أدوار الرجل تعكس روح الشراكة المجتمعية وتعزز التماسك الأسري والمجتمعي
صوت الأمل – أفراح بورجي
لعبت المرأة دورًا مهمًّا في جميع المجالات، ولا سيّما مجال الطهي قديمًا وحديثًا، كون المرأة هي مَن تقوم بأمور الطهي سواء أكان في المنزل أم بأماكن أخرى. فوجود الرجل بالمشاركة في الحفاظ على تراث الطهي اليمني يعكس أيضًا روح الشراكة المجتمعية، ويساعد في تعزيز التماسك الاجتماعي، حيث نرى طهاة نساء بالوقت الراهن ينافسْنَ رجال المطاعم بمشاريعهنّ الصغيرة التي يُنجزْنَها في منازلهنّ، وتساعدهنّ بها المواقع الإلكترونية لنشر المحتوى الخاص بهنّ، لهذا فإنّ ارتباط الطهي بالمرأة قديمًا هي السمة الأساسية لتراث الطهي، ومشاركة الرجل للمرأة في الطهي ما هو إلَّا من جانب المساعدة.
بهذا الخصوص يقول المواطن سلمان علي: “المرأة قديمًا هي أساس الطهي، وهي القائمة بجميع أعمال الطهي بمنزلها، وهي من تقوم بالمهمة، والرجل يساعدها فقط بجلب الأدوات من خارج المنزل، لكن لو نعود بذاكرتنا إلى عام 2010م، كان هناك مطاعم في إحدى محافظات اليمن على طريق المسافرين، وكانت المرأة هي من تقوم بأعمال المطعم، وإلى هذا اليوم نلاحظ أنّ هناك مطاعم في محافظة صنعاء لا يعمل فيها سوى نساء، والرجال يساعدون المرأة فقط في شراء الأدوات التي يُرِدْنها من الخارج”.
وأضاف الشيف سلطان خبان: “ارتباط تراث الطهي بالمرأة قديمًا وحديثًا؛ كونها مهيَّأة لذلك حسب طبيعتها الفسيولوجية، لما لها من صفات تؤهلها لذلك، والدليل على ذلك أشهر الطهاة كانوا نساء، ولكن في العصر الحديث انعكس الوضع، وأصبح الطهي مجال عملٍ للجنسين، ورُبّما تفوّق الرجال في هذا المجال في الوقت الحالي حسب ما نشاهده على منصات التواصل الاجتماعي والتلفزيون”.
شراكة في الحفاظ على تراث الطهي
يكمل سلمان متحدثًا عن شراكة الرجل للمرأة في الحفاظ على تراث فن الطهي اليمني قائلًا: “الشراكة بين الرجل والمرأة في الطهي موجودة؛ كون الرجل يقوم بمساعدة المرأة خارج المنزل، وهذا يخلق شيئًا من التعاون، ويعكس روح الشراكة والتلاحم بين الأدوار الجندرية. هناك بعض الرجال من يقوم بدوره لمساعدة زوجته في المنزل؛ حيث إنّه يساعدها في الطهي بالمنزل، وهذا الأمر يوجد بكثرة، وعلى سبيل المثال (بعض الأحيان أقوم بطهي الطعام عندما تكون زوجتي تشعر بالتعب)، لهذا فإنّ الشراكة داخل المنزل توجد بكثرة للمساعدة؛ كونه جانبًا إيجابيًّا للأسرة”.
من جانبها تقول الشيف أروى عبد الرحمن مفسرة دور الرجل بالطهي لمساعدة المرأة: “قديمًا لم توجد الأدوات الحديثة للطهي؛ حيث أتذكر قديمًا أنّه لم يكن لدينا موقد الغاز الحديث، كنّا نطهو الطعام بإشعال الحطب كوسيلة، فكان الرجال يساعدوننا بهذا الشيء، حيث إنّهم يجلبون الحطب؛ لكي نستطيع طهي جميع المأكولات الشهية، لهذا فنحن لا ننكر وجود الرجال بجانبنا أكان بمجال الطهي أو بأي مجال آخر”.
