‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة الإعلام في اليمن اليمن في المرتبة 169 من أصل 180 دولة على مؤشر حرية الصحافة العالمي

اليمن في المرتبة 169 من أصل 180 دولة على مؤشر حرية الصحافة العالمي

صوت الأمل – عبد الجليل السلمي

عزف المواطن اليمني سامي عبد المجيد عن متابعة وسائل الإعلام الخارجية الإقليمية والدولية، ويقول لـ”صوت الأمل” إنه قد تم تشويه اليمن إلى حدٍ كبير، إذ تهتم وسائل الإعلام الخارجية بنقل تقارير المنظمات، وتحذر من الجوع وتنشر صور مؤذية عن اليمن، لكنَّها في الوقت نفسه لا تنقل أيَّاً من الجوانب الإيجابية.

ويضيف عبد المجيد “تغطيات الإعلام الخارجي لأخبار الصراع في اليمن، تختلف من محطة إخبارية إلى أخرى، كل وسيلة إعلامية تنقل رؤية دولتها، وهنا تضيع الحقيقة”.

لا يوجد حوار. لا توجد حقيقة

يُشير تقرير «من يروي القصة الحقيقية في اليمن؟» إلى أنّ تغطية الصراع في اليمن سيئة للغاية ومحدودة، وقليل من الوقت مخصص للصراع في اليمن على الهواء؛ عدد قليل جدًا من المراسلين. الأجانب لا يزورون البلاد على الإطلاق.

 وأرجع التقرير الصادر في يوليو 2016 عن مركز «مفتاح» -الذي يوفر وجهات نظر متنوعة حول الأحداث العالمية المهمة- سبب عدم الإبلاغ عن الصراعات اليمنية إلى الصعوبات في تأطير القصة.

 وبحسب التقرير فإنَّ الحكومات الخارجية الفاعلة في الصراع باليمن لا تهتم كثيراً بالتغطية الإعلامية المكثفة للنزاعات أو تداعياتها الإنسانية والإقليمية.

موضحاً: «أنَّ جميع الأطراف اليمنية المتصارعة لديها وسائل إعلامها الخاصة لنشر روايتها الخاصة، مما أدى هذا الانقسام في المشهد الإعلامي اليمني إلى ظهور روايتين متنافستين حول الصراع، في وقت يتم خنق الأصوات المستقلة فيه «لا يوجد حوار، لا توجد حقيقة».

ولفت التقرير إلى أنّه على عكس التغطية المحدودة لوسائل الإعلام الدولية، يتم تغطية الصراع في اليمن بشكل مكثف من قبل وسائل الإعلام اليمنية الوطنية، وكذلك وسائل الإعلام في الخليج والعالم العربي. 

ممارسة شبه مستحيلة

بسبب الصراع أصبح اليمن مكانًا فظيعًا للصحفيين -في عام 2021- صنفت منظمة مراسلون بلا حدود اليمن في المرتبة 169 من أصل 180 دولة على مؤشر حرية الصحافة العالمي.

 يقول التقرير: “إنّه لم يتم الإبلاغ عن الوضع في اليمن لسنوات، لكن النزاعات الحالية جعلت ممارسة الصحافة شبه مستحيلة، حيث لم يُسمح للصحفيين الأجانب بدخول البلاد منذ بدء الصراع مطلع 2015».

 مضيفًا أصبح من الصعب على الصحفيين العرب والأجانب الوصول إلى اليمن، ويتسبب نقص الكهرباء وضعف البنية التحتية للإنترنت في إعاقة المواطنين لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بوصفها طرقاً بديلة لتغطية الصراع.

 فيما أكد تقرير «لماذا تكافح الصحافة لتغطية الصراع في اليمن» للكاتبة زينب سلطان -2 سبتمبر 2019- «أنّ أول تقرير مهم عن اليمن ظهر في الصحافة الأمريكية في أكتوبر 2016، عندما انفجرت قنبلة في صنعاء وخلفت الكثير من الضحايا».

 مردفًا «ركزت تغطية أخرى على التأثر البشري للصراع، أثارت قصة صحيفة نيويورك تايمز عن أمل حسين البالغة من العمر سبع سنوات، ضجة كبيرة في جميع أنحاء العالم».

 كما أشار التقرير إلى أنّ صورة أمل ووفاتها بسبب الجوع يرمزان إلى معاناة اليمن وحصلت القصة على تغطية نادرة على الصفحة الأولى.

وبحسب التقرير فإنَّ معظم الصحفيين يربطون الارتفاع الأخير في تغطية اليمن بقضايا وأحداث متعلقة بالمملكة العربية السعودية.

وفي ذات الصدد، يقول المؤلف نثنائيل شاربون في كتابه «صراع اليمن، رأي وسائل الإعلام الأمريكية» -الصادر في أكتوبر 2021- «لم يتم العثور على أي مقال علمي متاح للجمهور يدرس التغطية الإعلامية الأمريكية للصراع في اليمن».

 وأضاف «ليس من المستغرب أن تشير منظمة العفو الدولية إلى الصراع في اليمن على أنَّه «النزاعات المنسية».

 أحادية البُـــعد

من جهة أخرى يُشير المركز اليمني للسياسات، إلى أنّ الصراع في اليمن تحول إلى أزمة إنسانية، ووسائل الإعلام الغربية بين المبالغة في تبسيط الروايات وآفة الأوصاف أحادية البعد.

من جانبها إيونا كريج -صحفية بريطانية إيرلندية مستقلة و حائزة على عدة جوائز ولديها خبرة ممتدة في اليمن وشبه الجزيرة العربية- تقول: «إنّ المشكلة في اليمن طويلة الأمد، وتنطوي على موضوعات وقضايا، بعضها هدفه الاستهلاك الإعلامي وتلبية رغبات المستهلك، وبعضها نتيجة الإنتاج الإعلامي في ذاته».

