مخيمات النزوح في اليمن.. قصص أطفال شاهدة على مآسي الصراع
صوت الأمل – علياء محمد
أراد الأطفال اليمنيون العيش بسلام وأمان، ولكنّ الصراع القائم في اليمن جعل من حياتهم كابوسًا داميًا، كان الدمار والمأساة هما سيدا الموقف.
أجبر الصراع القائم في اليمن كثيرًا من الأسر على التهجير من مناطق الصراع إلى مناطق آمنة، وأصبحت مخيمات النزوح ملاذهم في ظروفهم القاسية، ولم يمنع وجودهم في هذه المخيمات من مواجهة الكثير من التحديات.
امتلأت هذه المخيمات بالكثير من قصص أطفال اليمن الموجعة، وتألم الكثير منهم، واختلفت قصصهم بعضها عن بعض وتنوعت؛ ما بين انعدام الفرص وفرض حياة مختلفة عن حياتهم السابقة، وبعضهم استطاعت حياتهم الجديدة ومعاناتهم أن تخلق لديهم إحساسًا بالمسؤولية وإرادة لتعديل وضعهم إلى الأفضل.
تقول أروى فضل، ناشطة مجتمعية وراصدة انتهاكات حقوق الإنسان: “من خلال تجربتي والنزول الميداني لرصد الحالات التي تعاني من انتهاك، استمعت للكثير من قصص الأطفال؛ واجه أطفال اليمن تحديات في الحصول على التعليم والرعاية الصحية الكافية”.
مضيفة: “يعيش آلاف الأطفال في مخيمات النازحين بسبب الصراع والنزوح ظروفًا صعبة، وهم بحاجة ماسة إلى الدعم والرعاية؛ لضمان سلامتهم الجسدية والنفسية وتعليمهم وتأهيلهم للمستقبل”.
مبتور القدم والحلم
الطفل صالح محمد واحد من أطفال اليمن الذين أصبحوا ضحايا الصراع؛ قذيفة هاون أُطلقت على منطقته أثناء الصراع أُصيب على أثرها بإصابة فبُترت قدمه؛ ليصبح صالح أحد الأطفال الشاهدين على معاناة الصراع.
تقول والدة صالح: “بينما كان صالح يلعب هو وأصدقاؤه في الحي تفاجأنا بإطلاق قذائف الهاون. حينها لم أفكر إلَّا بصالح، ولكن للأسف كان صالح أحد المصابين في الحادثة، وبُتِرت قدمُه وتلاشت أحلامه في أن يكون لاعب كرة محترفًا، وأصبح طفلًا بلا أطراف سفلية”.
مضيفة: “واجه صالح صعوبة في التأقلم مع وضعه الجديد، وحاولنا جاهدين أن نقنعه تقبل الأطراف الصناعية، ولكنه كان يرفض الاعتماد عليها لسنين طويلة”.
معاناة
وفي سياق متصل أكدت أروى فضل أنّ مخيمات النزوح تمتلئ بالكثير من القصص المماثلة لقصة صالح. وتقول: “رصدنا كثيرًا من الحالات المشابهة لحالة صالح، وارتفعت أعداد ضحايا البتر أو فقدان الأطراف، ويفقد كثير من الأطفال حياتهم، وبعضهم أصبح عاجزًا عن الحركة، الأمر الذي غيّر مجرى حياتهم، وترك لهم تأثيرات جسدية ونفسية”.
مضيفة: “تعرض كثير من الأطفال لإصابات نفسية خطيرة جراء الدمار والعنف الذي خلفة الصراع، وظهرت هذه الحالات في سلوكيات الأطفال، وكان أبرزها الانسحاب الاجتماعي، والعدوانية، والإرهاب، والخوف المستمر”.
وأشارت إلى تدهور أوضاع الرعاية الصحية للأطفال الموجودين في المخيمات؛ بسبب افتقار المخيمات غالبًا إلى الإمكانيات اللازمة لتوفير الرعاية الصحية الأساسية للأطفال، وهذا يشكل تهديدًا حقيقيًا على حياتهم وصحتهم.
معالجات
وحول المعالجات تؤكد أروى فضل في حديثها على أهمية النظر في وضع الأطفال المصابين في الصراع، والنظر إلى وضعهم من عدة مجالات أهمها: التعليم والحماية والرعاية، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي، بالإضافة للنظر إلى ظروفهم المعيشية التي يعيشونها.
وتشدد على أهمية تحليل الحلول الملائمة ومتابعتها وتنفيذها لتحسين وضع الأطفال اليمنيين في مخيمات النزوح، بما في ذلك زيادة الدعم الدولي، وكذلك تعزيز الإمكانات والموارد المتاحة داخل البلد، وتقديم المساعدة الطبية والنفسية للأطفال المصابين، بالإضافة إلى توفير التعليم والرعاية الطبية والوقاية التي يحتاجها الأطفال في المناطق المنكوبة، وتحقيق العدالة للضحايا.
وتظل قصص أطفال اليمن من أكثر القصص قوةً وصمودًا في مواجهة كل هذه الصعوبات، فنحن أمام أطفال أصروا على البقاء بالرغم من قسوة الحرب وما تسببت به من دمار وألم، فإنّهم ما زالوا يحلمون بمستقبل أفضل، وابتكروا طرقًا لكي يعيشوا بكرامة وسعادة في ظل هذه الظروف الصعبة.
96.2% من المشاركين في الاستطلاع يعتقدون أن الصراع تسبب في حرمان أطفال اليمن من حقوقهم الأساسية
صوت الأمل – يُمنى أحمد خلق الصراع المستمر في اليمن أزمة إنسانية كبرى قد تعد واحدة من أسوأ …