‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة النازحين في اليمن تمكين النازحين ضرورة ملحة لتحسين أوضاعهم المعيشية

تمكين النازحين ضرورة ملحة لتحسين أوضاعهم المعيشية

صوت الأمل – شوقي العباسي

“منذ قرابة ستة أعوام من الصراع في اليمن، الذي تسبب في نزوح 4 ملايين يمني، تعمل عدد من المنظمات الأممية والدولية على مساعدة النازحين في المخيمات في أغلب المحافظات، بهدف توفير الاحتياجات الأساسية للنازحين للتخفيف من معاناتهم. وتسعى تلك المنظمات إلى تغطية الاحتياجات في العديد من القطاعات الإنسانية، بما في ذلك المساعدات الطبية والغذائية والإيوائية للنازحين، ودعم برامج التمكين الاقتصادي لتحسين الظروف المعيشة للنازحين ولأسرهم.”

المأوى والغذاء والدعم المالي

يعاني اليمن منذ ما يقارب 6 سنوات من الصراع، حيث نزح ملايين اليمنيين من ديارهم، ففي المناطق التي يمكن للمنظمة الدولية للهجرة الوصول إليها، رصدت المنظمة هذا العام ما يقارب 150 ألف شخص اضطروا إلى الفرار.

وقالت رئيسة بعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، كريستا روتنشتاينر، إن أعلى مستويات النزوح تحدث في المناطق التي يحتدم فيها الصراع، كما هو الحال في محافظات: مأرب وتعز والحديدة والضالع.

واوضحت في تصريح لــ”صوت الأمل” أن الحاجة الرئيسية للأسر النازحة تتمثل في: المأوى والسكن، يليهما الغذاء والدعم المالي، خصوصًا وأن الحياة في مخيمات النزوح صعبة، حيث وتعد حالة النزوح مقلقة للغاية في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد.

وأشارت إلى أن المنظمة الدولية للهجرة تقدم العديد من المساعدات المتمثلة بالخدمات الصحية الطارئة، والمياه النظيفة، وخدمات الصرف الصحي الآمن، ودعم المأوى والمستلزمات المنزلية الأساسية، كما تقدم مساعدات في إدارة مواقع النزوح، وغيرها من أشكال الدعم الأخرى.

وأضافت: “ في العام الماضي، تمكنَّا من الوصول بالمساعدة إلى حوالي 5.3 مليون شخص، كثيرٌ منهم من النازحين”. مشيرة الى أن “ أحد التحدّيات الرئيسية التي نواجهها هو المستوى الشديد للاحتياجات، وما زلنا لا نستطيع الوصول إلى كل محتاج في بلد يشهد أكبر أزمة إنسانية في العالم، فقد تم إنقاذ ملايين الأرواح، لكن هذا لا يكفي”.

وعبّرت رئيسة بعثة المنظمة الدولية للهجرة عن قلقها بشكل خاص بشأن الوضع في مأرب، حيث أدى الصراع الأخير إلى نزوح أكثر من 90 ألف شخص إلى محافظة مأرب أو داخلها منذ يناير الماضي، ليضيف ذلك إلى العدد الكبير من النازحين الذين يعيشون مسبقًا في المحافظة، مما يزيد من تقليص حجم سكان المجتمع المضيف، على الرغم من الضغط المتزايد على الخدمات الأساسية، مؤكدة أنه إذا استمرار القتال، فمن المرجّح أن نرى أعداد واحتياجات النازحين في مأرب تواصل الارتفاع إلى مستويات منذرة بالقلق على نحو أكثر.

مساعدات نقدية لـ 70 ألف نازح

في السياق، يقول مدير الإعلام والمناصر في مكتب منظمة اليونيسف باليمن، بسماك سوانغن، إن الدعم المقدّم من المنظمة للنازحين يشمل مجموعة من الخدمات التي تهدف إلى توفير المياه والصرف الصحي الملائمين بما في ذلك توزيع مجموعات النظافة الأساسية على مجتمعات النازحين  الذي يعتبر أولوية على الدوام.

واكد لــ”صوت الأمل” أن المنظمة تقدّم خدمات الصحة والتغذية من خلال العيادات المتنقلة في بعض المناطق، كما أنشأت اليونيسف مساحات تعلّم مؤقتة للأطفال النازحين.

