مقومات نجاح صناعة الأفلام

صوت الأمل – هبة محمد

تعد صناعة الأفلام مجالًا مثيرًا ومتحديًا يتطلب وجود مقومات متعددة لتحقيق النجاح فيها، ويستوجب الموهبة الفنية والإبداعية، إلى جانب البنية التحتية والدعم المالي المستدام، بالإضافة إلى ذلك، يجب على صناع الأفلام أن يتفاعلوا مع التحولات الاجتماعية والثقافية وأن يواجهوا التحديات القائمة في أي بلد، ومن خلال تجاوز هذه التحديات، يمكن لصناعة الأفلام أن تستمر في النمو والتطور وتلهم جماهيرها في كل مكان.

مقومات صناعة الأفلام في اليمن

تعدُّ اليمن بلدًا ذا تراث غني وتاريخ عريق، وتحظى بمجموعة متنوعة من المقومات التي تسهم في تطوير صناعة الأفلام، ويمتلك اليمن مشهدًا طبيعيًا خلابًا، يشمل جباله الشاهقة وسواحله الجميلة ومدنه القديمة التاريخية، وهذا يوفر فرصًا مثيرة لتصوير أفلام فائقة الجمال.

يقول صانع الافلام الوليد توفيق: “تتمتع اليمن بتراث غني ومتنوع يشمل الأساطير والقصص الشعبية والتقاليد الاجتماعية الفريدة، ويمكن استغلال هذا التراث الثقافي الغني في صناعة الأفلام لإبراز الهوية اليمنية وتعزيز الفهم العالمي للثقافة اليمنية، ومع ذلك فإن صناعة الأفلام تحتاج إلى مكونات وأساسيات مهمة لكي يكتمل العمل الفني، وتتضمن العديد من المواد والتجهيزات، وتشمل أيضًا العديد من الوظائف المساعدة”.

وذكر توفيق بعض المقومات الرئيسية لصناعة الأفلام، التي تتمثل بفريق الإنتاج، الذي يشمل المنتج الرئيسي والإداريين والمنتجين المساعدين وأعضاء فرق الإنتاج المختلفة، ويهتم هذا الفريق بالتنسيق والتنظيم العام لعملية الإنتاج، وفريق الإخراج (المخرج ومساعديه) يشرف على إخراج الفيلم ويتولى تنفيذ الرؤية الفنية العامة للفيلم.

ويواصل: “فريق الكتابة (الكاتب والسيناريست ومساعدوه): يقومون بكتابة السيناريو والحوار والتكوين الدرامي للفيلم، وفريق التصوير (المصور ومساعدوه): يعملون على تصوير المشاهد واختيار الإعدادات المناسبة للإضاءة والتصوير، فريق التجهيزات ويشمل العديد من الفروع، مثل فريق تصميم الإنتاج، الذي يعمل على تحويل الرؤية الفنية للفيلم إلى مجموعة من المواقع والديكورات والأزياء، وفريق تقديم الأزياء والتجهيزات الأخرى اللازمة للمشاهد”.

وذكر أيضاً فريق المؤثرات البصرية ويتولى إضافة تأثيرات بصرية خاصة في مرحلة ما بعد الإنتاج، وفريق تحرير الفيلم الذي يقوم بالقص والمونتاج لِلَقطات الفيلم وإضافة المؤثرات الصوتية والموسيقى، وبالإضافة إلى هذه المقومات الرئيسية، هناك العديد من الوظائف المساعدة الأخرى التي تشمل فنيي الإضاءة والصوت والكاميرا، ومديري المواقع، ومديرين فنيين يشرفون على تنظيم الإعدادات والديكورات، وفريق العاملين في التمثيل وتدريب الممثلين، وفريق التسويق والإعلان الذي يتولى تسويق الفيلم وجذب الجمهور.

ويشير المخرج الدرامي عبد الرحمن دلاق إلى أن مقومات الفيلم الوثائقي تتمثل بالمشاهد السينمائية أو مقاطع الفيديو، والصور الفوتوغرافية، والمقاطع الصوتية لأشخاص حقيقيين وأحداث واقعية، كما يمكن أن تُضاف له الموسيقى، وبعض المؤثرات البصرية، أو الصوتية، على أن يُعبّر مجموع هذه الأشياء في النهاية عن وجهة نظر معينة، أو يحكي قصة أو تجربة ما، أو يبعث رسالة محددة.

يقول صانع الأفلام زياد قائد: “مقومات صناعة الأفلام هي العناصر الأساسية التي تسهم في إنتاج فيلم سينمائي ناجح، ويمكن تقسيم هذه المقومات إلى قسمين رئيسيين: الأول الفكرة والسيناريو، والفكرة هي الأساس الذي يقوم عليه الفيلم، وهي ما يجذب الجمهور ويجعله يهتم بمتابعة الفيلم. ويجب أن تكون الفكرة جديدة ومبتكرة، وأن تطرح قضية أو موضوعًا يثير اهتمام المشاهدين”.

ويشير أنّ السيناريو هو النص الذي يصف أحداث الفيلم، ويحدد الحوار والشخصيات والأماكن والأحداث، ويجب أن يكون السيناريو مكتوبًا بشكل جيد، وأن يتميز بالتشويق والإثارة، وأن ينقل القصة إلى الجمهور بشكل واضح ومفهوم.

