أنواع المتاحف اليمنية ومشاريع حمايتها في ظل الصراع
صوت الأمل – أمل المحمدي
التراث الثقافي مهم في الحاضر، سواء كونه رسالةً من الماضي أو مساراً إلى المستقبل. وتعد المتاحف حماية للمعروضات التي تضمها، وتفتح المجال لكل من يريد زيادة المعرفة الخاصة به، ولها دور مهم في تنمية شعور الانتماء للوطن.
يقول محمد السماوي (خبير الآثار) لـ «صوت الأمل»: «إنَّ متاحف اليمن ذات المحتوى الأكثر ثراء في المنطقة العربية، تقف شاهدة على وطأة الصراع على التراث الثقافي اليمني».
ويضيف السماوي أنَّه لا يمكن حماية التراث بدون نهاية الصراع، مؤكداً أنَّ الوسيلة الوحيدة لحماية التراث في ظل استمرار الصراع هي إيجاد طرق لتوفير الدعم المادي والمالي لعلماء الآثار المحليين حتى يتمكنوا من تتبع الأضرار وحماية المتاحف وصد اللصوص.
يشمل التراث الثقافي والطبيعي الرائع لليمن قرى بأكملها، وأضرحة، وقلاعاً، وكنائس، ومساجد، ومكتبات، ومتنزهات، ومواقع التراث، وعدداً كبيراً من المتاحف.
تحدد الموسوعة الحرة عدد المتاحف اليمنية، بـ 25 متحفاً بين متاحف عامة ومتخصصة لعرض الآثار والموروث الثقافي للبلاد، تحوي عشرات الآلاف من القطع الأثرية النادرة التي تمتد إلى عمق الحضارة الممتدة لعشرات السنيين، إضافة إلى متحفين عسكرين.
متاحف اليمن
ومن أهم المتاحف اليمنية المعروف عنها والمتداول زيارتها، متحف المكلا بمدينة المكلا بمحافظة حضرموت، الذي أُسس في 13 أكتوبر 1994م، ومقره الآن في قصر السلطان بعد أن كان في بناية صغيرة مقابل سور القصر نفسه.
متحف الموروث الشعبي (عدن) يقع المتحف في قصر 14 أكتوبر- كريتر – الخليج الأمامي، ومتحف الآثار التعليمي بجامعة ذمار افتتح في 2006م، وموقعه جوار قاعة المؤتمرات داخل حرم جامعة ذمار، والغرض من إنشائه أن يكون متحفاً تعليمياً لطلاب قسم الآثار.
متحف الحوطة لحج يقع بمحافظة لحج، افتتح في 1984م وفي أحد قصور سلاطين لحج، ومتحف الحبيلين ردفان يقع بمحافظة الضالع، افتتح في 1978م وهو متحف لآثار فترة الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني.
متحف ذمار الإقليمي للآثار بذمار، شيد في منطقة هران شمال مدينة ذمار سنة 2002م وهو المتحف الرئيس في المحافظة، ويتضمن المتحف 12500 قطعة تشهد على التراث الثقافي الغني لليمن.
بينما يوجد في محافظة تعز ثلاثة متاحف: متحف قصر صالة وهو واحد من أبرز المتاحف اليمنية لموقعه واتساعه حيث يحوي (361) غرفة – صالة عرض-، والمتحف الوطني تعز أو متحف العرضي ومتحف قلعة القاهرة.
وفي محافظة حضرموت المتحف الوطني، وهو عبارة عن قصر سابق لأحد سلاطين السلطنة القعيطية ومقره في مدينة المكلا، ويتكون من ثلاثة أدوار يحيط به سور بمساحة كبيرة وبناؤه متأثر بطابع العمارة الهندية.
والمتحف الوطني عدن، ويقع في مدينة كريتر ويطل على البحر المواجه لقلعة صيرة في خليج صيرة.
وفي صنعاء، المتحف الوطني الموقع القديم للمتحف الوطني بصنعاء والذي أصبح متحفاً للموروث الشعبي، ويعود تاريخه إلى بداية السبعينات ويقع مقره في أمانة العاصمة بالقرب من ميدان التحرير.
لم تكن المتاحف اليمنية في منأى عن دورات الصراع المتعاقبة في اليمن فقد تم إفراغ متاحف بأكملها، وتكسير واجهات العرض، ونهب المواد، فيما أُحرقت أجزاء منها مع محتوياتها، وتم بيع الآلاف من القطع والمخطوطات في السوق السوداء.
وتعرضت متاحف اليمن للتدمير جراء الصراع، أبرزها متحف مدينة ذمار، ومتحف تعز الوطني، ومتحف عدن الوطني، والمتحف الوطني في زنجبار، ومكتبة زبيد التاريخية، وما تحويه من آثار قديمة وثمينة.
