‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة الإعلام في اليمن دور الإعلام في تغيير الحياة الثقافية والاجتماعية

دور الإعلام في تغيير الحياة الثقافية والاجتماعية

صوت الأمل – حنين الوحش

احتلت الوسائل الإعلامية بمختلف أشكالها المساحة الأكبر في التأثير على الأفراد بشكل عام من خلال تبادل المفاهيم والآراء وحتى الثقافات بين المجتمعات حتى أنَّ البعض بدأ بتبني وممارسة ثقافات وعادات مجتمعية جديدة ونقلها إلى المجتمع عبر الوسائل الإعلامية وجعلها قضية للنقاش ومتنفسًا لهم.

الإعلام وإعادة صياغة التوجهات المجتمعية

وفي تقرير يتحدث عن تأثير الإعلام الجديد على تشكيل الهوية العربية وعن الواقع الإعلامي أفاد التقرير أنَّ الرسالة الإعلامية تعمل على استهداف شرائح عريضة في المجتمع في صيغة تثير انتباهه وتستميل عواطفه من خلال توظيف مختلف الوسائل الحديثة وما يصدر عنها من تصورات وأفكار ومبادئ تعمل على إحداث تغير مقصود في المجتمع تحت وطأة إغراء لا يقاوم تكرس فيه منظومة جدية من القيم والمعايير، لتصنع قلقاً جماعياً وتحدث هلعاً في النسيج الاجتماعي لا مبرر له، لأنَّ القائمين على الاتصال يؤمنون بأنَّ الجمهور قوة كامنة بمجرد تحريكها أو استفزازها يمكن أن تغير الكثير على أرض الواقع بما يخدم مصالح الوافد الغريب .

مضيفاً أنَّ إثارة الأفراد والجماعات وإعادة تشكيل اتجاهاتهم وسلوكياتهم هو مهمة الإعلام المعاصر، الذي يمكن عده دون مبالغة إعلاماً مجانباً للقواعد والضوابط والقوانين التي ينبغي أن تحكم مجاله وتحقق توازنه، لما ينطوي عليه من تمرد على الثوابت وتحرر من كل رقابة، لتتحقق هيمنتها الناعمة التي تسعى إليها القوى الإمبريالية من خلال إنتاج وتداول خطاباً جذاباً شكلاً ومضموناً لاستثارة الجمهور والتلاعب بعقله دون أن يدرك، مستعيراً الكثير من المفاهيم والأفكار التي تحظى بمكانة مميزة داخل النسيج الاجتماعي المستهدف وإعادة صياغتها وتوظيفها على نحو يخدم مقاصد وغايات القائم بالاتصال.

وفي كتاب الدكتور علي عبد الفتاح الذي أوضح فيه أنَّ وسائل الإعلام سواء التقليدية أو الحديثة أو مواقع التواصل الاجتماعي والتي تعد الآن إحدى وسائل نقل الأخبار الأكثر شهرة في العالم، وكل هذه الوسائل لها تأثير كبير على تشكيل البناء الإدراكي والمعرفي للفرد أو المجتمع ويساهم هذا البناء في تشكيل رؤية الفرد والمجتمع تجاه قضايا مجتمعه والقدرة على تحليلها واستيعابها لاتخاذ السلوك المناسب حول هذه القضايا.

 ويضيف أنَّ رسائل الإعلام أيضاً قادرة على تغيير سلوك وأنماط المجتمع، وقد يكون تأثير وسائل الإعلام في بعض الأحيان قوياً جداً وقادراً على نشر نمط سلوكي وثقافي واجتماعي ينتهجه الفرد أو المجتمع، وفي بعض الأحيان يكون تأثير وسائل الإعلام أقل تأثيراً ويستطيع الفرد أو المجتمع الخروج من النمط الفكري والمجتمعي والسياسي الذي ترسمه وسائل الإعلام، ويتوقف ذلك على مدى رغبة الفرد أو المتلقي للتعرض للرسائل والمعلومات التي تبثها وسائل الإعلام المختلفة.

