‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة المرأة في اليمن سحر غازي: من واقع مرير إلى حياة مستقلّة

سحر غازي: من واقع مرير إلى حياة مستقلّة

صوت الأمل – منال أمين

دائماً ما كان النجاح رديفاً للمعاناة، فقبل كل قصة نجاح بدايات متعثرة، وصعوبات كثيرة، كان لا بد من التغلب عليها للقفز خطوات نحو الأمام.


سحر غازي 31 عاما من عدن، واجهت الكثير من التحديات النفسية والمادية؛ من أجل أن تنتشل نفسها وأولادها من شبح العيش في الشارع، بعد أن رفض الجميع استقبالها مع أطفالها، وتُركت وحيدة لتواجه مصيرها كمطلقة بعد زواج دام تسع سنوات.
باعت سحر ذهبها، واستدانت من أشخاص آخرين، لتفتح مشروعها الخاص، وهو محل صغير (بوتيك) بخليج مول في منطقة كريتر، وخصصته لبيع أدوات التجميل.
بصوت يملأه القهر والمرارة تستعيد سحر شريط ذكرياتها، لتحكي قصتها التي لم يمر عليها سوى بضعة أشهر، تقول: “لقد طُلقتُ منذ أكثر من ستة أشهر وعندي طفلان، ولد 8 سنوات، وبنت 6 سنوات، وقد حاولت مراراً أن أُبقي على أُسرتنا، وواجهت كل الصعوبات النفسية التي مرَّت بي، ولكن مع زيادة الضغوطات وصلت إلى مرحلة اتخاذ القرار الصعب، وكان لا بد لي أن أخلق من العدم فرصة لحياة جديدة، مع أنني لم أكن أملك الشهادات ولا حتَّى المؤهلات التي تمكنني من الحصول على فرصة عمل أفضل”.
خرجت سحر من بيت طليقها، لتجد نفسها في الشارع، دون أن يلتفت إليها أحد وكأنها اختارت مصيرها القاسي بأرادتها، ولم يكن لديها إلَّا مبلغ زهيد من مصروف نفقتها، الأمر الذي أضطرها في بادئ الأمر للاعتماد على بعض الأقارب والأصدقاء، كما استدانت من بعض صديقاتها مبلغاً من المال لتستأجر لها ولأطفالها منزلاً مكوناً من غرفة ومطبخ وحمام صغير، في منطقة شعبية بكريتر، بقيمة 40 ألف ريال. ومن هنا بدأت سحر رحلة حياتها الجديدة، حيث عادت للعمل كبائعة في أحد المحال التجارية، لتوفر مبلغ الإيجار ومتطلبات الحياة المعيشية لها ولأولادها.
وبدأت في التفكير بطريقة تمكنها من الاعتماد على نفسها، دون الاعتماد على الآخرين، وبدعم وتشجيع من صديقاتها، فكَّرَت سحر بفتح مشروعها الخاص، والذي قامت بتنفيذه خلال أربعة أشهر، عندما استدانت من صديقاتها مبلغاً من المال أضافته إلى ما تبقى لها من مال نفقتها الخاصَّة، وافتتحت مشروع “هاي فاشن” لمواد التجميل، وهو المحطَّة الأولى التي مكنَّت سحر من جني أرباح مقبولة في فترة وجيزة.
تقول سحر إنها لم تكن تخطط لأن تدير محلاً صغيراً خاصاً بها، لكن الظروف التي مرَّت بها دفعتها لتكون مستقلة، حيث أفاقت من الحلم الجميل الذي نسجته في خيالها، لتجد نفسها أمام واقع آخر لا يشبه تلك الحياة التي حلمت بها، ولكن أحيانًا يكون الاصطدام بالواقع المرير له تأثير إيجابي، فقد تغيرت حياتها180 درجة وأصبحت سحر أكثر تطلعاً للمستقبل، حيث تولدت لديها الرغبة لإكمال دراستها الثانويَّة، كما تسعى حاليًّا لتوسيع مشروعها وزيادة نشاطها التجاري، فقد أصبح الطموح- لا المعاناة- حليفها في الحياة.

‫شاهد أيضًا‬

الدورات التدريبية في مجال الطهي إلمام بثقافات مختلفة وفرص مهنية واسعة

صوت الأمل – علياء محمد لا يقتصر فن الطهي على الطبخ المتعارف عليه لدى الأفراد، بل يحمل بين …