‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة الاختراعات في اليمن الاختراع وريادة الأعمال في اليمن.. جوانب ابتكارية تجارية تفتقد للدعم

الاختراع وريادة الأعمال في اليمن.. جوانب ابتكارية تجارية تفتقد للدعم

صوت الأمل – حنين الوحش

في دائرة واسعة حول مفهوم ريادة الأعمال، وما تقتضيه من تقديم منتج جديد إلى السوق مع إضافة قيمة للمنتج، لا بد من ارتباط المنتج بالاختراع الذي يمثل قفزة نوعية في إنتاج جديدٍ يتناسب مع احتياجات السوق، أو ابتكارٍ يُضيف لمسةً إبداعية واحترافية على المنتجات الموجودة سلفًا بحيث تساعد على تحسين الخدمات أو المنتجات الموجودة بشكل أكبر.

تشبيك ريادة الأعمال والاختراعات والابتكارات

ريادة الأعمال أو كما عرفت بهندسة المشاريع تهدف بشكل أساسي إلى توفير الموارد اللازمة، وتحويل الأفكار إلى أعمال تجارية؛ للحصول على ربح واستثمار مستقل يعمل على تحريك الاقتصاد، وتحسين المستوى المعيشي للأفراد، وبناءً على ذلك تعددت المشاريع بين مشاريع نظم محاسبية وتقنية، وأخرى مختصة بالخدمات والتطبيقات.

ففي خدمات التطبيقات، (تطبيق وجبات) الخاص بتوصيل الطعام من مختلف المطاعم وهو شبيه لتطبيقات عالمية، ولكنه أُنشئ في اليمن كونه تطبيقاً جديداً لأول مرة، وتبعه بعد ذلك تطبيقات منافسة بنفس الفكرة.

وفي المجال التقني، هناك عدة براءات اختراعاتٍ وابتكاراتٍ ساهمت في المجال البرمجي فكان أول نظام في اليمن عام 1993م. بدأت الابتكارات التقنية بنظام مفتوح المصدر لمكاتب ومؤسسات ومشاريع تجارية صغيرة، بعدها توسعت في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بعد تطوير خدماتها وإضافة حلول برمجية جديدة، ونظام (إبداع سوفت) الذي حقق الريادة في عالم الأعمال وفي الأنظمة المحاسبية ويستخدمه الصرافون.

وهناك اختراعات أخرى يمنية طبية حصلت على براءة اختراع دولية، وقدمت المساعدة عالميًا مثل: اختراع الدكتور خالد نشوان (رئيس اتحاد المخترعين اليمنيين- رئيس شبكة اتحادات المخترعين العرب) الذي سُمي اختراعه بـ «نشوان بارا ساوند» الذي على معالجة تضيق الشرايين دون إجراء عملية جراحية، ودون آلام ودون مضاعفات الذي منحته أستراليا ممثلة باتحاد المخترعين الأستراليين جائزة (كأس سدني) كونه أفضل مخترع في «ابتكار 2010م»، وحاز على أكثر من ثلاثين جائزة عالمية آخرها حصوله على براءة الاختراع من الولايات المتحدة الأمريكية.

ومن ضمن رواد الأعمال اليمنيين الذين حققوا نجاحًا عالميًا باختراعاتهم، المخترع اليمني هاني باجعالة (رئيس فرع اتحاد المخترعين اليمنين بمحافظة حضرموت)، الفائز بجائزة دولة بولندا على الاختراع الإلكتروني، الذي ساعد في الكشف المبكر عن الأمراض الوبائية، بما في ذلك وباء أنفلونزا الخنازير، والحاصل على الميدالية البرونزية في معرض جنيف الدولي للاختراعات.

الابتكار وريادة الأعمال

يرى الكثير من مختصي ريادة الأعمال أنَّ الأعمال الابتكارية تحتاج إلى جهد كبير، حتى وإن كانت قد سجلت براءة اختراع، فهي لا تُسجل بمسمى «ابتكار» إلا إذا قدمت نفعًا للاقتصاد الوطني.

