‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة السياحة والمعالم الأثرية استطلاع.. أهمية الآثار اليمنية وكيفية الحفاظ عليها

استطلاع.. أهمية الآثار اليمنية وكيفية الحفاظ عليها

صوت الأمل – أمل المحمدي

يطرح أكاديميون ومهتمون وخبراء حزمة من المقترحات والرؤى لحماية آثار وتراث الحضارة اليمنية الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ لآلاف السنين.

ومن خلال استطلاع ميداني لصحيفة «صوت الأمل» حول الأخذ بآراء المختصين عن أهمية الآثار في الشارع اليمني، يقول الدكتور محمد عبده علي محمد صالح (أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية المساعد ـــ كلية الآداب بجامعة الحديدة): “إنَّ أهمية حماية الآثار يمثل هاجساً يؤرق كل وطني غيور على حضارته العريقة”.

 وتسأل: “كيف لا؟!  والحضارة اليمنية بآثارها ونقوشها المتنوعة المكتوبة بالخط الرسمي للدولة اليمنية القديمة وبالخط الشعبي وهو خط الزبور ضاربة جذورها في أعماق التاريخ لآلاف السنين”.

واستطرد بالقول: «إنَّ الحفاظ على الآثار يعني الحفاظ على الهوية اليمنية المرتبطة بالسيادة الوطنية التي هي مسؤولية الجميع؛ فهي ملكية عامة للشعب اليمني وليست ملكية فردية يحق لأشخاص بعينهم التصرف بها بيعاً وشراء”.

وأكد الدكتور محمد صالح أنَّ أبرز متطلبات حماية الآثار والنقوش اليمنية والتراث الشعبي في مختلف مناطق اليمن تتمثل في التثقيف الإعلامي ونشر الوعي في المجتمع بأهمية الحفاظ على الهوية الوطنية من خلال حماية الآثار والنقوش وأنَّها ملكية عامة.

مضيفًا أنَّه على المواطنين مساعدة الدولة في حمايتها والحفاظ عليها، وألا يقتصر هذا المجال على وسائل الإعلام التقليدية، ويمكن عمل مطويات واسكتشات مسرحية في المدارس والجامعات والمعاهد ونشرها في وسائل الإعلام المختلفة، كذلك التوعية في المساجد وعن طريق هيئة الدعوة والإرشاد.

وشدد على أهمية تشكيل هيئة من المتخصصين لغرض تشكيل لجان وطنية من ذوي الخبرة والكفاءة والتخصص لحصر وتوثيق الآثار والنقوش اليمنية والتراث الشعبي في الداخل والخارج.

ويقول الدكتور صالح: «على إثر نتائج مخرجات حصر اللجان يتم تبليغ الجهات الحكومية والأمنية بالآثار اليمنية التي تم تهريبها للخارج في العقود السابقة وتحديد أماكنها والمطالبة باستعادتها عن طريق وزارة الخارجية والمنظمات الدولية المهتمة بهذا الشأن”.

ومن متطلبات حماية الآثار التي طرحها (أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية المساعد ـــ كلية الآداب بجامعة الحديدة) توافر معمل تحاليل وفحص للقطع الأثرية والتاريخية والتأكد من أنَّها أصلية، وفي حال ثبت أنَّها مزورة يتم البحث عن النسخ الأصلية وكذلك الحال في المخطوطات.

وكذا الاهتمام بالكادر البشري في أقسام التاريخ والعمل على توظيفهم ليس في مجال التدريس فحسب، ولكن في مجال الأمن القومي وهو جزء أصيل من هذا التخصص للحفاظ على الآثار والنقوش اليمنية ومنع تهريبها والحفاظ على الهوية الوطنية والدينية للمجتمع اليمني.

 ويؤكد الدكتور محمد، على ضرورة التصدي وإحباط أي محاولات للنيل من هذه الهوية وتحريفها وجرفها لأجندات إقليمية ودولية، كذلك يمكن لخريج التاريخ العمل مرشداً ومشرفاً سياحياً ويمكنه العمل في الملحقيات الثقافية في سفارات اليمن في الخارج؛ وتكون من مهامه البحث عن الآثار اليمنية التي تم تهريبها في تلك الدولة.

ونصح الدكتور محمد بضرورة ترميم وصيانة الآثار وسن التشريعات القانونية للحفاظ عليها، وتدوين وتوثيق التراث والفلكلور الشعبي في القرى والعزل والمديريات في كافة محافظات الجمهورية اليمنية، إقامة المعارض والمنشورات وإنشاء صندوق لدعم التراث وللحفاظ على الآثار والنقوش اليمنية.

