دور مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام في إبراز تراث الطهي اليمني
صوت الأمل – أفراح بورجي
لقد أصبح لمواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام دور مهمٌّ في إبراز أهمية المحتوى الذي يقدمونه في جميع المجالات، والطهي أحد المجالات التي يحظى بكثير من الاهتمام من جانب الطهاة الذين ينشرون محتواهم عن طريق الإنترنت، ممّا ساعدهم على الانتشار والوصول إلى ظهور بارز وقوي للتعريف بهم وبما يتم إنتاجه من قِبَلهم.
دور وسائل التواصل الاجتماعي في إبراز الطهاة
بالحديث عن الدور الذي تقدمه مواقع التواصل الاجتماعي في الترويج لتراث الطهي اليمني يقول عيسى حسان أحد المطلعين على مواقع التواصل الاجتماعي:” يمكننا القول بأنّ المطبخ اليمني يعدُّ أحد أفضل المطابخ العالمية لما يحتويه من تنوع وتعدد في الأطباق والوصفات، ولكن هناك مشكلة ما، تكمن في عدم الترويج لهذا المطبخ والتعريف عنه أمام العالم، وهذا ما يجب أن تقوم به وسائل الإعلام في مختلف وسائلها المرئية أو المسموعة أو عبر المنصات الرقمية.”
ويضيف عيسى: “أنّ وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت وبدون منازع أحد الوسائل لنشر المحتوى الجيد لتراث الطهي اليمني ولكثير من المشاريع الصغيرة، وهذا ما يجب أن يعيه أولئك المسؤولون عن التعريف بالطهاة ولفت انتباه العالم إلى المطبخ اليمني”.
وبهذا الخصوص تقول الإعلامية علياء علي مذيعة في قناة السعيدة: إنّ مواقع التواصل الاجتماعي أخذت دور وسائل الإعلام التقليدية المرئية والمكتوبة والمسموعة، كما أنّها تحظى باهتمام كبير من قبل مختلف الفئات العمرية خاصةً الشباب، بل وأصبحت تشتمل على كافة الأشكال التقليدية القديمة للإعلام من صحافة وإذاعة وتلفزيون.
أردفت علياء علي بقولها: “منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام تعدُّ بوابة المستقبل لكثير من الشباب لعرض منتجاتهم أكانوا طهاة أو لديهم مشاريع أخرى، كون وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي تتطور بشكل كبير ويتوسع انتشارها ويزداد جمهورها يومًا تلو الآخر، وكأي وسيلة تُعنى بنقل الأخبار إلى الجمهور، وجدت محتويات تراث الطهي اليمني والمطاعم التقليدية مساحة لتعريف الجمهور والتعبير عن وجودها بشكل قوي، لا سيما عن طريق محتويات الأكل، وتجارب المطاعم، وقنوات الطهاة العالميين، والقنوات التي تقدم تحديات الطعام والأطعمة الحديثة”.
وأكملت حديثها قائلة: “كان على سبيل المثال قبل عشر سنوات لا يمكن لمواطن يمني التعرف على المطبخ الكوري إلا إذا قام بزيارة إلى أحد المطاعم الكورية أو السفر إلى كوريا، أما الآن لمجرد امتلاك أي فرد على وجه الأرض لجهاز ذكي (موبايل)، ومواقع التواصل الاجتماعي يستطيع أن يتعرف على مطاعم العالم خلال بضع ساعات؛ لذلك أسهمت مواقع التواصل الاجتماعي في زيادة شهرة الطهاة وزيادة رغبة الناس في تذوق أصناف مختلفة من الطعام”.
آراء طاهيات
تقول الشيف لمياء الذماري صاحبة مشروع (دوناتي): “إنّ دور الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي هو نقل صورة عن العمل الذي يقدمونه في مجال اختصاصهم، أو الخدمة أو المنتج الذي يقدمونه، كما تقوم وسائل الإعلام المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي بدور فعّال للتعريف عن عملهم ووصولها لأكبر عدد من العملاء؛ لإبراز إيجابياتهم وسلبياتهم من وجهة نظر العملاء الذين تعاملوا معهم. فدور وسائل التواصل الاجتماعي في التعريف بتراث الطهي اليمني ونشر محتواهم يجعلها تنتشر بشكل أوسع؛ لهذا لا يقتصر على وجهة محددة أو شريحة معينة”.
وأضافت الشيف لمى الأسودي: “بالنسبة لدور وسائل التواصل الاجتماعي في إبراز دور الطهاة اليمنيين، بالطبع لها دور أساسي وكبير، ونستطيع القول بأنها تسهم بشكل رئيسي في إبراز دور الطهاة اليمنيين في اليمن”.
وتكمل لمى قائلة: “إنّ منصات التواصل الاجتماعي وعلى رأسهم منصة ( الفيسبوك ومنصة الإنستغرام ) لها دور فعّال جدًّا، كون المجتمع في الوقت الحالي يتجه نحو وسائل التواصل الاجتماعي؛ فالشخص عندما ينشر مشروعه الخاص، الأشخاص يميلون نحو الذي ينشره بطريقة احترافية؛ بحيث تكون طريقة تصويره للأكل أو المحتوى الذي يقدّمه ممتازةً جدًّا، والتسويق يكون راقيًا، لهذا فالبعض يأتي للشراء إمّا بداعي الفضول الذي شدَّه عندما يرى المنتج المنشور، وإمّا بداعي الحاجة. وبالنسبة لدور الإعلام نعم له دور، ولكن لا نستطيع أن نقول إنّه دور أساسي مثل وسائل التواصل الاجتماعي؛ لأنّ الناس لا يتجهون له بكثرة”.
