استطلاع.. كيف ينظر المجتمع اليمني لظاهرة التسول؟
صوت الأمل – أمل المحمدي
يعد التسول إحدى أخطر العادات الاجتماعية في اليمن، فقد أصبح يومًا بعد يوم يتسلل ويغزو الفئات المختلفة من الناس في المجتمع، ويتوارث من جيل لآخر في بعض الأسر؛ الأمر الذي يستدعي إعادة النظر إلى هذه الظاهرة التي عكست الصورة السلبية لفئات التسول.
يضم التسول الفئات العمرية المختلفة من الطفولة إلى الشيخوخة ومنهم فئة النساء التي سيطرت بشكل كبير على هذه الظاهرة، ويزداد عدد المتسولين فوق المتوقع يومًا بعد يوم، تمتلئ أزقة الشوارع بالمتسولين الباحثين عن المال والأغراض المنزلية؛ لتوفير حاجتهم من جهة، ومن جهة أخرى يتسول البعض بغرض المهنة والعادة المتوارث عليها من العائلة بعيدًا عن الحاجة.
مرض خبيث
حول ظاهرة التسول ترى (أحلام غلاب -24عامًاـ طالبة جامعية في قسم الإنجليزي) “أنه يعد مرضًا خبيثًا، مثله كمثل أي مرض يضر بصحة الإنسان ويؤدي إلى العدوى، فمن الواجب التوعية بأخطار هذه العادة السيئة والنظر لها بحلول تحد من انتشارها” مؤكدة: “أصبحنا نلاحظ أنَّ عدد المتسولين يزداد يومًا بعد يوم وهذا يؤثر على التكافل الاجتماعي، وقد يصبح عادة لا يبالى بمن يتجه إليها، وهذا ما يجعلها تنتشر في أرجاء المجتمع”.
أما بالنسبة لـ (خديجة محمد الشرعبي -39عامًاـ ممرضة ونازحة من مدينة تعز) “التسول داء خطير يعبث بالمجتمع اليمني ومتزايد في هذه الفترة (أطفال ونساء ورجال) وللأسف كبار في السن يتقنون هذا الداء في الشوارع والبيوت والمحلات؛ بغرض الحاجة، ويعكسون صورة سلبية عن المواطن اليمني، ومن المفترض مكافحة هذه العادة بالتوعية حول أخطار التسول مستقبلًا خاصة _توعية الأطفال_”.
من جانبه (أحمد عبيد -43عامًا- موظف حكومي) “يوضح أنَّ التسول من العادات السلبية التي تنتشر في مدينة الحديدة على وجه الخصوص وعلى مستوى اليمن بشكل عام، وأنَّه خلال ترحاله من محافظة إلى أخرى صادف فئات مختلفة من المتسولين، وأدهشه أنَّ فئة الأطفال تتقن عادات التسول، وهذه هي الكارثة العظمى؛ لأنَّ الأطفال هم فئة المستقبل وقوة الوطن والتنشئة الصحيحة تلعب دورًا في أن يكونوا عماد الوطن، ويمكن الاتكاء عليهم، لكن أن تنتشر هذه الظاهرة بينهم وينتشر السلوك الخاطئ فهذا لا يبشر بجيل قوي ويعتمد عليه”.
التسول مهنة
(سارة محمد -19 عامًا– طالبة ثانوية عامة) تُشير إلى “أن التسول أصبح مهنة وفي بعض الأحيان يكون حرفة، بعض المتسولين يقنعك بحاجته الماسة وهو في الأصل ميسور الحال ويذهب للتسول؛ لتضييع وقت وكسب المال بغير الجهد ومن المفترض قمع هذه الفئة وإيقافهم عند حدهم”.
