‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة الاختراعات في اليمن نماذج نسائية يمنية تُساهم بتحقيق ابتكارات

نماذج نسائية يمنية تُساهم بتحقيق ابتكارات

صوت الأمل – ياسمين عبد الحفيظ

رغم أنَّ المرأة في اليمن تعيش ظروفًا بالغة التعقيد والقسوة؛ نتيجة الصراع المستمر منذ أكثر من سبع سنوات فإنَّ أجيج ذلك الصراع لم يستطع أن يلوي ذراعها عن تحقيق إنجازات جعلتها حاضرة بقوة في أكبر المحافل الدولية والعالمية محققة إنجازات كبيرة في جوانب شتى، أثبتت من خلال ذلك الحضور أنَّ القيود المفروضة عليها لم تستطع منعها من منافسة رائدات العالم في بطولات محققة استطاعت أن تجتازها بشجاعة امرأة يمنية حطمت كل العقبات والقيود وتحدت المستحيل.

لم يلمع اسم المرأة اليمنية في بناء السلام والتنمية وفي المشاركات الثقافية والفنية والإعلامية وفي مجالات التعليم والصحة والعلوم وحسب، بل ظهر اسمها في مجال الاختراع وفي وضع استثنائي تعيشه البلاد بصورة عامة والمرأة على وجه التحديد. يقول ناشطون: “إنَّ نجاحات المرأة في هذا الجانب ليس غريبًا؛ كونها تحدت جميع القيود وتجاوزتها بتحقيق نجاحات مستمرة في جميع جوانب الحياة”.

شابة يمنية في عالم الاختراعات

“الفكرة كانت من الواقع خلال فترة التدريب في المستشفيات” بهذه العبارة تحدثت (ريهام المختاري وهي مهندسة أجهزة طبية وخريجة كلية المجتمع بصنعاء)، عن فكرة ابتكارها لجهاز غسيل كلى دموي منزلي (خاص بأمراض الفشل الكلوي).

سعت الشابة ريهام المختاري التي تنحدر من محافظه ريمة إلى أن تبتكر جهازاً يمكِّن مريض الفشل الكلوي من أن يغسل كليتيه في المنزل دون الحاجة إلى الذهاب للمستشفى. الاختراع الآن قيد التنفيذ ولم تحدد فترة لوقت توظيفه؛ بسبب أوضاع البلاد وصعوبة توفير كل متطلبات استكماله، تقول المختاري: “أنا في مرحلة التطوير للجهاز رغم العراقيل التي تواجهني والتي تتمثل في عدم توفر بعض المتطلبات للعمل وأيضاً صعوبة إيجاد خبرات ذات كفاءة”.

مضيفة أنَّ التشجيع الذي حصلت عليه يتمثل في الدعم لتمويل الجهاز وتطويره وأيضًا التشجيع من جهة الإعلام كان كبيراً، والتشجيع من قيادات الدولة والترحيب بالفكرة وأيضًا وزارة الصناعة والتجارة وكلية المجتمع وأيضاً وزارة الصحة ووزارة التعليم الفني.

تشيد ريهام بدور وموقف أسرتها الذي يمثل لها مصدر فخر واعتزاز وذلك لتشجيع ابتكارها واستكماله إلى مرحلة التطبيق على مريض، واصفة شعورها بالنجاح الذي حققته بقولها: “شعور لا يوصف عندما ترى ثمرة جهودك تنبت أمام عينك”.

يمنيات مخترعات

دينا سيف عبده سعيد المشهري (باحثة ومخترعة يمنية من محافظة تعز)، من أهم إنجازاتها ابتكار مستحضر التجميل من مواد طبيعية عشبية أولية في جامعة تعز 2011م، وابتكار مركبات كيميائية (مادة علاجية)، لها دور هام في إكساب الجسم مناعة، وأيضًا في تنشيط الخلايا البلعمية (الأكولة)، وكذلك القيام بعمل تلك الخلايا إذا كانت نسبة وجودها في الجسم ضئيلاً.

كما استطاعت دينا ابتكار مركبات كيميائية، لها دور هام في التخلص من الأورام الناتجة عن تكسر العظام، وتمزق حبال القدم، إلى جانب نجاحها في ابتكار مركبات كيميائية ذات فعالية في توازن نشاط خلايا الجسم “توازن نسبة الجلكوز في الدم”. وقامت بابتكار الفيتامين الخاص بتقرحات القرنية، وابتكار مركب كيميائي يعمل على تنشيط خلايا النسيج الكبدي الخامل.

حازت دينا على العديد من الجوائز منها جائزة UNDP للأمم المتحدة للشباب في أكتوبر2013م وجائزة الويبو لحماية الملكية الفكرية العالمية 2014م كونها أفضل مخترعة يمنية، والجائزة الكبرى للاتحاد العالمي للمخترعين من دولة ألمانيا وذلك في المؤتمر العالمي للمخترعين الذي أقيم في كوريا الجنوبية في مايو 2014م.

