‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة المرأة في اليمن الزواج المبكر كابوس يلاحق الفتيات في اليمن و1224 حالة زواج مبكر في إب خلال 2018

الزواج المبكر كابوس يلاحق الفتيات في اليمن و1224 حالة زواج مبكر في إب خلال 2018

صوت الأمل – دولة العامري

ارتفعت نسبة زواج القاصرات في اليمن خلال السنوات الأخيرة، بسبب الأوضاع التي تمر بها البلاد، وبحسب اتحاد نساء اليمن في محافظة إب، فإن حالات الزواج المبكر بلغت في العام 2018م، 1224 حالة، فيما كانت في 2017م 1140حالة,بينما يؤكد المطلعون بان العدد اكبر من ذلك مع غياب الاحصائيات ورفض الاسر في اليمنية الابلاغ عن حالات الزواج المبكر لاسباب اجتماعية

 الفتاة – انتصار محمود – 15 عاما، هي إحدى ضحايا الزواج المبكر في محافظة إب، تروي قصتها لــ”صوت الأمل” قائلة: “تزوجت وعمري لا يتجاوز 15 عاماً، من رجل يكبرني بـ 15 عاماً، وفي أحد الأيام، كنت عائدة من المدرسة إلى المنزل فأخبرني والدي بأنه تم عقد قراني”.

وتتابع نصائر حديثها: “كنت لا أعرف معنى زواج، ولم أكن أفكر حينها سوى بالفستان الأبيض، والملابس الجديدة، لكني عرفت بعدها أنني لن أذهب إلى المدرسة، بقرار من والدي”.

إن المخاطر الصحيَّة التي تعرضت لها “نصائر” بسبب زواجها المبكر، خلفت لها أضرارًا نفسية وجسدية، وعن أول يوم لها كزوجة، تقول “دخلت في غيبوبة لمدة ثلاثة أيام، نقلت على إثرها إلى المستشفى”

وتضيف نصائر: “تزوجت من رجل لا يقدِّر فارق العمر بيننا، لم يتفهم وضعي كطفلة، لا تتحمل أعباء الزواج ومسؤولياته”.. زادت معاناة “نصائر” بعد أن انجبت طفلتها الأولى، حيث كادت تفقد حياتها، بسبب مضاعفات الحمل والولادة.

وتشير “نصائر” إلى أن مشاكلها مع زوجها قد تضاعفت، وتعرضت للتعنيف اللفظي، ووصل الأمر للضرب، مما أضطرها إلى ترك منزل زوجها والعودة إلى منزل والدها، وأُخذت طفلتها منها وحُرمت من تربيتها ورعايتها”. 

وتقول إنها تعرضت للعنف والتهديد بالقتل، من قبل أحد إخوانها، بسبب مطالبتها بتربية طفلتها، وغادرت منزل أهلها للسكن في منزل أحد أشقائها، الذي يبعد عن منطقة سكنها بمسافات، خوفًا على حياتها”.

 ومنذ عامين، تكافح نصائر للخلاص من كابوس الزواج الذي دمر حياتها، وحرمها طفولتها، وسبّب لها اضراراً جسدية ونفسية، لكنها لم تستطع ذلك، فالزوج هرب إلى خارج المنطقة، كما أنه رفض تطليقها.

معلقة لامزوجة ولامطلقة

 ومن وجهة نظر دينية، يقول الشيخ عبد الكريم العواضي- إمام وخطيب جامع: “إن الدين لم يحدد ولم يقر سناً محددة للزواج، ولكن الأمر عائد إلى اختلاف العادات والتقاليد والبيئة نفسها”.

و من جهتها، تؤكد المحامية مروى عبيد: “أن زواج القاصرات، والمشاكل التي تحصل بين الأهل والزوج، يتسبب بجعل الفتاة معلقة، دون أن يتم تطليقها”. 

وتشير مروى إلى أنه في مثل هذه الحالات، تكون المرأة بين خيارين: أولهما الخلع، في  حالة هجر الزوج لزوجته لمدة عامين دون عودة أو نفقة، ويحق للزوج في هذه الحالة أن يطلب المهر الذي دفعه، أما الخيار الآخر فهو فسخ الزواج في المحكمة، وإن لم يكن الزوج موجوداً.

