صفاء القوسي.. تجربة جديدة في مجال الطهي
صوت الأمل – علياء محمد
ما بين عشق للطهي وإرادة لتحقيق الحلم، تظهر من بين ثنايا المطبخ يدٌ محبة للطهي تمثل قصة كفاح ونجاح لا حدود لهما في عالم الطهي. وبالرغم من صغر سنها فإنها استطاعت أن تصقل مهارتها وهوايتها في الطبخ، من واقع تجربتها المميزة كان لنا معها هذا الحوار الجميل.
من هي صفاء وليد القوسي؟
صفاء وليد هشام القوسي، إحدى فتيات محافظة عدن، من مواليد الألفين، أدرس في المستوى الثاني من قسم الخدمة الاجتماعية بجامعة عدن. كان لدي حب للعمل وشغف كبير بأن يكون لدي مشروع خاص بي، وفي عمر الخامسة عشر فعلاً بدأت أولى خطواتي في تحقيق الحلم، وكانت البداية بطباعة بطاقات الأعراس، ثم انتقلت لمشاريع كثيرة ومختلفة كصناعة “البخور” و”الزَّبَاد” و”الأخضرين”.
متى اكتشفت موهبتك في مجال الطهي؟
اكتشفت موهبتي في الطهي وحبي له عام 2016، أي منذ سبع سنوات. فأنا هاوية للطهي منذ الصغر، وكان لدي شغف وحب لاكتشاف كل جديد في هذا المجال. بدأت بالطبخ من المنزل، ثم انتقلت إلى العمل في المطاعم؛ حيث طهوت عددًا من الوجبات المختلفة، وقدمنا خدمات توصيل الطلبات إلى الجامعات وحفلات الزفاف والمناسبات، فنالت وجباتنا إعجاب الكثيرين.
حدثينا عن مشروعك الحالي في طهي الوجبات
مشروعي هو الخطوة الأولى التي تحقق بها حلمي؛ فبعد خروجي من المطعم الذي كنت أعمل فيه التقيت بصديقتي نادين، التي كانت تعمل معي في نفس المطعم سابقًا، واتفقنا مع بعضنا وقررنا أن نقوم بتنفيذ مشروع طهي خاص بنا يحمل اسمينا، نستطيع من خلاله أن نعيل أسرنا ونمد لهم يد العون في ظل الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد، فأثرت على مستوانا المعيشي. تحمسنا للفكرة، وعملنا على تنفيذها بكل جدية ونشاط وهمة عالية.
كيف كانت البداية؟
بدأنا المشروع بأبسط الأدوات التي كانت عبارة عن مقلاة، وموقد غاز صغير، وطاولة خشبية. وكانت إمكانياتنا محدودة جدًا، لكننا وجدنا إقبال الناس على الشراء؛ فكنا نطهو الوجبات الخفيفة على عَرَبَةٍ في الشارع العام، بينما الوجبات المتنوعة الأخرى نطهوها مسبقًا في المنزل لتلبية طلبات السوق.
في رأيك، كيف يستطيع الفرد تطوير مهاراته في مجال الطهي؟
في البداية يجب أن يكون هناك موهبة، يرافقها حب للطهي وشغف في اكتشاف كل جديد حتى وإن تعرض الطاهي للفشل في البداية فيجب ألا يتوقف، وينبغي عليه أن يخوض التجربة تلو الأخرى حتى يصل إلى ما يريد تحقيقه. بالإضافة إلى الاستفادة من الآخرين، ومتابعة الكثير من الطباخين، ومعرفة الطرق التي يتبعونها للوصول إلى أفضل المراحل. فالآن، أصبح كل شيء متاحًا أمامنا وسهل المنال؛ نتيجة التدريب والتطوير المستمر.
كيف يمكن أن يسهم فن الطهي في تعزيز التماسك المجتمعي؟
يعد الأكل جزءًا من هويتنا الثقافية، ونحن من البلدان التي تمتلك تراثًا ثقافيًا كبيرًا بالنسبة لمأكولاتنا الشعبية، لذا يجب أن نتبادله مع بعضنا البعض؛ لخلق فرص تواصلٍ وتفاعلٍ بين الأفراد، وبناء روابط قوية في المجتمع. ومما لا شك فيه أن فن الطهي يفتح آفاقًا واسعة ومجالات متعددة لتبادل الخبرات والمعرفة بين أفراد المجتمع.
هل هناك تحديات أو صعوبات واجهتك أثناء عملك كطاهية؟
نعم، وأول التحديات هي الظروف التي مررنا بها؛ فلم تكن بتلك الظروف السهلة. واحتاجت مني الكثير من القوة، لكني لم أنتظر ظرفي الذي أمر به لينتهي، بل عملت على تحقيق الحلم ووقفت بكل ثقة أمام نظرة المجتمع؛ فـ”كيف لامرأة أن تقف على عربة وتطبخ في الشارع؟!”
لكننا تغلبنا على هذه النظرة، وتقدمنا إلى الأمام رغم أننا بدأنا بإمكانيات ضعيفة وأدوات بسيطة، وواجهنا تحديات في توفير الأدوات المتطورة، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المواد والمكونات المستخدمة للطهي. عدم ثبات هذه الأسعار كانت -وما تزال- من أكثر المشاكل التي نواجهها.
هل من نصائح تقدمينها للمبتدئين في فن الطهي؟
الطهي فن يحتاج إلى العمل بكل حب وشغف، ولكل مبتدئ في الطهي أنصحه بأن يبدأ بطبخ الوصفات البسيطة والسهلة، ومن ثمَّ ينتقل إلى الوجبات الأكثر تعقيدا. ويجب أن يكون الطاهي على قدر كبير من المعرفة، وعلى دراية تامة بأساسيات الطبخ للوصول إلى المرحلة الاحترافية.
وإلى جانب تعلم الطهي، يجب أن يتعلم الطاهي آليات التسويق لما يحضره؛ حتى يستطيع تحقيق أعلى مراتب النجاح.
رسالة تودين قولها للفتيات بشكل خاص؟ أقول لهن: مهما كانت الظروف ومهما تعرضتُن لضغوطات فلا تيأسن، واجعلن أي صعوبة مررتُنّ بها اختبارًا وترويضًا للنفس لتحَمُّلِ الشدائد، وعِشْنَ أحلامكن كأنها حقيقة، وفكرن في كل يوم بأن الخير أمامكن، وأن النجاح ينتظركن.
43% يعتقدون أن تنوع المطبخ اليمني أسهم بشكل مباشر في تعزيز التماسك المجتمعي اليمني
صوت الأمل – يُمنى أحمد تلعب الأطعمة الشعبية دورًا هامًا في تعزيز الهوية الثقافية للشعوب؛ ف…