‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة المخدرات في اليمن الأسرة والأبناء.. مسؤوليات تكاملية لمكافحة شبح الإدمان

الأسرة والأبناء.. مسؤوليات تكاملية لمكافحة شبح الإدمان

صوت الأمل – حنين الوحش

غالبًا ما يكون الأطفال أو الشباب في سن المراهقة هم الأكثر عرضة لإدمان المخدرات، وهذا يعود إلى المؤثرات الخارجية التي يتعرضون لها، سواء كانت هذه المؤثرات عاطفية أو بيئية أو اجتماعية؛ لهذا تعد الأسرة أحد العوامل الأساسية التي تساعد على حماية الأبناء من الوقوع في خطر المخدرات والانجرار وراءه.

التشتت الأسري سببًا

حول التشتت الأسري تقول الأخصائية الاجتماعية ومديرة مركز عدن للتوعية سعاد القاضي عن خطر المخدرات إن الأبناء يتأثرون كثيرًا بالمشاكل الأسرية فيلجؤون إلى الهرب منها ومرافقة السيئين وتجربة كل شيء حتى وإن كان خطرًا على حياتهم، وهذه الخلافات التي تحدث في نطاق الأسرة تجعل الأبناء بعيدين عن الرقابة وتُسهل استدراجهم وإغواءهم للتعاطي أو ممارسة أي سلوك من السلوكيات المنحرفة.

وبالنسبة للتحديات تقول: “الأسباب كثيرة والخطر كبير ويحتاج لمساهمة الجميع لصده وحماية المجتمع منه، كل شخص بحسب قدراته وإمكانياته، خاصة أن هناك سهولةً في الحصول على المخدرات، إضافة إلى الظروف الحالية والفوضى والصراع بشكل عام”.

تناقل الإدمان                              

قد يكون للأسرة أيضًا دور في انخراط الأبناء في عالم الإدمان والمخدرات بحسب قول المقدم وليد طالب -باحث في العلوم الأمنية- موضحا “أن دور الأسرة هو دور حيوي وفعال ويركز على قراءة سلوك الأبناء في التعامل لتجنب الوقوع في الإدمان، ولكن يظل لدى أفراد الأسرة قصور في التعرف المبكر على وجود ميول للتعاطي عند أحدهم”.    

مؤكداً على أن هناك أبناء اكتسبوا عادة التعاطي من الأسرة نفسها ومن إدمان الأهل أو من عملهم في؛ لهذا يجب ضبط سلوكهم ومعاقبتهم، وبعد توعيتهم عن مدى خطورة المخدرات وتأثيرها الكبير على جوانب الحياة ومدى صعوبة التخلص من الإدمان، ومن ثمَّ يكون الأهل مسؤولين بشكل مباشر عن تعاطي الأبناء للمخدرات بحكم التنشئة والعلاقة الأسرية.

أسباب اجتماعية

تقول أخصائية علم الاجتماع سهى حسن: “عندما تكون الأسرة سليمة يكون المجتمع بأكمله سليمًا؛ فمن خلال الأسرة والتنشئة يتم التطبيع الاجتماعي. كما يعد التماسك الاجتماعي من الأساسيات؛ فالاضطرابات والاختلالات الخلقية والسلوكية داخل الأسرة تؤدي إلى وجود خلل في المجتمع العام”.

وأضافت: “الأسرة هي مصدر الرقابة الذاتية للأبناء، ومن المهم أن تقوم بممارسة الرقابة الاجتماعية والإلكترونية بشكل أكبر؛ لحماية أفرادها من الخطر الذي يمكن أن يهدد حياتهم بشكل خاص وحياة المجتمع بأكمله، ومنعهم من اقتراف الجرائم والتصرفات الضارة”.

وتواصل: “لتحقيق حياة سليمة للأبناء ومنع انخراطهم في بيئة المخدرات، لا سيما في ظل انتشارها لا بد من تحقيق الاستقرار لديهم وتوعيتهم بمخاطر هذه الآفة على حياتهم ومستقبلهم، وذلك لن يتأتى إلا بتحقيق التماسك والترابط الأسري الذي يلبي جميع احتياجات أفراد الأسرة بما في ذلك الاحتياجات النفسية والإشباع النفسي والعاطفي والروحي”.