وينفذ اتحاد نساء اليمن العديد من البرامج الهادفة إلى الحد من زواج القاصرات أو الزواج المبكر، في محافظة إب.. تقول رئيسة اتحاد نساء اليمن في المحافظة حياة الكينعي: “إن الاتحاد يعمل من خلال البرامج التوعوية الهادفة إلى تعزيز الوعي المجتمعي بمخاطر الزواج المبكر في أوساط المجتمع.

 وتؤكد الكينعي لــ”صوت الأمل”  أن الاتحاد يسعى إلى أعادة تلك البرامج، من أجل استمرار العمل، وتوفير الدعم اللازم للفتيات اللاتي يعانين من مشاكل الزواج المبكر.

وأضافت الكينعي أن الاتحاد لا يزال ينفذ برامج وحلقات توعوية في المديريات التي يستهدفها، وهي: “الظهار، المشنة، المخادر، ومديرية العدين”.

 منوهةً إلى أن هناك العديد من البرامج التي تم تنفيذها من قبل الاتحاد لضحايا الزواج المبكر، وهي تتوزع في التعليم والتأهيل والدعم الصحي والدعم القانوني، وذلك من أجل أن تستعيد المرأة ثقتها بنفسها، وتتمكن من الخروج إلى سوق العمل، لتعزيز من مكانتها التي فقدتها، نتيجة تجربة الزواج المبكر التي مرت بها”.

إن إحداث تغيير جذري في وعي المجتمع اليمني تجاه الزواج المبكر، يجب أن يكون محفوفًا بالدعم المجتمعي، كما يجب أن يكون الخطاب الإعلامي حاضرًا وداعمًا لإحداث التغيير المأمول في نظرة المجتمع إلى الزواج المبكر، بناء على ما ينجم عنه من مشاكل وأضرار وتأثيرات سلبية.

————————-

الأمم المتحدة: زيادة العنف ضد المرأة في اليمن بنسبة 63%

اليمن في ذيل قائمة المؤشر العالمي للفجوة ببن الجنسين لعام 2020

صوت الأمل.. علياء محمد

تزداد معدلات العنف المجتمعي التي تمارس ضد المرأة اليمنية بشكل ملحوظ، حيث لا تزال الثقافة المجتمعية والمفاهيم والعادات والتقاليد السائدة تنظر للمرأة بنظرة قاصرة ودونية أمام الرجل، مما يشجع على استمرار العنف ضدها.

تعرف الأمم المتحدة العنف المجتمعي بأنه: “أي سلوك یلحق الأذى بالمرأة في الجوانب الجسدية والنفسية والجنسي”. ووفقا لصندوق الأمم المتحدة للسكان، فإن حوادث العنف التي تستهدف النساء في اليمن، وصلت إلى نسبة 63 %”.

ووصفت منظمة العفو الدولية اسوء بلدان العالم في وضع النساء ، وتصف المحامية سمية الغويزي التحدي الذي تواجهه المرأة اليمنية مع المجتمع بالقول: “ما أصعب أن تكوني امرأة يمنية” في مجتمع تحميه عادات وتقاليد، تتحكم بأدق التفاصيل، فكل ما يخص المرأة، يحق للمجتمع أن يتدخل به، ويكيفه بالشكل الذي یتناسب مع عقليته وقناعته.

وتضيف: “إن المرأة اليمنية لا تزال تعاني من التفرقة في الحصول على حقوقها، بالرغم مما وصلنا إليه من تطور، إلا أننا نجد البعض ممن يرون أن المرأة مجرد آلة، تعطى لها أوامر معينة، لتقدم لنا مخرجات محددة سلفا، لا رأي لها، ولا حقوق تتمتع بها، تُحرم من اكمال تعليمها، ویحصر مجال عملها داخل المنزل فقط”.

وتؤكد أن السبب في ذلك يعود لعدم معرفة المرأة بحقوقها التي كفلها لها الإسلام والقانون، والذي یمكنها من انتزاع حقوقها، كونها نقطة قوة في المجتمع لا نقطة ضعف.

