محافظات يمنية تتطلب تفعيل الطاقة الكهربائية للحد من معاناة المواطنين
صوت الأمل – ياسمين عبد الحفيظ
ما إن يبدأ فصل الصيف إلا ويلفت انتباهك الكثير من الأسر التي تغادر منازلها في محافظة الحديدة باتجاه صنعاء وتعز وباقي المحافظات ذات الطقس البارد والمعتدل، البعض منهم يقضي فصل الصيف في المناطق الباردة فقط، وما إن يعتدل الجو في فصل الشتاء حتى يعودوا.
بينما آخرون يفضلون عدم العودة، خاصة إذا استقر بهم الحال ووجدوا فرصة للبقاء، كما أنَّ هناك الكثير من الأسر نزحت؛ هربًا من الاقتتال، واستمرار انقطاع التيار الكهربائي، ورغم وقف الاقتتال، فضلوا عدم العودة؛ بسبب ارتفاع سعر الكهرباء في المناطق الحارة، كما هو حال المواطن سمير علي والذي نزح من “حي الزهور في محافظة الحديدة” إلى العاصمة صنعاء في العام 2018م مع أفراد أسرته.
يقول سمير: “اضطررنا وجيراننا إلى السفر لصنعاء؛ بسبب اشتداد المعارك في المدينة، واستقر بنا الحال في منزل للإيجار، وبعد عام ونصف عاد كثير من الذين نزحنا معهم إلى الحديدة، أما نحن فقد فضلنا البقاء؛ بسبب أنَّ زوجتي وأطفالي لم يتحملوا ارتفاع درجة الحرارة في الصيف”.
مواصلًا حديثه عن معاناة أسرته في فصل الصيف في الحديدة، “منذ بداية العام 2015 م بدأ التيار الكهربائي بالانقطاع أغلب ساعات اليوم، وفي الساعات التي يعود فيها يهرول أطفالي وزوجتي معهم إلى الغرفة؛ لتشغيل مكيف الهواء، ساعات قليلة وينقطع التيار مجدداً فيعودون لنفس الجو السابق، وهكذا من الجو البارد إلى الجو الحار؛ الأمر الذي سبب لهم الكثير من الأمراض”.
تثبيت سعر الكهرباء
مواطنون في المناطق الحارة ومنها الحديدة يطالبون الجهات المعنية بضرورة توفير الكهرباء بشكل متواصل، وتثبيت سعر الكهرباء بالسعر الرسمي (ستة ريال للكيلو) فقط، وتخفيض سعر الكيلو للنصف في مناطقهم؛ ليكون سعر الكيلو من الكهرباء ثلاثة ريالات، خاصة في فصل الصيف؛ حتى يكون باستطاعتهم تشغيل مكيفات الهواء دون خوف من سعر الفاتورة.
احتياج فعلي للكهرباء
حول الاحتياج الفعلي لتوليد الكهرباء في فصل الصيف في المناطق الحارة في البلاد، يبين نبيل الشرعبي (وهو صحفي وباحث اقتصادي) أنَّ إمكانات واحتياجات توليد الكهرباء تختلف كثيرًا في المناطق الحارة عن المناطق الباردة، بدءًا من البنية التحتية والجهد الفولتي وشبكات الضغط العالي وكميات الوقود، وقطع الغيار، والمعدات المقاومة للحرارة والرطوبة العالية، وكذلك موازنات التشغيل وفرق العمل.
مضيفًا أنَّه في المناطق الحارة وبالذات القريبة من البحر، تكون نسبة الرطوبة عالية؛ مما ينتج عنه تآكل سريع للمعدات، وهذا يتطلب صيانة وقطع غيار خلال فترات قصيرة، عكس المناطق ذات المناخ البارد في اليمن، حيث يدوم عمر المعدات وتكون الحاجة أقل إلى قطع الغيار.
ويرى الشرعبي أنَّ في المناطق الحارة يجب أن تكون المعدات مصممة ومُعدة لتحمل أحمال عالية طوال ساعات اليوم، إضافة إلى تضاعف الأحمال وقت الذروة؛ مما يتطلب عدداً أكبر من المولدات، والمُنظمات، وشبكات التوزيع، وغرف التحكم؛ منعًا للحرائق التي قد تنجم عن زيادة الضغط، وفرق فنية أكبر في العدد؛ لتتمكن من مراقبة ومتابعة تشغيل التيار، والقدرة على إصلاح الأعطال.
