98% يعتقدون أن الظروف السيئة التي يعيشها المعلمون الآن ستؤثر بشكل سلبي على السلوكيات العامة للمجتمع
صوت الأمل – يُمنى أحمد
التعليم هو الطريق الأمثل لقيام مجتمع سوي يتمتع أفراده بالحرية والمساواة والعدل المجتمعي، إذ يساهم التعليم بشكل كبير في الحد من التمييز والعنصرية والعنف، لأن التعليم يقوم بتوضيح ماهو صحيح وماهو خاطئ وزراعة القيم الأخلاقية للفرد في مرحلتي الطفولة والشباب، أي في مراحل نشأته، مما يساعده في تمييز الخطأ والصواب وبالتالي الحد من نسب العنف والجرائم في المجتمع.
لا تكمن أهمية التعليم في نقل بعض المعارف وتعليم الطلاب بعض أساسيات اللغة والحساب فقط، بل في جعل الطالب شخصًا قادرا على مواجهة الحياة ويتمتع بالقيم ويساهم في نهضة المجمتع، وهذا كله لن يتحقق بدون المعلمين.
المعلمون هم حجر الأساس في العملية التربوية ولا يمكن التقليل من أهميتهم في المجتمع، فهم يقومون بتأسيس وصناعة شخصية وسلوكيات كل فرد في المجتمع في سنوات نشأته الأولى. على الرغم من هذا كله وكون المعلمين أحد أهم ركائز التنمية المجتمعية وأعظم القوى تأثيرًا على فكر المجتمع وقيمه وأخلاقه، هم الآن أكثر الفئات تضررًا ومعاناة وتهميشًا لمكانتهم ودورهم بسبب استمرار الصراع. على إثر ذلك قامت وحدة المعلومات واستطلاع الرأي بـ”يمن انفورميشن سنتر بعمل استطلاع رأي حول (المعلمين في اليمن) لقياس مدى الوعي المجتمعي بأهميتهم ومناقشة أهم ما يعاني منه المعلمون خلال فترة الصراع في اليمن واقتراح الحلول لذلك.
أُقيم الاستطلاع على عينة بحثية بلغت (870) شخصًا، كان أكثر المشاركين فيه من الذكور بنسبة 75% مقابل 25% من الإناث. وكانت الفئات العمرية للمستطلعين متفاوتة، فـ41.1% منهم من فئة الذين تتراوح أعمارهم ما بين 36-45 عامًا، وتراوحت أعمار 40.2% منهم ما بين 46-65 عامًا، و13.5% كانت أعمارهم ما بين 26-35 عامًا، فيما 4.4% كانت أعمارهم ما بين 18-25 عامًا، و0.8% فقط كانت أعمارهم ما بين 65 عامًا فما فوق.
أما عن المؤهل الدراسي، فقد كان أغلب المشاركين حاصلين على شهادة البكالوريوس بنسبة 67.3%، ثم الحاصلين على الشهادات العليا بنسبة 13.7%، ثم الحاصلون على الثانوية العامة بنسبة 11.9%، يليهم الطلاب الجامعيون بنسبة 5.5%، ونسبة 1.6% للحاصلين على شهادة الإعدادية.
بالنسبة للنطاق الجغرافي للاستطلاع، فقد جاءت العينة من ثمانية عشر محافظة من أصل واحد وعشرين محافظة يمنية، هي: صنعاء بنسبة 29%، تعز بنسبة 20%، إب بنسبة 18%، عدن بنسبة 8%، الحديدة بنسبة 7%، عمران بنسبة 3%، المحويت بنسبة 2.6%، حضرموت بنسبة 2.1%، وبنسبة 1.8% لكل من لحج وأبين على حدة، و1.4% لكل من صعدة والمهرة على حدة، وبنسبة 1.3% لمحافظة البيضاء، ومأرب بنسبة 1%، أما الضالع وسقطرى وشبوة والجوف فوصلت نسبهم على حدة إلى 0.4% فقط.
النتائج الرئيسة
98% من المشاركين في الاستطلاع قالوا إنهم يعتقدون أن الظروف السيئة التي يعيشها المعلمون الآن بسبب استمرار الصراع في اليمن ستؤثر بشكل سلبي على السلوكيات العامة للمجتمع، 2% فقط يرون أن الظروف التي يقاسيها المعلمون لن يكون لها تأثير كبير على السلوكيات العامة في المجتمع.
وعندما قمنا بسؤال المستطلعين عن كيف سيساهم المعلمون في تطوير المجتمع كانت إجابتهم على النحو الآتي:
• غرس القيم في المجتمع بنسبة 36%.
• المساهمة في التنشئة السليمة بنسبة 39%.
• تعزيز ثقافة التعايش بنسبة 25%.
أيضا يرى 64.7% من المشاركين في الاستطلاع بأن المعلمين والعملية التعلمية يلعبون دورًا مهمًا في تمكين الشباب في اليمن لاسيما خلال فترة الصراع، في حين يرى 20.4% بأنهم يلعبون دورًا في تمكين الشباب إلى حد ما، وفقط 14.9% يرون عكس ذلك.
وعن المشاكل التي تواجه المعلمين في اليمن كانت إجابات المستطلعين كالآتي:
• انقطاع الرواتب بنسبة 50% .
• عدم الاستجابة لمتطلبات المعلمين بنسبة 32%.
• اضطرار بعض المعلمين إلى النزوح بسبب الصراع 18%.
ويعتقد 96.8% أن للصراع تأثيرًا كبيرًا على أوضاع المعلمين في اليمن، وقد يكون أكبر المشاكل التي تواجههم، في حين يعتقد 2.7% أن هذا التأثير متوسط، وفقط 0.5% يرون أنه لا يوجد للصراع أي تأثير يذكر على أوضاع المعلمين في اليمن.
وعند الحديث عن امتهان غير التربويين وغير المؤهلين للتعليم قال 97.6%: “إن هذا يؤثر بشكل سلبي على العملية التعليمية”. يرى المشاركون في الاستطلاع أنه من الممكن تجنب ذلك عبر:
• تحسين أوضاع المعلمين التربويين أصحاب الخبرات بنسبة%80.5 .
• تقديم الدورات التدريبية للمعلمين الجدد بنسبة 19.5% .
في حين يرى 2.4% فقط أنه يمكن تواجد غير التربويين في العملية التعلمية وامتهانهم للتعليم من غير أن يؤثر ذلك بشكل سلبي على العملية التعليمية.
وأخيرا، يرى المشاركون في الاستطلاع أن الدور الذي يلعبه المعلمون في تنمية وتطوير المجتمع وتمكين الشباب لا يستهان به. وأنه يجب البدء بعمل خطوات جدية لتخفيف معاناتهم وذلك للحفاظ على نسيج متماسك محافظ على القيم الأخلاقية في المجتمع.
43% يعتقدون أن تنوع المطبخ اليمني أسهم بشكل مباشر في تعزيز التماسك المجتمعي اليمني
صوت الأمل – يُمنى أحمد تلعب الأطعمة الشعبية دورًا هامًا في تعزيز الهوية الثقافية للشعوب؛ ف…