‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة المعلمون في اليمن متطلبات توفير بيئة مناسبة للمعلمين

متطلبات توفير بيئة مناسبة للمعلمين

صوت الأمل – حنان حسين

     تعد المدرسة المكون الأساسي للقيام بالعملية التربوية بالشكل الملائم، ويعد المعلم هو الأساس لهذه العملية لذلك فالاهتمام بالمعلم وبالعملية التعليمية بشكل كامل مطلب أساسي لأجل تعزيز وجوده في الميدان وبالشكل المناسب.

      الاهتمام بالبيئة التعليمية في المدرسة يؤثر بشكل كبير على النتائج السلوكية لتعليم الطلاب والمساعدة في إعدادهم لممارسة دور إيجابي ريادي في بناء مستقبل البلد، ومن البديهي القول إنه لا يمكننا الحديث عن نجاح أي عملية تعليمية إلا بوجود مدرسة ومعلم يعملون في بيئة مناسبة لتأدية مهمتهم بشكل إيجابي وفاعل.

     هناك العديد من المتطلبات الأساسية لتعزيز دور المعلم وتواجده بالشكل المناسب خاصة في الظروف الاستثنائية التي تمر بها العملية التعليمية في اليمن حاليًا في ظل الصراعات والظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة.

  متطلبات اقتصادية واجتماعية

      وعن المتطلبات الأساسية لتعزيز دور المعلم في العملية التعليمية هناك العديد من الجوانب منها اجتماعية واقتصادية ونفسية، وفي هذا السياق تحدثت نجوى حسين (مديرة مدرسة) قائلة: ” هناك العديد من المتطلبات اللازمة لإيجاد بيئة مناسبة للمعلم منها المتطلبات الاجتماعية التي تتعلق بمكانة المعلم الاجتماعية ودوره  في المجتمع بشكل مرتب ويليق به، ومنها التربوية التي تتعلق بالجانب التربوي المرتبط به وتقدير مجلس الآباء والأمهات له، وتقدير إدارة المدرسة لجهوده، وكذلك تقدير المحيط الاجتماعي حوله، ومنها الاقتصادية وهي التي ترتبط  بالرواتب والحوافز لتشجيع المعلم على القيام بعمله بحب وإخلاص واكتفاء، فهذه أبرز المتطلبات لتعزيز دور المعلم”.

      نادية الحبابي (معلمة)، ترى أن من أهم الأشياء التي يجب توفرها هي المادة التعليمية الكتاب المدرسي إلى جانب الوسائل التعليمية المناسبة للمنهج من كاسيت وصور وألعاب تعليمية واستخدام أسلوب التعليم النشط الحديث.

 متطلبات نفسية

      أحمد ناصر (موجه تربوي) قال: ” من وجهة نظري من المتطلبات الأساسية توفير كل ما يحتاجه المعلم من الوسائل التعليمية وما يخدم المنهج المدرسي، وكذلك توفير البيئة المناسبة لشرح الدروس، والدعم النفسي للمعلم ورفع مكانة المعلم واحترامه وتنمية قدراته، كذلك المعلم يجب عليه التحلي بالصبر واحتواء الطلاب لأن البعض من التلاميذ يحتاجون معاملة خاصة، كطالب أبواه منفصلان أو طالب متنمر ولا يتقبل المعلم، هنا تظهر بعض الفجوات بين الطالب والمعلم ويجب على المعلم التعامل معها واحتواها بالشكل المناسب”.

      كما تحدثت بسمة نواس (معلمة) عن الضغوطات النفسية التي تتكالب على المعلمين وتحيط بهم باستمرار وتؤدي إلى تخليهم عن عملهم في نهاية المطاف، وأكدت أن المعلم بشكل خاص يعاني من العديد من الضغوطات التي ازدادت عليه مؤخرًا بنسبة كبيرة، فأصبح المعلم الآن كأنه لا يوجد مسؤول في العملية التعليمية غيره، ما يعني أن المعلم يعاني من الجهتين من ناحية الإدارة والمشرفين التربويين ومشرفي الأدوار، ومن الناحية الأخرى أولياء الأمور ومشاكل أبناءهم في الفصول الدراسية.

     وأضافت نواس: “أن هذه الضغوط هي المسبب الرئيسي لانسحاب المعلمين المؤهلين من المجال التربوي، ويتم تعويضهم بمدرسين آخرين لا يملكون مؤهلات ولا مهارات ولامسوؤلية تجاه الطلاب والمجال التعليمي التربوي بشكل عام، فالمتطلب الأساسي هنا هو استشعار المسؤولية التامة من قبل المعلم، ومن ناحية المدرسة فيجب على الإدارات فيها إلحاق المعلمين الجدد بالدورات التدريبية التأهيلية ودفع أجورهم أولا بأول لأن المعلم أساس لكل الوظائف الأخرى”.

       أما ماجدة المسني (معلمة لغة انجليزية)، فقد ركزت في حديثها على الجانب النفسي للمعلم، حيث تعتقد أن المتطلبات الأساسية للمعلم هي الدعم النفسي والاجتماعي لتعزيز دوره وإحساسه بالاكتفاء والأمان المادي في ظل هذه الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد بشكل عام وشريحة المعلمين بشكل خاص، وأيضًا توفير بيئة نفسية مريحة ومساعدته لتحقيق الأهداف التربوية اللازمة لبناء الأجيال.

