‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة النقل في اليمن خدمات النقل في اليمن.. معاناة وصعوبات

خدمات النقل في اليمن.. معاناة وصعوبات

صوت الأمل – حنان حسين

لا يخفى على أحد أن النقل في اليمن جزء أساسي من الحياة اليومية للناس في جميع أنحاء البلاد، يعد النقل بالحافلات والتاكسي والدراجات النارية والسيارات الخاصة هو الوسيلة الرئيسية للتنقل بالنسبة للمواطنين داخل البلاد، فضلا عن المدن الساحلية والتي تتطلب وجود سفن ومراكب للتنقل من جزيرة إلى أخرى والطائرة للانتقال خارجيا، ومع ظروف الصراعات التي تشهدها اليمن ارتفعت تكلفة النقل بشكل كبير حتى أصبحت تمثل عبئًا على المواطنين.

الغلاء وارتفاع الأسعار

     نسيم الحاج (مواطن في إحدى خطوط النقل البري) يشتكي ارتفاع الأسعار رغم قرب محافظة الحديدة، لكن يجد صعوبة كبيرة في السفر شهريا لارتباطه بعمل ما بين صنعاء والحديدة يقول: “بدأت المشكلة مع ارتفاع أسعار الوقود بشكل كبير، مما أدى إلى ارتفاع تكلفة تشغيل المركبات للسائقين. ومن ثم ارتفعت أسعار الركوب على الناس وبدأ المواطنون يشعرون بالثقل بسبب التكاليف العالية التي يتعرضون لها مقابل خدمات النقل”.

     ويرى صالح الريمي (مواطن -40 عامًا) أنه بالرغم من ارتفاع أسعار الركوب بشكل كبير، إلا أن مستوى جودة الخدمات المقدمة من شركات النقل وملاك المكاتب ووسائل النقل بكل أنواعه لازال منخفضًا.

     كما أضاف الريمي: “أن بعض حافلات وسيارات النقل العام تتسم بأنها قديمة، وتغييرها مكلف بالنسبة لمالكيها، كما أن سائقي التاكسي يعانون من مشاكل أيضًا في عدم احترام القواعد المتعارف عليها بعدد المقاعد والذي يسمح بالمزيد من الركاب مما يتسبب في إزعاج للبقية، والقطاع الجوي لازال يعاني الكثير من ارتفاع تكاليف أسعار التذاكر وزيادة قيمتها خاصة في بعض المواسم، والمشكلة الأكبر أنه لا توجد صيانة دورية للطائرات، ولا يوجد حل للمشاكل جذريا وهذه تعد أبرز الإشكاليات التي تواجه النقل”.

    وذكر عبد الله يحيى (دكتور – 45 عامًا): “أن قطع الطرق كان بسبب الصراعات، وبسبب وجود الكثير من الشاحنات المكدسة في بعض الطرق وهي بانتظار تفريع حمولتها إلى السيارات الأصغر التي تستطيع العبور على الطرق الترابية البديلة، وقد تكون وعرة وطويلة جدا، وهنا تظهر مشكلة ارتفاع تكاليف النقل وعليه ارتفاع تكاليف بيع المواد الغذائية وهذا بدوره ينعكس على ما تبقى من المواد المنقولة، كذلك التسبب بالحوادث”.

      يقول عثمان ناجي (35 عامًا): “إن ارتفاع أسعار تذاكر الطيران كانت سببًا في عدم قدرته على استيفاء المبلغ ووفاة والدته قبل سفرها لدولة الهند لتلقى العلاج”. وهنا يحمل الجهات المسؤولة كل اللوم لأنها لم تضع تسعيرة ثابتة للتذاكر بسعر العملة اليمنية، لكنه تراجع عن لومه لوجود أكثر من عملة بين شطري اليمن شمالا وجنوبا ووجود أسعار مختلفة للصرف.

     وذكرت عايدة حسن: “أن ارتفاع سعر تكاليف وسائل النقل الخاصة بأضعاف مضاعفة عن النقل العام في ظل انقطاع الرواتب لدى بعض المناطق وتأخر تسليمها عند الطرف الآخر يسبب أزمة خانقة أمام المواطن”.

انعدام الصيانة

    ويضيف فؤاد البيرق (مالك مكتب سفريات) بخصوص مشكلة ارتفاع العملة وتأثيرها على خدمات النقل كافة: “بأنه يجب عمل تسعيرة محددة ثابتة في جميع وسائل النقل والمكاتب”.

     كما وتطرق البيرق إلى مشكلة عدم وجود صيانة لدى بعض ملاك باصات النقل الجماعي، فيتسبب في أعطال متكررة أثناء السفر والتأخير عن الموعد المحدد لوصول الرحلة وتعريض المسافرين للخطر، كذلك يجب عليهم الإشراف على الباصات من ناحية الكراسي والمكيفات وكل ما يضمن للمسافر رحلة سفر آمنه ومريحة.

      ويقول وليد راشد (44 عامًا): “إن النقل في اليمن يشكل عبئًا كبيرًا على المواطنين ذوي الدخل المحدود، خاصة لوجود طرق وعرة ومكسرة، فالمرضى منهم يعانون أضعاف الأضعاف قائلا: “تتسع الفجوة باستمرار بين الرغبة بالتنقل بين المدن وبين راحة المواطن ورغبته في زيارة أهله وذويه في المحافظات أو المدن الأخرى”.

