تحديات يواجهها المخترعون والمبتكرون في اليمن
صوت الأمل – فاطمة رشاد
تعترض الكثير من الصعوبات والتحديات مخترعي اليمن، أبرزها كيفية حماية الاختراع حيث يؤكد أغلب المخترعين تعرضهم لعمليات سرقة؛ مرجعين السبب في ذلك إلى قلة اهتمام الجهات المعنية بإعطاء المخترعين براءة الاختراع ودعمهم.
أحد الشباب الذين بدأوا في مجال الاختراع (وليد المحمدي) يقول: “يواجه المبتكرون والمخترعون، عدة تحديات من أجل تنفيذ مشروعاتهم، والوصول بأفكارهم لعمل منتج على أرض الواقع، حيث يعد التمويل والتسويق والدعم وصعوبة تنفيذ منتجهم، وعدم ثقة كبار رجال الأعمال والمستثمرين في أفكارهم، أبرز التحديات التي تواجههم”.
صعوبة الحصول على براءة اختراع
ويضيف المحمدي أنَّ هناك بعض الشباب اليمنين شاركوا في المسابقات على بعض القنوات الفضائية، منهم المخترع (مجيب الحروش)، وكانت مشاركاتهم تعد تحفيزاً وتشجيعاً لبقية المخترعين اليمنين.
ويواصل وليد قائلًا: “يجب ألا يقف المخترع في مكانه مهما واجهته الصعوبات والعقبات، بل يسعى إلى مواصلة جهوده في الاختراع مقتديًا بالمخترعين والمبتكرين الذين سبقوه عبر العصور”.
وليد أحد المخترعين، يحاول أن يقدم اختراعه -الذي رفض الإفصاح عنه- خوفًا من السرقة الفكرية قبل أن يحصل على براءة الاختراع .
شحة الإمكانيات
المهندس محمد العبسي (صاحب عدة اختراعات) ينتظر من الجهات الالتفات إلى اختراعاته قائلاً عن الصعوبات والتحديات: “إنَّ الصعوبات والعقبات والتي يواجهها كل المخترعين هي الكلام المحبط من حولنا، الذي يعد أكبر صعوبة يلاقيها المخترع، وعدم تصديق الفكرة التي يؤمن بها المخترع ويسعى جاهدًا لتحقيقها، بل وهناك من يحاول أن يصرف نظر المخترع عنها ويبعده عن التفكير بالاختراع”.
ويضيف المهندس العبسي على الصعوبات، شحة الإمكانيات من حيث المال والأدوات اللازمة، فالتكاليف المالية اللازمة لإنجاح الاختراع تُشكل عائقًا كبيرًا، مؤكدًا: «نحن نعيش في دولة لا يجود فيها أي جهة رسمية أو غير رسمية نستطيع أن نقدم لها أفكارنا لتدعمنا بتنفيذها وإن تمكنا من مواصلة العمل بالاكتفاء الذاتي نواجه مشكلة في الحصول على القطع اللّازمة، فنحتاج إلى استيرادها من الخارج وبتكاليف باهظة الثمن”.
صعوبة توفير الحماية
ويواصل المهندس محمد العبسي حديثه لـ «صوت الأمل»، عن الصعوبات التي تواجه أغلب المخترعين المتمثلة في حماية الحق الفكري والمخترع، إذ أنَّ المخترع قد يتعرض للاعتداء أو القتل أو السرقة للملكية الفكرية من بعض الجهات ورؤوس الأموال في الدولة، ولا يوجد من يحتفظ بالحق الفكري للمخترع سوى (وزارة الصناعة والتجارة)، والتي تأخذ مقابل ذلك مبلغاً مالياً يصل إلى نصف مليون ريال، لكنها لا تستطيع حماية المخترع من الخطف أو القتل.
عدم الاهتمام بالأفكار
يجد المخترع نفسه أمام مشاكل جمة، مع ذلك يحاول أن يستمر من خلال صبره وبصيص الأمل الذي يحمله في داخله عسى أن يجد من يهتم بفكرته، فـ (المخترع عبد الحكيم) الذي قدم فكرة اختراع في توليد طاقة الكهرباء دون وقود، لم يجد أي اهتمام بمخترعه.
يقول عبد الحكيم: «إنَّ مشاكل المخترعين كثيرة، إذ لا يجدون من يتبنى أفكارهم عكس الدول المتقدمة، التي تولي المخترعين والمبتكرين اهتمامًا واضحًا، بل إنَّ هناك شركات تقوم بالبحث عنهم؛ لكي تستفيد منهم، وهذا عكس ما يجده المخترع اليمني”.