الاحتياج الفعلي في حضرموت
حول الحديث عن الاحتياجات الفعلية لتوليد الكهرباء في حضرموت، يقول مهندس متخصص في مجال الكهرباء، -فضّل عدم ذكر اسمه- أنَّ أهم الاحتياجات لتوليد الكهرباء في حضرموت، تتمثل في تعزيز القدرة التوليدية لشبكة وادي حضرموت، حيث إنَّ القدرة التوليدية منذ سنوات لم تزداد، والطلب المتزايد على التيار الكهربائي يزداد باستمرار وهذا يشكل عجزًا إضافيًا على منظومة التوليد الخاصة بشبكة وادي وصحراء حضرموت.
ويضيف “أنَّ الحاجة الأولى والأهم هي زيادة قدرة التوليد في المحطات الغازية التي تعمل على توربينات غازية، حيث إنَّ الغاز متوفر بشكل كافٍ جدًا في هضبة حضرموت، ويحرق يوميًا بكميات كبيرة جدًا، ولم يستغل في توليد الطاقة”.
يرى المصدر أنَّ الاحتياج الثاني لكهرباء منطقة وادي حضرموت، هو الحاجة الماسة لمشروع إنشاء خطوط نقل؛ لتصريف الطاقة من المحطات الغازية إلى المحطات الفرعية بالوادي بجهد 132kv؛ لأنَّ خطوط النقل الموجودة الآن والتي تصرف الطاقة من المحطات الغازية إلى المحطات الفرعية بوادي حضرموت لا تكفي وفيها فاقد تيار كبير، وميزانية هذه الخطوط اعتمدت ورصدت تكلفتها، لكن المشروع إلى الآن تأخر ولم ينجز.
يواصل حديثه: “أكثر من ثلثي عمالة كهرباء منطقة وادي حضرموت هم من أصحاب الأجر اليومي، ولا بد من متابعتهم وتوظيفهم؛ لكي يحصلوا على مستحقاتهم كاملة أو حتى يعاملون معاملة الشخص الموظف من مستحقات وعلاوات؛ ليتجسد فيهم روح العمل والرغبة في الحفاظ على أصول شبكة كهرباء وادي حضرموت ويعملون بإخلاص لإصلاح الأعطال وغيرها”.
الاحتياج الفعلي في شبوة
في هذا الشأن يقول المهندس أحمد أبوبكر الرباش (مدير محطة التوليد -كهرباء عتق- محافظة شبوة): “لدينا في شبوة أربع محطات توليد: محطة عتق المركزية، محطة بيحان، محطة النقوب عسيلان، محطة عرماء، أهم الاحتياجات الفعلية تتمثل في توفير وقود الديزل؛ لأنَّ الاستهلاك اليومي لكهرباء شبوة 260 ألف لتر من مادة الديزل”.
يؤكد رباش أنَّ المحافظة تحتاج إلى محولات توزيع ومواد شبكة؛ كون الشبكات قديمة جدًا، ولم تُحدَّث خلال سنوات الصراع، وهناك ازدياد كبير في الطلب على الكهرباء ومعظم محولات التوزيع محملة أكبر من قدرتها، وهناك حاجة لمفاتيح تغذية الخطوط في محطات التوليد، حيث يوجد نقص كبير؛ مما يضطرهم لعمل أكثر من خط على مفتاح واحد، أيضاً هناك حاجة لقطع غيار لصيانة المولدات الحكومية، بعضها تجاوز وقت الصيانة العمرية وهو بدون صيانة.
الاحتياج الفعلي في الحديدة
المهندس فؤاد السروري (موظف في كهرباء المخا) يذكر أنَّ الاحتياجات الفعلية لتوليد الكهرباء في الحديدة -وهي من المتطلبات الرئيسة- هي الوقود والميزانية التشغيلية، وإعادة صيانة المحطات، وتغير قطع الغيار، وتوفير مادة المازوت بالحجم المطلوب؛ نظرًا للاحتياج الهائل للكهرباء، إضافة إلى دفع أجور الموظفين وتدريبهم وتأهيلهم.
