‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة الاختراعات في اليمن مبرمجو اليمن يتحدون الصعاب متجهين إلى المنافسة العالمية

مبرمجو اليمن يتحدون الصعاب متجهين إلى المنافسة العالمية

صوت الأمل – فاطمة رشاد

رغم الأوضاع التي تعيشها اليمن فأنَّ هناك شباباً استطاعوا أن يستغلوا إمكانياتهم وعبقرياتهم متحدين كل الصعاب، أسماء ظهرت في الآونة الأخيرة تحمل قائمة لأفضل المبرمجين والمبتكرين في مجال البرمجة والتطبيقات والبيانات.

مبادرة مليون مبرمج

في العام المنصرم، شهدت (مؤسسة دبي للمستقبل) بإعلانها مشاريع ابتكارية طورها خريجو مبادرة (مليون مبرمج عربي) التي احتضنتها دولة الإمارات وكان من ضمنهم المشارك اليمني (سعيد عوض أبو صياح) الذي فاز بتطوير تطبيق (طمني) و(المبرمج مروان الحكيمي) وتطبيقه (منبه الألغام الأرضية) كانت تطبيقاتهما ضمن قائمة أفضل التطبيقات.

ولا ينسى التاريخ (لجين الإرياني) أحد الأعضاء المتميزين في مجموعة مطوري جوجل في اليمن منذ عام 2017م، كما أنَّها متميزة في البرمجة وتطوير التطبيقات والألعاب الإلكترونية؛ لهذا حصلت على منحة برنامج Women Tecchmarkes المقدمة من شركة جوجل، بجامعة كندا، وبهذا تكون لجين أول فتاة يمنية تحصل على هذه المنحة على الإطلاق.

تطبيق وبرمجة

لقد خاض (المبرمج وليد القايفي) تجربة في مجال المنافسة ووصوله إلى الجولة النهائية لـ»جائزة الألكسو للتّطبيقات الجوّالة» على المستوى العربي في مجال العلوم التطبيقية شارك القايفي في تطبيق «ندوة» وهو تطبيق يقوم بتنظيم الندوات، ويسمح للمستخدمين بإضافة ندواتهم الخاصة والمتاحة في مختلف المجالات؛ حيث إنَّ التطبيق يسمح بتوثيق الندوات من خلال إضافة الصور والتعليقات، ويوفر التطبيق فرصة لمنظمي الندوات بمعرفة عدد الزوار حتى يتسنى لهم الإعداد للندوات بشكل جيد».

أيضًا، (المبتكر اليمني ماجد الجمعاني) الذي صمم شبكة «أودل» الاجتماعية التي تحظى باهتمام كبير من قبل المستخدمين -في الوقت الحالي- حيث إنَّها تعد أول شبكة تواصل اجتماعية مبتكرة في الشرق الأوسط.

في كندا، تمكن فائز باتيس (الباحث اليمني في جامعة تورونتو) من تسجيل سبع براءات اختراع متنوعة في مجالات المحركات الدقيقة، ولكنه تميز في كاميرات الجوال سريعة التركيز التلقائي وتثبيت الصورة ومجسمات التعجيل فائقة الحساسية، ومجسات القوة الدقيقة، ولوحات الجوال اللمسية ثلاثية الأبعاد أو ما يعرف بـ»ثري دي تاتش».

أحد هذه الابتكارات الخاصة بكاميرا التصوير عبارة عن كاميرا صغيرة للجهاز المحمول تعمل بمحرك كهروستاتيكي دقيق الحركة؛ لتحقيق الضبط التلقائي السريع وتثبيت الصورة من اهتزازات حركة اليد أثناء التصوير، فخاصيتا الضبط التلقائي وتثبيت الصورة تتطلبان تحريك خمس عدسات داخل الكاميرا بمسافة تقدر بعشرات الميكرونات خلال جزء صغير من الثانية (الميكرون يعادل جزءًا من ألف جزء من المليمتر).

ويوضح باتيس لـ «صوت الأمل»، أنَّ ابتكاره في مجال المحركات الكهروستاتيكية الدقيقة يعد التقنية الأولى في العالم القادرة على تحريك الكتلة المطلوبة في كاميرات التصوير والبالغة ستين ميلغرامًا عن طريق المحركات الكهروستاتيكية.

مضيفًا أن المحركات الكهروستاتيكية ستكون بديلًا عن المحركات الكهرومغناطيسية التي تحتويها الكاميرات الصغيرة في العالم والتي تكمن وراء حجم الكاميرا الكبير وبطء الضبط التلقائي وكذلك الاستهلاك الكبير لبطارية الهاتف أثناء التصوير.

ويعد دمج هذه المحركات في كاميرات الجوال إنجازًا تقنيًا سيضيف لها العديد من المزايا كصغر الحجم، وسرعة الأداء في الضبط التلقائي، وتثبيت الصورة، ومنع الاهتزاز، وقلة استهلاكها للبطارية.

ويؤكد الباحث فائز باتيس، أنَّه ساهم في تأسيس شركة ناشئة لتكون حاضنة لهذه الاختراعات وتقديمها بعد ذلك على شكل منتجاتٍ لسوق الأجهزة الإلكترونية، وأنَّ الشركة بصدد إنتاج كاميرا متكاملة تعمل على هذه المحركات، بحيث تمت أنشطتها التسويقية في مؤتمر الجوال العالمي الذي انعقد في مدينة برشلونة الإسبانية.