كما مُنحت دينا المشهري من دولة كوريا الجنوبية ميداليتين ذهبية وأخرى فضية؛ حيث منحت الأولى نظير اختراعاتها الذي شاركت به في المؤتمر، منحت الميدالية الفضية في اختراعين الأول عبارة عن مواد تجميلية طبيعية 100% خالية من المواد الكيميائية السامة والثاني اختراع علاج لمرض السكر.

حصلت اليمنية دينا المشهري، على الدرع الخاص بدولة تايلند عن تحضير مركبات كيميائية، والدرع الخاص بالحكومة اليمنية ممثلة بوزارة الخارجية 2016م؛ كونها أفضل مخترع يمني، الدرع الخاص بوزارة الشباب والرياضة اليمنية 2016م والميدالية الذهبية لدولة البوسنة في الكيمياء الطبية (كيمياء الكبد) 2019م. إضافة إلى حصولها على الجائزة الخاصة بوفد إندونيسيا القادم لمعرض كوريا الدولي «كيمياء الكبد» 2019م.

مناهل عبد الرحمن ثابت عالمة وخبيرة اقتصادية وسياسية عربية شهيرة، من محافظة عدن اليمنية، ولدت في مدينة عدن في العام 1981م. بدأت حياتها الدراسية حتى الثانوية في اليمن ثم انتقلت إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1996م، وحصلت على درجة البكالوريوس في الاقتصاد من الجامعة الأمريكية، تعد أصغر شخص حاصل على درجة الدكتوراه في الهندسة المالية عام 2006م، حصلت على لقب ملكة البورصة كما أعطيت لقب المرأة الملهمة من مجلة لوفيسيال للمرأة العربية.

قدمت مناهل للعلماء معادلة رياضية من خلالها يتم حساب سرعة الضوء، وهذه المعادلة حسب ما يرى العلماء سوف يكون لها دور كبير في إحداث تغيير نوعي في تخصص رياضيات الكم، مما جعل الكثير من الوكالات الفضائية من ضمنهم وكالة ناسا تفكر في التفاوض معها لتطوير هذه المعادلة، حازت على جائزة نوبل ابن سينا في مجال العلوم، ووفقاً لمجلة سيدتي تم إدراجها  من ضمن أكثر 100 امرأة عربية مؤثرة، تعد عضواً في المؤسسة الدولية للمهندسيين الماليين ومنظمة القيادات العربية الشابة، ومؤسسة ترست براين  تشغل فيها رئيسة لمنطقة الشرق الأوسط، والعديد من المنظمات الأخرى.

حصلت مناهل على الجنسية السعودية في 11 نوفمبر من العام 2012، لتميزها القوي في عدد من المجالات المختلفة والنادرة، حيث برعت في الهندسة المالية والرياضيات والعلاقات الكمية، وهي أول عربية تدخل قاموس العباقرة عام 2013م.

 ريم حميد علي قاسم

 استطاعت اليمنية ريم حميد أن تبتكر عربة من شأنها أن تكافح فيروس كورونا وتحد من انتشاره، هذه العربة عبارة عن روبوت ذكي مزود بمنظومة تشغيل بالطاقة الشمسية مع إمكانية شحنها بالكهرباء، يضع عليها الزائر أشياءه لتقوم بتعقيمها، كما أنه يضم أربعة مستشعرات مع جهاز يقيس الحرارة بالليزر، كما بإمكانه رصد مستوى نبضات القلب عن بُعد.

ولد هذا الابتكار في وضع استثنائي يعيشه العالم جراء انتشار فيروس قضى على الآلاف كما نسف النظام الصحي للكثير من الدول العربية والعالمية، وحصلت اليمن على نصيب وافر من هذا الوضع الكارثي الذي عصف بالعالم، فجاء ابتكار ريم في الوقت الذي يبذل علماء العالم جل اهتمامهم لإنقاذ العالم من الموت.

أوضحت ريم حميد في تصريح صحفي لها أنَّ لها ابتكارات عديدة منها ابتكار عصا ذكية تساعد المكفوفين على المشي بأمان دون عثرات، وروبوت يقود المكفوف في السوبرماركت يخبرهم عن طبيعة الأقسام والمنتجات وأسعارها وبيانتها المطلوبة كما ابتكرت حقيبة تخبر المكفوف بالاتجاه الذي يوجد فيه أي شخص قريب منه بحدود مسافة معينة.

 وهناك ثلاثة أنواع من البراءات حسب تصنيف مكتب البراءة والعلامة التجارية الأمريكي أوردتها مؤسسة “موهبة” هي: براءات المنفعة وهي الإبداعات المفيدة التي تؤهل من أجل براءة المنفعة إذا هي لاءمت على الأقل واحداً من خمس فئات: العملية، أوالآلة، أوالتصنيع، أوتركيب المادة، أو تحسين الفكرة الحالية التي تقع في هذه الفئات، ويقع الإبداع الذي يؤهل للبراءة بسبب فائدته في أكثر من واحدة من الفئات الخمس في الغالب، فمثلًا: برمجية الحاسوب يمكن أن توصف عادة الخطوات التي تؤخذ لجعل الحاسوب يقوم بشيء ما، والآلة يوصف بها الجهاز الذي يأخذ المعلومات من جهاز المدخلات ويحركها إلى جهاز المخرجات.

