‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة القطاع المصرفي في اليمن تعزيز مشاركة المرأة في القطاع المصرفي سيساهم في إنعاش الاقتصاد

تعزيز مشاركة المرأة في القطاع المصرفي سيساهم في إنعاش الاقتصاد

صوت الأمل – فاطمة رشاد

لعبت المرأة منذ الأزل دورًا مهمًا في شتى مناحي الحياة، وطرقت مجالات شراكة بينها وبين أخيها الرجل ومن ضمن المجالات التي أصبحت شريكة له فيها هو مجال التجارة؛ لهذا فإنَّ هناك من يقف بجانبها ويساعدها.

 ومن ضمن قوائم الجهات التي تساندها في عملها مصارف اليمن التي تحاول أن تدعم المرأة ومشاريعها التجارية، وبعض البنوك مثل: بنك سبأ الإسلامي الذي  يعد السند الأول لمسيرة سيدات الأعمال في اليمن، إلى جانب عدة بنوك تهتم بتذليل الصعوبات أمام سيدات الأعمال في اليمن لممارسة نشاطهن بكل أريحية دون أي عقبات.

  وكان بنك الأمل إلى جانب بنك الكريمي يسعيان إلى استقطاب الكثير من صاحبات المشاريع الصغيرة إلى أخذ قروض حسنة؛ لكي تساعد في عملية توسعة المشاريع النسوية التي تحتاج إلى الدعم والوقوف بجانب المرأة التي قررت اقتحام سوق التجارة وأنشطتها.

تجربة

 تروي نسرين قاسم (سيدة الأعمال)، تجربتها مع بنك سبأ الإسلامي والتي  تحاول أن تجد لها فرصة وتستفيد من التسهيلات التي يقدمها البنك لسيدات الأعمال: “قبل فترة لم أكن أعرف أنَّ هناك تسهيلات تقدم من البنك الإسلامي لسيدات الأعمال في اليمن، لكني من خلال مشاركاتي بالعديد من الدورات والبرامج الاقتصادية في إدارة الأعمال والتجارة وجدت أنَّ هناك بنوكاً تقوم بالمساعدة والوقوف بصف المرأة من خلال تلبية احتياجاتها من السيولة المالية التي تدعمها في مواصلة أعمالها، وكان للبنك الإسلامي الأثر الواضح في تحسين أعمالي التجارية، خاصة أنني أعمل في مجال الاستيراد وهذا يجعلني دائمًا بحاجة إلى سيولة مالية طوال الوقت”.

 مجلس سيدات الأعمال والمصارف

توضح فوزية ناشر (رئيسة مجلس سيدات الأعمال) لـ”صوت الأمل” أنَّ تجربة المصارف الإسلامية تجربة فريدة من نوعها، وتعد ناجحة للمصارف الإسلامية الموجودة في اليمن، لا سيما أنَّ الأسواق اليمنية ما زالت تستوعب العديد من المصارف الإسلامية في الوقت نفسه وهناك تسهيلات تمنح لسيدات الأعمال من قبل تلك المصارف التي تتعامل معظمهن معهن في تذليل الصعاب أمام ما يحتجن إليه لتسهيل نشاطهن التجاري.

واستعرضت ناشر أهمية وجود بنوك إسلامية في اليمن لممارسة أنشطتها بالشكل الصحيح بعيدًا عن التجارة الربوية (الربا) التي لا تأتي إلا بالبلاء-حسب وصفها-؛ ولأنَّ أغلب النساء اللاتي يخضن في الجانب التجاري، يحبذ الأغلبية منهن المتاجرة بالطرق السليمة وفق الشريعة الإسلامية؛ لهذا تجدهن يبحثن عن هذه البنوك التي تقلل من التعاملات الربوية.

من جانبها تذكر أماني سعيد (موظفة في البنك الدولي) أنَّ أغلبية المصارف تساعد بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وكلاً بحسب توجهاته، حيث تقوم سيدات الأعمال بمزاولة مشاريعهن بدون تمييز قائم على النوع الاجتماعي، إذ لا يوجد فرق في كون صاحب المشروع رجلاً أم امرأة.

