ابتكار فرن يعمل بالطاقة الشمسية بدلًا عن الحطب أو الوقود
صوت الأمل – حنان حسين
في مجال الطاقة النظيفة، تُوجد الكثير من الابتكارات والاختراعات التي قام بها اليمنيون، منها ابتكار فرن يعمل بالطاقة الشمسية، مما يسهم في التخفيف من أزمة انعدام الغاز، وفي حسم قاطع لظاهرة الاحتطاب الجائر، وإيجاد حل سريعٍ لعمل المخبوزات بالموارد الطبيعية المتاحة.
منير القرماني، ابتكر فرنًا يعمل بالطاقة الشمسية بكفاءة عالية لصنع الخبز، مستفيدًا من الطاقة النظيفة في إيجاد حل لمحنة غلاء الوقود المتتابعة وانقطاعه، التي بدأت منذ اندلاع الصراع في ربيع 2015، ومساندًا في الوقت نفسه الأمنَ الغذائي في بلد بات مهددًا بالمجاعة.
- أستاذ منير، حدثنا عن نفسك باختصار؟
اسمي منير منصور علي القرماني، مواليد صنعاء القديمة، ديسمبر 1983م، درست في المعهد التقني الصناعي في ذهبان، تخصص إلكترونيات.
- اختيارك لمجال الإلكترونيات كتخصص تطلب الكثير من الوقت بالتأكيد، فما السبب الذي دفعك إلى اختيار هذا التخصص؟
السبب من التحاقي بهذا التخصص أنه أثناء دراستي الإعدادية والثانوية كنت أعمل في مجال صيانة الأجهزة الإلكترونية والكهربائية، بالإضافة إلى شغفي بكيفية عمل الدوائر الإلكترونية، والدعم الذي تعطيه لحياتنا.
واستمر شغفي حتى أثناء دراستي في المعهد التقني، مع المهندس المتميز في عمله سليمان التميمي، الذي له فضل عليّ في هذا المجال.
- من مجال الإلكترونيات والدوائر الكهربائية وصيانة الأجهزة إلى مجال الطاقة الشمسية وابتكار فرن يعمل بها، كيف ظهرت الفكرة؟ وما الذي حفزك لهذا الابتكار؟
في العام 2015 بسبب الظروف التي مرت بها البلاد، وما صاحبها من ارتفاع جنوني في أسعار الوقود، أصبحت أسعار المخبوزات جنونية، إضافة إلى تعرض الأشجار للقطع الجائر واستخدامها كوقود. ومن هنا انطلقت شرارة هذه الفكرة، “فرن بالطاقة الشمسية”.
وساعد على ذلك الوفرةُ التي نراها في السوق المحلي لمنتجات الطاقة الشمسية، وتوجه العالم إلى الطاقة النظيفة والمستدامة.
- بعد انطلاق الفكرة، ماهي مراحل التطبيق؟ وكيف تقبَّل الذين حولك هذه الفكرة؟
مرت الفكرة بمراحل وتحديات كثيرة، وبتأييد من بعض الناس واستهتارٍ من آخرين، لكني كنت أعمل عليها في أوقات متقطعة، وأجَّلتها عدة مرات، إلى أن تبلورت الفكرة وعملت عليها بشكل أكبر في العام 2021.
وفي بداية العام 2022م، وبمساعدة الهيئة العليا للعلوم والتكنولوجيا والابتكار، تم العمل على المشروع الذي خضع لعدة تجارب ومحاولات إلى أن نجحنا في تشغيله وتجربته، وتم الإعلان عنه منتصف العام الحالي.
خلال إنجازك لهذا الابتكار، هل وجدت من يدعمك حتى تنجز ابتكارك وتقدمه للمجتمع، ومن كان الداعم لك في هذا المشوار؟
منذ بداية الفكرة كان الداعم الرئيسي لي، على الصعيد العملي، الهيئة العليا للعلوم والتكنولوجيا والابتكار، بالإضافة إلى “المؤسسة العامة لإنتاج وتنمية الحبوب”.
وعلى المستوى الشخصي كان لي الكثير من الداعمين، منهم أقربائي، بالإضافة إلى زميلٍ لي في المعهد. هؤلاء من شجعوني ووقفوا بجانبي وعملوا على دعمي والرفع من معنوياتي في مرحلة كانت من أسوأ المراحل التي مررت بها حتى رأى المشروع النور.
