‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة المعلمون في اليمن دور المعلم في تغيير السلوكيات العامة

دور المعلم في تغيير السلوكيات العامة

صوت الأمل – حنان حسين

   يعتبر المعلم ركنًا أساسيًا في عملية التعليم والتربية، إذ يساهم بشكل رئيسي في تنشئة الجيل القادم الذي يتأثر بمعتقدات المعلم وقيمه، ولذلك يتحمل مسؤولية كبيرة في إحداث تغيير إيجابي في السلوكيات العامة للمجتمع اليمني.

    لتحقيق هذا الهدف، يحتاج المعلم إلى تطوير مهاراته بما يضمن قدرته على إذكاء روح المواطنة الإيجابية لدى الطلاب، وغرس القيم والمبادئ الأخلاقية لتعزيز قيم النزاهة والأمانة والمسؤولية والانضباط لدى الطلاب والتركيز على العمل الجماعي والتعاون في خدمة المجتمع.

أخلاقيات

   تتحدث نور عبدالله ( 18  عام – طالبة) وتقول: ” المعلم الجيد لديه دور كبير في تعليم الطلاب الكثير من القيم والسلوكيات والأخلاقيات  كالصدق والأمانة والمسؤولية، وكذلك  يزرع في تلاميذه أهمية العمل الجماعي، لذلك يعد المعلم هو المقوم والمصحح  الرئيسي  للكثير من السلوكيات والقيم السوية”.

    سلمى سليم  (ربة بيت – 30 عام)  تقول: ” أهم شي أحرص عليه عند تسجيل أطفالي في المدرسة هو المعلم، أبحث عن المعلم وأسأل عن أخلاقه وشخصيته، بحكم أن أطفالي صغار سيتعلمون منه الكثير، أنا مؤمنة جدا أن المعلم يغرس في الطفل اللبنات الأولى لكل شيء، سواء من ناحية أخلاقية أو معلوماتية أو علمية أو غيرها”.

   وتضيف سلمى: ” المعلم الجيد يعرف من أي مدخل يصل للطالب وكيف يوصل له المعلومة ويصحح مساره؛ لذلك دور المعلم كبير في بناء مجتمع بسلوكيات قيمة وصحيحة “.

    من ناحيته عبدالله ناجي (ولي أمر) يقول: ” يجب على المعلم أولاً أن يكون قدوة حسنة للطلاب، ويتمتع بقيم وسلوكيات إيجابية تساعد الطلاب على تكوين شخصية فذة مستقبلا. لابد أن يتحلى المعلم بالأمانة والصدق والكفاءة العلمية والتربوية، وأن يكون قدوة متميزة للطلاب عن طريق سلوكه الحسن”.

    يرى صالح الوافي (طالب ماجستير) أن من واجب المعلم أن يقوم  بالتركيز على التواصل مع الطلاب بشكل ودي وهادئ وتربوي، والعمل على تعزيز القيم الإيجابية والتعاون بين الطلاب،  بالإضافة إلى القيام بمحاضرات دورية في المدارس لمناقشة مكافحة الكراهية والعنف.

      تؤكد نادية حسين (30 عامًا) “أن معلمتها كانت قدوة لها قبل أن تنتهي من دراستها الثانوية والجامعية وتصبح اليوم معلمة تتعامل مع طلابها كما كانت تُعامل من معلمتها” وتضيف “المعلم هو القدوة للطالب، لأنه يغرس فيه على مدى 12 سنة أو أكثر، معلومات بشكل متواصل، ولا يخفى على أحد أن أخلاقيات المعلم وسلوكياته تنعكس على الطلاب سواء  أكان إيجابيا أو سلبيا”.

مهارات وسلوكيات

    يرى البعض أن دور المدرس في تحسين السلوك العام ينحصر في الصفوف المدرسية، بينما يرى آخرون أن هذا خطأ، إذ يتأثر الطلاب بسلوك مجتمعهم بشكل عام، لذلك يجب على المعلم أن يتعامل وفقا للمنهج الشامل لتعزيز القوة النفسية والأخلاقية والتعاون بين الطلاب فيما بينهم والوقوف ضد الإساءة.