وتواصل سعيد حديثها أنَّ بعض المصارف تساعد بتمويل المشاريع وتسهيل إعطاء القروض والبعض الآخر بخدماته الموجودة مثل خدمات الشراء أونلاين، وخدمات التحويلات سواءً الداخلية أو الخارجية وفي الفترة الأخيرة خدمات الدفع الإلكترونية التي تساعد في سهولة الدفع والتحويل واستلام الأموال.

 بنك اليمن والكويت

إحدى العاملات  في بنك اليمن والكويت –فضّلت عدم ذكر اسمها- تذكر أنَّ هناك قطاعاً خاصاً  في البنك لمؤسسات التمويل الأصغر لسيدات الأعمال اليمنيات، يعمل على تقديم الدعم المناسب لمؤسسات التمويل الصغير للمشاريع التي تديرها النساء، وخاصة للتي تحتاج دعمًا من كل النواحي، والمشاريع التي تعثرت  بسبب الصراع الدائر في اليمن. مواصلة حديثها أنَّ البنك يحاول أن يجد بيئة جيدة في دعم المرأة وتمكينها لدخول سوق العمل من خلال تقديم امتيازات خاصة لها.

 لينا الإرياني (مديرة الامتثال  في بنك اليمن)  تقول لـ “صوت الأمل”: “تلعب البنوك دورًا جوهريًا فيما يتعلق بدمج المرأة في القطاع المالي الرسمي، فقد تزايد عالميًا عند البنوك التي تعد “المرأة” فئة مستقلة وتأخذها في عين الحسبان عند صياغة استراتيجياتها وأهدافها، وتشير البيانات إلى تبني ما يقرب من 90 % من البنوك العالمية لاستراتيجيات وخدمات تمت صياغتها خصيصًا لاحتياجات السيدات.

وتضرب الإرياني مثالًا على تجارب الدول الأخرى قائلة: “يعد (بلك وستباك الأسترالي) من أول البنوك على مستوى العالم التي قامت بتكوين فريق عمل ووحدة متخصصة للمرأة، ويخدم البنك وفقًا لبيانات عام 2018م أربعة ملايين سيدة من العميلات بإقراض قيمته 47 مليار دولار أمريكي؛ لتصل مدخرات البنك 410 مليار دولار (التحالف المصرفي العالمي للمرأة، 2018م)”.

مردفة: “انعكست استراتيجية البنك على تكوين القوة العاملة داخل البنك؛ حيث تمثل المرأة نسبة 60% من إجمالي العاملين، كما ازداد عدد السيدات في المناصب القيادية من 42% في عام 2013 إلى 52% في نهاية عام 2017م (التحالف المصرفي العالمي للمرأة، 2018)”.

وتضيف لينا الإرياني: “تعد تجربة هذا البنك من أفضل الممارسات العالمية الداعمة للمرأة وفقًا للبنك الدولي، كما حصل البنك على المركز الأول في السيدات بجائزة أفضل 100 مؤسسة مستدامة على مستوى العالم في المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس في عام 2014م، علاوة على ذلك، تفتح الخدمات المالية التكنولوجية المجال لتقديم حزمة من الخدمات المتنوعة من خلال قنوات وآليات مرنة ومبتكرة تخدم بشكل فعّال الفئات المستبعدة مالياً أو الفنات المنتجة والتي لا تتعامل مع مختلف المنتجات والخدمات التي يقدمها البنك Underserved Clients”.

وبحسب حديث لينا، فالتوسع في نشر هذا النوع من الخدمات من شأنه أن يساهم بفاعلية في طرح المزيد من الحلول التي تفي بالاحتياجات المالية للسيدات، وبإيضاح موسع تقول الإرياني: “لقد قامت عدة منظمات دولية، ومن أهمها مؤسسة التمويل الدولية، بتحليل عدة عوامل تشير إلى ربحية قطاع السيدات بالنسبة للبنوك”.

