‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة التسول في اليمن التسول ضمن مسببات تسرب الأطفال من المدارس

التسول ضمن مسببات تسرب الأطفال من المدارس

صوت الأمل – حنين الوحش

في حين تبنى الآمال على الأطفال؛ لكونهم القوة الكامنة والمستقبل المشرق للمجتمعات التي تنهض عن طريق التعليم اجتاحت ظاهرة التسول التي تعد آفة من الآفات الاجتماعية، فإن فئة من الأطفال المستضعفين والمغلوب على أمرهم، وجعلتهم يتسربون من المدارس ويعطون الأولوية للتسول؛ بوصفه وسيلة لطلب الرزق وإشباع الحاجة لهم ولأسرهم”.

دراسات وأبحاث
قدرت دراسة بعنوان (ظاهرة التسول وأثرها الاجتماعي والتربوي في اليمن) أعدها الأستاذان نورية علي ومحمد أحمد الزعبي في العام 2013، شملت ثمان محافظات يمنية، العدد الكلي للأطفال المتسولين كان حوالي 30 ألف طفل وطفلة دون سن الـ18، ولا يشمل هذا العدد كبار السن من الذكور والإناث الذين خرجوا للتسول تحت وطأة الظروف المعيشية الصعبة والفقر المدقع.
وأفادت الدراسة “أنَّ ظاهرة التسول واضحة في المدن اليمنية الكبرى أكثر من غيرها ففـــي العاصمة صنعاء عشرات الآلاف من المتسولين، كما أنَّهم يتواجدون بكثرة في مدن محافظات (تعز وعدن والحديدة)».
ولفتت الدراسة “إلى غياب إحصاءات دقيقة بخصوص تحديد حجم ظاهرة التسول، لكنَّ هناك دراسات تناولت الظاهرة أو أطفال الشوارع عن طريق العينات العشوائية في بعض المحافظات –خاصة- في كلّ من العاصمة صنعاء وعدن.”
وأشارت تقديرات المجلس الأعلى للأمومة والطفولة في صنعاء ومنظمة اليونيسيف “إلى أنَّ عدد المتسولين من الأطفال يصل إلى سبعة آلاف طفل وطفلة في العاصمة وحدها، كما قدّر في نهاية عام 2000م عدد الأطفال المتسولين بحوالي 4960 وأنَّ حوالي 51% منهم قدموا من الريف».

الطلاب المتسربين أسباب وحلول
(أحمد عبد القادر -مدير إدارة التعليم العام- عدن) يقول: “إنَّ تسرب الطلاب له ثلاث أسباب: السبب الأول من الطالب نفسه؛ فعندما يكون الطالب مستواه متدنٍ يحاول الخروج من المدرسة، السبب الثاني من الأسرة بحيث تخرج أبناءها إلى سوق العمل؛ لإعالة الأسرة والسبب الثالث من المدرسة التي لها دور كبير في تسرب الطلاب من خلال ضعف الإشراف الاجتماعي من المدرسة نفسها مما يؤدي إلى ممارسات سيئة مثل العقاب البدني أو المعنوي وغيره”.
مضيفًا “أنَّ ضعف وتردي الوضع الاقتصادي؛ جعل فئة معينة من الطلاب تخرج من المدارس لممارسة التسول، ولوحظ أنَّ أكثرهم من النازحين غير القادرين على توفير أبسط متطلبات العيش، فيضطر الأبناء إلى الذهاب للعمل؛ لمساعدة وإعالة أسرهم”.
ومؤكدًا “أنَّ الوزارة قد أعدت خطة للمتسربين من خلال وضع إدارة للتعليم التعويضي، وقبول المتسربين في المدارس المسائية أو من خلال الجمعيات التي تتبنى المتسربين”.

لقمة العيش أولى من التعليم
 وفي حديث مع أطفال وشباب يقضون أوقاتهم في الشارع بدلًا من المدارس كان لـ(ألفت محمد -15عامًا-  محافظة عدن) رأي خاص بها حيث ذكرت “أنَّها لا تستطيع الذهاب إلى المدرسة وتفضل قضاء وقت قد تكسب فيه المال في الشارع _خصوصًا_ أنَّ المستلزمات الدراسية والمواصلات كلها مصاريف لا تستطيع هي وعائلتها توفيرها”.
وأضافت ألفت محمد “لدي ثمانية إخوة، وقت المدرسة يكون في الوقت الذي من الممكن أن نجمع فيه المال ونغطي احتياجاتنا ونبحث عن الطعام، ما الذي سيفيدني فيه التعليم والخريجون يبحثون عن عمل، فحتى نستطيع العيش أنا وعائلتي؛ لا بد من جمع المال وأصحاب الخير كثر”.
أما (محروس عمر -20- تعز) فيقول: “أنا طالب في إحدى المدارس الحكومية في مدينة تعز، اضطررت لترك التعليم وعملت حمالاً وأعمالاً أخرى؛ لأستطيع أن أوفر مصاريف العلاج لأبي العاطل عن العمل، والذي يعاني من عدة أمراض منها الفشل الكلوي، والضغط وأمراض مصاحبة للجهاز الهضمي”.
مضيفًا “أنَّ التعليم شيء مهم لابد من إكماله؛ ليستطيع أن يعمل في أعمال أخرى تساعده على كسب وظيفة دائمة، ولكن الوضع الحالي والفقر وقلة الحيلة هي ما أجبرته على أن يترك التعليم ويجمع المال؛ ليستطيع معالجة أبيه وتوفير الغذاء لأفراد أسرته الـخمسة والذي يعد محروس هو أكبرهم”.

