استطلاع.. أسباب تراجع تعهدات المانحين في اليمن
صوت الأمل – أمل المحمدي
لعبت الدول المانحة دورًا كبيرًا في تغطية احتياجات اليمن في ظل الصراع، وتنوعت أدوارها بين الإغاثة وإقامة المشاريع –خاصة- في الفترة التي تدهور فيها الوضع الاقتصادي.
لكن في الآوانة الأخيرة، تراجعت تعهدات مجتمع المانحين لدوافع اختلفت ابتداءً من القائمين عليها وانتهاءً بعدم الاستغلال الأمثل لها، “صوت الأمل” سلطت الضوء حول الأسباب التي أدت إلى تراجع تعهدات المانحين في اليمن فإلى الاستطلاع.
استمرار الصراع
الإعلامي عبد الحفيظ محمد يقول: “شهدت تعهدات المانحين لليمن في المؤتمرات التي عقدت خلال الأربعة الأعوام الماضية تراجعًا في حجم المبالغ المعلن عنها من قبل المشاركين إذا ما قورنت بما كان عليه الوضع في الأعوام الثلاثة الأولى من الصراعات التي أفرزت كوارث إنسانية بالغة السوء، وضاعفت من تآكل الاقتصاد المحلي وتوقف الإيرادات وانهيار العملة وانفصالها إلى عملتين، وهو ما تسبب في تفاقم النازحين واتساع رقعة الفقر والمجاعة التي تهدد اليمنيين”.
مضيفًا أنَّ الأمم المتحدة أعلنت خيبة أملها بعدما انعقد مؤتمر للجهات المانحة لليمن في شهر مارس من العام الجاري 2022م، بإعلانها أنَّ المبلغ المستهدف من هذا المؤتمر هو 4.27 مليار دولار (3.87 مليار يورو) من أجل مساعدة 17.3 مليون شخص، غير أنَّ مجموع ما تعهّدت به الجهات المانحة في المؤتمر اقتصر على 1.3 مليارات دولار حدث ذلك في مؤتمر المانحين الذي تشاركت السويد وسويسرا في استضافته لدعم اليمن، في الأول من مارس (آذار) 2021م، فقد أخفق في جمع 3.85 مليار دولار للعمليات الإنسانية، وهو المبلغ الذي سعت إلى جمعه الأمم المتحدة حينها.
مردفًا بأنَّنا إذا تتبعنا أسباب هذا الفشل لهذه المؤتمرات فهو يعود إلى استمرار الصراع الذي يلتهم الأموال وتحولها بعض الجهات المتصارعة لصالح مجهودها حيث تستنسخها منظمات ومؤسسات تابعة لمراكز نفوذها وتعمل على تحويل هذه المعونات لصالحها، وتحرم منها السكان الفقراء الذين يعانون من غياب الخدمات والرواتب، وغياب فرص العمل، واتساع رقعة الفقر.
من جانبه يذكر محمد عبدالله (الشاعر والكاتب المصري) أنَّ الدول المانحة تعمل على إصلاح الأمن والقضاء والتعليم وغيرها من الإصلاحات، وقد غطت وقدمت العديد من الاحتياجات في الفترة السابقة لليمن، ولكنَّها تراجعت لعدم التزامهم بالممنوح وأخذه لأغراض خاصة بأطراف النزاع، وأنَّه على الرغم من أنَّ اليمن بلد غني فإنَّه تحت حكم العابثين بمصير البلد؛ فهي الآن يحكمها الفساد والجهل والتخلف والعنصرية.
فساد منظمات المجتمع المدني
ويردف المصدر ذاته أنَّه في المقابل فإنَّ الفساد الموثق الذي تم الكشف عنه في عمل المنظمات الإنسانية الأممية في اليمن في بعض المناطق؛ دفع المانحين إلى عدم الثقة في ظل غياب أو ضعف الرقابة المجتمعية على سير المساعدات، وغياب الشفافية، ووفقاً لهذه المنهجية التي تتسم بالضبابية في إدارة المنظمات لتلك المساعدات، لا تتحقق المعالجة الجذرية والحقيقية للكارثة الإنسانية التي تتسع بفعل استمرار الصراع.