وأشار إلى أن أكثر من 70 ألف نازح في عدة محافظات استفادوا من مساعدات نقدية متعددة الأغراض لمرة واحدة. علاوة على ذلك، عندما يعيش النازحون داخل مجتمعات المهمشين، فإنهم يستفيدون أيضًا من خدمات تشمل إحالة الحالات إلى مرافق الصحة والتغذية.

تمكين النساء اقتصاديا

تعمل عدد من المنظمات على دعم برامج ومشاريع دعم النساء، لا سيما النازحات والأشد فقرًا؛ من أجل تمكينهن من الحصول على أعمال إنتاجية لإعالة أسرهن في ظل ظروف البلاد الراهنة، وبما يحقق الأثر الإيجابي لإيجاد مصادر دخل تساعد في تحسين أوضاع الأسر معيشيًا واقتصاديًا.

تقول مسؤولة الاتصال والإعلام في صندوق الأمم المتحدة للسكان، فهمية الفتيح، إن الصندوق يدعم عددًا من المشاريع الهادفة إلى توفير سُبل العيش وتقديم الخدمات في مختلف القطاعات الاقتصادية للنساء والفتيات، ضمن مشروع “التمكين الاقتصادي” للمساحات الآمنة في عدد من المحافظات اليمنية.

وتضيف في تصريح لــ” صوت الأمل” أن الصندوق يدعم تلك البرامج عبر منظمات محلية، تقوم بتنفيذ البرنامج من خلال استهداف النساء والفتيات، بتدريبهن لإكسابهن المهن والاشغال اليدوية، مثل: الخياطة وصناعة البخور والعطور، ودعمهن لشراء الأدوات ومكائن الخياطة من أجل العمل على تحسين أوضاع أسرهن.

دعم القطاع الصحي

“مساعدات اغاثية لاكثر من 2 مليون ونصف نازح

تعاني مخيمات النازحين أوضاع معيشية وصحية متدنية لعدم توفير أي خدمات صحية أو متخصصين في أماكن الإيواء والنزوح، حيث صارت حياة النازحين، لاسيما النساء والأطفال، مهددة من خلال تعرّضهم للأمراض والأوبئة.

في السياق، يقوم صندوق الأمم المتحدة للسكان في اليمن بالاستجابة السريعة للنزوح، جراء الصراع في عدد من المحافظات اليمنية، وخاصة في مأرب والمحافظات المجاورة لها.

وبحسب مسؤولة الاتصال والإعلام في الصندوق، فهمية الفتيح، فإن استجابة الصندوق وصلت إلى أكثر من 1.6 مليون امرأة وفتاة، مع معلومات وخدمات الصحة الإنجابية المنقذة للحياة وخدمات الحماية، مع دعم 61 مرفقًا صحيًّا و 51 مساحة آمنة و8 مأوى و6 مراكز متخصصة للصحة النفسية في اليمن بما فيها مخيمات النازحين.

واوضحت أن الصندوق قام بتسليم المساعدات الإغاثية من خلال آليَّة الاستجابة السريعة إلى أكثر من 2.5 مليون شخص خلال الفترة يونيو 2018م حتى سبتمبر 2020م.

واكدت “ أن النزوح على نطاق واسع في اليمن أدى إلى زيادة عدد النساء اللواتي يحتجن إلى خدمات الصحة الإنجابية الطارئة، الأمر الذي جعل الصندوق يقوم بتوسيع نطاق خدمات الاستجابة حاليًا في محافظة مأرب من خلال العيادة المتنقلة للصحة الإنجابية، حيث تعمل الفرق المتنقلة على خدمة النازحين في 80 مخيمًا تم إنشاؤها في مأرب.

واضافت: “ تم توفير خدمات الصحة الإنجابية الأساسية لــ 1,634 شخصًا و إحالتهم  لخدمات أخرى في مأرب خلال الفترة من منذ 1 إلى 15 سبتمبر الماضي”.