ومن جانبها تقول أسماء الحداد -أخصائية علم الاجتماع-: “يلعب أسلوب التربية دورًا في ملء الفراغ الروحي والأخلاقي لدى الأبناء، خاصة أن العالم كله أصبح في متناول الجميع كواقع فرضته شبكة الإنترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي متاحة دون ضوابط؛ فهناك أمور يعدها الكبار بسيطة لكنها عند الطفل أمر جديد ومشوق، كتقليد البطل في تناول السيجارة أو شرب الكحول أو غيرها مما تعرضه وسائل الإعلام من ممارسات خاطئة بصور غير مباشرة. وفي أحيان كثيرة تعد التحذيرات التي تعرض عن مخاطر الإدمان والمخدرات إعلامًا للأطفال وتثير فضولهم”.

وفي إطار الأسباب أيضًا تقول المعالجة النفسية نجلاء محمد: “أن الأمور التي تجري في المنزل تؤثر على الأبناء وتجعلهم ينخرطون في عالم الإدمان. وقد يكون الآباء مسؤولين عنها في بعض الأحيان مثل تعرض الأطفال للعنف، أو إصابة الآباء بإحدى المشكلات العقلية والنفسية، أو إدمان أحد الأبوين على الكحول أو المخدرات، وكذلك التجارب القاسية أثناء مرحلة الطفولة ووجود تاريخ إجرامي، وانفصال الأبوين وقيام أحدهم باختيار شركاء مختلفين بشكل مستمر، وانفصال الأبوين بطريقة غير سلمية وغيرها من الأسباب الكثيرة”.

معالجات وحلول

‏وللقيام بمعالجات في محيط الأسرة التي تسهم في إصلاح المجتمع برمته، توضح الأخصائية الاجتماعية سهى حسن “أن من المهم مخاطبة الأبناء والتحدث معهم بما يخص خطر الإدمان على المخدرات بطريقة لا تجلب إليهم حماس التجربة مع مراعاة المرحلة العمرية ومدى استيعابهم للأمر، وتعليم الأطفال كيفية التصرف في حال طلب الآخرون منهم تجربة مادةً ما باعتبار الأطفال الفئة الأسهل استهدافا”.

وتضيف: “بناء حوار مع الأبناء والابتعاد عن تخويفهم من خلال إيجاد نقطة حوار معهم فيما يتعلق بجميع مواضيع الحياة وأهمها المخدرات، بحيث يمكنهم الاتجاه إلى الآباء في حال تعرضهم لأي موقف يتضمن المخدرات أو التعاطي؛ إذ غالبًا ما يتجنب الأبناء إخبار آبائهم بما يمرون به في حال تضمّن أسلوب الآباء القسوة، والتخويف، أو الحكم على الأبناء من خلال تعرضهم لموقف ما”.

وفي نفس السياق يرى المقدم وليد طالب أن من الضروري أن يتطرق الآباء للناحية القانونية المتعلقة بالإدمان من خلال إطلاعهم على الخطر القانوني لإدمان المخدرات وللعقوبات المفروضة عليه، مضيفًا على أهمية تحفيز اشتراك الأبناء بالعديد من النشاطات المفيدة التي تساعدهم الانشغال بالأمور المفيدة، والابتعاد عن المخدرات والأشخاص الذين يروجون لها. كما شدد على وضع حدود وتعليمات واضحة وصارمة فيما يخص انتقائهم لمحيطهم وتأخرهم خارج المنزل وعدم مصاحبة أشخاص قد يكونون متورطين بالإدمان أو ما شابه.

وفي جانب المعالجات تؤكد مديرة مركز عدن للتوعية بخطر المخدرات بأن التوعية من الأهل لأبنائهم منذ الصغر من خطر المخدرات وكل الآفات الضارة وتحذيرهم من تجربة أي شيء؛ لأن التجربة هي أول خطوة في طريق الإدمان، وكذلك الرقابة المستمرة ومتابعة تعليمهم والاستماع إليهم وتشجيعهم على ممارسة الرياضة أو أي أنشطة يحبون ممارستها شرط أن تكون نافعة لهم.

من خلال الحديث عن الأسرة ودورها، يتضح أن التنشئة الأسرية للأبناء هي من أهم الأسباب التي تورط أو تعالج الأبناء من مشكلة المخدرات؛ لهذا من المهم تكوين خط تواصل للأخذ والعطاء بين الآباء والأبناء؛ لتجنب الوقوع في خطر الإدمان أو الموت.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

71.3% يرون أن ظاهرة تعاطي المخدرات سببٌ رئيس في ارتفاع معدل الجريمة، لا سيما في البلدان التي تعاني من الصراعات

صوت الأمل – يُمنى احمد تعد المخدرات ظاهرة اجتماعية خطيرة وغير صحية، وصارت تنتشر في المجتمع…