التداعيات الإنسانية في ظل استمرار الصراع
صوت الأمل – أمل المحمدي
شهدت اليمن أكبر أزمة إنسانية في العالم في ظل ست سنوات من الصراع، وحسب ما صرحت به منظمة اليونسيف أخيرًا أن هناك أكثر من 21 مليون شخص يحتاج لمساعدة إنسانية، بما فيهم أكثر من 11 مليون طفل؛ فمنذ تصاعد ذلك النزاع ، أصبح البلد يفتقر إلى أبسط الخدمات؛ فهناك نقص شديد في المرافق الصحية والتعليمية، بل وتفتقر إلى العديد من المرافق التي يحتاجها المواطن في الحياة اليومية.
ومما أوردته اليونيسيف أن النزاع سبب تأثر ما لا يقل عن 11,000 طفلًا منذ بدايته، وتم تجنيد آلاف آخرين في القتال, وراحت ملايين الأنفس بسببه؛ حيث يقدر عدد الأطفال النازحين داخليًا بين المدن بنحو 1,7 مليون طفل. وقد أدى الدمار والإغلاقات التي لحقت بالمدارس والمستشفيات إلى تعطيل الوصول إلى التعليم والخدمات الصحية, فهناك أكثر من مليوني طفل خارج المدرسة؛ مما يجعلهم أكثر عرضة للخطر, ولم تقف عند الطفولة, ولكنها أثرت على البنية والاقتصاد التي راح ضحيتها فئات من الطفولة وحتى الشيخوخة.
عن قُرب، “صوت الأمل” سلطت الضوء على وجهات نظر الأفراد حول العوامل المؤثرة خلال السنوات الماضية على اليمن, وما خلفه النزاع الداخلي فيها.
الضغط الاقتصادي
(صلاح الدين – 26عامًا – مواطن من مدينة الحديدة) يقول إن أكثر العوامل تأثيرًا في الوضع الإنساني المنصرم ناجم بشكل رئيس من الأطراف المتنازعة التي خلفت الدمار في هذه الفترة من الناحية الأمنية، أما بالنسبة للناحية الاقتصادية؛ فالتلاعب بالعملة ورفع الأسعار ضغط على المواطن اقتصاديًا وحرمانه حتى من توفير أبسط متطلباته.
من جانبه (موسى زنيم – 23عامًا- بكالوريوس إعلام)يقول: “عانى المواطن اليمني في هذه السنوات الكثير من الصراعات والنزاعات، لعل من أهم العوامل التي أثرت على حياته ارتفاع المواد الغذائية, والتلاعب بالاقتصاد رغم انعدام المادة لدى الكثيرين, وواجهت أغلب الأسر صعوبة في توفير لقمة العيش الكريمة التي تلزمه, بالإضافة إلى أزمة المشتقات النفطية الخانقة التي نسميها ( بالأزمة والتأزم)”. ويضيف زنيم أن الصراع تسبب في تشرد الناس من منازلهم ونزوحهم, ومعاناتهم من الغربة في وطنهم, وأنه كلما توقف الصراع في بعض المناطق يعود النازحون ليموتوا بسبب الألغام المزروعة في أماكن النزاع.
حرمان من التعليم
وأردف زنيم أن من تداعيات النزاع حرمان الكثير من الأطفال من تعليمهم, بل ومن أبسط الحقوق في توفير الكتاب والأثاث المدرسي، مؤكدًا: “تدهورت الأوضاع في اليمن بأعوام قليلة مرت على المواطن كأنها ستين عامًا، حرمتنا -كطلاب جامعيين- من الدراسة بالشكل المكتمل، تزاحمنا في كلية واحدة بسبب إغلاق بقية الجامعات التي دُمرت, وعلى سبيل المثال لا الحصر كانت كلية الآداب مكان مكتظاً لجميع الأقسام”.
أما (محمد الحجوري -23 عامًا– بكالوريوس إعلام- الحديدة) فيقول إن السنوات تمر والصراع في تزايد، والحياة الإنسانية أصبحت مأساوية، وجميع القطاعات -بما فيها التعليم- قد تدهورت، فضلا عن أن التعليم على وشك الانعدام جراء تردي الأوضاع.
صراع الإنسانية
مضيفًا أن استمرار الصراع جراء الخلافات السياسية أثر على التعليم بشكل كبير، فإلى جانب تضرر الطالب فإن المعلم لم يسلم من الضرر بسبب انقطاع الرواتب الأمر الذي ساهم في ضياع العملية التعليمية وتشتت الطلاب في مختلف المدارس، لأن كثيرا من المعلمين تركوا التدريس والتحقوا بأعمال أخرى لتوفير متطلبات الحياة, وهكذا بات مصير الآلاف من الأطفال بعد الصراع الذي يفترض أن نسميه “صراع الإنسانية” مخيفًا.
(طيبة إبراهيم – 24 عامًا – طالبة في قسم الإنجليزي جامعة الحديدة) توضح لـ”صوت الأمل” قائلة: “اليمن الدولة الوحيدة التي تأثرت بعوامل كثيرة بسبب الأوضاع التي عاشتها اليمن اقتصاديًا لتدني العملة, وأمنيًا جراء الصراع واختلاف السياسات, وثقافيًا انحرم منها الطالب من الدراسة الابتدائية وحتى التعليم الجامعي, لم نكن على علم بأن الخلاف سيؤثر بهذا الشكل على الأوضاع, ويحرم أبناء الشعب من أبسط حقوقه”.
وتضيف إبراهيم أن المئات من الأسر تموت في القرى؛ بسبب عدم توفر المراكز الصحية, والآلف من الأطفال يقتلون في النزاع، والكثير من النساء اللاتي ترملن, ويذهب ضحية الصراع الأطفال المحرومين من أبسط حقوقهم للعيش الكريم.
في تقرير لـلأمم المتحدة ديسمبر 2021م، ذكرت فيه أن اليمن تعاني من واحدة من أسوأ أزمات الغذاء في العالم، حيث من المتوقع أن يعاني ما يقرب من 2.3 مليون طفل دون الخامسة من سوء التغذية الحاد, كما من المتوقع أن يعاني 400.000 طفل منهم من سوء التغذية الحاد الوخيم مع إمكانية تعرضهم للوفاة في حال عدم حصولهم على العلاج بصورة عاجلة, بالإضافة إلى ذلك، هناك حوالي 8.5 مليون طفل لا يحصلون على المياه الصالحة للشرب أو الصرف الصحي أو النظافة, وكلها عوامل أثرت على البلد بسبب النزاع والتدهور الاقتصادي. ووفقًا للتقارير الواردة من المنظمة الدولية للهجرة، وفي الفترة ما بين 1-23 أكتوبر، نزح أكثر من 1.130 أسرة وأكثر من 6.700 شخص في محافظة مأرب, حيث فرّ أكثر من نصف هؤلاء النازحين إلى مدينة مأرب، بينما ذهب نحو 24% منهم إلى مناطق آمنة في مديرية الجوبة و22% آخرين إلى مأرب (الوادي), ونزح البعض إلى مديريات صرواح وجبل مراد. في سبتمبر، بلغ عدد النازحين ما يقارب من 10.000 شخص في محافظة مأرب وهذا أعلى معدل تم تسجيله لحالات النزوح في المحافظة الواحدة لشهر واحد.
استطلاع.. الغذاء أهم الاحتياجات الإنسانية لليمنين في ظل الصراع بنسبة %36.9
صوت الأمل – رجاء مكرد أوضحت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفورميشن سنتر، منتصف شهر ينا…