وقد ذكرت الإرياني أهم هذه العوامل التي تتمثل في:

زيادة الحصة السوقية للبنك من خلال استهداف المرأة والمشروعات المملوكة لها. أيضًا الولاء: إذ تتميز المرأة بالولاء للبنك الذي تتعامل معه إذا كانت راضية عن الخدمة المقدمة، وتفضل بناء علاقة طويلة الأمد مع البنك. زيادة معدلات الادخار لدى النساء: فالسيدات تدخر أكثر من الرجال وودائعهم بالبنك تزداد بمعدل أسرع. نسبة أقل من المخاطر: تنخفض نسبة عدم السداد والقروض المتعثرة عندما يستهدف البنك المزيد من النساء؛ نظراً لأنَّ السيدات أكثر وعياً بمخاطر الإقراض وأكثر حرصاً على الالتزام بمواعيد السداد. تأثير المرأة القوي على أفراد الأسرة: قد تشجع المرأة أفراد أسرتها على فتح حسابات بالبنك والتعامل مع خدماته.

ولخصت الإرياني أهم العراقيل التي تواجه سيدات الأعمال قائلة: “الخوف من زيادة نسبة المخاطر الناتجة عن تمويل السيدات، غير أنَّ دراسات تشير إلى عوامل الربحية لقطاع السيدات بالنسبة للبنوك، وهناك  دراسات عملت على  تحليل بعض التجارب العملية الفعلية لبعض البنوك التجارية الداعمة لسوق المرأة، وتستعرض تلك الدراسات تجارب بنوك تجارية في بعض الاقتصادات النامية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في فلسطين والأردن ولبنان وكذلك اليمن”.

إلى جانب ذلك توضح الإرياني أنَّ تعزيز مشاركة المرأة في سوق العمل وملكية الأعمال يمكن أن يضيف المليارات إلى الاقتصاد العالمي، وتتضح أهمية الشمول المالي للمرأة على مستوى الاقتصاد الكلي والجزئي، هذا بالإضافة إلى الأثر الاجتماعي على حياة السيدات المستهدفات بالخدمات والمبادرات.

مردفة أنَّه على الرغم من التقدم الملحوظ فيما يتعلق بمستوى الشمول المالي بشكل عام، فإنَّ الفجوة بين الجنسين في امتلاك الحسابات المصرفية لا زالت موجودة على مستوى العالم وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمعدل أكبر وفي اليمن تجد سيدة الأعمال عقبات، لكن هناك محاولات لتذليلها؛ لكي يتم  تعزيز الشمول المالي للمرأة، عن طريق وجود نظام مالي ومصرفي وبيئة تنظيمية وتشريعية تقر سياسات داعمة للمرأة والفئات المهمشة؛ وذلك لمعالجة أوجه القصور والعقبات التي تواجه المرأة على جانبي العرض والطلب.

وتواصل لينا الإرياني حديثها قائلة: “إنَّ الثقافة العامة داعمة للمرأة كونها عميلة وموظفة وقائدة في المناصب الإدارية المختلفة، فتقوم تلك البنوك باستهداف زيادة عدد المتعاملين من السيدات بالتوازي مع زيادة عدد السيدات العاملات، وتعزيز قدراتهن؛ لزيادة فرص تدرجهن في المناصب الإدارية والقيادية، ففريق العمل الذي يراعي في تكوينه الاختلاف النوعي يقدم تجارباً ورؤى مختلفة ومبتكرة لخدمة العملاء وبالتالي يضيف قيمة حقيقية إلى العمل”.

وأوضحت لينا أنَّ وجود فرصة قوية لدى البنوك لاستهداف المرأة؛ حيث تتمتع المرأة بقدرات ادخارية عالية ووعي أكبر بالمخاطر والتزام بسداد المديونيات، علاوة على ارتفاع درجة ولاء السيدات للبنك. فوفقاً للدراسات التي أجرتها العديد من المؤسسات الدولية، ونتائج التجارب العملية التي تناولها البحث بالدراسة يساهم استهداف المرأة في زيادة الحصة السوقية للبنوك، ويزيد من قدرتها على الإبداع والابتكار يعزز من مكانتها.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

المرأة اليمنية والطهي.. قَدَرٌ منذ الولادة أم مجرد مهارة؟

صوت الأمل – حنين الوحش في مجتمع غلب عليه طابع الحكم على أساس الموروثات والعادات والتقاليد …