الأمهات بين الماضي والحاضر: أيهما الأكثر حظاً؟
صوت الأمل – حنين أحمد
يتغير نمط الحياة من الماضي إلى المستقبل، فلكل حقبة ملامحها الخاصة التي تميزها، ففي الماضي كانت الحياة بسيطة، لكن عبء الاهتمام بالأسرة واحتياجاتها اليومية، كان يقع على عاتق المرأة التي لم تكن تمتلك الأدوات التي تسهل لها إنجاز أعمالها، أما في وقتنا الراهن، فقد تعقدت الحياة، بسبب التطور التكنولوجي، وفي المقابل توفرت للمرأة الأدوات التي تخفف عنها وقع هذه التعقيدات، ولكن تبقى لكل فترة زمنية، استدعاءتها الماضية المليئة بالحنين للماضي حتى وإن حفل بالصعوبات والمشقات.
أسلوب حياة
تقول غصون ناجي -85عاماً: كنا فيما مضى نُكلَّف بالكثير من الأعمال داخل وخارج المنزل، يبدأ يومنا عند شروق الشمس، حين نشرع بتحضير طعام الإفطار، والاستعداد للانطلاق إلى أعمالنا التي كانت ما بين الرعي والزراعة والأعمال المنزلية الأخرى، وكنا نستطيع الاهتمام بأسرنا، وتنظيم أوقاتنا والنهوض والنوم باكرا،ً مما جعل من حياتنا آنذاك حياة سهلة وغير معقدة.
فيما تقول شروق-42عاماً: كان يبدأ يومنا في الصباح الباكر، حيث نقوم بتحضير وجبة الإفطار للجميع في المنزل، ومن ثم التوجه إلى المدرسة، ونعود مباشرة لتحضير وجبة الغداء، وتنظيف المنزل، ومن ثم الاهتمام بمذاكرة الدروس، لم تكن لدينا رفاهية الاسترخاء بين الأعمال والدراسة، بل كنّا نقوم بكافة المهام دون كلل أو ملل.
فيما ترى نادين جمال- 26 عاما،ً أن الحياة ليست مرتبطة بالأعمال المنزلية والتعليم فقط، ففي الوقت الحالي توجد أدوات وبدائل تساعد المرأة على إنجاز الأعمال في وقت قصير، مما يتيح لها أن تجد لها وقتًا خاصًّا بها.
وأضافت: “إن الحياة لا تقتصر على الأعمال فقط، بل يمكن أن نخصص وقتاً للترفيه عن أنفسنا بالإنترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي، وممارسة الهوايات التي نفضلها”.
التعليم بين الماضي والحاضر
تؤكد وردة محمد- 70 عاماً، أن التعليم كان مقتصرًا في بدايته على تحفيظ القرآن الكريم والتجويد والقراءة والكتابة، عند من كانوا يسمون بالفقهاء، وبعد ذلك تعلمنا في المدرسة التي كانت تقع في منطقة بعيدة عن بيوتنا.
وتضيف: “لم تكن لدينا وسائل الراحة والرفاهية الموجودة لدى أبناء الجيل الحالي الذين رغم كل الوسائل المتوفرة لديهم، إلا أنهم لا يأخذون التعليم على محمل الجد، ولا يعملون على تنمية أنفسهم وأفكارهم، حيث تركوا الكتب والمراجع العلمية التي يفترض أن يستفيدوا منها، وتوجهوا إلى الهواتف والإنترنت، واستخدموها بطريقة عشوائية.
في السياق، تقول منال مصطفى- 39 عامًا: “كان التعليم في الماضي قويّاً ومنضبطاً، وكنا أكثر حرصًا عليه، رغم أننا لم نكن نمتلك وسائل مساعدة تعيينا في التعليم، وكانت لدينا الكثير من الانشغالات والالتزامات”.
و تضيف: “في السابق كان هناك حس بالمسؤولية تجاه التعليم، كنتُ أوزع وقتي بين مهامي المنزلية، وتربية أولادي، وإكمال دراستي الجامعية، وعملي الحكومي، ولم أقصر أو أتخاذل في أي جانب من مسؤولياتي.
فيما ترى مروى سالم -25عاما،ً أن التعليم أصبح ضعيفًا في اليمن، فبينما يعيش العالم ثورة معلوماتية، أصبح التعليم في اليمن مقتصرًا على الحصول على الشهادة، بمعزل عن نتاج هذا التعليم وانكاسه على حياة الطلاب العملية بعد التخرج، ومردّ ذلك هو ضعف المناهج، وعدم مواكبتها لسوق العمل.
الأساليب التربوية المختلفة
تقول رضية محمد – 75 عاما: “لدي تسعة أولاد، ربيتهم على المبادئ والقيم التي تربينا عليها، لم يكن في وقتها أي تدخلات خارجية تؤثر في تربية الأبناء، فالأخ الأكبر يساهم في تربية أخيه الأصغر منه، ويتحمل مسؤولية الجميع بعد الأم والأب، وكان للأم والأب والأخ الأكبر هيبة واحترام”.
من جهتها تقول سماح هشام- ربة بيت: “لدي 3 أولاد، نحن أمهات مثاليات، نمتلك القدرة في مواجهة التحديات الصعبة، وسط بيئة تشهد انفتاحًا في كافة المجالات”.
وتضيف: “نواجه تحديات كثيرة كي نربي أولادنا على مبادئنا وقيمنا، فالأطفال أصبحت عقولهم أكبر من سنهم، بسبب الإنترنت ووسائل الاتصال والألعاب المشتتة للعقل.. نحن نعيش في حالة من القلق الدائم، ونخوض حرباً للحفاظ على تربية أولادنا بمعزل عن البيئة المشتتة”.
إدارة المنزل
وترى كوثر محمد -47عاما،ً “إن إعداد الطعام في الوقت الحالي لم يعد يأخذ وقتًا طويلاً، لكنه في المقابل يفتقد للنكهة، لأن الطعام من قبل كان يأخذ وقته في الإعداد والتجهيز والطبخ”.
تقول كوثر: “كان الطعام يحضَّر بكل حب، حيث كانت الأم تصب تركيزها وحواسها في إعداد الطعام”.
وتؤكد أن الكثير من الفتيات في الوقت الحاضر يستخدمن هواتفهن أثناء العمل، وأثناء إعداد الطعام وغيرها من الأعمال، ولا يوجد حس بالمسؤولية لديهن.
فيما تنصح هبه سعيد – 18 عاماً، الفتيات باستغلال أوقاتهن في التركيز على أنفسهن وتطويرها.. وتقول: “نحن في القرن الحادي والعشرين، وليس من المنطقي أن نستمر في نمط الحياة نفسه، فالوقت غير الوقت، والاهتمامات غدت مختلفة”.
الدورات التدريبية في مجال الطهي إلمام بثقافات مختلفة وفرص مهنية واسعة
صوت الأمل – علياء محمد لا يقتصر فن الطهي على الطبخ المتعارف عليه لدى الأفراد، بل يحمل بين …