الآثار في اليمن.. نشأة ما قبل التاريخ
صوت الأمل – حنين الوحش
تعود الآثار في اليمن إلى ما قبل التاريخ في المرحلة الانتقالية من العصور الحجرية والنحاسية وحتى العصور البرونزية والحديدية والتي تم اكتشاف مواقعها من قبل العلماء والبعثات الأجنبية لتشير إلى أنَّ الآثار اليمنية أثبتت أنَّ الإنسان الأول عاش في معظم أنحاء اليمن.
في الحديث عن نشأة وتطور الآثار في اليمن أعد (الدكتور خالد العنسي) كبير أخصائي الآثار بالهيئة العامة للآثار والمتاحف اليمنية نبذة بعنوان الآثار اليمنية في القرن الـ20 جاء فيها أنَّ هذا القرن شهد تطورات متسارعة في علم الآثار وفروعه ويمكن القول عنه العصر الذهبي لعلم آثار اليمن.
ففي العام 1927م تمت أول حفرية أثرية بالقرب من مدينة صنعاء في موقع الحقة قام بها الألمانيان (كارل رثجنس وهرمان فن فيسمان)بطلب من الإمام يحيى، كشفت عمليات التنقيب عن معبد مكرس لعبادة آلهة الشمس ذات بعدان، يرجع تاريخه من القرن 1ق.م – 1 م والتنقيب عن آثار غيمان في الشرق من صنعاء والنخلة الحمراء في الحداء محافظة ذمار.
وفي العام 1930م تم افتتاح متحف عدن في حديقة صهاريج الطويلة بعدن، وذلك أثناء الاستعمار البريطاني لجنوب اليمن.
أما في العام 1938م فقد تم التنقيب في موقع الحريضة في وادي عمد بحضرموت من قبل فريق إنجليزي بإدارة (جرترود كاتون توماس) حيث تم الكشف عن معبد مكرس لعبادة إله القمر سين يرجع تاريخه إلى ما بين القرن 5 ق.م والقرن 4 ق.م وكذلك الكشف عن بعض المقابر الكهفية المجاورة للمعبد
وكما جاء في النبذة التي قدمها الدكتور خالد العنسي، أنَّ في العام 1939م قد صدر أول قانون للآثار في اليمن رقم (6) بالأول من أكتوبر 1939م وقد ذكر في القانون متحف المكلا وهذا يدل أنَّ تأسيس متحف المكلا يعود إلى هذه الفترة .
أما من العام 1936م إلى العام1937 م فقد قام الرحالة البريطاني (جون فلبي) بزيارة المواقع الأثرية في نجران والربع الخالي وشبوة وحضرموت وغيرهن وقد قام بنشر الشواهد النقيشة والقطع الأثرية عليها.
وفي سنوات الأربعين من هذا القرن شهدت اليمن بعض الاهتمام العربي وذلك عندما سمح الإمام يحي سنة 1936م للصحفي ورجل الأعمال السوري نزيه مؤيد العظم بزيارة صرواح ومأرب ويعد أول من التقط صوراً فوتوغرافية لسد مأرب ولبعض معابد صرواح ومأرب.
وقد نشر نتائج رحلته في مجلدين تحت عنوان (رحلة في بلاد العربية السعيدة من مصر إلى صنعاء) سنة 1938م كما أرسلت الجامعة المصرية بعثة للقيام بدراسات عامة في اليمن عام 1936م.
وقد قام المعهد الفرنسي للآثار في القاهرة بنشر أولى مذكرات محمد توفيق سنة 1951م ضمن سلسة دراسات لجنوب الجزيرة العربية تحت عنوان (آثار معين في جوف اليمن) تتضمن صوراً فوتوغرافية لمعظم النقوش والمعابد وهي الصور الأولى لآثار الجوف.
أما الدكتور خليل يحيى نامي فقد نشر دراسة لنقوش الجوف في الجزء الثاني من هذه السلسلة عام 1952م وفي مجلة كلية الآداب جامعة القاهرة بين عامي 1954م و1957م.
وفي سنة 1947م زار اليمن الدكتور أحمد فخري الذي حُظي برحلة نظمها له الإمام إلى مأرب وصرواح والجوف وقد قام بتصوير المواقع والمعالم الأثرية ونسخ النقوش وعمل مخططات لمدينة مأرب ومعبد أوام ومدينة قرناو عاصمة مملكة معين ونشر نتائج رحلته في كتاب بعنوان رحلة أثرية إلى اليمن باللغة الإنجليزية سنة 1952م ثم ترجم فيما بعد إلى اللغة العربية في 1988م.
