أطفال اليمن ذوو الإعاقة… صعوبـات وتحديـات
صوت الأمل – علياء محمد
وفقا لمنظمة العفو الدولية فقد بلغ عدد الأشخاص ذوي الإعاقة في اليمن أكثر من (4.5) مليون معاق يمني، جاء ذلك في تقرير نشرته المنظمة في 3 ديسمبر 2019 م بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة.
تعد اليمن من الدول الموقعة على اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وجاء القرار الجمهوري رقم (5) لعام 1991 بشأن إنشاء اللجنة الوطنية لرعاية المعاقين وتشكيلها وتحديد مهامها واختصاصاتها استجابة لذلك.
تقول عائشة ثوابة – مدير مؤسسة عبس التنموية -: “إن نسبة الإعاقة من عام 2015 إلى الآن قد زادت بنسبة (25%) نتيجة الصراع القائم، ومع زيادة عدد الأطفال ذوي الإعاقة زاد الضغط على عدد من المراكز التي لم تعد قادرة على استيعاب العدد الكبير منهم”.
وأضافت: “إن الأطفال ذوي الإعاقة الحركية في مخيمات النزوح لا يحظون بأي شكل من أشكال الرعاية، ويعيشون أوضاعاً مأساوية”.
ذوو الإعاقة في القوانين
وفقاً للاستراتيجية الوطنية للمعاقين (2004-2018) الصادرة عن صندوق تأهيل المعاقين فإن الأطفال ذوي الإعاقة يحتاجون إلى الحصول على خدمات التدخل المبكر بما في ذلك الكشف والتشخيص المبكران. وأوضحت أيضاً أن للأطفال ذوي الإعاقة الحق في الحصول على التعليم المجاني، كما هو محدد في القانون العام للتعليم رقم (45) لعام 1992. بالإضافة إلى ذلك، فإن القانون رقم (23) لسنة ٢٠٠٦ م الخاص قد نص على توفير خدمات التعليم للأشخاص ذوي الإعاقة، وقد تم تعزيزه بالقرار رقم (٢٩٩) لسنة ٢٠٠٦ م الذي يدعم الأشخاص ذوي الإعاقة.
مراكز تأهيل ذوي الإعاقة
تقول أحلام السروري -المدير التنفيذي لجمعية ذوي الاحتياجات الخاصة بصنعاء-: “هناك عدد كبير من المراكز والجمعيات المتخصصة لذوي الإعاقة تقوم بواجباتها وتقدم خدماتها حسب نوع الإعاقة التي تركز عليها، وهي تتنوع ما بين الإعاقة الذهنية والحركية وغيرها. ونحن بوصفنا جمعية ومركزاً خاصاً بذوي الإعاقة الذهنية نقدم خدمات تأهيلية وعلاجية ووظيفية بحسب الفئات المستهدفة لدينا”.
مضيفة: “تتنوع الخدمات التي تقدم للأطفال ذوي الإعاقة ما بين مساعدات مالية ومساعدات غذائية بحسب الدعم المقدم للجمعية من فاعلي الخير والتجار والمنظمات، وعلى رأسها منظمة رعاية الطفولة (Save The Children) التي قامت بتنفيذ مشروع افتتاح مركز علاج طبيعي ووظيفي وتم تزويد المركز بأجهزة في العام 2019م”.
وأفادت حنان العريقي – مسؤولة المرأة والطفل في جمعية المعاقين حركياً بـ(مركز السلام)- أن الأطفال ذوي الإعاقة الحركية يتلقون الخدمات والدعم في عدد من المجالات كالتعليم والرعاية الصحية والدعم النفسي، مضيفة: “قمنا بعدد من المشاريع، كان من أهمها توفير المستلزمات الضرورية، وعمل رحلات ترفيهية بدعم من عدد من المنظمات الدولية”.
كوادر غير مؤهلة
يواجه أبو إبراهيم – أب لطفل ذي إعاقة- مشكلة عدم وجود مراكز متخصصة بحسب حالة الإعاقة التي يعانيها ابنه، بالإضافة إلى انعدام الخبرة لدى الكوادر العاملة في بعض المراكز ويقول: “أغلب من يعملون في رعاية الأطفال ذوي الإعاقة هم خريجو ثانوية لا يملكون أي خلفية حول كيفية التعامل مع الأطفال ذوي الإعاقة الذين يحتاجون لطريقة خاصة للتعامل معهم”.
“صورة نمطية”
هكذا وصفت أم إبراهيم معاناتها مع بعض أفراد المجتمع الذين لا يحترمون مشاعر الأشخاص ذوي الإعاقة ويقللون من شأنهم وينظرون إليهم كأنهم غريبو الاطوار. بالإضافة إلى عدم وجود حدائق ترفيهية وممرات خاصة بذوي الإعاقة الحركية والمكفوفين الأمر الذي يمنعهم من الاستمتاع بطفولتهم كغيرهم من الأطفال.
تأهيل.. ولكن
في هذا السياق تؤكد هدى المقدي العاملة في مجال تأهيل رعاية ذوي الإعاقة –حضرموت- أن مراكز تأهيل ذوي الإعاقة ورعايتهم تقوم بالتأهيل لكنها لا تقدم خدماتها بالشكل المطلوب، فهناك عدد كبير من الأشخاص لا يجيدون التعامل مع الأطفال مما يؤثر سلباً على الطفل؛ لذلك يجب أن يكون هناك وعي بكيفية التعامل مع هذه الفئة، ويجب أن تقام عدد من الدورات التدريبية لتأهيل وتدريب كل من يتعامل مع ذوي الإعاقة.
وحول أهمية تأهيل المعلمين والعاملين في مراكز تأهيل ذوي الإعاقة ورعايتهم توكد أحلام السروري أنهم يحرصون على إقامة الدورات التدريبية للمعلمات ليتعلمن كيفية التعامل مع ذوي الإعاقة، ووضع منهج تكييف لهم، وبرامج لتعديل سلوكهم، وغير ذلك من التدريبات، منوهة أن الصندوق الاجتماعي للتنمية قد مول هذه التدريبات التي أقامهم المركز.
صعوبات وتحديات
شكل الوضع الراهن تحدياً كبيراً لفئة الأطفال ذوي الإعاقة بسبب توقف عدد من المراكز الخاصة عن تأهيلهم وتقديم الدعم لهم نتيجة استمرار الصراع في البلاد.
يقول أبو علي محمد: “قبل أن يشتد الصراع كان هناك مركز لتأهيل طفلي الذي يعاني من إعاقة ذهنية وحركية، لكن الآن توقف المركز عن العمل، وبعض تلك المراكز لم يعد يستقبل الحالات القادمة إليه، مما أثر سلباً على حالات عدد من الاطفال الذي توقفوا عن أخذ العلاج الطبيعي.”
بينما يعدد سمير الهيج الحسني – رئيس إدارة جمعية رعاية وتأهيل المعاقين حركيا بعدن – الصعوبات التي تواجه مراكز تأهيل المعاقين ورعايتهم، أهمها: الاحتياجيات المادية وتوفر الخدمات الأساسية التي تقف عائقاً أمام الحصول على الحقوق التي يجب ان يتلقاها ذوو الإعاقة، بالإضافة إلى وجود صعوبة في نقص التمويل المقدم من بعض المنظمات وعدم إمكانية الحصول عليه في بعض الأحيان.
89% يؤكدون استمرار أثر الصراع على صحة الأطفال ونفسياتهم
أكد (89%) من المواطنين في مختلف محافظات الجمهورية اليمنية أن صحة الأطفال ونفسياتهم قد تأثر…