    تنوه نجوى حسين (مدرسة – 34 عام): ” يجب على المعلم العمل على تطوير مهارات الاتصال والتواصل لدي الطلاب، وتعزيز التفاعل الاجتماعي بين الطلاب والتواصل معهم من خلال مناقشات الصف وتنظيم الأنشطة الاجتماعية والرياضية”.

     بينما يرى عبدالله اليوسفي ( 22 عام – ناشط حقوقي) عندما يتحدث المعلم  مع الطلاب بلباقة واهتمام ويوجه مجهودهم الذاتي من خلال بعض الأساليب الإيجابية مثل: تفعيل دور الطالب وتنمية مهاراته من خلال الأنشطة الفعالة والتفاعلية وكذلك الاهتمام بشئون الطالب ونواحي حياته وإلقاء كلمات ومحاضرات توعوية لتغيير السلوكيات الخاطئة وتنمية المفاهيم الصحيحة، بما في ذلك الحفاظ على الصحة العامة والنظافة والذوق العام وغيرها، فهنا يمكنه تعديل الكثير من السلوكيات على المدى البعيد .

   وتضيف حنان عبدالله (23 عام): ” يمكن للمعلم العمل مع الطالب على تطوير مهارات الاتصال الصحيحة ومناقشة الفروق الثقافية وتعلم الطرق الإيجابية للتعايش والتفاهم المتبادل، لذلك عليهم التركيز على تأكيد وعي الطالب بحقوق الآخرين والتعبير عن الرأي بطريقة هادئة ومحترمة”.

تعامل المعلمين مع الطلاب

     لمناقشة كيفية تعامل المعلم مع خطابات الكراهية أو العنف بأنواعه اللفظي والجسدي و النفسي، وكيف يمكنه مواجهتها، قالت الأخصائية الاجتماعية سمية المرشدي: “إن مسألة بث خطاب الكراهية والعنف اللفظي والجسدي والنفسي تعد من المشكلات الرئيسية التي تواجه المعلمين في جميع أنحاء العالم، لذلك يجب على المعلم التركيز على التوعية حول هذه المشكلة وتبني أساليب تعليمية وتربوية لتعزيز التعايش الإيجابي والتعاون بين الطلاب.

    وتشرح بالقول: “أول تلك الأساليب التي ينبغي على المعلم التركيز عليها هي التعامل مع الطالب الذي يبث خطاب الكراهية والعنف اللفظي والجسدي والنفسي، حيث يجب على المعلم أولًا التواصل معه بشكل ودي وهادئ، والتحدث معه عن تأثير انتشار الكراهية والعنف بالمدارس والمجتمعات وإيجابية التعاون والتعايش السلمي”

    بينما يرى يحيى حسين (معلم – 29 عام) أنه يمكن للمعلم العمل مع الطالب على تطوير مهارات الاتصال الصحيحة ومناقشة الفروق الثقافية والتعامل بكل الطرق الإيجابية لتعزيز التعايش والتفاهم المتبادل مع غيره من الطلاب، كما عليه التركيز على توعية الطالب بحقوق الآخرين والتعبير عن الرأي بطريقة هادئة ومحترمة.

   وفيما يتعلق بتوعية الطلاب علقت ليلى عبدالله (طالبة جامعية): ” يمكن القيام بمحاضرات دورية في المدارس لمناقشة أهمية مكافحة الكراهية والعنف وأيضا طرح القواعد والسلوكيات التي تمكن المعلمين والمشرفين من العمل مع الطلاب لتعزيز قيم التعايش والتفاهم والتعاطف والاحترام بينهم”.

   ختاما يمكن القول إن دور المعلم في تغيير السلوكيات العامة في المجتمع اليمني ركيزة أساسية يجب البناء عليها لإحداث تغيير إيجابي يصب في مسيرة التنمية المستدامة، حيث يتمتع المعلم بقوة النفوذ في تكوين شخصيات الطلاب وتأثيرهم في المجتمع، لذا يجب تأهيل المعلم ليؤدي دوره بكفاءة واقتدار واهتمام كبير لحماية الأجيال القادمة في اليمن.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

98% يعتقدون أن الظروف السيئة التي يعيشها المعلمون الآن ستؤثر بشكل سلبي على السلوكيات العامة للمجتمع

صوت الأمل – يُمنى أحمد التعليم هو الطريق الأمثل لقيام مجتمع سوي يتمتع أفراده بالحرية والمس…