المعلمون ودورهم في غرس القيم الأخلاقية وثقافة السلام بين الطلاب
صوت الأمل – حنين الوحش
كان المعلم ومازال هو اليد المساعدة للأسرة في التعليم والتربية، خصوصا وأن الطالب يقضي ثلث يومه في المدرسة برفقة المعلمين، يطبق ما تلقاه واكتسبه من خلال دروسه في حياته العامة.
تختلف أهداف المعلمين بين تغذية الطالب في المجال التعليمي والتربوي وبين تلقينه دروسًا تملى عليه فقط.
التربية قبل التعليم
تقول نجلاء عبده (موجهة أنشطة في تعز): “إن الغرض من التعليم هو التربية التي توجب على المعلم أن يتذكر دائما أن المجتمع ليس بحاجة إلى العلم فحسب، بل تكمن حاجته إلى الكثير من الأخلاق الفاضلة.”
مضيفة أن دور المعلم لا يقف عند حشو أذهان الطلاب بالمعلومات الغزيرة لأنها وحدها لا يمكن أن تبني المجتمع، ولكن لابد أن تعزز هذه المعارف والمعلومات بالعمل السوي الذي على أساسه يجب أن يتخذ مسارًا للحياة.
مؤكدة أن إعداد الجيل يكون بالعلم والعمل والأخلاق والسلوك، والمعلم مطالب ببناء القيم وغرس معاني السلام في الأبناء، ورسم الحق في عقولهم، وتكوين الإنسان السوي في تفكيره ومشاعره وأقواله وأعماله.
أهداف سامية
حول أهمية غرس القيم الأخلاقية من قبل المعلمين تقول أحلام سعيد (موجهة في تعز): ” لابد من الحرص على تعليم الطلاب المبادئ الأساسية التي تجعل منهم أعضاء وأفرادًا فعالين في مجتمعهم بعيدين عن الأمراض التي يعاني منها المجتمع والأفكار الدخيلة والسلوكيات والأخلاقيات السيئة، إضافة إلى الاهتمام بالمادة التعليمية الهادفة التي ترقى بالأجيال القادمة إلى الأفضل”.
ومن جانبها ترى ميسون العبسي (معلمة في مدرسة الامتياز- تعز): “أن للمعلم دورًا كبيرًا في بناء المجتمع وفي غرس القيم الأخلاقية، وله دورًا فعالًا في تعزيز مفهوم التعايش والسلام، أما إذا كان هو لا يشعر بهذه المعاني ففاقد الشيء لا يعطيه، المعلم هو مؤسس الأوطان، فإن كان عزيزًا كان الوطن أعز، وإن كان مهانًا كان الوطن في مهانة”.
وفي نفس السياق تقول وداد سعيد (معلمة في مدرسة خالد- تعز): “إذا أحب الطالب معلمه وجعله قدوة له فإن القيم الأخلاقية للمعلم تغرس في سلوك التلميذ، لهذا فمن المهم جدًا أن يكون المعلم مؤهلًا لذلك ومستعدًا نفسيا لتوصيل السلوكيات المستحبة وزرع المحبة بين جميع طبقات المجتمع”.
خطوات وأدوار
تقول عايدة الحروي (معلمة في مدرسة زيد الموشكي- تعز): “مهمة المعلم الأساسية هي غرس القيم تليها مرحلة التعليم والتعلم فمن خلال أداء عمله اليومي يدخل بدروسه بعض النقاط الأساسية التي تهتم بالأخلاق والقيم، ويجسد ذلك إما عن طريق التمثيل أو الشرح المباشر أو التوعية أو الملصقات أو أنشطة متنوعة يقوم بها مع الطلاب”.
وتضيف يخصص المعلم الأدوار بطريقته الخاصة حسب فهم طلابه ويحثهم على الاطلاع على قضايا السلام والتعايش، ويطلب منهم عمل بحوث متنوعة عن ذلك، أو تجهيز مسرحيات توضح ذلك، إما بالإذاعة المدرسية أو في لفصل الدراسي.
وحول الخطوات التي يجب على المعلم اتباعها لضمان مدى استيعاب الطالب لحديثه تقول: ” يعطي المعلم توجيهات لطلابه بشرح بعض نقاط تخص الدرس، ويدخل فيها أحيانا بعض السلوكيات والمهارات ويقوم المعلم الناجح بتجسيد معاني المساواة من خلال الوسائل التعليمية والمجسمات واللقاءات وغيرها من الطرق والأساليب المؤثرة “.
وترى كوثر محمد (موجهة سابقة ومفتشة مالية وإدارية على المدارس في بعض مديريات محافظة تعز) أن بناء وتطوير المجتمعات والدول يبدأ من الناحية التربوية ومن غرس القيم والأخلاق الحميدة، خصوصا في مراحل التعليم الأولى التي تعتبر حجر الأساس الأولى في تنشئة الجيل وتعزيز القيم الأخلاقية وقيم التعايش والسلام والمساواة والانتماء، وتعليمهم الأساسيات التي يجب اتباعها في جميع مناحي الحياة لتنشئة المجتمع تنشئة صحيحة.
وفي إطار دور المعلم ونشاطه تقول” يبرز دوره من خلال المواقف التعليمية والأنشطة الجماعية، التي تعمل على تنمية القيم الخلقية والمبادئ الضرورية في نفس المراهق لأجل سلامة المجتمع بشكل عام”.
مضيفة أن هذا الدور هو دور تشاركي ولا يقتصر على المعلم فحسب، فهو أيضا مسؤولية إدارات ووزارة التربية والتعليم ومسؤولية الأهل بدرجة أولى.
التنشئة الاجتماعية
حول أهمية التنشئة الصحيحة التي تجعلهم يكبرون وتكبر معهم القيم، تؤكد المعلمة كاتبة مرشد -من تعز- على ضرورة غرس أفكار تقبل الآخر والمساواة وغيرها، عبر أنشطة يقومون بها مثل الأدوار المسرحية في المدارس، ومن خلال إقامة حملات توعوية للفصول وأخرى غيرها.
مضيفة أن المعلم يجب أن يكون قدوة للطلاب في تعامله معهم في الفصل وخارج الفصل وتعامله مع من حوله لأن الطالب سيلاحظ أخلاقيات المعلم وسيحاول تقليده.
ومن جانب آخر، يرى عبد الرحمن أمير (نائب مدير تربية المظفر-تعز) أن المعلم لابد أن يحدد أهدافًا تعليمية وتربوية أيضا، تتجلى في تغيير حركية العلاقة والتفاعل وبناء علاقة تجعل تعاليمه تتخذ على محمل الجد، كذلك التعاون الجماعي داخل الصف لتعزيز مبدأ الاحترام والعمل ضمن فريق وتعليم الطلاب طرق المشاركة والمودة بينهم ويتم كل ذلك من خلال استماع المعلم للطلاب ومشاركتهم أفكاره وطموحه ومشاعره باستمرار، وسيتمكن من ذلك من خلال قدرته على توصيل رأيه مع مراعاة الفئة العمرية وطرق المعاملة، وأن يعامل المعلم المتعلم بأسلوب متحضر أساسه الحوار والديمقراطية.
المرأة اليمنية والطهي.. قَدَرٌ منذ الولادة أم مجرد مهارة؟
صوت الأمل – حنين الوحش في مجتمع غلب عليه طابع الحكم على أساس الموروثات والعادات والتقاليد …