‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة النازحين في اليمن نازحو عدن: بالرّغم من الألم يبقى الأمل

نازحو عدن: بالرّغم من الألم يبقى الأمل

صوت الأمل – علياء محمد وحنين أحمد

بعد أن تركوا الدّيار واستبدلوها بالخيام التي لا تقيهم حر الصيف أو برد الشتاء، يعاني النازحون في محافظة عدن أوضاعًا إنسانية صعبة، حيث تتوفر مجموعة من المخيمات، بعضها رسمية، مثل: مخيم “عمار بن ياسر” في “المصعبين” ومخيم “الشعب” ومخيم “فقم” في المعهد الفني، ومخيمات أخرى غير رسميَّة، تحتاج إلى عدد من الخدمات مثل مخيمات: “زهرة خليل” و”حوش عثمان” و”المعهد التقني” للحوم و”مزارع جعولة” ومخيم في بئر أحمد منطقة القلوع.

يقول رئيس الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في عدن، نجيب السعدي: “ إن موضوع النازحين في اليمن مشكلة مستمرة؛ بسبب عملية النزوح المستمرة، وهو ما يحد من الجهود المبذولة لتخفيف آثار النزوح ومواجهة متطلباتها.

 ويقول السعدي لـ “صوت الأمل”: “ كل يوم نستقبل عددًا من النازحين في عدن وبقية المحافظات، وأوضاعهم صعبة، حيث فقد الكثير منهم مصادر دخلهم؛ فهم يعيشون في مخيمات، ووضعهم أكثر سوءًا؛ بسبب أماكن السكن والحرارة وتقلبات الطقس، وكما أن الأمطار التي هطلت خلال الفترة الماضية جرفت كثيرًا من المخيمات وأدوات النازحين”.

وأضاف السعدي: “ في محافظة عدن لدينا 13500 أسرة، منهم10%، فقط جميعهم يعيشون في مخيمات وتجمعات (خيام)، في حين يستضيف  عدن 90% من النازحين، بعضهم يعيشون في بيوت مستأجرة، ولكنهم يظلون نازحين”، مشيرًا إلى أن “هناك جهودًا تُبذل، لكنها لا تفي بحاجة النازحين، وتظل هناك فجوة كبيرة يجب على الجميع التعاون لسدها”.

الكهرباء والأمطار

 يُعد غياب التيار الكهربائي على المخيمات من أكثر المشاكل التي يُعاني منها النازحون في عدن؛ كون خيمهم لا تنطبق عليها المواصفات التي تتناسب مع هذه البيئة، في فصل ساخن تصل درجة حرارته إلى ما يزيد عن 40 درجة مئوية.

يقول خالد، نازح من الحديدة إلى عدن: “ أوضاعنا أصبحت صعبة، وازدادت صعوبة بسبب انقطاع الكهرباء وارتفاع درجة الحرارة، نحتاج في اليوم الواحد إلى ثلج بقيمه ألف ومئتي ريال للحصول على ماء معتدل للشرب”.

فيما تقول أم أحمد، نازحة من محافظة الحديدة: “ نزحنا إلى عدن في عام 2018م، لكننا لم نستسلم للظروف، فعملت في تنظيف المنازل، وزوجي كان يبيع المناديل في الجولات”.

 وتتساءل أم أحمد عن دور المنظمات المحليَّة والدولية في إغاثة النازحين، وتوفير لهم ولو الحد الأدنى من مقوّمات الحياة.

وقد تسببت الأمطار التي شهدتها العديد من المُحافظات اليمنيَّة في معاناة كبيرة للنازحين، وبحسب تقرير صادر عن الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في عدن، فإن الأمطار الغزيرة والسيول المتدفقة، خلَّفت أضرارًا على المخيمات التي يقطنها النازحون من مُحافظة الحديدة، حيث تضرر 11 مخيمًا بعدما جرفت السيول الخيام.

وأعلنت الوحدة التنفيذية عن احتياج مخيمات النازحين لـ 108 خيم و533 طربالًا وأخشاب للأضرار الجزئية و1011 من المواد الإيوائية، و1024 سلة غذائية و1024 سلة صحيَّة.

