‫الرئيسية‬ الأعداد السابقة العمل الانساني في اليمن هبة: “أدعو كل من له صلة بالعمل الإنساني إلى التركيز على التنمية المستدامة”

هبة: “أدعو كل من له صلة بالعمل الإنساني إلى التركيز على التنمية المستدامة”

صوت الأمل – أمل المحمدي

يجب استبدال الإغاثة الغذائية بالإغاثة الصحية

يستحوذ العمل الإغاثي على الاهتمام الأكبر في عمل منظمات المجتمع المدني المحلية والدولية، وتركز معظمها على المساعدات الغذائية الطارئة التي تستهدف الفئات الفقيرة في المجتمع اليمني التي تقدر أعدادها بالملايين.

محافظة الحديدة واحدة من أكثر المناطق اليمنية في الكثافة السكانية، ومن ثمَّ فهي من أكثر المناطق احتياجًا للمساعدات الإنسانية بكل أنواعها.

في هذا اللقاء نناقش مع الأستاذة ليلى عثمان هبة –إحدى رموز العمل الإنساني في الحديدة- مجموعة من القضايا ذات العلاقة بالعمل الإنساني والغذائي في اليمن بشكل عام وفي الحديدة على وجه التحديد.

بداية نود التعرف على الاستاذة ليلى وكيف بدأت مسيرتها في العمل الإنساني والإغاثي؟

أنا ليلى عثمان هبة، أحضر الماجستير في الإدارة والإشراف التربوي التحقت بالعمل الإنساني منذ عام 1994؛ حيث بدأت العمل الإنساني -منذ أن كنت مديرة لمدرسة- من خلال تحسس الأيتام والفقراء الموجودين فيها، ومعرفة حالاتهم، ومن هنا كان منطلقي، وبعدها بدأت أعمل في المؤسسات الخيرية وتخصصت في قطاع المرأة والطفل. وقررتُ أخيرًا ضرورة الاستقلال، حتى لا أحتكر نفسي في تنفيذ البرامج المفروضة، كما أن لي طموحًا عاليًا في أن أكون صاحبة رأي وأفكار جديدة؛ فاحتفظت بفكرة المؤسسة في أن تكون مختلفة عن البقية من ناحية أن كل المؤسسات تهتم بالإغاثة المادية. توجهت بالتفكير إلى التنمية المستدامة بحيث تكون لنا بصمة حقيقية؛ فكان اهتمامي بالأيتام من جانب التعليم من خلال أن نوفر لهم كفالات تعليمية، لا مادية ولا معيشية؛ لأن جميع المؤسسات والجمعيات والمنظمات والمبادرات يكون عملها في جانب الإغاثة، ولم تبنِ الفرد ولم تضف شيئًا مستدامًا للوطن.

إن دعم المواطنين بمواد غذائية أو إيوائية غير مُجدٍ في الوقت الراهن؛ حيث يقوم الناس فور استلامها ببيعها بنصف المبلغ للتجار ولا يستفيدون منها شيئًا.

تركتُ عمل باقي المؤسسات في توفير الغذاء واتجهت إلى جانب التعليم، وأنشأت روضة تهتم بتعليم أطفال الأسر المحتاجة وتأهيلهم، وواصلت دعم الطلاب في بعض المدارس بدفع الأقساط الشهرية لهم، بحيث لا تصل الأموال إلى أسرة الطفل بل تدعمه في التعليم. وأعطيتُ الأولوية في تدريس ودعم المجتهد الطالب من أجل بناء يمن قوي وجيل متعلم يرتقي ببلده، ثم انطلقنا إلى التأهيل والتدريب من خلال إقامة الدورات التأهيلية في اللغة الإنجليزية والنقش والكوافير وصناعة العطور والبخور وغيرها من الدورات التي تستطيع الشابة أن تقيم بها مشروعًا يعود عليها بالربح.

ما هي أبرز المشاريع التي قمتم بتنفيذها؟

قمنا بتقديم دعم مادي لدعم إقامة المشاريع الصغيرة، وكان منها بيع أدوات الخياطة وإنشاء بقالات صغيرة، والكثير من المشاريع التي عادت بالنفع على أصحابها، وهي تعد من الأعمال الإنسانية التي يستفيد منها المواطن.