واشارت الفتيح إلى أن أكثر من 28,386 امرأة استفادت من المساعدات التي قدمها الصندوق في مجال الصحة الإنجابية عبر العيادات المتنقلة، خلال الفترة من يناير وحتى أغسطس عام 2020، حيث تقوم العيادات أيضًا بتعزيز ورفع الوعي المجتمعي حول الوقاية من كوفيد19 خاصة بين الأمهات الحوامل والمرضعات.

وتؤكد دعم الصندوق لعدد اثنين من المرافق الصحيًّة، التي تقدم خدمات الصحة الإنجابية في مأرب، حيث تشمل تقديم المساعدة للولادات الطبيعية والولادة القيصرية.

تضيف: بسبب النقص في التمويل وتوقف الدعم عن اثنين من المرافق الصحية الأخرى في مأرب منذ مايو 2020.

الحماية للنازحين

 وفي مجال حماية النازحين في مخيمات مأرب، هناك فرق توعوية متنقله تم إرسالها من قبل صندوق الأمم المتحدة للسكان، حيث تقدم الفرق الدعم النفسي أولًا وتعمل على توزيع المستلزمات الخاصة بالنساء والفتيات مع تحديد النساء والفتيات الأكثر ضعفًا، وإحالتهن إلى الخدمات ذات الصلة.

وبحسب “الفتيح” قامت الفرق منذ بداية سبتمبر الماضي بمساعدة  31,44 فردًا، وكذا تم مساعدة 23,495 فردًا في مجال خدمات حماية المرأة من يناير إلى أغسطس 2020.

 ورغم ذلك هناك احتياجات مُلحة لتوسيع خدمات حماية المرأة داخل مخيمات النازحين في اليمن.

توفير سبل العيش

المساحات الآمنة توفر الحماية وسبل العيش للنساء والفتيات في مخيمات النازحين، وتعزز الشعور بالأمن، وتمكن النساء اجتماعيًا ومهنيًا من خلال التدريب الذي يوفر لهن سبل العيش وتحسين فرص العمل وتحسين الأوضاع الاقتصادية للنازحات.

تقول مسؤول الاتصال والإعلام بالصندوق إن “ العديد من المساحات الآمنة للنساء في مخيمات النازحين التي أنشئت بدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان تعمل على تقديم الدعم النفسي والاجتماعي والمساعدة القانونية والطبية وتوعية النساء والفتيات النازحات حول الوقاية من فيروس كورونا، وخاصة النساء الناجيات من مختلف اشكال العنف”، مشيرة إلى أن هناك مساحتين من هذه المساحات الآمنة في مأرب.

الاستجابة السريعة

وحول آليَّة الاستجابة السريعة للنزوح جراء تصاعد الصراع في مأرب والمحافظات المجاورة، قالت (الفتيح) إن الصندوق قدم مساعدة فورية إلى النازحين حديثًا إلى المحافظة من خلال تفعيل آليَّة الاستجابة السريعة في خمس مديريات إضافية في مأرب، ومنها: الرحبة، وجبل مراد والجبان والعبدية. منوهًا إلى إن شركاء آليَّة الاستجابة السريعة يستجيبون بمتوسط وقت ما بين 48 إلى 72 ساعة من بداية النزوح. لافتة إلى أن آليَّة الاستجابة السريعة (RRM) توفر مساعدة فورية لإنقاذ الحياة لحديثي الولادة الأسر النازحة، ويشمل الطعام الجاهز، ومستلزمات النظافة من اليونيسف والمستلزمات الخاصة بالنساء والفتيات التي يقدمها الصندوق.

وتعمل العديد من المنظمات الأُممية والداعمة لليمن من أجل التخفيف من معاناة النازحين من خلال تدخلات لدعم مشاريع للنازحين والمتضررين ممن فقدوا مصادر الدخل جراء من الصراع، لاسيما النساء والفتيات بهدف إيجاد مصادر مُدرة للدخل عبر مشاريع صغيرة تساعد في تحسين أوضاع تلك الأسر وتحسين الظروف المعيشية لها. نازحة تبتكر حقيبة للطبخ.. لن نستسلم للظروف القاسية

‫شاهد أيضًا‬

700 ألف نازح في صنعاء وجهود مُجتمعيَّة لإغاثتهم

صوت الأمل – رجاء مكرد  يتوزع النازحون القادمون من مختلف المحافظات اليمنية، في العديد …