العنف المجتمعي ضد المرأة

تفید منظمة الصحة العالمية، بأن العنف ضد المرأة مشكلة عالمية كبرى، من مشاكل الصحة العمومية والمساواة ببن الجنسين.. ويربط الباحث الاجتماعي اليمني أحمد المجیدي، أسباب العنف القائم على المرأة، بعدد من الدوافع التي تؤدي إلى ارتكاب سلوكيات عنيفة، تبدأ من التنشئة الاجتماعية غیر سليمة، وغياب دور الأسرة، حيث تُعدّ التربية أحد الأسباب المهمة التي تؤدي إلى استفحال ظاهرة العنف ضد المرأة، هذا بالإضافة إلى ضعف الوازع الديني، وعدم وجود القوانين الرادعة التي تجرم وتعاقب مرتكبي هذه الممارسات، إضافة إلى الثقافة العامة، والمفاهيم السائدة لنظرة الرجل إلى المرأة، فالبعض لا یقر بوجود العنف، ولا یأخذ مخاطره على محمل الجد، ويُحمِّل المرأة مسؤولية ما قد يحدث لها.

ويشير المجيدي إلى أن خوف المرأة وكتمانها لما تتعرض له من عنف، يُعدُّ سبباً آخر لانتشار هذه الظاهرة.. لافتًا إلى أن الضغوطات الاقتصادية، وتدني مستوى المعيشة التي تُعاني منها شريحة واسعة من المجتمع، وتفشي الفقر والبطالة، تعدُّ من أبرز العوامل التي تودي إلى ممارسة أشكال العنف المجتمعي ضد المرأة.

90 % من النساء تعرضن للتحرش في 9 محافظات

 تدق ظاهرة التحرش ناقوس الخطر في المجتمع الیمني، كنوع من أنواع العنف المجتمعي الممارس على المرأة، ویُعرَّف التحرش بأنه “سلوك مرضي یُمارس للتنفيس عن النفس المكبوتة، من خلال التلفظ بالعديد من الألفاظ غیر اللائقة، والتي قد تتطور إلى اللمس، وتصل في بعض الأحیان إلى الاعتداء الجسدي والاختطاف والاغتصاب”.

تقول ( س م .ع) ٣٤ عاماً: “تعرضتُ للتحرش وأنا حامل، ولم تمنع الحالة التي كنت فيها المتحرش من الإساءة لي، وبدأ يتلفظ بألفاظ سيئة وبذيئة.  وتضيف أن ظاهرة التحرش لا علاقة لها بارتداء ملابس محددة من عدمه، وإنما أصبحت هذه الظاهرة مرضاً استشرى في عقول بعض الشباب.

وهي ترى أن التحجج بالتقاليد والعيب الاجتماعي، لا يبرر السكوت المجتمعي على هذه الظاهرة.

ظاهرة يقابلها الصمت

ولاتزال ظاهر التحرش في المجتمع اليمني تقابل بالصمت، ورغم القصص التي يتحدث عنها الناس، والعنف الذي تتعرض لها النساء، إلا أن هناك عوامل ثقافية واجتماعية تحول دون التطرق لتلك القضايا. تقول علياء الحميدي- قانونية في اتحاد نساء اليمن بالمكلا: “لا تزال ظاهرة التحرش منتشرة في مجتمعنا، كنوع من أنواع العنف المجتمعي وبشكل یومي”. وتؤكد أن 300 حالة عنف مجتمعي، تم تلقيها في الاتحاد خلال الأشهر الأخيرة، معتبرة أن هذه الظاهرة مقلقة وتهدد سلامة وكيان المجتمع.

وتشير إلى أن ظاهرة التحرش لا تعرف ثقافة أو دیانة أو بلداً أو فئة اجتماعية، أو لباساً مُعيناً كما يبرر الكثير من الأفراد، كما تشدد على أهمية وجود قوانين تجرم العنف بكل أنواعه.

السرقة والضرب والاعتداء..

حادثة جدیدة في الشارع الیمني، تضاف إلى حوادث العنف المجتمعي ضد المرأة، حيث يتم قذف الفتيات من قبل المستهترين إما بالحجارة أو غيرها أثناء مرورهن بالشوارع. تقول سمر (27عاما) إنها أصيبت في رأسها، بعد أن رُميت بحجر، تسبب لها بكسر في الدماغ، ونزيف أدخلت على إثره إلى العناية المركزة.. معتبرة أن هذه الحادثة واحدة من حوادث العنف المجتمعي التي تندرج تحت الإساءة الجسدية والعنف.