وأشارت كريج خلال ندوة «استعادة السرد: التغطية الإعلامية الإشكالية لليمن في وسائل الإعلام الغربية» التي عقدها المركز اليمني للسياسات في 5 أغسطس 2021 إلى «أنّ اليمن تبدو إحدى النماذج المهمة، لكن التغطيات الإعلامية بصفة عامة تعاني مشكلاتٍ عدة». وأوضحت كريج أنّ هناك مشكلات هيكلية خطيرة تعتري تعامل الصحافة الغربية مع الشأن اليمني: فالصحفيون لا يركزون على الدولة باستمرار بل «يتعاملون معها بشكل متقطع». وتابعت: «هناك اعتماد كبير على الناطقين باللغة الإنجليزية، الذين لطالما كان عددهم قليلًا جدًا في اليمن، والآن لا يوجدون بالأساس».

تقول كريج أيضًا: «إنَّ الروايات حول اليمن تميل إلى التركيز على البُعد الإنساني، دون الإقرار بالسياسة التي خلقت هذه الكارثة الإنسانية، لكنَّها ترى أنَّ هناك تفسيران لمشكلة خطورة إمكانية وصول وسائل الإعلام الدولية إلى الأخبار في اليمن».

«التفسير الأول بحسب كريج من الصعب مادياً الوصول إلى اليمن، ومع انهيار الأمن، أصبح الذهابُ إلى هناك خطراً للغاية، الأمر الذي يعيق التغطية الإعلامية، ويُشجع الاعتماد، على المقاطع التي تلتقطها وكالات الإغاثة».

 «والتفسير الآخر يكمن في أنَّ الوصول إلى معلومات موثوقة أمر صعب للغاية حتى عندما يتمكن الصحفيون من الدخول إلى اليمن».

وخَلُصت كريج إلى «أنَّ البعض قد يرى أنَّه من الأفضل عدم تغطية النزاع اليمني على الإطلاق بدلاً من تغطيته بشكل سيئ، ولتحسين الوضع سيكون من الأفضل مساعدة اليمنيين على سرد قصصهم، بدلاً من سرد قصصاً بالنيابة عنهم».

في ذات السياق ترى ندى الدوسري -باحثة تتمتع بخبرة ميدانية تمتد لعشرين عاماً في اليمن، وهي باحثة غير مقيمة في «معهد الشرق الأوسط»- أنّ اليمن لا علاقة له بالتغطية الإعلامية المقدمة عن اليمن، فالصحافة تهتم باليمن بقدر ما يمكنها استخدامه كإطار عام لقصة عن بلادها.

بينما تؤكد الكاتبة أفراح ناصر -صحفية يمنية مستقلة حائزة على العديد من الجوائز- أنّه نتيجة للمشهد الإعلامي المعوق والمتحيز يتلقى كل من المجتمع الدولي وبشكل خاص الجمهور اليمني صورة مشوهة لنزاع اليمن.

وأشارت ناصر في تقريرها «نزاع اليمن والإعلام والدعاية” إلى أنّ الاضطراب في المشهد الإعلامي أدى إلى تقويض أي تمثيل إعلامي شامل نسبياً للصراع في اليمن.

ولفتت إلى أنّ كل جانب من التغطية الإعلامية يركز على الفظائع التي يرتكبها خصمه، ويتجاهل عمداً أخطائه، ويلقي بالآخر على أنه الجاني الوحيد.

 صعوبة في الوصول

وقالت ناصر: «إنّ وسائل الإعلام الدولية، وخاصة العربية منها، تعاني من مجموعة مختلفة من المشاكل، حيث تظهر على المؤسسات الإخبارية الكبرى قلة تغطية اليمن مقارنة بالأحداث العالمية الأخرى، ونادراً ما تظهر المقالات اليمنية في العناوين الرئيسية».

 من جهة أخرى أظهرت نتائج دراسة «دور الإعلام في الصراع السوري واليمني: أثر التغطية الإعلامية الأمريكية والسعودية “ أنّ كلاهماً: الإعلام الأميركي والإعلام السعودي، ينقل في المقام الأول من غرفة الأخبار.

وذكرت «أنَّ التغطية الإعلامية الأمريكية من المواقع الدولية أعلى من التغطية الإعلامية السعودية، مرجعةً ذلك إلى حقيقة أنّ وسائل الإعلام الأمريكية تواجه صعوبات في الوصول إلى الأرض، وحاولت الوصول إلى وجهات نظر مختلفة من خلال التقارير من عدة دول أجنبية».

 وأظهرت نتائج الدراسة الصادرة عن مركز الدراسات العربية المعاصرة -في 2018- أنَّ وسائل الإعلام الأمريكية ذكرت أكثر بكثير -بوصفها مواقع دولية- من الإعلام السعودي في الفترات السابقة وقف الصراع في اليمن.

وخلصت النتائج إلى حقيقة أنَّ التغطية الإعلامية السعودية من غرفة الأخبار أعلى من وسائل الإعلام الأمريكية يمكن أن يكون ذلك راجعاً إلى عدة عوامل، من بينها العوامل الاقتصادية، كما قد تكون إلى حد كبير أرخص لتغطية النزاع من غرفة الأخبار من إرسال مراسلين إلى الميدان.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

تراث الطهي اليمني يغزو العالم بمذاقه الفريد

صوت الأمل – هبة محمد  يُعدُّ المطبخ اليمني واحدًا من المطابخ العربية الرائعة والشهيرة…