وزارة الصناعة والعلامات التجارية
تحاول وزارة الصناعة في اليمن تقديم مساعداتها بإمكانيات بسيطة، وبحسب عبدالله نعمان (مدير العلامات التجارية)، فإنَّهم يستقبلون آلاف الاختراعات والتي تحتاج إلى التبني، مشيرًا إلى أنَّ إعطاء براءة اختراع لا يكون لكل اختراع يُقدم؛ والسبب في ذلك يعود لوجود تشابه في الأفكار، وعليه تقوم الوزارة بالبحث وتضطر في أغلب هذه الحالات إلى أن ترفض البعض منها –خاصة- التي لم تستوفِ الشروط اللّازمة لها .
يواصل نعمان حديثه لـ «صوت الأمل»: “وفقاً للقانون رقم3 للحماية الفكرية لعام 2011م والذي نظم حاجات المخترعين والمبتكرين فأي شخص أو شركة أو جهات رسمية أو خاصة تمتلك أي اختراع، تتقدم به إلى وزارة الصناعة والتجارة بطلب وفقًا للنموذج والرسوم المحددة والتي هي عبارة عن رسوم رمزية، نقوم بأخذ البيانات وتوصيف الاختراع بحيث نقوم بعمل تقرير للاختراع المقدم لنا؛ لحصوله على العلامة التجارية أو البراءة من خلال مناقشة الاختراع، كما نقوم عبر لجنة من قبل عدة جهات مشتركة معنا كالتعليم العالي المتمثل بمركز العلوم والتكنولوجيا في جامعة عدن وكلية الهندسة والمعهد التقني؛ بإعطاء العلامة التجارية للاختراعات المقدمة”.
ويوضح نعمان، أنَّ وزارة الصناعة تقوم بمجهود كبير في حل مشاكل المخترعين وما تعترضهم من صعوبات فرغم الكم الهائل الذي يقدم إلى الوزارة من اختراعات وابتكارات فإنه لا يُقبل منها إلا القليل –خاصة- إذا كانت الأفكار متشابهة .
ويؤكد مدير العلامات التجارية عبد الله نعمان، أن أكثر الاختراعات التي تقدم إليهم هي اخترعات طلاب كلية الهندسة.
ومن جانبها، رخصانة محمد اسماعيل (مديرة مركز العلوم والتكنولوجيا) ترى أنَّ أبرز المشاكل التي تواجه المخترعين، عدم وضع الرؤية عند رجال الأعمال لحماية هذه الأعمال ورصدها ودعمها وربطها في العملية التنموية، إلى جانب تشتت الجهود في إقامة معرض مشترك يضم كل المخترعين، فقد أقيم معرضين في صنعاء ومعرض في محافظة عدن كذلك في حضرموت، مؤكدة بقولها: “نحن نقدم في المركز أقصى جهودنا لكي نساعد المخترعين في أن تحظى مشاريعهم الابتكارية بالقبول لها والاهتمام بها”.
توضح رخصانة لـ «صوت الأمل»، أنَّ تشابه الاختراعات والابتكارات لا يعني أنَّ الفكرة سرقت بل هي تخاطر للأفكار، لذا فإنَّ مسؤولية وزارة الصناعة هي إعطاء البراءة للاختراع أو الابتكار المتقدم، فهي تعمل على تنظيم الأعمال حتى لا تضيع جهود أي مخترع ومبتكر.
كما استعرضت رخصانة، أبرز اختراع تم قبوله من قبلهم بعدما شكلت لجنة لتقييم الأعمال المقدمة من قبل وزارة الصناعة، وكان عبارة عن اختراع سيخدم أغلب مالكي المدارس –خاصة- مرحلة الكيجي أو ما تسمى الحضانة أو الروضة، وهذا الاختراع عبارة عن جهاز يوجد به عدة صور، يقوم الطفل بلمسه عبر قلم تحديد ليصدر صوت الحيوان أو الشكل المحدد .
ودعت رخصانة الجهات المعنية إلى الالتفات إلى اخترعات الشباب والاستفادة منها في مناحي الحياة التي تخدم المجتمع –خاصة- الاختراعات التي ستخفف من الأوضاع التي تعيشها اليمن في ظل انقطاع الكهرباء والطاقة وكذلك في الجانب الصحي.
استطلاع لYIC : 54.1% من المخترعين اليمنيين يعانون من التهميش
صوت الأمل كشفت نتائج استطلاع إلكتروني أجراه يمن انفورميشن سنتر منتصف شهر مايو 2022م حول “ا…