ولا تخلو الساحة اليمنية من حوادث السرقات التي تتعرض لها المرأة، والتي تتسبب بأضرار مادية ومعنوية وصحية، قد تصل في بعض الحالات إلى الوفاة.. تقول أم أكرم (35 عاما) إنها تعرضت للسرقة أثناء مرورها بالشارع، من قبل سائق دراجة نارية، بعد أن قام بخطف حقيبتها وسقطت هي على الأرض، وأصيبت بخدوش، وفر السارق هارباً.

آثار العنف المجتمعي ضد المرأة

تُشير الدراسات التي أجريت حول التأثيرات الناتجة عن العنف ضد المرأة والتي تشكل سببا اخر لمعاناتها النفسية، وتدهورت حالتها الصحية والعقلية، وتتفاوت الآثار من امرأة إلى أخرى فقد تكون طويلة الأمد، وبعضها قصيرة الأمد. كما يوثر العنف على الحالة الصحية ويسبب الكسور في العظام والكدمات جراء الاعتداء الجسدي.

وحول الآثار النفسية للعنف ضد المرأة، تقول الاستشارية النفسية أمل البان: “إن المجتمع يتشبع بأشكال متعددة من الحزن والغضب، نتيجة ما تتعرض له المرأة اليمنية الأمر الذي ينعكس على الآخرين، بسبب ظهور العديد من مظاهر الاضطرابات النفسية السلبية.. وتؤكد أن المرأة المعنفة قد تصاب بالشعور بالنقص والإحباط، وتقل ثقتها بنفسها، وتضعف شخصيتها، فتكون غير قادرة على اتخاذ القرارات المستقبلية، بالإضافة إلى زيادة نسبة الاكتئاب ومحاولات الانتحار.

حماية المرأة من العنف

يمكن معالجة العنف ضد المرأة، من خلال البحث خلف الأسباب الكامنة وراء انتشار هذه الظاهرة، ومعالجتها، بالإضافة إلى التوعية حول المفاهيم الاجتماعية المغلوطة التي تحمل تصورًا خاطئًا عن المرأة، مع التأكيد على حقوق المرأة التي كفلها الشرع والقانون، ونشر برامج التوعية عن هذه الظاهرة، مع التأكيد على ضرورة سن مواد قانونية، تشتمل على عقوبات واضحة لهذا الجرم الذي يمارس ضد المرأة، بالإضافة إلى تعزيز الوعي المجتمعي، عبر وسائل الإعلام المختلفة، ومواقع التواصل الاجتماعي، بمخاطر العنف ضد المرأة.

في السياق تحكي هدى حربي، وهي ناشطة إعلامية، عن تجربتها في إنشاء منصة على موقع “فيسبوك”، تحمل اسم (نسوان)، والتي خصصتها للاستماع ونقل تجارب النساء اللاتي تعرضن للعنف، وتشجيعهن على تجاوز ما مررن به، وتجد المنصة استحساناً وتقبلاً كبيرين من روادها الذين يسعى عدد منهم إلى القضاء على العنف بكل أشكاله.

وتؤكد حربي أن المجتمع يحتاج إلى التثقيف والتوعية بمخاطر العنف وأهمية مناصرة المرأة والوقف معها،  للحد من العنف الذي تتعرض له.

إن معالجة ظاهرة العنف ضد المرأة، تحتاج في المقام الأول إلى إعادة قراءة المنتوج الثقافي في صيرورته الماضية، حتى تمكننا هذه القراءة من بناء البرامج التوعوية التي تتناسب مع ثقافة المجتمع المتعددة الاتجاهات.

‫شاهد أيضًا‬

الدورات التدريبية في مجال الطهي إلمام بثقافات مختلفة وفرص مهنية واسعة

صوت الأمل – علياء محمد لا يقتصر فن الطهي على الطبخ المتعارف عليه لدى الأفراد، بل يحمل بين …