براءات التصميم

للتأهيل للبراءة في ظل الاختبار الفني، فإنَّ التصميم يجب أن يكون جديداً وأصيلاً، وأن يحسن تصميم وشكل المادة الصناعية، فمثلاً إنَّ الشكل الجديد لواقية السيارة لا يحسن الوظيفة، وإنما يحسن الشكل والمظهر مما يؤهله لمثل هذه البراءات.

 براءة المصنع

قد تصدر البراءات القابلة للإنتاج -جينية أو غير جينية (مثل الأزهار) التي تكون جديدة وغير معروفة لأي مصنع. وتعد البراءات الممنوحة من المؤشرات الأساسية لتقييم مستوى الابتكار في كل بلد (وخاصة البراءات الممنوحة للمقيمين فيه). والابتكار الحقيقي يحصل على اعتراف رسمي به من خلال منحه براءة ابتكار تعطيه الحق الحصري في استخدامه لفترة معينة.

دور المجتمع في تشجيع النساء

في هذا الشأن يقول عصام الأحمدي رئيس رابطة الأخصائيين الاجتماعيين اليمنيين أنَّ دور المجتمع في دعم وتشجيع المرأة هو دور أساسي ومحوري، كون المرأة جزءاً من المجتمع؛ وبالتالي فهي في تفاعل مستمر مع محيطها الاجتماعي. ويشير إلى أنَّ التغذية الراجعة من المجتمع تلعب دوراً مهماً في تنمية قدرات المرأة وتشجيعها ودعمها في مختلف الجوانب.

ويرى الأحمدي أنَّ البيئة التي تتواجد فيها المرأة تؤثر على مكانة ومركز المرأة وكلما وجدت بيئة مشجعة ومحفزة كانت المرأة أكثر إنتاجاً ولها تأثير فاعل في المجتمع والعكس تماماً، ويؤكد على أنه لا بد من تشجيع المرأة ابتداء من المؤسسة الاجتماعية الأولى وهي الأسرة مروراً بالمدرسة وانتهاء بالمحيط الاجتماعي والمؤسسات الاجتماعية المختلفة بما في ذلك المساجد من خلال التوعية بحقوق المرأة ومكانتها وما يمكن أن تسهم به في خدمة المجتمع.

ويذكر الأحمدي أنه يقع على عاتق المجتمع المدني والقطاع الخاص دور كبير في دعم وتشجيع المبادرات النسوية والأفكار الإبداعية التي تتبناها النساء، والقيام بتبني الأعمال النسوية وكسر الحواجز الاجتماعية التي تعيق وصول المرأة لتحقيق أهدافها ومشاركة شقيقها الرجل في كافة جوانب الحياة.

من جهته يقول فضل الربيعي أستاذ علم الاجتماع بجامعة أبين ورئيس مركز مدار للدراسات والبحوث أنَّ هناك العديد من العوائق التي تتعلق بعدم تشجيع النساء على الابتكار والاختراع وهذه العوائق تتمثل بالعادات المجتمعية التي لا تساعد على دفع المرأة لاقتحام سوق العمل أو سوق العلم وتشجيعها.

ويشير الربيعي في حديثه “لصوت الأمل” بقوله: “هناك أسباب أخرى تتعلق بتخلف النظم التعليمية في بلادنا، خاصة وأنَّ الابتكار يحتاج إلى تشجيع وتأهيل ضمن مناهج التعليم العام”، ويرى أنَّ ذلك يحتاج إلى إعادة نظر سواء في فلسفة النظام الاجتماعي بصفة عامة والنظم التعليمية بصفة خاصة وتحفيز المبدعين والمخترعين ومنحهم رعاية واهتماماً وأنَّ كل ذلك سوف يساعد على تشجيع المبتكرين خصوصاً النساء.

منذ زمن بعيد والمرأة في كل أنحاء العالم تساهم من خلال مشاركتها الفعالة في تقديم العديد من الابتكارات التي انتفعت بها الإنسانية وتخدم الإنسان إلى يومنا هذا، مما يدل على أنَّ المرأة شريكة في التقدم الذي يعيشه العالم من خلال ابتكاراتها التي لا يستطيع البشر التخلي عنها من أهم هذه الاختراعات ممسحة زجاج السيارة الأمامي الذي يعد من ملتزمات الأمان للمحركات، هذا الاختراع ينسب لماري أندرسون واختراع جوزفين كوشران الذي يتمثل في غسالة الصحون المستخدمة حتى الآن. واختراع المادة المستخدمة في السترة الواقية من الرصاص (كيفلار) للمخترعة ستيفاني كوالك. واختراع بيتي غراهام لسائل تصحيح الكتابة “الكوريكتور”.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

المرأة اليمنية والطهي.. قَدَرٌ منذ الولادة أم مجرد مهارة؟

صوت الأمل – حنين الوحش في مجتمع غلب عليه طابع الحكم على أساس الموروثات والعادات والتقاليد …