 بناء جيل قوي

       وتذهب إيمان العبيدي (إدارية) في اتجاه آخر، فترى أنه لم تعد العملية التعليمية ترتكز على المعلم في التعليم الحديث فمحور العملية التعليمية ونقطة ارتكازها أصبح هو الطالب، حيث يضع المعلم على أساسه خطته التعليمية لإنجاح عملية التعليم، فإشراك الطلبة في هذه العملية إلزاميًا، وبات من الضروري تنمية مهارات الطلاب العقلية المعتمدة على التفكير المنطقي والناقد واكتشاف المعارف والمفاهيم لديهم وتصحيحها والبناء عليها.

       وأضافت العبيدي: ” لتوفير بيئة مناسبة للمعلم يجب على الجهات المختصة أن تؤهله بأساليب “التعليم الحديث” حتى يصبح المعلم مدركًا ومستوعبًا أن الجيل الجديد هو جيل حركي أكثر من كونه جيل مستمع فلم تعد الطرق الكلاسيكية والتقليدية تفيد في تعليم هذا الجيل، حيث يجب أن ترتكز العملية التعليمية على التعلم النشط بالدرجة الأولى “.

       ونوهت أنه يتوجب على المعلم أن يشرك الطلبة في عملية التخطيط للأنشطة ثم تنفيذها، ويشجعهم على تطبيق التقويم الذاتي، وبذلك يثير اهتمام الطلاب وبالتالي يؤثر إيجابًا على تحفيز دافعيتهم للتعلم، والمعلم الناجح يحفز ويشوق تلاميذه للتعلم من خلال آمالهم ودوافعهم النفسية والمادية على حد سواء، وبحسن اختياره للأنشطة والأدوات التي تعزز تعلمهم، وبذلك يكون المعلم قد أدى مهمته باقتدار وساهم في تحقيق متطلبات نجاحه أولًا، ثم نجاح العملية التعليمية بشكل عام.

        وأكدت العبيدي أن تكنولوجيا التعليم لعبت دورًا كبيرًا في تغيير طرائق التعليم من تنوع واسع للأنشطة والمصادر التي يمكن للمعلم الاستفادة منها وإفادة طلابه بها. كما يجب على المعلم أن يقوم  بتوجيه تعلم الطلاب الذاتي داخل الصف، من خلال إثارة الاهتمام و حب الاستطلاع و البحث و كيفية التعلم و التفكير الناقد لدى طلابه ليكسبهم مهارات التفكير المنطقي و مهارات اكتشاف المعارف والمفاهيم، و هو كذلك يقدم التغذية الراجعة لطلابه و يديرها بينهم ليحفزهم و يزيد من دافعيتهم نحو التعلم، وهو الموجه و المرشد لطلبته أثناء عملية تعلمهم فيراقبهم و يحدد نقاط قوتهم وضعفهم ليتمكن من تعليمهم بالشكل الأمثل، ويعتبر المعلم هو المحفز لطلابه و مثير لدافعيتهم من خلال ما يقدمه لهم من أنشطة و طرق تعليمية متنوعة كما لا يخفى الأثر التحفيزي الذي يتركه تقديم تقارير التقييم للطلاب أولًا بأول.

     من جهتها افتكار الريمي (موجهة تربوية)، فتعتقد أن تعزيز دور المعلم قبل كل شيء، فيجب احترام المعلم وتقدير ذاته، وإعطاء المعلم حقوقه على أكمل وجه، وتقدير الراتب على قدر جهد المعلم وعدم استغلال المعلم بأسوأ الطرق، كذلك يجب توفير وسائل التعليم الكافية لكي يصل المعلم إلى الغاية الأساسية على أكمل وجه.

      فيما أكدت سناء الخامري (معلمة) على ضرورة تقدير وتوقير المعلم ووضعه في مكانته المرموقة لأنه أساس بناء الأجيال وقالت: ” يجب أن نولي المعلم اهتماما خاصا يليق بمكانته المرموقة عبر احترامه وتقديره وعدم تحميله فوق طاقته”.

      وشددت الخامري على أهمية توفير الوسائل التعليمية اللازمة له وعدم تكليفه بتوفيرها بنفسه، كذلك عدم التقليل من شأنه أمام الطلاب أو أولياء الأمور أو فرض آراء أولياء الأمور وتقديمها على رأي المعلم.

      مهما مر التعليم بمنعطفات ومنزلقات خطيرة إلا أنه يظل المرشد واليد الخفية التي تصحح مسار أجيال بكاملها، كانت هذه أبرز آراء المختصين بالمجال التعليمي والتربوي عن أهم المتطلبات الأساسية لتعزيز دور المعلم في المجتمع في ظل الظروف الاستثنائية.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

98% يعتقدون أن الظروف السيئة التي يعيشها المعلمون الآن ستؤثر بشكل سلبي على السلوكيات العامة للمجتمع

صوت الأمل – يُمنى أحمد التعليم هو الطريق الأمثل لقيام مجتمع سوي يتمتع أفراده بالحرية والمس…