- حدثنا قليلا عن هذا الابتكار؟ كيف يعمل؟ وما هي آلية تشغيله؟
هو عبارة عن فرن يعمل على تحويل الطاقة الناتجة من الألواح الشمسية إلى طاقة حرارية مباشرة، أو عبر إنفرتر (محول طاقة) إلى طاقة حرارية. يمكن تسخين الفرن باستخدام النظام الهجين (الهايبرد)، بمعنى أن الفرن يعمل في النهار بالطاقة الشمسية، وفي المساء أو عندما تكون الأجواء غائمة يتم دمج الكهرباء أو الغاز في إنتاج الطاقة لتشغيله. وهذا ما يجعله اقتصاديًّا في استهلاكه للوقود.
- بماذا يمتاز فرن الطاقة الشمسية عن الأفران التقليدية التي تعمل بالوقود؟
من مميزات هذا الفرن أنه يستخدم التقنية الحديثة في التشغيل بالطاقة النظيفة، بالإضافة إلى كونه قابلًا للنقل من مكان لآخر. والميزة الأهم أنه يحمل الطابع التقليدي للأفران.
- ما تعليقك على من يقول إن الطاقة المتجددة حلت محل الكهرباء وأقسامها، وأصبحت محرك العصر حاليًا؟
الطاقة المتجددة أصبحت تشكل توجهًا عالميًا للبشرية جمعاء؛ فهي تعد خطة مستقبلية للعديد من المجالات والقطاعات. والمستقبل واعد بانتشار الطاقة المتجددة في ظل التطور والابتكارات في هذا المجال.
- كمبتكر في مجال الطاقة الشمسية، هل ترى أن الطاقة النظيفة بكل أنواعها ستساعد المجتمع إذا انتشرت بشكل أوسع عما هي عليه؟
بكل تأكيد، وأقل فائدة قد أذكرها أنها ستخلق بيئة صحية خالية من الملوثات والأمراض.
- إذا ما نظرنا إلى تجربتك في اختراع “فرن بالطاقة الشمسية”، كيف تصف هذه التجربة؟
طريق مليء بالصعوبات واكتساب الخبرات، والنتائج الرائعة تجعلني أنسى كل المعاناة التي مررت بها، وتعطيني دافعًا أكبر للدخول في ابتكارات أخرى مهما واجهتُ من الصعوبات.
- ما أبرز الصعوبات التي واجهتك عند إنجازك لمشروعك؟
أبرز الصعوبات نقص الوعي المجتمعي بأهمية الطاقة الشمسية، وكيفية عملها، ثم وجود بعض الناس المتشائمين والمثبطين وطريقة تحركهم وحديثهم معي، بالإضافة إلى عدم توفر بعض المكونات بالشكل المطلوب؛ لأن اليمن بلد غير صناعي، وحين نحتاج موادَ وأدواتٍ نطلبها من الخارج، وهذا يتطلب وقتًا وجهدًا وأموالًا مضاعفة. وبالحديث عن الأموال، يعد نقص السيولة أحد التحديات التي واجهتها.
- في حياة المبتكرين الكثير من الاختراعات التي تضيف لهم على مختلف المستويات وتفيدهم وعائلتهم ومحيطهم، ما هي الإضافة التي شكلها هذا الاختراع في حياتك؟
بالنسبة لي، هذا الابتكار فتح لي آفاقًا جديدة لتسخير الطاقة الشمسية فيها، وخلق لي فرصة عمل جيدة. والمتوقع في المستقبل القريب أنه سيتم فتح سوق جديدة لمنتجات الطاقة الشمسية.
- بحديثك عن المستقبل، برأيك كيف ستكون الطاقة المتجددة في اليمن؟
في جميع المجالات، وعلى مختلف الأصعدة؛ فالتطور الحاصل لا يمكن أن يتوقف عند هذا الحد، لكنه سيتطور ويثري مجال التنمية المستدامة.
- هل ترى أن الطاقة الشمسية حلت محل الطاقة التقليدية؟
الطاقة الشمسية لم تحل محل الكهرباء في جميع المجالات بشكل كامل، لكنها أسهمت بشكل كبير في التخفيف من استهلاك الكهرباء.
- ما هي مقترحاتك لإيجاد حلول لتحسين الابتكارات في قطاع الطاقة النظيفة؟
أول المقترحات هي أن تهتم الجهات المختصة وتتجه نحو هذا الصناعة، وأن تدعمها وتشجعها. وعليها أن تسنَّ قوانين مشجعة لها؛ وهذا بدوره سيخلق بيئة حاضنة للمبتكرين ستثمر في عمل العديد من الابتكارات القوية والمفيدة للجميع.
91.9% من المشاركين في الاستطلاع يرون أن من المهم بدء الاعتماد على الطاقة النظيفة لتحقيق تنمية مستدامة في اليمن
صوت الأمل – يُمنى أحمد الطاقة النظيفة شكل من أشكال الطاقة المستدامة التي تُولّد من مصادر ط…