وتعد هذه الابتكارات إنجازًا غير مسبوق لباحث يمني في كندا بمجال المحركات الدقيقة ومجسات الذكاء فائقة السرعة. وبحسب الباحث باتيس فإنه أنجز ابتكاراته أثناء مرحلة دراسته للدكتوراه التي كانت تحت إشراف (البروفيسور التونسي رضا بن مراد) في مختبرات الميكاترونكس والأنظمة الدقيقة بجامعة تورونتو في كندا والتي أكملها بنجاح وتفوق في تخصص الأنظمة الدقيقة من قسم الهندسة الميكانيكية في نهاية ديسمبر 2016م.

 وكان باتيس قد حصل على جائزة شركة هواوي في مسابقة تصميم الأنظمة الدقيقة بمعرض تكسبو العلمي في كندا عام 2014م.

شهادة برمجية

(عبد الله محمود) أحد المبرمجين من جمهورية مصر العربية يقول عن مكانة المبرمجين اليمنين في عالم البرمجيات: “نحن المبرمجون من خارج اليمن نشهد ونقر أنَّ اليمنين استطاعوا أن يمتلكوا مكانة في عالم البرمجة والتطبيقات فهم ملوكها، وهذه حقيقة نحن نأخذ استشارات في عالم البرمجة من بعض المبرمجين في اليمن، ونجد الكثير منهم لهم بصماتهم حتى في عمل التطبيقات”.

ويضيف محمود: “نحن نقف أمام صاحب البصمة في عالم التطبيقات، حيث نجد (الأخ عمر باذيب)، الذي قدم تطبيق الواتس وأسماه (واتس عمر). وكما هو معروف استطاع عمر أن يضع بصمته والكل يشهد للتطبيق فيما يقدمه من مميزات. وُجِدت بعض الاعتراضات التي جاءت من الخارج؛ والسبب أنَّ هناك شركات ترى الشباب العربي بمستوى منافس لكثير من الشباب المبرمجين لديهم. وعلى الرغم من نجاح عمر، فإنَّ هناك إهمالاً من قبل الجهات المعنية التي لا بد أن تتبنى مثل هذه العقول الذكية”.

عقبة

(رامي محمد) أحد الشباب الذين بدأوا في مجال تطوير التطبيقات، ولكن توقف مشروعه في التطوير؛ بسبب شحة إمكانياته في امتلاك جهاز لابتوب عالي الدقة يقول رامي: “كنت قد دخلت في مجال البرمجة، وبدأت في تطوير عدة تطبيقات ولكن لم يساعدني الجهاز الذي أمتلكه فأجلت المشروع إلى حين الحصول على جهاز متطور، وأعود من جديد لهذا المجال؛ لأنني أعرف جيدًا أنَّ هذا سيعود بالنفع على المبرمج والمطور وكذلك على البلد. نجد الكثير من الشباب اليمني يهتم بهذه التخصصات التي تهتم بالبيانات والمطورات البرمجية لأنَّها لغة العصر”.

ويواصل رامي حديثه: «إنَّ الشباب اليمني بحاجة إلى داعم لهذه المجالات؛ لأنَّ اليمن تزخر بشباب مبتكر ومخترع”.

سوق البرمجيات

عندما تساءلت «صوت الأمل» حول اقتصاد البرمجيات، إذا ما تطور في اليمن هل سيكون منافسًا في السوق؟، يُجيب (الاقتصادي عمر الهادي): “نعم، سنكون في المستوى الدولي للمنافسة عبر هذا المجال، حيث أصبح 80٪ من الشباب اليمني مقتحماً لعالم البيانات والبرمجيات والتطوير لتطبيقات جوجل، فقد أصبحت جوجل نفسها تنظر إلى الشباب اليمني بعين الاهتمام بعدما منحت (لجين الأرياني) منحة لديها، وكل هذا يدل على أنَّ المبرمجين اليمنين استطاعوا أن يخرجوا إلى العالمية من خلال ما يقدموه في البرمجيات”.

 ويؤكد الهادي ما أوضحه بعض الشباب اليمنين، أنَّ الشاب اليمني لا يحتاج إلا إلى الدعم حتى يقدم الأفضل، وخير شاهد على التميز في مجال البرمجة، حصولهم على جوائز في عدة محافل.

تحديات تقف أمام مبرمجي اليمن

ويتابع الهادي حديثه عن أبرز المشاكل التي تواجه المبرمج اليمني، يجد المبرمج صعوبة في تحصيل الأموال في عملية شراء برنامج أو منتج يساعده في عمله من خلال تطوير التطبيق، فهناك الكثير من التطبيقات ليست مفعلة في اليمن، وهذا يجعل المطور في تحدٍ أمام الظروف التي يعيشها إلى جانب ذلك مشكلة الكهرباء وانقطاعاتها، وعدم توفر شبكات الإنترنت بسرعة مناسبة، كما أنَّ الدعم اللوجستي الذي يؤثر على إنتاجية المبرمج ضعيف.

مع ذلك، فإنَّ الهادي يوجد حلًا للمبرمجين لتحسين أدائهم في سوق البرمجة والوصول إلى المنافسة، وذلك من خلال الابتعاد عن منصات الخدمات المصغرة التي لا تقدم للمبرمج شيئاً سوى سرقة الجهد والوقت. مؤكدًا أنه لا بد من البحث عن فرص عمل للتوظيف العالمي الذي لا يتطلب تواجدًا جغرافيًا والاستمرار بالتعلم وعدم الرجوع إلى الخلف، حتى وإن كانت الظروف غير مساعدة، لا بد أن يستغل المبرمجين كل شيء متاح أمامهم.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

استطلاع لYIC : 54.1% من المخترعين اليمنيين يعانون من التهميش

صوت الأمل كشفت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفورميشن سنتر منتصف شهر مايو 2022م حول “ا…