شراكة يمنية دولية
وبدأت الهيئة العامة للآثار والمتاحف بالتعاون مع الصندوق العالمي للآثار بترميم أجزاء من هذه المباني، وعملت اليونسكو وEAMENA من خلال – علم الآثار المهددة بالانقراض في مشروع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في أكسفورد – لبناء قاعدة بيانات لمراقبة إرث اليمن.
ومن ضمن مشاريع حماية المتاحف اليمنية، «مشروع مقتنيات المتحف الافتراضي في اليمن» ويهدف إلى استعادة المتاحف اليمنية بعد انتهاء الصراع ومخصص للحفاظ على مقتنياتها.
يركز مشروع «مقتنيات المتحف الافتراضي في اليمن» على التسجيل التصويري لمقتنيات المتاحف المهددة بالخطر، إضافة إلى بناء القدرات في الموقع على المدى الطويل.
يفترض عرض مقتنيات المتحف على شكل متاحف افتراضية، إلى جانب المواقع القديمة والتاريخية، فإنَّ المتاحف اليمنية ومجموعاتها معرضة للخطر بشكل خاص، حيث يتم نهب المتاحف أو تدميرها بالكامل.
مشاريع الحفاظ الثقافي لفرع صنعاء الخارجي التابع لمعهد الآثار الألماني، والتي يتم تنفيذها بالتعاون الوثيق مع الهيئة العامة للآثار والمتاحف، مكرسة أيضاً للحفاظ على مقتنيات المتاحف اليمنية.
يهدف عمل مشروع «مشاريع الحفاظ الثقافي» إلى تأمين وأرشفة مقتنيات المتحف الوطني في صنعاء بعد ما تعرضت له الدولة من صراع.
وعلى الرغم من تنفيذ الأعمال الأمنية المؤقتة، فإن القطع الموجودة في المتحف الوطني في صنعاء أصبحت في خطر شديد، بسبب تضرر مواد التغليف المؤقتة ـــ المستخدمة في ذلك الوقت ـــ من العوامل الطبيعية مثل الحشرات أو الرطوبة أو الأشعة فوق البنفسجية.
يتضمن المشروع تدابير ملموسة لحماية مقتنيات المتحف من النهب وأضرار الصراع والتخزين غير المناسب، تم تمويل المشروع من قبل برنامج الحفاظ على التراث الثقافي التابع لوزارة الخارجية الألمانية.
منذ عام 2018م أصبح من الممكن تكثيف تدابير للحفاظ على التراث الثقافي في متحف صنعاء الوطني وتوسيعها لتشمل متاحف بينون وظفار وإب وعتق، بدعم وتمويل من قبل مؤسسة جيردا هنكل كونها جزءاً من برنامج Patrimonies وبدعم مؤسسة ALIPH.
يتبع هذا المشروع مشروع “مقتنيات متحف اليمن الافتراضي: استعادة المتاحف اليمنية بعد انتهاء الصراع» الذي بدأ تمويله عام 2020م كونه جزءاً من مشروع ArcHerNet المشترك ساعة البدء وذلك مستقبِلاً لمرحلة ما بعد الأزمة.
وتمثل الأهداف المرجوة للمشروع، في التسجيل التصويري لمقتنيات المتاحف المهددة بالخطر في اليمن باستخدام طريقة Dense Image Matching-Verfahren وربطها بمعلومات شاملة، وذلك بالتعاون مع قسم الجيوديسيا والجيومعلوماتية والمسح التصويري والمسح بالليزر في جامعة هافن سيتي هامبورغ.
تلعب المنظمات الدولية دورها في حماية المتاحف اليمنية، وتلبي احتياجها في الحماية، ولمواصلة مشاريع حماية المتاحف؛ ترى منظمة إيكروم، أنَّ هناك حاجة اليوم ليعمل القطاع المتحفي على إعادة تحديد موقعه، وعليه أن يتّخذ خطوات ملموسة وجريئة لتعزيز الاستدامة الاجتماعية والبيئية الاقتصادية.
تؤكد منظمة إيكروم أنها تلتزم من خلال مهمتها العالمية ودورها، بتعزيز الحفاظ على مجموعات المقتنيات المتحفية واستخدامها المستدام لأجيال الحاضر والمستقبل، كما تلتزم أيضاً بتوصية منظمة اليونسكو بشأن حماية المتاحف والمجموعات الأثرية والتراثية وتعزيزها.
يجمع خبراء الآثار أنَّه من أجل الحفاظ على ممتلكات الآثار؛ لا بد من إصلاحها للحفاظ على الإرث التاريخي والثقافي، من خلال إعادة ترميم المواد الأثرية والحفاظ عليها سواء بالترميم اليدوي أو الترميم الآلي واكتشاف الآثار المخفية أو غير المتعارف عليها؛ لعرضها مع بقية الآثار التي تُضاف إلى رصيد الدولة وحضارتها.
استطلاع لـ YIC: 75 % من الآثار اليمنية لا تتمتع بالحماية الكافية
صوت الأمل كشفت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفورميشن سنتر بداية شهر مايو 2022م حول (ا…