدم مستمر، وهنا يمكنني المساهمة في خدمة المجتمع ونقل تلك المعارف والخبرات التي كسبتها وما زلت للمهتمين والراغبين، وبالنسبة لليمن -الحمد لله- فالوضع في تقدم والفرص بإذن الله واعدة، وهناك الكثير من الذي برزوا في هذا المضمار وشكلوا بصمتهم الخاصة بهم، بل وعرَّفوا باليمن بشكل لائق، وهذا فخر لهم ولي أيضاً”.

وكأي صانع محتوى يجد صعوبات تواجهه يقول علاء الأغبري: “متطلبات الحياة المختلفة والمتسارعة تتطلب من الإنسان أن يتأقلم معها ويحاول أن يلبيها بحسب المتاح من الوقت، بالنسبة لي، أحتاج فريق عمل، وأحتاج إلى إعادة تنظيم لوقتي وإلى مال؛ لشراء الأدوات، كل هذه الصعوبات أحاول أن أجتازها لكي أصل إلى ما أريد”.

محتوى يوتيوب بنكهة الأخبار

وأما أكرم الفهد أحد الإعلاميين الذين اتجهوا إلى صناعة محتوى في قناته على اليوتيوب والذي حصدت أعلى مشاهدة يقول: “أعتقد أنَّ الإعلاميين الذي التحقوا بركب الإعلام الجديد وخصصوا محتوى لهم قلة جداً لأسباب كثيرة في اليمن إما بسبب الإنترنت أو الظروف المحيطة أو عدم إدراك أهمية الإعلام الجديد، قلة فقط من لديهم قنوات بمحتوى متخصص في اليوتيوب وأنا الوحيد في المحتوى الإخباري اليمني والتحليل السياسي وبترتيب اليوتيوب تعد قناتي القناة الأولى متابعةً ومشاهدةً تخطت قنوات تلفزيونية، وهذا ليس وليد اللحظة بل نتاج عمل متواصل لأكثر من 20 شهراً وبشكل يومي وحصري، كنت أعمل مثل المواقع الإخبارية بل بشكل أوسع لأنَّها تعتمد على الصورة بدرجة أكبر ومع ذلك أتميز بالمصادر وأيضاً بالإلقاء والظهور والأسبقية في معرفة المعلومة وعرضها. الصعوبات كثيرة ولا تعد لكن  حاولت أن أتخطاها وبعضها ما زالت قائمة إلى الآن، أنا صحفي مستقل ولست مع أحد من الأطراف لهذا أتعرض للتحريض أحياناً أو الانتقاد الجارح من كل الأطراف الذين لا يناسب الطرح رغباتهم، وهذا الأكثر إيلاماً للنفس، ناهيك عن الصعوبة المادية لأنَّ الإنتاج يحتاج مالاً وهذا شبه معدوم، لكن الله يعينني دائماً واليوتيوب يحاول قدر الإمكان مساعدة صناع المحتوى -خاصة- الذي لديهم رأي مستقل وغير ممول من أي جهة”.

مصادر متعددة

الإعلام الجديد يظل في تجدد مستمر حيث إنَّنا نجد عشرات المنصات التي ظهرت في الآونة الأخيرة أهمها منصة “هودج” وكذلك منصة “صدق” ومنصة “نسوان”، إلى جانب عدد من القنوات عبر اليوتيوب لأشهر الإعلاميين الذين يقدمون محتوى ذا أهمية؛ فنجد الزميل أسعد العماد وكذلك حسن الجفري يمتلكون قنوات شهيرة عبر اليوتيوب. وكذلك البودكاست الذي أصبح العديد من الإعلاميين يتجهون إلى صناعته وإنتاجه  كما يقدم عليه أغلب الزملاء. ومن أشهر الزملاء الذين يستهويهم البودكاست الزميل محمد علي محروس يناقش  قضايا مجتمعية فريدة من نوعها عبر البودكاسات التي يصنعها. وقد  فاز مؤخراً في أحد أعماله عبر منصة “هودج” التي صنعت هي الأخرى من خلال برنامجها المتاح للإعلاميين أكثر من بودكاست ناقش قضايا عدة تهم المستمع اليمني والعربي بشكل عام؛ لهذا  ظهرت الكثير من المراكز الإعلامية، وللضرورة الملحة أصبحت هناك فنون صحفية جديدة تتطلب من كل صحفي وإعلامي معرفتها لمواكبة التغيرات والتطورات في هذا العصر المتجدد والمتطور في كل لحظة .

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

استطلاع.. 29% للإعلام قدرة كبيرة على إحلال السلام وترسيخ السلم الاجتماعي

صوت الأمل – رجاء مكرد أوضحت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفورميشن سنتر، منتصف شهر مار…