‫الرئيسية‬ أخبار أحلام الدبعي: من رحم المعاناة يولد الإبداع

أحلام الدبعي: من رحم المعاناة يولد الإبداع

صوت الأمل – ندى البكاري

تختلف البدايات الأولى لقصص النجاح من قصة إلى أخرى، فبعضها يأتي بمحض الصدفة، والبعض الآخر يكون معبدًا بالمعناة، ولكن بعضها يأتي مفاجئًا “احتجت لإجراء عميلة، ففوجئت بورقة فصلي موضوعة على مكتبي”… هكذا بدأت أحلام مسيرتها نحو النجاح الذي بدأ بفصلها من الشركة، لتصبح فيما بعد إحدى أبرز رائدات الأعمال اليمنيات.


أحلام كمال الدبعي- بكالوريوس إدارة أعمال، ماجستير علوم مالية ومصرفية، عملت موظفةً في شركة أجنبية، لحوالي عشر سنوات، انتهت بفصلها من العمل.
لم تجد أحلام نفسها في الأعمال التقليدية التي طرقتها عدد من النساء اليمنيَّات، فاختطت لنفسها طريقًا جديدًا في سوق العمل، والذي كان حكرًا على الرجال، لتصبح بعد ذلك مالكة لأحد معارض السيارات وإحدى مستورديها، وبدأت رحلة النضال مع “كار كير”، كأول معرض سيارات تمتلكه سيدة يمنية.
واتتها فكرة المشروع لسببين: السبب الأول شخصي، نابع من معاناتها في عملها مع شركة خاصة لم تراعِ مرضها، وكافأتها بعد أعوام من العمل بالفصل؛ فقطعت على نفسها وعدًا بأن تفتح مشروعها الخاص، والذي تستطيع إداراته بكفاءة، لأنها تمتلك الخبرة التي تؤهلها لذلك.
أما السبب الثاني، فهو قمة ذروة تميز رواد الأعمال في 2017، حيث تربعت أسماء على عرش المشاريع المختلفة، وبرز مالكوها كمؤثرين في المجتمع، فأرادات أن تقدم فكرة جديدة وغير مألوفة في سوق العمل، بامتلاكها معرضاً لبيع السيارات، بعد أن استشعرت احتياج النساء لمن يقدم لهنّ الخبرة في بيع وشراء السيارات، لا سيما وأن النساء تنقصهن الخبرة في هذا المجال، وقد تعرضت هي وغيرها للاحتيال في سوق السيارات، بدءاً من شراء السيارة وصيانتها، إلى بيعها أو استبدالها، فكانت هذه الانطلاقة نحو ترسيخ فكرة المشروع.
فتوجهت إلى وسائل التواصل الاجتماعي، لقياس مدى فاعلية أو نجاح فكرة المشروع، وخاصة أننا نعيش في مجتمع محافظ وملتزم بالعادات والتقاليد، ولكنها وجدت تأييداً للفكرة؛ مما أعطاها حافزاً للبدء بتنفيذ المشروع، وكانت البداية في مالكات مول، واستمرت لشهر ونصف، ولكن تعثرت التجربة الأولى للمشروع، واضطرت أحلام لاستئجار محل صغير، وكانت ردة الفعل إيجابية ومقبولة من جانب الرجال الذين لديهم مخاوف تجاه عدم معرفة نسائهم بعملية بيع وشراء السيارات وصيانتها، وجاء مشروعها ليبدد هذه المخاوف، حيث قدم “كار كير” خدمات ما بعد البيع، من صيانة واهتمام بالسيارات، لا سيما وأن إقبال النساء على شراء السيارات، جاء متزامنًا مع رغبة المرأة في الاعتماد على نفسها بالتنقل والعمل، فكان شراء السيارة لها ضرورة ملحة وليس للترفيه.
في البداية كانت أحلام تقدم خدمات الصيانة، وإعادة تأهيل للخدمات والمنتجات، ومن ثم أصبحت مستوردة للسيارات بصورة مباشرة، دون الحاجة لموردين، مما جعلها تحظى بثقة العملاء، بعد أن استطاعت توفير سيارات بموصفات ممتازة، وبسعر مدروس، في سوق يضج بمعارض السيارات التي يملكها تجار كبار، مما دفع الكثيرين لتشجيعها.
اليوم.. وكمرحلة ثالثة لانطلاقة المشروع، حصلت أحلام على دعم لمشروعها من منظمة اسمنبس لعشر سنوات قادمة، وهي نقلة نوعية لعملها، كما قدمت لها المنظمة دعمًا لوجستيًا أيضًا.
تأمل الدبعي أن يكون لديها فروع في المحافظات، وأن تستطيع تغطية السوق اليمنية بالسيارات ذات المواصفات العالية.


الرسالة التي توجهها أحلام للمرأة اليمنية، هي أن تؤمن بنفسها وبإمكانياتها، لا سيما وأن المرأة اليمنية استطاعت أن تخلق لنفسها مكانًا، حتى في الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، لكنها تحتاج إلى الدعم المجتمعي، الذي يجعل من هذه التجارب الفريدة للمرأة اليمنية بابًا يُشرع للكثيرات ممن يمتلكن الأفكار الخلاَّقة التي يمكن أن تصبح تجارب ناجحة في سوق العمل.

‫شاهد أيضًا‬

يقيم مركز يمن انفورميشن ندوة تحت عنوان “التمكين الاقتصادي للمرأة في إب”

صوت الأمل – سماح عملاق  أقام مركز يمن انفورميشن للبحوث والدراسات التنموية والإنتاج الإعلام…