“مخيم  دار سعد”

أوضاع إنسانية صعبة يعيشها النازحون في مخيمات “دار سعد” في عدن، كونهم يفتقرون إلى الخدمات الأساسية، فيفترشون الأرض ويلتحفون السماء.

 640 أُسرة نازحة في المخيم تحتاج إلى تقديم الخدمات الأساسيَّة والمساعدة؛ من أجل التخفيف من معاناتها التي خلفتها الحرب وآثار النزوح.

“صوت الأمل” زارت المخيم والتقت عددًا من النازحين، واقتربت من معاناتهم، وما آلت إليه أوضاعهم المعيشية، فلم يخفِ النازحون معاناتهم، فشكوا انعدام المواد الإيوائية والغذائية، كما أعربوا عن أسفهم؛ لعدم التفات الجهات المعنيَّة والمنظمات الإنسانيَّة لهم.

نازحو الحديدة في عدن:  الأمل بعيش كريم

تقول بشرى، نازحة من الحُديدة الى عدن: “ أحلامي كثيرة، ولكن التفكير بتوفير المتطلبات اليومية جعلنا ننسى الكثير من الأحلام”. وتُضيف: “ انقطاع الكهرباء في عدن وغلاء الأسعار زادت من مُعاناتنا، فوالدي يعمل على دراجة ناريَّة، وما يتحصل عليه من مبلغ مالي لا يكفي لتوفير مُتطلبات البيت، وتسديد أقساط شراء الدراجة التي يعمل عليها، أريد مساعدة والدي لكن لا تتوفر لدينا فرصة عمل، خاصة لمن هم مثلي من غير المتعلمين”.

 تؤكد بشرى أن لديها أملًا كبيرًا في التغلب على ظروفها والحصول على فرصة عمل تُساعدها وأُسرتها على توفير متطلبات الحياة الأساسية.

يعاني الكثير من النازحين أمراضًا عدة، لم يستطع الكثير منهم توفير قيمة العلاج أو الذهاب إلى المستشفيات، فزوجة النازح علي حيدر تُعاني من تورم في الكبد وتضخم في الطحال وحصى في المرارة، ولم تحصل على الرعاية الصحية في المستشفيات الحكومية؛ بعد اعتذار الأخيرة عن علاجها؛ لعدم قدرتها على إجراء العملية؛ نظراً لصعوبتها وحاجة المريضة إلى السفر إلى الخارج لتلقي العلاج.

يقول علي لــ”صوت الأمل”: “ ظروفي صعبة جدًّا، ولا قدرة لي على علاج زوجتي في الخارج، كما لا أستطيع توفير المواد الغذائية لأُسرتي، ولديّ خمسة أطفال، وكم من المؤلم بالنسبة لي أن أرى زوجتي تُصارع الموت وأنا أقف عاجزاً عن إنقاذها”.

ويُضيف: “ لن أشعر باليأس، ولدي أمل أن هُناك من سيقرأ عنّي، وسيمد لي يد العون، ويساعدني في علاج زوجتي وإنقاذ حياتها”.

تُدير الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين حوالي 521 مخيم وموقع نزوح، غير النازحين القاطنين في المنازل أو لدى المجتمع المُضيف – بحسب تصريح نجيب السعدي- الذي قال: “ نعمل منذ ست سنوات وفق خطة طوارئ، ولم ننتقل إلى خطة الانعاش؛ لذلك كافة الأعمال هي أعمال مُنقذة للحياة، ولا تتسم بالاستمرارية، وليست ملموسة بشكل ملحوظ”.

 وأضاف: “ إن أبرز المعوّقات التي تُعرقل سير العمل هي المعوّق المادي ومشاكل الأرض، وتهديدات الإخلاء”.

‫شاهد أيضًا‬

تراث الطهي اليمني يغزو العالم بمذاقه الفريد

صوت الأمل – هبة محمد  يُعدُّ المطبخ اليمني واحدًا من المطابخ العربية الرائعة والشهيرة…