وتتابع الشيف لمى: “أكبر دور فعّال ساعدني أنا شخصيًّا وأسهم في انتشار مشروعي الخاص (مشروع جونان) هو منصة الفيسبوك؛ حيث أصبح لديَّ شريحة كبيرة من المجتمع”.
وسائل الاتصال تدعم الطهاة وتساعدهم بنشر محتواهم
وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام لعبت دورًا مهمًّا في إبراز دور الطهاة اليمنيين في اليمن، وتعزيز الوعي حول ثقافة الأكلات اليمنية وتنوعها؛ فقد ساعدت هذه الوسائل في نشر المعرفة والإعلان عن الأحداث والفعاليات المتعلقة بالطهي اليمني، هكذا بدأت حديثها رئيسة مشروع هش للوجبات المستحدثة؛ وتابعت بقولها: يمكن أن تساعد في التعريف بالطهاة اليمنيين ومواهبهم وأعمالهم عبر نشر الصور والفيديوهات والمقالات المتعلقة بأعمالهم ومهاراتهم في الطبخ وتوصيلها للجمهور؛ وكذلك أصبح من السهل التفاعل مع المتابعين والجمهور والاستفسار عن رأيهم وتلبية احتياجاتهم.
صاحبة مشروع “هش للوجبات المستحدثة” تهيب بالدور الكبير في التعريف بالطهاة ونشر المحتوى الخاص بهم وتقول: “يكون هذا عبر عدة طرق: مبدئيًّا نشر الصور والفيديوهات، فيمكن نشر الصور والفيديوهات للطهاة ولأطباقهم المميزة، وهذا يساعد في جذب الانتباه والاهتمام وتشجيع الجمهور على تجربة الأطباق التي يعدها. ويمكن كذلك نشر المقابلات مع الطهاة؛ لأنّها تساعد في تعريف الجمهور بشخصية الطاهي ومهاراته وتجربته في تحضير الأطباق، مما يساعد في إثراء المحتوى وتقديمه بشكل متنوع. وكذا التفاعل مع الجمهور، وهذا يأتي عن طريق الإجابة عن أسئلتهم وتلبية احتياجاتهم وسهولة التخاطب معهم لكسب الود”.
تكمل صاحبة مشروع هش قائلة: “التعاون وإقامة فعاليات، وهذا يأتي من خلال التعاون مع الطهاة في عدة مشاريع، مثل إقامة فعاليات ومسابقات طبخ وتوجيه الجمهور إلى أماكن تراث الطهي اليمني، وتقديم خدمات الإعلان لهم، وكذلك الترويج، حيث تتوفر أكبر ميزة عبر استخدام الإعلانات المدفوعة والشراكات التجارية، مما يساعد في زيادة الوعي والانتباه إلى الطهاة ومنتجاتهم”.
دور الإعلام المحدود لإبراز دور الطهاة
سهير عبد الجبار صحفية يمنية تحدثنا حول دور وسائل الإعلام والاتصال بالتعريف بتراث الطهي اليمني قائلة: “لا توجد جمعية للطهاة اليمنيين، لهذا فإنّ الطاهي الجيد أو بالأصح الطاهي الذكي يستخدم وسائل الاتصال والإعلام ليروج لنفسه من خلال تصوير منتجه وطريقة تقديمه، ومن خلال التسويق الإلكتروني الجيد لها؛ كونها تفيد في إبراز قدرات الطاهي”.
تكمل سهير قائلة: “لا بُدَّ من استغلال وسائل الاتصال الاستغلال الأمثل من قبل الطهاة أنفسهم، كي يروج لنفسه من خلال التسويق الجيد ونشر المحتوى الخاص به، أكان طاهيًا أو من مالكي المشاريع الرقمية، عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ومثال على ذلك حين نرى طهاة عربًا ويمنيين خارج اليمن، ولهم شهرة أكثر من الموجودين فيها. وما يساعدهم على نشر المحتوى بالشكل الذي يناسب الجمهور المتلقي التصوير الجيد من خلال الفيديوهات التي ينشرونها في منصاتهم في وسائل الإعلام الجديد، وأيضًا من خلال المقابلات الشخصية التي تقوم بها بعض القنوات الفضائية”. أصبحت مشاريع كثير من الطهاة اليمنيين الخاصة متعلقة كثيرًا بمواقع التواصل الاجتماعي، ويسعون للحفاظ على مورث الطهي اليمني الخاص من خلال عرض منتجاتهم والتسويق الإعلاني لها؛ لهذا وسائل الإعلام تقوم بالتعريف بثقافة الطبخ اليمنية ونشر المحتوى والمنتجات الخاصة بهم، وهنا لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دورًا بارزًا تجاوز الإعلام التقليدي المنشغل بقضايا أخرى ليس منها تراث الطهي اليمني ولا دوره في التماسك المجتمعي.
43% يعتقدون أن تنوع المطبخ اليمني أسهم بشكل مباشر في تعزيز التماسك المجتمعي اليمني
صوت الأمل – يُمنى أحمد تلعب الأطعمة الشعبية دورًا هامًا في تعزيز الهوية الثقافية للشعوب؛ ف…