الشيف أشرف.. من عامل في مطعم إلى مالك مشروع خاص

صوت الأمل – أفراح بورجي

الأفراد الناجحون يرسمون لهم أهدافًا من خلالها يصلون إلى ما يرمون إليه، ولا يتركون مستقبلهم رهين الصدفة أو الحظ؛ هاهو الشيف أشرف الخضر أحد هؤلاء الأفراد الذين لم يستسلموا للظروف؛ إذ قرر أن يكمل دراسته الجامعية وأن يكون علامة مميزة في عالم الطبخ والوجبات، وهاهو يعانق أُمنيته التي حققها بكل جهد وإصرار.

الشيف أشرف الخضر أحمد الحسني من أبناء محافظة أبين، حاصل على دبلوم في اللغة الإنجليزية، درس إدارة أعمال ثم توقف لأسباب خاصة، ثم عاد أشرف إلى الدراسة مجددًا، ولكن هذه المرة اختار أن يتخصص في مجال المختبرات.

بداية الشيف أشرف بالطهي

بنبرة حزينة يتبعها تحدٍّ يقول الشيف أشرف: “بعد وفاة والدي -رحمه الله- كنت بحاجة إلى العمل لسدِّ احتياجات عائلتي، ولتغطية مصاريفي الشخصية، بدأت أول عمل في عام 2014م بعمر السابعة عشر، عملت بائع حلويات في إحدى الشركات العالمية العاملة في مجال الحلويات، ومنه كانت بداية دخولي في مجال الطهي”.

 تمكن أشرف من تعلُّم عدد من الأصناف أثناء عمله في أحد المطاعم، ممَّا سهَّل عليه الحصول على فرص عمل في أماكن أخرى مختلفة، تعلّم أشرف عمل أصناف جديدة، وكانت لديه الرغبة في التعلم والقدرة على الاستيعاب وحب العمل، وبدأ باستخدام مهارات الطهي بابتكار أصناف جديدة.

 يقول أشرف: “استطعنا أن نجد رضى كثير من الأشخاص؛ حيث كان رد كثير منهم بالرضى والقبول الكبير للأصناف التي نقدمها لهم”.

 من ناحية العمل استطاع أشرف أن يحصل على مكانة مهمة في أي عمل كان ينتقل إليه. وبهذا الخصوص تحدث أشرف قائلا: “شهدت الفترة الحالية وجود منافسة كبيرة بين الطهاة في اليمن، بسبب التوجه الكبير من قِبَل المستثمرين للاستثمار في مجال المطاعم، ولم تقتصر المنافسة على الطهاة اليمنيين فحسب، بل شملت أيضًا الطهاة الأجانب، الذين يتم استقطابهم من قِبل ملاك المطاعم للعمل في اليمن. أدّت هذه المنافسة إلى ظهور العديد من الطهاة المتميزين والمتخصصين بأنواع مختلفة من الأطعمة، استطاع البعض منهم البدء بمشروعه الخاص والتحول إلى رواد أعمال، والبعض منهم يرغبون بالذهاب للعمل في الأسواق الخارجية، ولا يزال المستقبل واعدًا للطهاة اليمنيين”. ويكمل الشيف أشرف بقوله: “لم أستسلم، واستطعت أن أعمل وأدْرُس في نفس الوقت”.

طموح وإنجاز

الشيف أشرف كان وما زال يتنفس الطموح، ويسعى لأجل تحقيق جميع ما حلم به، ويريد أن يصل إليه. يقول أشرف مبتسمًا: “أطمح للوصول إلى الريادة في مجال الطهي والمطاعم وإحداث تغيير يؤدي إلى رفع مستوى الجودة والخدمة في المطاعم اليمنية، التي يجب التركيز عليها من أجل الحفاظ على تراث الطهي اليمني من الانقراض، وأحلم بالتوسع والانتشار وفتح عدة فروع في عدة محافظات، وعمل المزيد من المشاريع الخاصة والتحول إلى براند عالمي (ماركة)”.

استطاع أشرف تكوين علاقات واسعة خلال العمل، وبدأ بنشر عدد من أعماله (الأصناف التي يقوم بصنعها) في مواقع التواصل الاجتماعي، ووجدت تفاعُلًا كبيرًا وردود فعل إيجابية كانت حافزًا جعله يستمر ويحاول دائمًا تقديم الأفضل. ونال أشرف قبولًا ورضًى كبيرين من العملاء وردودًا إيجابيةً ومحفزةً على مواقع التواصل الاجتماعي، ممّا أدّى إلى تكوين علاقات واسعة مع عملاء ورجال أعمال وأشخاص مؤثرين.

جوانب إيجابية

هناك العديد من الجوانب الإيجابية في حياة الشيف أشرف؛ منها الشخصية والاجتماعية، ومن الجوانب الشخصية الإيجابية لدى أشرف هي التعلم المستمر، والقدرة على التغير والتطور مع المتغيرات، ومحاولة الابتكار والابتعاد عن التقليد، والاتصال والتواصل الفعّال، والجوانب الاجتماعية التي يقوم بها أشرف وأهمها دعم عائلته، وتقديم النصائح والتوجيهات للأصدقاء.

تحقيق الحلم

بالرغم من مواجهة أشرف للعديد من المشاكل والصعوبات خلال العمل؛ حيث إنه بحاجة إلى العمل، واستكمال الدراسة الجامعية في آن واحد، لذا تعرض لكثير من التحديات؛ منها التعسف من قِبل بعض ملاك العمل الذين عمل معهم. ولم يحبط ذلك التعسف أشرف، بل زاده إصرارًا وعزيمة، وقد بيّن ذلك قائلًا: “عندما تعرضت للتعسف والمضايقات من قبل بعض العمال في العمل الذي أنتقل إليه بسبب شعورهم بالغيرة، أو محاولتهم إخفاء مهاراتهم عني؛ اضطررت للانتقال للعمل في أماكن أخرى، وكنتُ دائمًا أُحاول إثبات نفسي والتغلب على المنافسين، وأخيرًا أسهمت في تطوير العديد من المشاريع حتى تمكنت من فتح مشروعي الخاص الذي أسميته (أشرف كريب)”.

لا يمر يوم على أشرف إلَّا ويتعلم أشياء؛ سواء أكان من أماكن العمل أم من الأشخاص الذين يقابلهم، وما جعل أشرف يتطور ويحقق حلمه بفتح المشروع هو إيمانه بقدراته وبذاته؛ لذلك استطاع الوصول إلى هدفه رغم جميع المعوقات والتحديات والصعوبات التي مر بها، الشيف أشرف مثال الشاب المكافح الذي ظل يكافح ولم يستسلم حتى رأى حلمه يتحقق.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

43% يعتقدون أن تنوع المطبخ اليمني أسهم بشكل مباشر في تعزيز التماسك المجتمعي اليمني

صوت الأمل – يُمنى أحمد تلعب الأطعمة الشعبية دورًا هامًا في تعزيز الهوية الثقافية للشعوب؛ ف…