     وتحدث عبد الله ناصر (مالك مكتب سفريات): “أن هناك تأخر في تقديم الخدمات الطبية المناسبة إلى المسافرين، حيث لا تقدم الخدمات ذات الجودة المطلوبة، وتظل هذه المسألة تحتاج إلى إصلاحات جذرية”.

عدم وجود الإمكانيات

       نوه سالم عامر (سائق سفينة في النقل بحري) بأن أسعار النقل سواء أكانت بحرية أو برية أو جوية لم تكن مكلفة مقارنة بالسعر الحالي في عموم الجمهورية.

    وأضاف قائلا: ” نحن في النقل البحري نواجه صعوبة في عدم إمكانيتنا الحصول على سفينة في بداية الموسم الحالي كي ننقل المواد الأساسية كالغذاء فضلا عن الكماليات، وذلك لأن التجار لا يملكون وسائل نقل بحرية كالسفن والمراكب، فنقوم اضطرارا إلى استئجار سفن خشبية لنقل البضائع إلى جزيرة سقطرى وبالعملة الأجنبية، وهنا الاتفاق يتم بيننا وبين نواخيذ السفن من الجنسية الهندية، ونواجه مشكلة عدم معرفتنا للغة الهندية وننتظر من يقوم بالترجمة معنا، وللأسف كل هذه جهود ذاتية لا يوجد أي رعاية من الدولة أو الجهات المختصة”.

     ويرى هاشم غيث (22 عامًا) أن هناك الكثير من المشاكل ستحل إن تم عمل قطارات داخل المحافظات للنقل، وذلك لبعد المسافات وحاجة الطرقات والخطوط الطويلة لعملية الصيانة والإشراف ومراقبة المواد المستعملة في رصف الطرق وعمل إشراف عام على العمال والجهات المتعاقد معها.

مشاكل أمنية

     تتحدث سلوى صالح (مسافرة – 44 عامًا): “أن مشكلة النقل تكمن في انعدام الأمان ووجود أكثر من طرف لحكم المنطقة وهذه من الصعوبات التي تواجه النقل في اليمن، كذلك الغلاء وارتفاع الأسعار بدون أي رادع من قبل المسؤولين”.

    وقالت الطفلة ساره عبد الله (10 سنوات) وهي ضمن مسافرين بوسيلة نقل برية: “إنها تواجه صعوبة في إيجاد مطاعم أو استراحات أو فنادق مؤهلة بشكل كامل ونظيف، كما كانت في الدولة التي أتت منها، إضافة إلى وجود طرق مكسرة ووعرة حتى في المدن”.

    وتطرق والدها عبد الله ناصر (34 عام) إلى أن انعدام وجود الأمن والأمان في السفر في أي وقت هي مشكلة النقل حاليا، فقديما كان الجميع ينتقل بكل سهولة ويسر وأمن وأمان، ولكن حاليا أصبح البعض يخشى أن يسافر في وقت متأخر فتنقض عليه بعض العصابات، أو قطاع الطرق ويتم تحميل أطراف الصراع السياسي مسؤولية ذلك بالرغم من أنه لا دخل لهم.

طرق المكسرة والوعرة

   وذكرت سوسن علي (طالبة في محطة نقل بري): “أن الناس في اليمن يواجهون صعوبة في العثور على وسائل النقل التي تناسب احتياجاتهم. فمثلًا يواجه سكان المدن مشاكل في العثور على حافلات نقل تعمل بانتظام سواء أكانت داخل المحافظة ذاتها أو في كل اليمن، فأحيانًا يواجه المسافرون انتظار ساعات طويلة لتحرك الحافلة بالإضافة إلى وجود بعض الخطوط والشوارع المغلقة بسبب الصراعات، وهنا قد ترفض بعض الحافلات أو السيارات التابعة للنقل سواء أكانت خاصة أم عامة، الذهاب من تلك الخطوط أو الطرق، وهذا يسبب عائقًا في وصول الناس إلى وجهاتهم بأقصى سرعة ممكنة وبجهد أقل خاصة المرضى منهم”.

    وأضافت أمينة علي (مسافرة – 65 عامًا): “أن هناك الكثير من الطرق والخطوط والأماكن لاتزال وعرة وصخرية، ولم يتم تمهيدها أمام وسائل النقل، فتضطر هذه الباصات والسيارات أن تمر عبر هذه الأودية والشعاب بشكل يومي مع عدم وجود أي تدخل من قبل الجهات المسؤولة، وكذلك بعض الطرق والخطوط تعرضت للكسر بسبب مخلفات الصراعات في الكثير من المناطق ساهم بشكل كبير في جعل النقل صعبًا أمام المواطن، وهنا يجب أن يفكر كثير قبل أن يأخذوا قرار التنقل خاصة النقل البري”.     وأضافت منيرة ناصر (40 عام): ” باعتبارنا من سكان الريف نعتمد بشكل أساسي على القطاع والنقل البري في جميع متطلبات الحياة من سفر أو معاملات أو تجارة، وتهدم الطرق والخطوط أدى إلى عزل هذه المناطق عن بعضها البعض وعدم قدرتنا على تبادل المنافع واستمرارية الحياة بشكل طبيعي”.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

63.6% من المشاركين في الاستطلاع قيَّموا خدمات قطاع النقل في اليمن بالضعيفة

صوت الأمل – يُمنى أحمد يعد النقل أحد العوامل الحيوية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في أي …