آراء عامة
(عبد الغني الهياجم -مسؤول المتابعة والتقييم في منظمة شباب التجديد للتنمية والسلام) يرى “أنَّ هناك أسباباً لتسرب الأطفال من التعليم لممارسة التسول، ومن الأسباب الرئيسة(الفقر) حيث يقدر الأشخاص المحتاجون بنحو 20.7 مليون و12.1 مليون هم الأشخاص المحتاجون بشدة وأربعة ملايين هم الأشخاص النازحون”.
73% من أكثر من أربعة ملايين نازح في اليمن هم من النساء والأطفال مع خيارات المأوى المحدودة و30% من الأسر النازحة تعولها نساء مقارنة بـ 9% فقط قبل تصعيد الصراع في عام 2015م وهذا يدل أنَّ 48% من النساء أميات.
مؤكدًا أنَّ هذه الأرقام كفيلة بتسرب الأطفال من التعليم ودفعهم للتسول. هذا وقد ذكرت اليونيسف في أغسطس 2021م أنَّ مليوني طفل انقطعوا عن الدراسة، وأنَّ واحدة من كل ست مدارس لم يعد من الممكن استخدامها بسبب أضرار الصراع”.
مضيفًا أنَّ حوالي 23,7 مليون شخص يحتاج لمساعدة إنسانية، بمن فيهم حوالي 13 مليون طفل. هذه كلها أسباب جعلت الأطفال والشباب يتجهون للتسول عوضًا عن التعليم بالإضافة إلى الفقر وضعف دخل الأسرة وعدم قدرة الأسرة على توفير الحاجات المدرسية للطفل من قرطاسية ولباس وتأمين مواصلات؛ ويعد هذا سببًا غير كافٍ.
يتسرب الأطفال من التعليم بحجة المساعدة في تأمين احتياجات الأسرة وعدم اهتمام الأسرة بالتعليم وغياب المشاركة المجتمعية التي تعد رابطًا مهمًا بين الأسرة والمدرسة وكما أنَّ نظام التعليم -الضعيف أساساً- قد تضرر كثيرًا؛ جراء النزاع وأيضاً ترى بعض الأسر أنَّه لا جدوى من التعليم؛ بسبب مخرجات التعليم الضعيفة وقلة المنظمات التي تعمل في جانب التعليم؛ بسبب صعوبة المجال .
وفي إطار المعالجات للحد من هذه الظاهرة يؤكد الهياجم “على ضرورة تجريم ظاهرة دفع الأطفال إلى التسول، وعلى ضرورة العمل على رفع وعي الأسر بخطورة هذه الظاهرة، وتمكين الأسر الضعيفة اقتصاديًا أو حتى بمهارات تساعدها على تحسين سبل العيش».
وفي ذات السياق يقول (علي الحماطي -معلم في إحدى المدارس الحكومية- محافظة صنعاء) “إنَّ الأطفال المتسولين يواجهون صعوبة في تنظيم وقتهم بين الذهاب للمدرسة والدراسة وممارسة التسول، فيرون أنَّ حاجتهم للمال أكبر من حاجتهم للتعليم –خصوصًا- مع تردي الأوضاع والظروف المعيشية الأمر الذي جعل من أولوياتهم جمع المال وقلل من دافعيتهم للدراسة وللذهاب للمدرسة، فيهربون منها أو يتركون المدرسة بشكل نهائي؛ للتفرغ لممارسة التسول”.
أما الشاب (محمد العمري) فهو يرى “أن من أسباب تسرب الأطفال من التعليم لممارسة التسول: الفقر، غياب الوعي، البطالة، ضعف التعليم ووسائله، ضعف الرقابة الأبوية”
وعن المعالجات يؤكد العمري “أنَّ من المهم وجود ضوابط للحد من هذه الظاهرة بتطبيق قوانين وتنفيذ عقوبات صارمة، كذلك تكثيف العملية الرقابية، واستخدام وسائل تعليم تناسب الواقع وذات أثر ملموس”.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

استطلاع..  %44الأطفال أكثر الفئات تسولاً في اليمن

صوت الأمل – رجاء مكرد كشفت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفورميشن سنتر، بداية شهر أبري…