السيطرة الإعلامية في العقول المجتمعية  

وحول تأثير الإعلام والمفاهيم الجديدة على المجتمع يقول الدكتور محمد جمال: «إنَّ الوسائل الإعلامية هي أداة يتم السيطرة عليها وعلى توجهاتها من قبل الدول والأنظمة السياسية التي تسعى للسيطرة على وسائل الإعلام ليبث من خلالها أفكاراً واتجاهات بغرض التأثير على المجتمع».

مضيفاً أنَّه كلما كان الفرد أو المتلقي لديه رغبات أو فضول حول معلومات أو قضايا معينة، فإنَّه يتجه إلى وسائل الإعلام لإشباع رغباته وتطلعاته، بمعنى أنَّ الفرد أو المتلقي يبحث دائماً في وسائل الإعلام عمَّا يتفق مع أفكاره واتجاهاته.

ومن وجهة نظر الدكتور المختص بعلم الاتصال والتواصل كمال السروري: «تدخل المفاهيم الجديدة عن طريق الوسائل الإعلامية ومن الممكن أن تكون هذه الأفكار والمفاهيم الحديثة التي تطرح على المجتمعات تهدف إلى إيجاد حالة من الانقسام بين المواطنين تجاه قضايا معينة».

مؤكداً أنَّ من الضرورة أن تكون مشاهدة وسائل الإعلام وما تقدمه من معلومات تتبعها نظرة تحليلية وتفكير من المشاهد فيما يجب أن تطرحه وسائل الإعلام من قضايا هامة تشكل فيما بعد ما يسمى الرأي العام الواعي تجاه القضايا التي يجب العمل عليها في الوقت الحالي.

تقول الإعلامية وعد محمد: «الإعلام له دور كبير في تشكيل الرأي العام وطرح قضايا وموضوعات سياسية واقتصادية واجتماعية وإنسانية يلتف حولها جميع المواطنين، ويساهم في عملية تطوير البناء المعرفي والإدراكي للمواطن في كافة المجالات».

 موضحة: «أنَّ المفاهيم والوسائل الإعلامية لها تأثير إيجابي أكثر مما هو سلبي من خلال توعية المواطن والارتقاء بمجتمع مطلع قادر على التفكير والتحليل وربط واقع الأحداث والمشاهدات من حوله بالصورة الذهنية التي ترسمها وسائل الإعلام».

وفي نفس السياق قال الإعلامي أشرف محمد: «إنَّ الوسائل الإعلامية الحديثة قامت بعمل بصمة واضحة حتى أنَّها شكلت مجتمعات افتراضية إلى حد لا يمكن السيطرة عليها وبالتالي عمل ذلك بشكل واضح على تغيير نمط التفكير لدى الأفراد والجماعات وأصبحت المسافات والحدود الجغرافية أشكالاً وهمية لا تستطيع إيقاف الإعلام الذي أصبح في الوقت الحالي مكتسح في هذه المجتمعات الافتراضية تحت مظلة الإعلام التكنولوجي وهذا هو الواقع الجديد الذي يُشكل حياة الأفراد». وفيما قالت الإعلامية سهى حسن: “إنَّ وسائل الإعلام لها تأثير كبير وفعال في توجيه الأفراد وحثهم عما يجب أن يفكروا فيه وشد انتباههم نحو قضية معينة أو سياسة معينة فقد انتشرت في الفترة الأخيرة مفاهيم ومصطلحات جديدة في المجتمع اليمني عبر الوسائل الإعلامية عن طريق العديد من الشخصيات المؤثرة وكانت لها صدى واسع سواء بشكل سلبي أو إيجابي فوسائل الإعلام عملت على تحديد أنماط فكرية اجتماعية واقتصادية وسياسية تحظى بموافقة شعبية؛ لتطوير وتغيير الأنماط السائدة لتحقيق التطور والتقدم الذي يرفع من مستوى البلاد”.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

استطلاع.. 29% للإعلام قدرة كبيرة على إحلال السلام وترسيخ السلم الاجتماعي

صوت الأمل – رجاء مكرد أوضحت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفورميشن سنتر، منتصف شهر مار…