ويرى أنَّ المدينة بحاجة لإنشاء محطات توليد جديدة، خاصة أنَّ القدرة التوليدية للكهرباء قليلة جدًا مقارنة بحجم الاحتياج، والتي بدورها ستسهم في تقليل حدة الانقطاعات في الصيف، وأنَّ هناك حاجة إلى محطات توليد من المصادر المتجددة والذي سوف يخفف الاعتماد الكبير على الديزل، وهي على رأس الحلول المتاحة لإصلاح منظومة الكهرباء في أي مدينة وليس في الحديدة فقط.
الاحتياج في المهرة
يقول المهندس عثمان بن عويض (نائب مدير عام كهرباء المهرة، ومدير التوليد) “إنَّ مشاكل توليد الطاقة في عموم مناطق البلاد كثيرة، منها عدم وجود بنية تحتية لمحطات توليد الطاقة، وخطوط نقل الطاقة، أو أنَّ البنية التحتية مدمرة وعدم وجود محطات استراتيجية كبيرة لا تعتمد في تشغيلها على المشتقات النفطية، وأنَّ الوضع القائم حاليًا عبارة عن حلول ترقيعية (بسيطة) متمثلة بمحطات شراء طاقة من المستثمرين وهذا الشي مكلف جداً، أو من خلال استيراد مولدات ذات قدرات صغيرة تعمل بالديزل أو المازوت، وهذه أيضاً نفقاتها التشغيلية كبيرة وعمرها الافتراضي قليل”.
وعن الاحتياجات في المهرة يقول عويض: “في المهرة القدرة التوليدية المتاحة -حالياً- 51 ميجاوات، وهي عبارة عن محطات متباعدة في كل مديرية أكبرها الغيظة، العجز تقريباً 23ميجا، كل هذه المحطات تعمل بالديزل، أهمها محطة استراتيجية أُنشِئت في عاصمة المهرة”.
الاحتياج الفعلي في عدن
في هذا الشأن يقول منير المقطري (مدير العلاقات العامة بكهرباء تعز): “مشكلة توليد الطاقة في البلاد مشكلة مستمرة بالشتاء والصيف؛ لعدم توفر محطات توليد تلبي الاحتياجات الفعلية للطلب على الطاقة الذي يتزايد بشكل كبير كل عام عن سابقه، مع بقاء وضع المحطات التي تملكها المؤسسة بنفس الوضع (أي بدون صيانة ولا قطع غيار ولا بناء محطات حديثة تعمل بتكاليف اقتصادية أقل وعدم الدخول في مجال الطاقة المتجددة التي سوف تساهم في الحد من العجز الحاصل في توليد الطاقة)؛ لذلك ظلت مدينة عدن غارقة في الظلام والسكان فيها يعانون بشكل كبير جداً من تدني خدمة الكهرباء”.
ويؤكد المقطري أنَّ المناطق الحارة، احتياجها للطاقة كبير إذ تحتاج إلى كميات أكبر بكثير من الوقود مقارنة بالمناطق الباردة، كذلك عمليات الصيانة، ومعدات الإطفاء ومبردات وحدات التحكم المركزية، ويرى أنَّ محافظة مأرب من المدن الحارة التي تتوفر فيها الطاقة، مؤكدًا أنَّ المحافظة شهدت تحسنًا ملحوظًا في خدمة الكهرباء، لا سيما مع زيادة السكان فيها من جميع المحافظات وبشكل كبير، حيث كان هناك طلب كبير للكهرباء؛ لحاجتهم الماسة لهذه الخدمة في جميع جوانب الحياة. مواصلًا حديثه: “في الوقت الحالي أكتُفي ذاتياً من الطاقة وأستُغني عن شراء الطاقة التي كانت تكلف الدولة أو المحافظة مبالغ كبيرة، وكانت كلفتها الإجمالية 756000دولار شهريًا (قيمة الطاقة) وكذلك 5832000 لتر ديزل شهريًا، الآن الطاقة الإجمالية المسحوبة من المحطة الغازية تصل إلى (176MW)حيث الاحتياج للطاقة بالصيف يصل إلى(30MW)وحوالي (90MW)بالشتاء”.
47% يرون أنَّ قطاع الصحة هو الأكثر تضرراً بسبب انقطاع الكهرباء في اليمن
صوت الأمل – يُمنى أحمد أوضحت نتائج استطلاع إلكتروني، أجرته وحدة المعلومات واستطلاع الرأي ف…