وفي سياق نشأة السلطة الأثرية في اليمن أوضح الدكتور خالد العنسي في النبذة الخاصة به بأنَّ هناك مرحلة تأسيس والتي كانت بعد إجراء عدد من الحفريات الأثرية ومن ثم انتقل الاهتمام بالآثار اليمنية إلى دائرة الاهتمام الرسمي وكانت البدايةُ افتتاحَ عدد من متاحف الآثار وتلا ذلك إنشاء دوائر حكومية تهتم بشؤون الآثار والحفاظ عليها في ظل يمن مقسم إلى شطرين شمالي وجنوبي ففي الشطر الجنوبي قد جاء عن الدكتور أحمد باطايع (رئيس الهيئة العامة للأثار والمتاحف- عدن) في تقرير سنوي لنشرة الآثار العدد 2 للفترة 1960- 1961م يوضح من خلاله أنَّ عدن البريطانية قامت في الخمسينات من القرن الـ20 بإنشاء إدارة للآثار وكانت أعمال هذه الإدارة تشمل الإشراف على المتحف، والحفاظ على المواقع الأثرية القديمة، وتطبيق المسح للآثار في مواقع بمستعمرة عدن والمحميات.
فيما يقول أنه في الأول من أبريل 1962م أُنشئت أول إدارة للآثار بمدينة عدن وكانت تتبع وزارة الأوقاف وفي العام 1964م أنشئ في المكلا متحف كان بإشراف إدارة المعارف القعيطية.
أما في العام 1965م، أصبحت هذه الإدارة تحت إشراف سكرتارية حكومة عدن وكان من أعمال الإدارة بناء متحف حديث في التواهي سنة 1967م وإصدار نشرة دورية أثرية اسمها ( Aden Antiquities Reports) صدر منها 18 نشرة .
وقد صارت إدارة الآثار تحت إشراف وزارة التربية والتعليم عام 1867م وتم دمج الآثار والسياحة بإدارة عامة تشرف عليها وزارة الثقافة وأصدر قانون الآثار رقم “13” لسنة 1970م.
وضمت إدارة الآثار إلى المركز اليمني للأبحاث الثقافية وذلك بالقانون الجمهوري رقم “24” لسنة 1976م وهو قانون المركز اليمني للأبحاث الثقافية والآثار والمتاحف، وقد عدل القانون إلى قانون الآثار رقم “7” لسنة 1986م.
أما في الشطر الشمالي فيقول الدكتور خالد: “إنَّ بداية الاهتمام الرسمي بعد ثورة 26 سبتمبر الخالدة ــ في عام 1962م ــ حيث تم إنشاء إدارة عامة للآثار في وزارة الإعلام والثقافة ومن بعد ذلك تم افتتاح متحف العرضي بمدينة تعز سنة 1967م”.
وفي 30 أغسطس 1969م تم تأسيس أول جهة رسمية حكومية منوطة بالآثار بموجب القرار الجمهوري رقم “58” لسنة 1969م بشأن تشكيل واختصاصات مصلحة الآثار ودور الكتب لتصبح مصلحة مستقلة تتبع رئاسة المجلس الجمهوري وكان من أولويات هذه المصلحة افتتاح المتحف الوطني بالعاصمة صنعاء سنة 1970م وكانت نواة هذا المتحف القطع الأثرية المستخرجة من حفريات الحقة وغيمان والنخلة الحمراء التي كانت محفوظة في مخزن خاص بدار الضيافة (المتحف العسكري حالياً).
وفي العام 1973م تم تعديل اسم المصلحة إلى الهيئة العامة للآثار والمتاحف ودور الكتب بموجب القانون المعدل برقم “53” لسنة 1973م هيئة مستقلة تتبع مكتب رئاسة الجمهورية.
وخلال الفترة من 1969م إلى 1990م شهدت الهيئة تطورات سريعة في الهيكل الوظيفي والنشاط الميداني خصوصاً بعد رفد الهيئة بكوادر متخصصة مثل عالم النقوش ومختصين في مجال التاريخ والآثار.
وخلال هذه الفترة قامت الهيئة بإبرام اتفاقيات التعاون مع عدد من المؤسسات العلمية والبعثات الأثرية الأجنبية، والتي ساهم البعض منها بتقديم منح دراسية في مجال التأهيل والتدريب لعدد من كوادر الهيئة وكذلك تقديم المنح الدراسية في الدراسات العليا لموظفي الهيئة والتي كانت لها نتائج مفيدة لجامعة صنعاء خصوصاً بعد انتقال كوادر الهيئة الحاصلين على درجة الدكتوراة للتدريس في الجامعة.
ومع توحيد شطري اليمن في 1990م تم دمج سلطتي الآثار في الشمال والجنوب في سلطة موحدة تحت اسم الهيئة العامة للآثار والمخطوطات والمتاحف هيئة مستقلة تتبع وزارة الثقافة.