وبعدها اتجهنا إلى منطقة الأحواض وجبل النار، وهاتان المنطقتان تعدان الأشد فقرًا في محافظة الحديدة التي تفتقر إلى الماء والإيواء ولا يتوفر فيها حتى أبسط الخدمات، بالإضافة إلى انعدام المواصلات. من الخدمات التي قدمناها لهم توفير خزانات ماء تسد جزءًا من حاجاتهم.

هل الساكنون فيها من النازحين أم من المقيمين بسبب الفقر؟

يعد ثلثا المقيمين في هذه المناطق مواطنين بسطو على هذه المناطق بسبب فقرهم ومنهم النازحين بسبب الحرب؛ فالوضع الإنساني في تلك المناطق متدهورٌ جدًا ويحتاج إلى الدعم الإغاثي كثيرًا

هل وصلت المساعدات إلى النازحين أم كانت الأولوية لأهل المنطقة؟

نحن نهتم بالفئات الأشد احتياجًا سواء -كانوا نازحين أو غيرهم- ونقدم لهم الإغاثة حسب الاحتياج من ماء ودعم للحالات المرضية وتقديم المعونات الغذائية، خاصة في شهر رمضان وكسوة العيد وغيرها، فهناك العديد من النازحين الذين سجلوا في العديد من المحافظات فيما يقيمون في الحديدة ويذهبون لاستلامها فور صرفها من محافظة أخرى. وقد اكتشفت الجهات الإغاثية بهذا الشيء فبدأت بالرقابة نوعًا ما لتصل المستحقات من الدعم إلى أكبر عدد ممكن.

كيف يتناقص العمل الإنساني في اليمن؟

من ناحية الوضع الإنساني، يجب أن يكون منظمًا؛ فالصين رفعت شعار “نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع”، وهذا ما جعلها دولة راقية، فلو ركزنا على التنمية سنتخطى الاحتياج. فلا بد من التركيز على التأهيل والتدريب والتمكين لحل الوضع الإنساني، والتركيز على البنية التحتية وبناء المراكز الصحية التي تخدم الحالات الإنسانية وتوفير العلاج المجاني لها للتخفيف من الاحتياجات.

ما الذي يجب أن توفره مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني في الجانب الإنساني؟

لا أحد يموت من الجوع، لكن الإنسان يموت من الإصابة بمرض، ومن ثم يجب استبدال الإغاثة الغذائية بالإغاثة الصحية. من ناحيتي، أدعو جميع من له صلة بالعمل الإنساني إلى التركيز على التنمية المستدامة وتوفير الاحتياج الأهم الذي يعكس الأثر والعائد.

كيف يكون هناك ربط بين القائمين بالأعمال الإنسانية لتوفير هذا العمل على أكمل وجه؟

يقوم المجلس الأعلى للتنسيق بعمل قاعدة بيانات تحتوي على كشوفات خاصة بكل هيئة، يرصد من خلالها الحالات الأشد احتياجًا وإلغاء الحالات المكررة حتى تتوفر الفرص لأكبر عدد ممكن، ومن ناحية أخرى فإن للتشبيك بين الداعمين للعمل الإنساني في المديريات دورًا في وصول الإغاثة للمواطن بين مؤسسات ومنظمات محلية ودولية.

ماهي الرؤية المستقبلية لتحسين الوضع الإنساني في اليمن؟ أكررها لأهميتها، يجب التركيز على التنمية ومعرفة الاحتياجات حسب الدراسات والمسوحات الميدانية ودراسة الجهات الداعمة للوضع الإنساني من أجل ضمان وصولها إلى من يستحقها، والابتعاد عن تكرار تسجيل الحالات، والتركيز الأهم على الإغاثة داخل المدن؛ فكثير من المدن تكون أشد احتياجًا، والمشكلة أن القائمين بالعمل الإنساني يركزون على الأرياف، ونحن هنا أشد احتياجًا لحالات لا تستطيع توفير الإيجارات والمتطلبات اليومية لها على عكس سكان الريف؛ فإن الأغلبية تتوفر لديهم البيوت بغير إيجار شهري ويعملون في أراضيهم لتوفير حاجتهم.

الرجاء تسجيل الدخول للتعليق.

‫شاهد أيضًا‬

استطلاع.. الغذاء أهم الاحتياجات الإنسانية لليمنين في ظل الصراع بنسبة %36.9

صوت الأمل – رجاء مكرد أوضحت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفورميشن سنتر، منتصف شهر ينا…