لا بوادر للسلام
مؤكدًا أنَّ عدم وجود بوادر لحوارات جادة لإنهاء النزاع، والعودة الجادة للحوار والسلام وما ترتب على ذلك من زيادة أعداد النازحين وارتفاع أعداد الفقراء، ومن ضمن عوامل فشل مؤتمر المانحين أسباب مرتبطة بالظروف التي يعيشها الاقتصاد العالمي؛ بفعل الحرب المستمرة بين روسيا وأوكرانيا، والاضطراب في أسواق المال والنفط.
عدم الاستغلال الأمثل للأموال
بكيل الهتاري(موسيقار يمني) حول تراجع المانحين يقول: “قدمت الدول المانحة العديد من الدعم المادي وأقامت المشاريع المستدامة لبعض المناطق لكنَّها لم تحظ بالاستغلال الأمثل ووزعت مبالغ ضئيلة للمحتاجين والأغلبية تم نهبها لصالح الذات؛ لهذا تراجعت الدول المانحة عن دعمها بسبب التلاعب بالمشاريع وعدم تقديمها بالشكل المطلوب والحصول على نتائجها المرسومة”.
ضعف الشفافية
فيما عبرت المواطنة حمدة دهل عن تظلمها من المساعدات الإنسانية التي تقدمها الدول المانحة بعدم توزيعها للأشخاص المستحقة لها، مؤكدة: “أنا مواطنة دخلي محدود أعيل أسرتي بمشروع خياطة، في السابق كنا نلتحق بدورات تعليم الخياطة، ويتم دعمنا بأدوات خياطة وبالتخفيف من شراء الأدوات؛ وأيضًا تُقام لنا مشاريع صغيرة بالدعم المادي بقماش وأدوات أخرى تباع بمردود مادي متوسط، ولكن –حالياً- لم تعد هذه الدورات والمشاريع قائمة، وعندما نبحث عنها يُجاب علينا بأنَّه تم إيقاف الدعم من الجهات المختصة”.
وترجع دهل السبب في تراجع تعهدات المانحين إلى عدم استغلال الجهات المعنية الدعم المقدم بالشكل الصحيح لمشاريع تخدم المجتمع وترفع من مستوى دخله، فكل جهة يُقدم لها دعم خارجي من دول مانحة تستخدمه لصالحها أولًا.
وتضيف الأستاذة فاطمة سليمان (مسؤولة سابقة في مؤسسة التواصل): “إنَّ تعهدات المانحين تتراجع يوماً بعد يوم، وذلك لأسباب كثيرة أولها تزايد الصراع في اليمن الذي أدى إلى توسع الحاجة للمشاريع المقدمة من قبل الدول المانحة وقد بدأت بتنفيذ البعض منها وكنا نعمل على طرح أفكار لجهات مختصة بالدعم ويتم على أكمل وجه، ولكن تراجع الدعم في هذه الفترة من بعض الجهات قد يكون سببه انتشار كوفيد 19 تلته حرب أوكرانيا التي شتت العالم معها، ولكن لا زالت بعض الجهات المدعومة من الجهات المانحة تقيم مشاريع وتتم على أرض الواقع ومن أشهرها منظمة اليونيسيف وأطباء بلا حدود والهلال الأحمر هؤلاء من يقومون بتنسيق مشاريع في هذه الآونة”.
واختتمت المحامية جمالة علي(بكالوريوس شريعة) بذكرها أنَّ الجهات التي تعمل للدول المانحة لا تلتزم بالأمانة والشفافية في عملها وهذا أهم سبب، فالعديد من المنح تقدم لغير المستحقين والعديد من المشاريع تذهب سدى، وتقسم لمصالح شخصية وتتبعثر مئات الدولارات بغير فائدة .
استطلاع .. (94.4%) المنح والمساعدات الدولية لا تصل بشكل كامل إلى المستفيدين
صوت الأمل – يُمنى أحمد كشفت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن إنفورميشن سنتر في بداية يونيو…