‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة النازحين في اليمن انتصار: نازحـة للمرّة الثالثة!!

انتصار: نازحـة للمرّة الثالثة!!

صوت الأمل – ياسمين يوسف

كان بود انتصار أن تساعد زوجها في تقاسم مرارات النزوح وتكاليف المعيشة بعيدًا عن الديار.. ولذلك تعلمت الخياطة، وفي نهاية الأمر بقي العائق المادي حائلًا دون وصولها إلى هدفها … فعدم قدرتها على شراء ماكينة خياطة للبدء بالعمل جعلها تبدو مكتوفة اليدين لا تستطيع عمل شيء، دون حدوث أمر تحاشته كثيرًا، وهو العودة الى مخيمات النزوح، حيث لا تجد هي وولداها ما يقيهم حر الصيف أو برد الشتاء.

انتصار محمد، (25عامًا) نازحة من محافظة الحديدة إلى صنعاء، بعد أن  كانت تقطن في محافظة تعز والتي غادرتها إثر اشتداد الصراع في منطقة الجحملية، في منتصف عام 2017، واضطرت للرجوع إلى مسقط رأسها في الحديدة، لتلاقي  ويلات الصراع نفسها التي اشتدت في المحافظة، في منتصف 2018 ، مما اضطرها للنزوح مرة أخرى إلى العاصمة صنعاء.

انتصار وجدت نفسها في صنعاء تسكن في دكان صغير يوجد فيه حمام، لتجعل من ذاك الدكان عشًا لها ولطفليها وزوجها المالك لباص صغير، لا يكاد يحصل منه إلَّا على ثمن المواد الأساسية للبقاء على قيد الحياة، في ظل ظروف الحياة المعيشية الصعبة التي تمر بها البلاد من صراع وتدهور اقتصادي وانعدام مشتقات النفط.

لا تملك انتصار أي مصدر للدخل ولا تمتهن أي عمل تستطيع أن تساعد به زوجها لدفع إيجار الدكان الذي وصل إلى 15 ألف ريال شهريًا.

إرادة وعزيمة انتصار وحبها لزوجها وولديها دفعاها لتتعلم الخياطة؛ من أجل توفير حياة أفضل لأسرتها، ولكنها ما لبثت إلَّا أن لاقت خيبة أمل لعدم امتلاكها لماكينة خياطة، خاصة وأن المعمل الذي تعلمت فيه أغلق بعد تدهور صحة مالكة المعمل.

 تقول انتصار بحرقة يملأها الخوف: “ربما سأنزح مجددًا لأي مخيم من مخيمات النازحين، إذا لم نستطع سداد الايجار”.

انتصار العشرينية لم تعش فترة الاستقرار بعد الزواج، خاصة انها عاشت عشرينيتها في النزوح والتنقل بسبب الصراع، وبطريقة شبه محبطة قالت: “ متى باعيش براحة، ومن دون هم وقلق”.

بعد تنهيدة طويلة، خرجت من أعماق فؤادها، تواصل شرح مأساتها وتتساءل عن مصير طفلها الكبير “علي”، الذي ينتظر هذا العام أن يتم ادخاله الى المدرسة ليتلقى التعليم ككافة الأطفال إلَّا أن تكاليف المدرسة من: رسوم تسجيل، وزي مدرسي، ومستلزمات مدرسية غير مقدور عليها من الأسرة التي تصارع مصاعب الحياة وشظف العيش.

“نفسي أشوفه دكتور، أو مهندس، ويعوضني أنا وابوه، ويتعلم مش مثلنا”.. هذه اُمنيتها التي لا تنفك عن إخبار كل من تصادفه وتلاقيه وتروي له معاناتها، التي امتدت لتؤثر على مستقبل طفليها الصغيرين، من حياة كريمة وتعليم وصحة.

طفلها الصغير محمد تعرّض لوعكة صحية شديدة كانت ستؤدي إلى وفاته، لولا لطف الله، في يوليو الماضي، ولم يستطع الأب توفير العلاجات اللازمة، مما أدى إلى تدهور صحة الطفل للأسوأ وإصابته بمضاعفات، ليتدخل أحد فاعلي الخير لتفادي تفاقم وضعه الصحي ويوفر العلاج اللازم له. أمنيتها بسيطة كبساطة حديثها، لا تتعدى أبجديات الحقوق الأساسية كمأوى وتوفير ضروريات البقاء على قيد الحياة دون خوف أو قلق.

‫شاهد أيضًا‬

تراث الطهي اليمني يغزو العالم بمذاقه الفريد

صوت الأمل – هبة محمد  يُعدُّ المطبخ اليمني واحدًا من المطابخ العربية الرائعة والشهيرة…