ويتابع حديثه: “القسم الثاني من مقومات صناعة الأفلام هو الإنتاج والإخراج، ويعد الإنتاج المرحلة التي يتم فيها تنفيذ الفيلم، وتشمل هذه المرحلة اختيار فريق العمل والممثلين، وتأمين الميزانية اللازمة، واختيار مواقع التصوير، وشراء المعدات اللازمة، وكذا الإخراج وهو عملية توجيه الممثلين وطاقم العمل، وتنظيم عملية التصوير، وضبط الإضاءة والصوت، ويجب أن يكون المخرج شخصًا مبدعًا، ولديه القدرة على تحويل الفكرة والسيناريو إلى عمل فني متكامل”.

مراحل صناعة الأفلام

ويرى صانع الأفلام هارون محمد أنّ صانعي الأفلام كلٌّ لدية رؤيته الخاصة للفيلم لكي يحقق النجاح في النهاية، ولا بُدّ أن يتم التواصل والتنسيق بين زوايا الرؤية المختلفة، وأن عملية صناعة الفيلم تتكون من ثلاث مراحل رئيسية: مرحلة ما قبل الإنتاج (أو ما قبل التصوير)، ومرحلة الإنتاج (أو مرحلة التصوير)، ومرحلة ما بعد التصوير (أو مرحلة المونتاج) وفي كل مرحلة يترتب العديد من النقاط للمضي نحو فلم متكامل الأركان.

وأوضح أيضًا عبد الملك الزكيم (صانع أفلام) أن أساس نجاح أي عمل في قطاع صناعة الأفلام يعتمد على الفكرة أو القصة لتكون مختلفة وجديدة وهي في مرحلة ما قبل الإنتاج؛ إذ قال: “من أهم مقومات صناعة الأفلام هي مرحلة ما قبل الإنتاج، وتتمثل بالفكرة، وفي هذه المرحلة يتم تحديد الفكرة الأساسية وكتابة الفكرة العامة للعمل أو الفيلم والمعالجة الفنية اللازمة بوضع الخطوط العريضة التي يتم على أساسها بناء السيناريو، وأن من يقوم بهذا العمل هو المؤلف وهو كاتب قصة الفيلم”.

ويواصل: “بعد ذلك تأتي مرحلة التحضير والتنسيق، وتعد هذه المرحلة من المراحل المهمة في النواحي الإنتاجية للعمل، وفيها يتم تحديد فريق العمل من المخرج والممثلين حسب ما يتطلبه العمل، وأيضا التركيز على السيناريو وتحديد متطلباته الفنية ووضع جدول زمني وميزانية للعمل، ويقوم بهذا العمل المنتج وهو من يحدد ميزانية العمل ويختار أبطال العمل”.

ويشير الزكيم أن أهم مرحلة وأصعبها وهي مرحلة الإنتاج والتصوير، وفيها يتم العمل بروح الفريق الواحد مع كافة الأجهزة الفنية والتقنية بإشراف مخرج العمل، ويتم اختيار موقع التصوير وأماكن وضع أدوات التصوير، ونوعية الديكور وتصوير المشاهد، وأنّ من يقوم بعمل هذه المرحلة هو المخرج وهو القائم على كافة النواحي الفنية والتقنية للعمل.

عوامل أخرى تسهم في نجاح الفيلم

أحد أهم المقومات الأساسية لصناعة الأفلام هو الموهبة الفنية، يحتاج صانع الأفلام إلى فنانين موهبين في مجالات مختلفة؛ الكتابة والإخراج والتصوير والإنتاج، ووجود مجتمع فني نشط وموهوب بقاعدة قوية لصناعة الأفلام بشكل واسع.

يرى صانع الأفلام زياد قائد أنّ الأداء التمثيلي من أهم العوامل التي تسهم في نجاح العمل، ويجب أن يكون أداء الممثلين مقنعًا وصادقًا، وأن ينقلوا مشاعر الشخصيات إلى الجمهور، وكذلك التصوير السينمائي يجب أن يكون التصوير السينمائي متطورًا وفنيًّا، وأن يسهم في خلق جو مناسب للأحداث، ويمكن أن تلعب الموسيقى التصويرية دورًا مهمًّا في نجاح الفيلم، إذ تساعد على خلق أجواء عاطفية وإثارة الحماس لدى المشاهدين.

وأخيرًا إنّ صناعة الأفلام هي عملية فنية معقدة، تتطلب مشاركة العديد من العناصر والعوامل لإخراج فيلم ناجح، ويواجه قطاع الأفلام في اليمن العديد من التحديات التي تقف عائقًا أمام توفير أبرز المقومات لصناعة فيلم يمني بجودة عالية، منها نقص الإمكانيات المتاحة، وانعدام الدعم المادي، وغياب الجهات المختصة، الأمر الذي يتطلب إعادة النظر لهذا القطاع المهم.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

72.2% من المستطلَعين يرون أنَّ السينما اليمنية ستكون وسيلة فعالة للتعبير عن القضايا الاجتماعية والسياسية في اليمن

صوت الأمل – يُمنى أحمد عالمياً، ما تزال السينما -منذ بدايتها في نهاية تسعينيات القرن التاس…