وفي رأي للمواطنة (عُلا المحويتي -47عاماًـ ربة منزل) “يتفاخر المتسولون بعملهم وكأنَّهم يشغلون أحد الوظائف الحكومية المهمة، يتركون منازلهم من الصباح وحتى المساء بالتجول في الشوارع، الطفل في شارع وأمه في الشارع الآخر، ووالده في أحد الجولات، ضاع التكافل الأسري وتماسك الأسرة، وفقد الطفل حق التربية والتعليم المقرر له، _ليس هذا فحسب_ بل تتوارث العادة غير السوية بين أفراد المجتمع وتنتقل بشكل سريع بحكم أنَّها المهنة التي لا وقت ولا مجهود فيها سوى التملق والاحتيال”.
التسول احتيال
(بلقيس عبدالله -30عاماً- طالبة جامعية) تقول: “لا تتسول الفئات المحتاجة فقط !، بل أصبح أصحاب كبار المناصب يتسولون، ولكن بطريقة مبطنة بالاحتيال على حقوق الآخرين ونزعها منهم، مثلهم مثل أي متسول يدور من شارع لآخر، ومن منطقة لمنطقة أخرى لأنه يأخذ شيئاً ليس من حقه، تلزمنا التوعية بخطورة التسول للحد من انتشاره، أصبحت اليمن من البلدان التي تتراجع للوراء، نحتاج لتعديل السلوك وتسوية المجتمعات من الظواهر التي تدمره”.
(محمد ناجي -49عامًاـ موظف في شركة النفط- مواطن) يذكر “بأنَّه كثرت الحوادث بسبب كثرة المتسولين، ونُهبت البيوت والمحلات، وحدثت أمور لا يتوقعها أحد بسبب المتسولين، أين الدولة من هؤلاء؟ ولماذا لا توقفهم عن الاستمرار في مواصلة هذه العادة السيئة؟”.
عادة متوارثة
ويبدو أنَّ التسول برأي (الحاج عبد الله علي المتعدي -60عاماًـ متقاعد) “أصبح عادة متوارثة في بعض الأسر، لأنَّنا نرى الأغلبية من المتسولين على علاقة أسرية مع بعضهم البعض، ويجب أن يوضع حد لهذه الفئات؛ لأنَّ الكثير منهم لا يتسول فقط، بل في بعض الأحيان يكونون سَرَقة، فالكثير من البيوت يدخلونها بغرض طلب الحاجة، وفي الأصل هم يبحثون عن أغراض للسرقة _خاصة النساء والأطفال_ وحصلت لي هذه المشكلة عندما طرقت بابي متسولة فأكرمتها وأدخلتها وما إن غادرت حتى اكتشف أنَّ جوالي مسروق معها”.
وتُشير (المعلمة أمل عبدالله -29 عامًا- موظفة في القطاع الخاص) إلى “أن التسول أصبح شيئًا عاديًا في هذه الفترة، ويزداد عدد المتسولين في هذه الآونة؛ بسبب عدم ردع هذه الفئات وتعديل سلوكهم غير السوي”، مستطردة: “كنا سابقًا نرى القليل منهم وفي هذه الفترة وخاصة _في محافظة الحديدة_ تكتظ شوارع الحديدة بعدد كبير من المتسولين، يسببون الإحراج والازدحام خاصة _في الجولات_ يوقفون سرباً من السيارات؛ لغرض الحصول على نقود”.
يعقب (الشاب يحيى الزبيدي-33عامًاـ عمل حر- مواطن) “بأنَّ الحديدة مدينة السلام، وأرض الطيبين، ولا يليق بها أن تنتشر فيها أي ظاهرة سيئة مثل: ظاهرة التسول، يجب أن نحافظ عليها ليحل الأمن فيها، يكفي ما خلفه الصراع من خسائر” وأردف “التسول تسلل إلى الحديدة وعبث بأفرادها من جميع الفئات، ولكن لا بد أن نولي الاهتمام للحد من هذه الظاهرة المجتمعية المنتشرة في هذه الآونة، ويجب أن ننشر الوعي أفراداً ومؤسسات وكل من له الحق في تعديل المجتمع وتوعيته بمخاطر التسول على الفرد والمجتمع والدولة بأكملها”.
استطلاع.. %44الأطفال أكثر الفئات تسولاً في اليمن
صوت الأمل – رجاء مكرد كشفت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفورميشن سنتر، بداية شهر أبري…