الأراضي اليمنية ميادين خصبة لاكتشاف الآثار
اليمن والذي يعد ذا موقع استراتيجي خصب وذا ميادين بحث خصبة لحقبة ما قبل التاريخ.
أشار الكاتب ريمي كراسار في كتاب “عصور ما قبل التاريخ في اليمن” إلى أنَّ منذ عدة عقود قدمت شبه الجزيرة العربية وخاصة جهة الجنوب العربي (اليمن وعمان) عدداً كبيراً من القطع الأثرية التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ.
وسواء تم التحقق من مصدرها بدقة أو تم تجاهلها أو أنَّها لم تعرف جيداً، فقد تم العثور على هذه القطع على سطح المواقع الأثرية تقريباً وهذه الميزة توضح مدى التأثير السلبي للمناخ وعوامل التعرية في هذه المنطقة من العالم على الطبقات الرسوبية بشكل جزئي أو كلي، في الوقت الذي بقت فيه القطع الأثرية الضخمة في مكانها بعد إزاحة الطبقة الترابية مثل العدد الكبير للحجارة المنحوتة.
وعليه فإذا كانت عوامل التعرية تساعد في بعض الأحيان على اكتشاف بعض المواقع بسهولة فإنَّها تؤدي مع ذلك إلى تدمير الإطار الأثري مما يجعل من عملية تحديد التاريخ المطلق أو النسبي عملية صعبة للغاية.
بعثات أجنبية في اليمن
قال الكاتب الدكتور إبراهيم عباس في مقال له يحمل عنوان (أضواء على تاريخ وحضارة اليمن قبل الإسلام): “إن اليمن لم يأخذ حقه من الاكتشافات الأثرية حتى الآن، وبالرغم من قلة عدد بعثات التنقيب الأجنبية في اليمن، إلا أنَّ هناك العديد من الرحالة والأثريين الذين زاروا اليمن منذ القرن الثامن عشرة، لكن غالبية المكتشفات الأثرية شملت النقوش المسندية التي تعود إلى أزمنة تعد حديثة نسبيًا إذا ما قورنت بالآثار الكنعانية أو الفرعونية التي تعود إلى آلاف السنين وليس لألفين أو لثلاثة آلاف سنة فقط”.
مضيفا بأنَّ (كارستن نيبور) أول رحالة أوروبي يقود بعثة علمية استكشافية للجزيرة العربية سنة 1176هـ / 1762م، وقد أمضى الفترة ما بين 1762-1763 في اليمن
وعلى الرغم من كل الإنجازات التي حققها نيبور وبعثته فإنَّ -وكما يذكر إس فيليبس- (تسجيل النقوش العربية الجنوبية والوصف المباشر للآثار العربية الجنوبية كان أمراً مستعصياً عليهم).
وتبع نيبور مواطنه الألماني (أولريش سيتزن) الذي وصل إلى اليمن عام 1810م وسعى لتحديد النقوش التي ذكرها نيبور، وقد نجح في العثور على نقوش في ظفر وما حولها عام 1811م.
ويرجع الفضل في إحراز التقدم على صعيد اكتشاف المواقع الأثرية الأكثر شهرة في اليمن نهاية القرن التاسع عشر إلى( جى. تي. أرنولد)، (وجى هاليفي)، (وإي. جلاسر).
وقد وصل أرنولد إلى صنعاء عام 1843م، ومن المرجح أنه أول أوروبي يزور مركز سبأ في مأرب وصرواح، وقد وضع مخططًا ووصفًا لمدينة مأرب، وزار أيضًا معبدي أوام (المعروف بمحرم بلقيس) وبران.
وقد أعد مخططًا وسجل عددًا من النقوش وبالمثل زار موقع سد مأرب حيث أعد مخططًا لكل من السد وقنوات الري وسجل المزيد من النقوش، ولدى عودته إلى صنعاء زار صرواح وسجل العديد من النقوش.
أما جوزيف هاليفي (أستاذ الدراسات العليا في السوربون)، فقد زار اليمن في 1869-1970؛ لتسجيل نقوش ما قبل الإسلام وركز زياراته في شمال اليمن، وعثر على العديد من النقوش والتحف، لكن لسوء الحظ، وعلى الرغم من أنه سجل النقوش فإنه على ما يبدو لم يضع مخططات أو رسومات توضيحية للآثار الأخرى التي رآها، ومثل أرنولد، أمضى بعض الوقت في مأرب وصرواح، كما زار موقع براقش.
أما المستشرق النمساوي جلاسر فقد قام بعدد من الرحلات إلى اليمن بين عامي 1883م و1892م وخلال أول زيارتين لم يتمكن من الوصول إلى مأرب لكنه قام بزيارة عدد من المواقع بين عدن وصنعاء، بما في ذلك موقع ظفر وفي زيارته الثالثة تمكن من زيارة مأرب حيث قام بمسح ووصف للسد (سد مأرب) وقدم تفاصيل مهمة حول موقع النقوش في معبد أوام.
