‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة النقل في اليمن التوعية وإدراج القواعد المرورية في المناهج الدراسية متطلبات ضرورية للحد من حوادث السير

التوعية وإدراج القواعد المرورية في المناهج الدراسية متطلبات ضرورية للحد من حوادث السير

صوت الأمل – أفراح بورجي

تعتبر القواعد المرورية ضرورية لأجل سلامة الأفراد في الطرقات والشوارع العامة، وتعد القواعد التي يقوم بالإشراف على تطبيقها شرطي المرور ما هي إلا أفعال لتيسير حركة السير وتغيير سلوك قائد المركبة للتقليل من وقوع الحوادث.

وتعد الحوادث المرورية من بين الأمور الأكثر فتكًا بحياة الناس حول العالم، فبحسب تقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة في 25 آيار/ مايو 2022، فإن حوادث الطرق تقتل ما يقرب من 1.3 مليون شخص كل عام، أي بمعدل أكثر من وفاتين في كل دقيقة، مع حدوث أكثر من 9 من بين كل 10 وفيات في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.

إن مسألة عدم الالتزام بقواعد السلامة المرورية من أكبر وأهم الأسباب الرئيسة في انتشار حوادث السير التي تأتي نتيجةً لضعف الوعي بهذه القواعد لدى الكثير من سائقي المركبات مما يشكل تهديدا كبيرا على حياة المواطنين، فضلا عن الخسائر البشرية والمادية الناتجة عنها.

أسباب الحوادث المرورية

علي حاسر، أحد أفراد شرطة المرور في محافظة الحديدة، يقول: “من بين أهم أسباب الحوادث المرورية في اليمن عدم التزام السائقين والمواطنين بقواعد السير، وعدم وجود وعي كافٍ بها لدى البعض منهم. وبالنسبة للتطبيق الفعلي والالتزام بقواعد السلامة المرورية من قبل السائقين وبقية أفراد المجتمع فهو يعد ضعيفًا جدًا، حيث إن الكثير منهم لا يطبقونها في الواقع على الرغم من معرفتهم ووعيهم بها”.

وأوضح رجل المرور حاسر أن ضعف الاهتمام بجانب إرساء قواعد السلامة المرورية وتوعية الناس بها، وأن الكثير من الخطوط في بلادنا تفتقر إلى وجود لوحات إرشادية وتحذيرية تخص قواعد السير فيها، فضلا عن عدم التزام أغلب السائقين بتلك القواعد، هو ما يتسبب في حدوث خسائر في الأرواح والممتلكات.

من جانبه قال المقدم سلطان البنيني: “إن تطبيق قواعد السلامة المرورية من الأمور المهمة التي يجب على الجميع أن يكون مدركين لها وملتزمين بها، لا سيما السائقين، وذلك لما يحققه من حفاظ على الأرواح والممتلكات”.

واستدرك البنيني قائلا: “لكن واقع الحال أن كثيرا من الأفراد لا يطبقون تلك القواعد، وذلك لأسباب كثيرة، منها عدم وجود الوعي بها جراء ضعف توعية الجهات المعنية ووسائل الإعلام عنها، بالإضافة إلى أن كثيرًا من الأفراد يهملون العمل بها -على الرغم من معرفتهم بها- تساهلا منهم بها وتجاهلا لعواقبها الوخيمة”.

بيانات وإحصاءات

تشكل الحوادث المرورية مصدر قلق لكل أفراد المجتمع وواحدة من أهم المشكلات التي تستنزف الموارد المادية والبشرية، إضافة إلى ما تخلفه من مشاكل اجتماعية ونفسية وخسائر مادية، وتلحق أضرارًا بالكثير من المواطنين، وتكبد الدولة خسائر فادحة.

فبحسب تقرير إحصائي صادر عن قطاع الأمن والشرطة لعام 2022 بشأن الحوادث غير الجنائية والحوادث المرورية في المحافظات اليمنية الجنوبية، بلغ إجمالي الحوادث المرورية خلال العام ألفين و692 حادثًا، وبلغت الخسائر البشرية الناتجة عن هذه الحصيلة من الحوادث ألفًا و688 حالة وفاة و6 آلاف و948 حالة إصابة. وبلغت الخسائر المادية الناتجة عن الحوادث المرورية نحو مليار و484 مليونا و299 ألف ريال يمني.

بينما أشار تقرير صادر عن الإدارة العامة لشرطة عدن أن إجمالي الحوادث المرورية في عام 2022 تفاقمت بصورة كبيرة مقارنة بعام 2021، حيث بلغ عددها في عام 2022 ألفين و500 حادث، مقابل ألف و10 حوادث في العام 2021. وقد تنوعت هذه الحوادث ما بين صدام ودهس وانقلاب، كما بلغت حالات الوفاة 262 حالة في 2021 مقابل 357 حالة في 2022، وبلغ عدد الإصابات في كلا العامين ألفين و925 إصابة.