ويعزز ذلك الدكتور عبد الله نبيل (المختص بالاقتصاد)، بقوله: «لا بد من وجود توجه جاد لدعم المشاريع الابتكارية والمخترعين، وتهيئة البيئة الخصبة والمناسبة، وتسهيل كافة الصعوبات التي تواجه تطوير البنية الاختراعية والابتكارية والترويج لثقافة الاختراع في اليمن».

ويضيف الدكتور نبيل، أنَّ اليمن بحاجة إلى الكثير من الاختراعات في كافة الجوانب -خاصة- في مجالات الأتمتة والتحكم والذكاء الاصطناعي ومجال إنتاج الطاقة وتكنولوجيا المعلومات وصناعة البرمجيات، والإنتاج والصناعة الزراعية والصناعات الاستخراجية والمعدنية والأجهزة ومجال المعدات الطبية.

موصيًا الجهات الخاصة والحكومية إلى ضرورة دعم المخترعين والمبتكرين، وتبني المشاريع الابتكارية من خلال المشاركة، وإخراج المشاريع للواقع والعمل عليها، والاستفادة منها لما لها من دور محوري في دعم وتنمية الاقتصاد الوطني.

معوقات

وفي سياق الحديث عن الصعوبات التي تعيق الاستفادة من الاختراعات وتشغيلها في عملية التنمية، أوضحت الدكتورة رخصانة محمد (مدير مركز العلوم والتكنولوجيا)، أنَّه يوجد الكثير من الاختراعات والابتكارات، لكنَّها لم تخرج للمجتمع للاستفادة منها؛ بسبب عدم وجود رؤية لدى رجال الأعمال.

وفي ذات السياق عن الابتكارات والبيئة المناسبة التي تمكنَّها من التطور والتحول من مجرد فكرة إلى مشاريع ذات دخل تساعد في الاقتصاد كان هناك بعض العوائق أوضحها (القانوني عدنان مدهش)، أهمها عدم وجود الداعم لمشروع المبتكر لإخراجه إلى أرض الواقع، وعدم وجود جهة مختصة، تتبنى للمبتكر مشروعه وإن وجدت فقد تكون محدودة.

مؤسسات تأهيلية لدفع المبتكرين لريادة الأعمال

(مؤسسة إنجاز اليمن) التي تقدم برامج تدريبية ومسابقات محلية ودولية لريادة الأعمال للشباب، ومن ثم تختار أفضل شركة طلابية للمشاركة في مسابقات دولية.

 تهتم المؤسسة بشكل كبير بالأنشطة والبرامج والمسابقات التي تقدمها في إكساب الطلاب مهارات ومعارف؛ لتنمية روح الإبداع والابتكار في الجوانب الاقتصادية وتطوير ومساعدة المشاريع والشباب الذين يقدمون منتجات قابلة للتصنيع ومشاريع شركات خدمية يمكن أن تكون نواة لشركات رائدة تتميز ببساطة الفكرة وتلامس احتياجات المجتمع.

وفي ذات الاتجاه، يقدم (موقع إبداع الريادة) فرص كثيرة للتأهيل واستعراض أعمال المبتكرين الذين يريدون إدارة أعمالهم وابتكاراتهم. وحول ريادة الأعمال تقول سالي صالح (خبيرة في مجال ريادة الأعمال): «تضم اليمن العديد من الأيادي الماهرة والعقول الفذة التي لم تُستغل استغلالًا حقيقيًا ونافعًا، والكوادر الأكاديمية ذات الخبرة الواسعة والتي أخرجت العديد من رواد الأعمال».

وتضيف سالي بأنَّه ليس هناك شك بأنَّ القدرات الكبيرة، تحتاج لجهد أكبر ورعاية أكبر؛ لذلك سعت العديد من الجهات الاستثمارية إلى وضع خطط جديدة وريادية تساعد الشباب على تطوير مهاراتهم وابتكاراتهم من خلال تدريبهم وتأهيلهم عمليًا، لدمجهم في سوق العمل المناسب لكفاءتهم وقدراتهم.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

تراث الطهي اليمني يغزو العالم بمذاقه الفريد

صوت الأمل – هبة محمد  يُعدُّ المطبخ اليمني واحدًا من المطابخ العربية الرائعة والشهيرة…