كان جلاسر أيضًا مسؤولًا عن إرسال مجموعة واسعة من الآثار اليمنية الجنوبية إلى أوروبا حيث تم إيداعها لاحقًا في عدد من المتاحف.
أما حملات التنقيب عن الآثار بشكلها المعروف فلم تبدأ في اليمن حتى أواخر عشرينيات القرن الماضي؛ وذلك – وكما يذكر سانت جون فيلبي (الحاج عبد الله فيلبي)ــبسبب اعتراض الأهالي على دخول الأجانب بلادهم”.
وأول حفريات أثرية أجريت في اليمن تعود إلى عام 1928م في موقع الحقة شمالي اليمن من قبل إس. راتنجس، و إتش فون ويسمان اللذين تمكنا من اكتشاف معبدين سبئيين وأدوات معدنية وفخريات ومجوهرات. ويعد فيلبي من أشهر الرحالة الإنجليز الذين أجروا اكتشافاتهم في اليمن.
وقد بدأ رحلته إلى اليمن في مايو 1936م ومكث هناك ثمانية أشهر ومعظم النقوش التي نقلها فيلبي في رحلته تلك كتبت بالخط الثمودي ( وهي النقوش الجزرية الشمالية التي استخدمها عرب الجزيرة العربية للتدوين) و اللحياني( أحد الخطوط العربية التي كانت منتشرة في شمال شبه الجزيرة العربية في مملكة بيحان وأحد مراحل تطور الأبجدية العربية من الخط السند)، وبعضها كتب بالخط السبئي.
ويعود الفضل إلى عالم الآثار الأمريكي ويندل فيليبس في اكتشاف العديد من الآثار التي عثر عليها في خمسينيات القرن الماضي والتي تعود إلى مملكة سبأ القديمة.
وتعود بداية الحفريات الأثرية في جنوب اليمن إلى القرن الماضي، فقد قام اللورد بلهافن ببدء تنقيب صغير في موقع شبوة، وتم سرد نتائجه في المجلة الجغرافية عام 1942م.
ولكن الأهم كانت تلك الحفريات التي أجرتها جيرترود كاتون طومسون في موقع حريدة بوادي أمد حيث كانت كاتون طومسون (عالم الآثار المحترف) قد أجرت بالفعل حفريات مهمة في الفيوم بمصر، وجاءت إلى اليمن بأهداف محددة.
وأفاد ذلك البحث بدليل على أقدم احتلال بشري في حضرموت وقد عثر على نتائج مهمة توضح أدلة على بقايا العصر الحجري القديم في عدد من المواقع ــ في موقع الحريدة نفسهاــ أكملت التنقيب في معبد صغير مخصص للإله سين وأبرزت جوانب عديدة من ثقافة حضرموت القديمة، تم نشر النتائج على الفور في عام 1944م تحت رعاية جمعية الآثار (وهو أول تقرير عن تنقيب علمي حقيقي في اليمن).
ومن أوائل الحفريات الأثرية التي أجريت في اليمن كانت عام 1928م في موقع الحقة شمالي صنعاء من قبل إس. راتجنس، وهـ. فون ويسمان اللذين تمكنا من اكتشاف معبدين سبئيين وأدوات معدنية وفخاريات ومجوهرات.
ومنذ عام 1975م كانت هناك زيادة ملحوظة في عدد حملات التنقيب عن الآثار والبحوث الأثرية في جميع أنحاء اليمن.
أقدم القلاع والحصون اليمنية
حيث إنَّ اليمن يعد من أقدم الحضارات في البلدان العربية وفي العالم كله ومن أقدم المعالم اليمنية هي قلعة بيانون، وهي قلعة وحصن قديم جداً يوجد على رأس جبل شهير في اليمن كانت القلعة معتقل في مملكة حِمير، وكان الملك يقيم هناك أحيانًا بنيت القلعة من قبل سيدنا سليمان عليه السلام آنذاك.
حصن قصبة الدامغ هذا الحصن الذي يوجد على قمة جبل الدامغ بمحافظة صعدة، وتم بناءه في الدولة العثمانية الأولى ويعد من أقدم وأجمل الحصون في العالم.
حصن الغراب من أشهر المعالم التي توجد في اليمن والذي يقع في مدينة ثلاء اليمنية على قمة جبل كبير، يعود الحصن إلى مملكة حمير القديمة وهناك العديد من الآثار اليمنية القديمة الأخرى
استطلاع لـ YIC: 75 % من الآثار اليمنية لا تتمتع بالحماية الكافية
صوت الأمل كشفت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفورميشن سنتر بداية شهر مايو 2022م حول (ا…