وأوضح التقرير السابق أن الخسائر المادية بلغت مليارين و29 مليونا و304 ألف ريال، منها 577 مليونا و185 ألف ريال في عام 2021، مقابل مليار و472 مليونا و119 ألف ريال في عام 2022.

وأفاد تقرير صادر عن وكالة “سبأ” –صنعاء-، بخصوص إحصاءات الحوادث المرورية في المحافظات الشمالية، أنه قد توفي نتيجة الحوادث المرورية، خلال العام 2021، ألفٌ و521 شخصًا. وبلغت حالات الإصابات أكثر من ثلاثة آلاف حالة، مقابل وفاة 725 شخصًا، وإصابة 854 شخص خلال العام 2022.

رجل المرور، تحديات وصعوبات

يقول أحمد حسن نصر -شرطي مرور يعمل منذ 18 عاما-: “من التحديات التي تواجه عمل رجل المرور الاستهتار الكبير من قبل سائقي السيارات والدراجات النارية الذي يشكل صعوبة في ضبط الشارع، وعدم وعي السائقين بقواعد المرور، وانشغالاهم عن الطريق بالمكالمات الهاتفية أثناء القيادة، وعدم انضباط والتزام مالكي باصات الأجرة بالمواقف المخصصة لهم، وكذلك الباعة المتجولين والبسطات التي تملأ الشوارع وتسبب في ازدحامها وعرقلة حركة المرور”.

من جانبه يشرح أحمد الظفاري -شرطي مرور منذ أكثر من 22 عاما- معاناته مع من لا يحترم شرطة المرور، قائلا: “في كل يوم نتعامل مع الكثير من المواطنين والسائقين ممن لا يحترمون رجل المرور ولا التوجيهات والإرشادات المرورية، ويتعاملون معنا بعجرفة واستهتار، كما أننا نجد صعوبة بالغة في التعامل مع مالكي الدراجات النارية الذين يتعامل معظمهم مع قوانين السير باستهتار”.

وأضاف الظفاري: “إن عدم اهتمام السائقين باللوحات الإرشادية وقواعد السلامة المرورية يعوِّق عملنا ويرهقنا؛ لأن كثيرًا من المواطنين يقومون بإيقاف سياراتهم بطريقة خاطئة متحدين رجل المرور واللوحات الإرشادية وكل القوانين”.

حلول ومقترحات

في إطار تقديم حلول ومقترحات للتخفيف من الحوادث ونشر قواعد السلامة المرورية، يقول الباحث في مجال السلامة المرورية الدكتور محمد الزراعي: “إن من الوسائل المهمة لنشر ثقافة الوعي المروري عند جميع أفراد المجتمع هو إدراجها ضمن الخطة الدراسية في المرحلة الثانوية على أقل تقدير، وضرورة قيام وسائل الإعلام، بجميع أنواعها المرئية والمسموعة والمقروءة، بدور فعال في تبني نشر الوعي المروري لدى أفراد المجتمع، فعلى الرغم أن بعض السائقين أميون لكنهم يتابعون وسائل الإعلام ويسمعون الإذاعات. بالإضافة إلى ضرورة قيام وزارة الداخلية بالتنسيق مع وزارة الإعلام لتبني توعية مرورية من خلال القنوات الإعلامية بشكل دوري”.

وأردف الزراعي: “من الضروري قيام الجهات ذات العلاقة بإعداد دورات تدريبية وورش علمية لرجال المرور، مما يتيح لهم تنمية معلوماتهم وقدراتهم بما ينعكس أثره على فعالية الدور الذي يقومون به وممارسة دورهم بالصورة المهنية المطلوبة، بالإضافة إلى ضرورة قيام الجهات الرسمية في وزارة الداخلية بالعمل على تحسين المستوى المعيشي لرجل المرور، مما يجعل ذلك واضحًا على أسلوب وطريقة عمله في الميدان”. وأضاف الزراعي: “ومن الأمور التي ينبغي مراعاتها للتخفيف من حوادث الطرق القيام بتطوير العمل المروري في جميع النواحي من حيث توفير إرشادات المرور والإرشادات الخاصة بالسرعة المطلوبة في الشوارع الرئيسة والمدن، وجعل الشوارع مراقبة تلقائيا بشكل يسهل عمل الأجهزة الأمنية والمرور بشكل خاص، بالإضافة إلى ضرورة العمل على تحسين وتطوير قانون المرور بالمقارنة مع القانون المروري في دول أخرى عربية أو أجنبية، والعمل على أن يتم تطبيقه على جميع فئات المجتمع دون تمييز”. وأكد الزراعي على ضرورة مشاركة وزارة الطرق مع وزارة الداخلية لوضع حلول لمعالجة مشكلات الطرق والعمل على صيانتها بشكل يضمن التقليل من الحوادث المرورية.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

63.6% من المشاركين في الاستطلاع قيَّموا خدمات قطاع النقل في اليمن بالضعيفة

صوت الأمل – يُمنى أحمد يعد النقل أحد العوامل الحيوية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في أي …