من جانبه الأستاذ عبد الله أحمد سالم (خريج قسم تاريخ ـ 35 عاماً ـ الحديدة)، يقول: «درست قسم التاريخ لأنني كنت أميل لمعرفة ما خلفه السابقون لنا من آثار قديمة، سمعنا عنها وشاهدناها ودرسناها. تجذب الآثار اليمنية القديمة عيون المشاهد وتأسره؛ لهذا الشيء كنت أميل لدراستها ومعرفة المزيد عنها”.

وتابع: “وبعد أن أتممت الدراسة الجامعية، عملت دليلاً سياحياً لبعض المعالم الأثرية في محافظة الحديدة للسياح القادمين من خارج المحافظة، حيث كنا نركز على أهمية جذب انتباههم للمعالم والأماكن الأثرية من خلال الشرح والتفصيل لتاريخ إنشائها وإبراز حضارتها (كقلعة الحديدة) مثلاً الواقعة على ساحل البحر الأحمر وغيرها من المعالم الأثرية في مدينة الحديدة”.

توعية

في المقابل تذكر الأستاذة سامية محمد فضل (معلمة في مادة التاريخ القطاع الحكومي ـ 47 عاماً ـ الحديدة) أنَّ فيما يخص أهمية الآثار ولفت انتباه الجيل القادم لها، فإنها لا تكتفي كونها معلمةً بشرح مواد التاريخ الموجودة في المقررر فقط، إنَّما تتوسع في الشرح؛ ليعي الطالب حضارة اليمن وتراثها ومعالمها التاريخية المتعددة.

وترى (سامية فضل ــ مواطنة) أنَّه من الواجب أن نلفت أنظار العامة إلى الآثار، ونرسم صورة خيالية تعكس أهميتها؛ لنشر ثقافة المجتمع اليمني وإبرازها بين الثقافات الأخرى، لأنَّها ثقافة عامة ومن الواجب التعرف عليها والرقي بها، ليس في مجال التدريس الثانوي والجامعي -فقط- إنما ننشر تاريخ بلدنا على جميع الفئات العمرية ونزرعها داخلهم من الطفولة وحتى الشيخوخة.

من جانبها ترى (سبأ المحويتي ـ طالبة قسم تاريخ مستوى رابع ـ 22 عاماً ـ المحويت)، أنَّ الناس ليسوا على علم بالقدر الكافي في موضوع الآثار بأن تضم الآثار موروثات شعبية وثقافية ومعالم سياحية وغيرها من الجوانب المتعددة.

مضيفة: “من المهم جداً أن يتعرف الجميع على ما تحويه بلادهم من آثار ساهمت بشكل كبير في النهوض بالمجتمع سواءً على المستوى الثقافي أو الاقتصادي؛ فكثيراً ما كانت الثقافة تدعم الاقتصاد بإقامة مهرجانات ثقافية وعروض مسرحية وبرامج سياحية وغيرها، ومن هنا نجد أن من اللازم أن يتعرف الناس عليها لمعرفة قيمتها على مستوى الدولة بشكل خاص وخارجها بشكل عام”.

كيف ينظر الناس إلى الآثار

(علي محمد ـ مواطن ـ 67 عاماً ـ الحديدة) يقول: “سمعنا كثيراً من آبائنا القدماء عن الآثار القديمة في اليمن مثل دار الحجر، وقلعة القاهرة، ومتحف زبيد، والجامع الكبير في بيت الفقيه وغيرها من الآثار المتعددة؛ يحكون عنها بأصالة التاريخ والحضارة كثيراً، وأنَّها تراث لا بد من المحافظة عليه ليميزنا كوننا دولة لها أصالتها وحضارتها من القدم”.

من جهتها (رقية إبراهيم ـ معلمة مادة اجتماعيات في القطاع الخاص ـ 32 عاماً)، تؤكد أنَّ الآثار ثروة داخلية تدعم البلاد وتنهض بها بين البلدان الأخرى، فعندما تُسأل من أين أنت؟ وتجيب من اليمن؛ فيتبادر إلى ذهن السائل أنَّك من سبأ الحضارة، ويربطك بدار الحجر صلة قرابة، ويُظن عنك أنَّ لديك محصلة علمية فائقة تابعة لزبيد مدينة العلم والعلماء، وترتسم في مخيلة السائل أيضاً علو قلعة القاهرة بشكلها الخلاب وجمال قلعة صبر وروعة إب المدينة الخضراء بمدرجاتها الزراعية التي تريح الناظر إليها والعديد من المعالم ليس هذه فقط، هنا نعرف قيمة الآثار القديمة بالتعرف عليها، وكيف أنها تميزنا عن غيرنا.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

استطلاع لـ YIC: 75  % من الآثار اليمنية لا تتمتع بالحماية الكافية

صوت الأمل كشفت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفورميشن سنتر بداية شهر مايو 2022م حول (ا…