ومن جانب آخر يضيف الشيف سلطان خبان: “حول شراكة الرجل مع المرأة في الطهي يكون عن طريق المحبة النابعة بين الرجل والمرأة للقيام بالطهي؛ لتقديم كل ما يستطاب أكله لأجل الأسرة، وهذا لا يُعدّ تفوق أحدهما على الآخر، ولكن شراكتهما بالطهي هي ناتجة عن محبتهما لأفراد الأسرة وتعبير عن الشراكة والتماسك الاجتماعي”.
أردف الشيف سلطان قائلاً: “قديمًا، وحتى في وقتنا الحاضر، انحصر الطهي على المرأة فقط؛ لانشغال الرجال بمجالات أخرى من مجالات العلوم المتجددة، برغم أن المرأة لها دور لا يقلُّ عن الرجل في هذه المجالات، ولكن نظرًا إلى طبيعة المرأة الفسيولوجية وتكوينها نراها تعود إلى مجال الطهي في منزلها، مثالًا أن تكون المرأة طبيبة، فهي بالنهار طبيبة تقوم بعملها، وعندما تعود إلى منزلها تقوم بواجبها، مثل الطهي وباقي أعمال المنزل”.
يكمل خبان قائلاً: “مع الوضع الراهن وبسبب الصراع الدائر في اليمن لا نستطيع أن نحصر الطهي على المرأة فقط، كون الرجال أيضًا اتجهوا إلى مجال الطهي؛ ليجعلوه مهنة يقتاضون منها المال لسد احتياجات أسرهم، وتحسين الوضع المعيشي، لهذا أصبح هذا المجال لكلا الجنسيين مصدر دخل يستطيعون به مواجهة الحياة المعيشية في ظل الظروف الصعبة التي تمرّ بها اليمن حاليًا”.
شهرة الرجال بالطهي
يؤكد المواطن عادل الصغير أنّ للرجل دورًا كبيرًا في العصور القديمة گ(العصر العباسي والعصر الأموي)، حتى في الوقت الحالي نرى أنّ الأكثر شهرة في الطهي هم الرجال، كون الرجال متفوقين في التعريف بأنفسهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام عكس المرأة، وخصوصًا في اليمن نستطيع القول بأن الرجل في الطهي أشهر من المرأة؛ كون المرأة اليمنية بسبب العادات والتقاليد لا تظهر في عالم التواصل الاجتماعي، عكس الرجل الذي يستطيع التعريف بنفسه والتعريف بما يقوم بطهيه بشكل مباشر.
كما نعرف جميعاً أنّ في الوقت الحالي شهرة الرجال بالطهي في العالم أو حتى على وجه الخصوص في اليمن، نلاحظ في مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام كثيرًا من الطهاة.
وبهذا الخصوص يقول الشيف الشعبي حسين علي كوبع: “إنّ كثيرًا من الرجال يظهرون على وسائل الإعلام سواء التقليدي أو الإعلام الجديد، وهو ما يجعل لهم شهرة، ولكن لو نتأكد من الواقع المعاش نرى كثيرًا من النساء لديهنّ مهارة عالية في الطهي، ولكن بسبب عدم شهرتها وظهورها يقتصر وجودها على المنزل والطهي فيه فقط، لهذا فإنّ بعض الطهاة الرجال يشتهرون بسبب حبهم لهذا المجال، وما تقوم به المرأة في الطهي ما هو إلَّا إسقاط واجب فقط”.
فسيولوجية حتمية، فُرضِت على المرأة في هذه الحياة منذ العصور القديمة أن تتحمل الأعباء المنزلية وتدبّرها، ويعد مشاركة الرجل في الطهي لمساعدتها عملًا تكامليًّا بين أفراد الأسرة الواحدة، لذا فإنّ وجود الرجل بجانب المرأة في أمور الطهي دليل على التماسك والمحبة بين أفراد العائلة والمجتمع بشكل عام.
43% يعتقدون أن تنوع المطبخ اليمني أسهم بشكل مباشر في تعزيز التماسك المجتمعي اليمني
صوت الأمل – يُمنى أحمد تلعب الأطعمة الشعبية دورًا هامًا في تعزيز الهوية الثقافية للشعوب؛ ف…